يواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية وكامل فلسطين المحتلة للأسبوع الثاني على التوالي، ما دفع منظمة هيومن رايتس ووتش لاتهام الولايات المتحدة والدول الغربية بالنفاق والصمت إزاء هذا الاستهتار الإسرائيلي الوحشي بحياة الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، يشن الاحتلال عدوانًا على قطاع غزة هو الأعنف في السنوات الأخيرة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 5 آلاف فلسطيني والعدد مرجح للارتفاع في ظل القصف العشوائي المتواصل.
نرصد في هذا التقرير العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ انسحابها منها في منتصف أغسطس/آب 2005، وبلغت إلى اليوم 7 عمليات عسكرية مخلفة آلاف الشهداء والجرحى.
الرصاص المصبوب/معركة الفرقان
شن الاحتلال الإسرائيلي حربًا على قطاع غزة يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2008، أطلق عليها اسم “عملية الرصاص المصبوب”، وكان الهدف وفق الاحتلال “إنهاء حكم حركة حماس في القطاع”، والقضاء على المقاومة الوطنية الفلسطينية ومنعها من قصف “إسرائيل” بالصواريخ، فضلًا عن الوصول إلى المكان الذي تخبئ فيه المقاومة الأسير جلعاد شاليط.
ردت المقاومة الفلسطينية في القطاع على هذه الحرب بعملية أسمتها “معركة الفرقان”، واستهدفت الغلاف الاستيطاني المحيط بغزة (نحو 17 كيلومترًا) بنحو 750 صاروخًا، وصل بعضها لأول مرة إلى مدينتي أسدود وبئر السبع.
استمر العدوان الإسرائيلي 23 يومًا، واستخدم فيه الاحتلال أسلحة محرمة ضد الفلسطينيين العزل كان أبرزها قنابل الفسفور الأبيض واليورانيوم المنضب، وأطلق أكثر من ألف طن من المتفجرات.
أسفرت هذه الحرب عن أكثر من 1430 شهيدًا فلسطينيًا، منهم أكثر من 410 أطفال و104 نساء ونحو 100 مسن، وأكثر من 5400 جريح، فيما دُمر أكثر من 20 ألف منزل دمارًا كليًا أو جزئيًا، بينما اعترف الاحتلال الصهيوني بمقتل 13 إسرائيليًا، بينهم 10 جنود، وإصابة 300 آخرين.
عمود السحاب/حجارة السجيل
انطلقت هذه الحرب التي استمرت 8 أيام يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012 باغتيال الكيان الإسرائيلي قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، وأطلقت عليها حكومة الاحتلال “عامود السحاب”، كان الهدف منها وفق المعلن تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها.
وردت عليها المقاومة الفلسطينية بمعركة “حجارة السجيل”، واستخدمت أكثر من 1500 صاروخ، بعضها تجاوز مداه 80 كيلومترًا، وفيها من وصل لأول مرة إلى تل أبيب والقدس المحتلة، كما استهدف بعضها طائرات وبوارج حربية إسرائيلية.
استشهد في هذه الحرب نحو 180 فلسطينيًا، بينهم 42 طفلًا و11 امرأة، وجرح نحو 1300 آخرين، في حين قتل 20 إسرائيليًا وأصيب 625 آخرين.
وهدمت “إسرائيل” خلال هذه الحرب 200 منزل بشكل كامل، ودمرت 1500 منزل بشكل جزئي، إضافة إلى تضرر عشرات المساجد وعدد من المقابر والمدارس والجامعات والمباني والمؤسسات والمكاتب الصحفية.
الجرف الصامد/العصف المأكول
بدأت حكومة الاحتلال حربها الثالثة ضد غزة “الجرف الصامد”، يوم 7 يوليو/تموز 2014 بعد أن اغتال الإسرائيليون 6 من أعضاء حماس زعموا أنهم وراء اختطاف وقتل 3 مستوطنين في الضفة الغربية، وهو ما نفته حماس، ومن أسبابها أيضًا اختطاف مستوطنين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير وتعذيبه وقتله حرقًا.
ردت المقاومة بمعركة “العصف المأكول”، واستمرت المواجهة 51 يومًا، شن خلالها جيش الاحتلال أكثر من 60 ألف غارة على غزة، واستشهد فيها 2322 فلسطينيًا وجرح 11 ألف جريح، وارتكب الاحتلال مجازر بحق 144 عائلة.
بلغ عدد الوحدات السكنية المهدمة كليًا 12 ألف وحدة، فيما بلغ عدد المهدمة جزئيًا 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، كما دمر الاحتلال خلال العدوان 64 مسجدًا بشكل كلي، إضافة إلى تضرر 150 مسجدًا بشكل جزئي، واستهدفت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 20 مستشفى ومركزًا صحيًا.
أطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام أكثر من 8 آلاف صاروخ، استهدفت ببعضهم لأول مرة مدن حيفا وتل أبيب والقدس، وتسببت في إيقاف الرحلات في مطار تل أبيب، كما أطلقت المقاومة الفلسطينية طائرات مسيرة في المجال الجوي الإسرائيلي.
قُتل 68 جنديًا إسرائيليًا و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وأصيب 2522 إسرائيليًا بجروح، بينهم 740 عسكريًا، كما أسرت كتائب القسام في 20 يوليو/تموز 2014 الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون، خلال تصديها لتوغل بري لجيش الاحتلال في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
معركة صيحة الفجر
جاء العدوان الإسرائيلي يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2019 على قطاع غزة استمرارًا لجولات عدوانية إسرائيلية سابقة، فجيش الاحتلال يواصل حالة استنزاف الفلسطينيين وقوى المقاومة في القطاع.
بداية العدوان كانت باستهداف قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، بهاء أبو العطا، في شقته السكنية بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده هو وزوجته.
ردت حركة الجهاد الإسلامي على هذا الاغتيال في عملية استمرت بضعة أيام أطلقت عليها “معركة صيحة الفجر”، أُطلق خلالها مئات الصواريخ على مواقع وبلدات إسرائيلية.
أسفرت الغارات الإسرائيلية عن استشهاد 34 فلسطينيًا، وجرح أكثر من 100 آخرين، بينهم نشطاء في سرايا القدس، وأعداد كبيرة من المدنيين، فيما تكتم كيان الاحتلال على خسائره البشرية والمادية جراء صواريخ المقاومة.
حارس الأسوار/سيف القدس
اندلعت هذه الحرب التي أسمتها “إسرائيل” “حارس الأسوار” يوم 10 مايو/أيار 2021 بعد استيلاء مستوطنين على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، وكذا بسبب اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاعتداء على الفلسطينيين ومحاولة منعهم من الوجود في ساحة “باب العمود”.
ردت المقاومة بعملية عسكرية أطلقت عليها “سيف القدس”، وخلالها أطلقت أكثر من 4 آلاف صاروخ على بلدات ومدن إسرائيلية، بعضها تجاوز مداه 250 كيلومترًا، وبعضها استهدف مطار رامون، وأسفرت عن مقتل 12 إسرائيليًا وإصابة نحو 330 آخرين، وفق مصادر إسرائيلية.
فيما استشهد 248 فلسطينيًا بينهم 66 طفلًا و39 امرأةً و17 مسنًا وأصيب أكثر من 5 آلاف بجروح متفاوتة نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف لعدة أبراج سكنية في غزة، من ذلك “برج الجلاء” الذي كان يؤوي مقرات عدد من الهيئات الإعلامية، بما فيها وكالة “أسوشييتدبرس” للأنباء وقناة “الجزيرة” التليفزيونية.
الفجر الصادق/وحدة الساحات
يوم 5 أغسطس/آب 2022 استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقع لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة لا سيما ذراعها العسكرية سرايا القدس في عملية أطلق عليها “الفجر الصادق”.
قال الجيش الإسرائيلي إن اختيار هذا الاسم كان لتأكيد التركيز على حركة الجهاد التي تتخذ اللون الأسود شعارًا، وخلال اليوم الأول لهذه العملية اغتال الاحتلال القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية في “برج فلسطين” بحي الرمال.
في المقابل أطلقت سرايا القدس عملية “وحدة الساحات”، ردًا على العدوان الإسرائيلي، وأطلقت خلالها مئات الصواريخ على المستوطنات، وقالت في بيان إنها عملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح).
وقالت سرايا القدس في بيان إنها في عملية “وحدة الساحات”، قصفت سرايا القدس تل أبيب ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت.
أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بأن عدد الشهداء في هذه الحرب بلغ 48، بينهم 16 طفلًا و4 سيدات، في حين أصيب 360 بجروح مختلفة.
طوفان الأقصى/السيوف الحديدية
أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عملية أسمتها “طوفان الأقصى” على كيان الاحتلال الإسرائيلي، وشملت هجومًا بريًا وبحريًا وجويًا وتسللًا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة، واستهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للإسرائيليين.
خلال أول 20 دقيقة من العملية، أطلقت حركة حماس أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة، وفق محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
اعتُبرت هذه العملية أكبر هجوم على الاحتلال منذ عقود، وفي الأيام الأولى من العملية قتلت المقاومة أكثر من 1500 إسرائيلي وأسرت المئات وسيطرت على عدة مستوطنات، واضطر الجيش الإسرائيلي لإجلاء كامل السكان.
في المقابل، رد الاحتلال على عملية المقاومة بإعلان حالة الحرب وإطلاق عملية عسكرية أسماها “السيوف الحديدية”، وبدأ بقصف جوي مكثف على قطاع غزة.
لجأ الجيش الإسرائيلي إلى حصار غزة وقطع الماء والكهرباء، وقصف الوحدات السكانية والمستشفيات ودور العبادة والمدارس، وارتقى نتيجة ذلك أكثر من 5 آلاف شهيد حتى الآن، ودمر القصف الإسرائيلي الكثير من المباني السكنية والمرافق الحيوية.
خلال هذه الحرب ارتكب الاحتلال الإسرائيلي عدة جرائم حرب منها قصف مستشفى المعمداني الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 5000 فلسطيني، فضلًا عن قصف كنائس ومساجد، بعد أن منحه قادة الغرب الضوء الأخضر.