يواصل الأسرى الفلسطينيون داخل السجون الإسرائيلية، إضرابهم المفتوح عن الطعام في معركة “الحرية والكرامة” لليوم الثالث على التوالي، بقيادة الأسير القائد مروان البرغوثي، وبمشاركة 1500 أسير، لاستعادة حقوقهم المتمثلة في إنهاء سياسة الإهمال الطبي، إنهاء سياسة العزل وسياسة الاعتقال الإداري، السماح بإدخال الكتب والصحف والقنوات الفضائية، إضافة إلى مطالب حياتية أخرى.
قيادة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي، لإضراب الأسرى عن الطعام، أعطى قوة دفع كبيرة لكل الأسرى للمشاركة بهذا الإضراب الذي سيكون الأكبر في تاريخ الحركة الأسيرة خلال الأيام القليلة المقبلة.
قيادة معركة الكرامة
“نون بوست” حاور عضو المجلس الثوري لحركة فتح المحامية فدوى البرغوثي -زوجة الأسير مروان البرغوثي-، وفتح معها أبرز الملفات السياسية والنضالية للأسير مروان، خاصة مع علامات الاستفهام الكبيرة التي خرجت بعد مؤامرة الإطاحة به من حركة فتح.
البرغوثي فضلت أن تبدأ حوارها مع “نون بوست”، بالخطوة النضالية الكبيرة التي يقودها الأسير مروان داخل السجون، وأكدت أن البرغوثي قرر قيادة المعركة هذه المرة ضد مصلحة السجون الإسرائيلية، وأنه في النهاية سينتصر.
البرغوثي: معنوياته عاليه وسيهزم الاحتلال بإضرابه عن الطعام
البرغوثي أكدت أنه “بعد سلسلة من اللقاءات التي جرت بين الحركة الأسيرة ومصلحة السجون الإسرائيلية، للاتفاق على وقف ممارسات القمعية والتعسفية ضد الأسرى، رفض الاحتلال الاستجابة لمطالب الأسرى، وتم اتخاذ قرار خوض معركة الإضراب عن الطعام”.
وأضافت البرغوثي أن “الأسير مروان وبعد جهود كبيرة من قبل الأسرى قرر أن يواجه المحتل ويتصدر لخطواته القمعية ضد الأسرى بخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام، وبدأ قبل ثلاثة أيام هذه المعركة التي قد تكون الأكبر في تاريخ الحركة الأسيرة خلال الأيام القليلة المقبلة”.
البرغوثي أشارت إلى أن معنويات زوجها الأسير عالية جدًا، “وبه من الهمة والقوة والعزيمة ما يستطيع بها أن يهزم الاحتلال وجبروته، مؤكدةً أن قرار الإضراب تم اتخاذه ولم يتراجع عنه مروان ولا الأسرى الباقين إلا بعد تحقيق مطالبهم العادلة”.
وتضيف المحامية فدوى البرغوثي أن الاحتلال حاول التضييق على زوجها وبعض الأسرى القادة من أجل ثنيهم عن تنفيذ خطوة الإضراب عن الطعام، حتى وصلت للغة التهديد الجسدي المباشر والتضييق عليهم، إلا أن القرار كان موحدًا وقويًا “نجوع من أجل حقوقنا”.
البرغوثي: هذا العام كان مميزًا لذلك اختار الأسرى أن يطلقوا معركتهم المفتوحة في يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف الـ17 من شهر نيسان
وقالت البرغوثي أن “هذا العام كان مميزًا لذلك اختار الأسرى أن يطلقوا معركتهم المفتوحة في يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف الـ17 من شهر نيسان الحاليّ، في رسالة واضحة للاحتلال بأنهم لم ولن يبقوا أرقامًا وستكون لهم الكلمة القوية في التحدي والصمود”.
وأضافت البرغوثي: “لقد اختار الأسرى هذا العام كعام للحرية/ لأنهم يدركوا تمامًا أن حريتهم جزء لا يتجزأ من كرامة الشعب الفلسطيني، وهذا الإضراب الذي يخوضوه هو جزء من النضال الفلسطيني المتواصل منذ عشرات السنين”. وتابعت: “في النهاية نحن نفتخر كثيرًا بأسرانا، وهم من سينتصرون على السجان بأمعائهم الخاوية”.
البرغوثي: المطلوب الآن تحرك رسمي وشعبي عارم لإنقاذ الأسرى ومساندتهم في محنتهم
وختمت البرغوثي حدثيها بهذا الملف بالقول: “ما يقوم به زوجي برفقة مئات الأسرى تضحية كبيرة من أجل الوطن، لإحياء قضية الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لشتى أنواع العذاب والإهانة داخل السجون، والمطلوب الآن تحرك رسمي وشعبي عارم لإنقاذ الأسرى ومساندتهم في محنتهم”.
ويخوض لليوم الرابع على التوالي أكثر من 1500 أسير فلسطيني إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، بقيادة الأسير مروان البرغوثي، ويشارك في الإضراب أسرى من مختلف الفصائل الفلسطينية.
حيث يقبع داخل سجون الاحتلال 6500 أسير، بينهم 300 طفل و56 امرأةً، ومن بينهم 500 أسير للاعتقال الإداري، و13 نائبًا في المجلس التشريعي، أقدمهم مروان البرغوثي المعتقل منذ عام 2002، وفق مراكز رسمية وحقوقية.
مؤامرة إسقاطه من حركة فتح
وحول ما كان قد صرجت به لوسائل إعلامية عن إبعاد زوجها الأسير مروان عن حركة فتح، خاصة بعد نتائج انتخابات الحركة الأخيرة، اتهمت البرغوثي الحركة بتدبير مؤامرة لزوجها لإخراجه منها، وعدم توكيل أي منصب له في الحركة، رغم حصوله على أعلى النتائج في انتخابات الحركة الأخيرة.
وكان الأسير البرغوثي، قد نال أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الداخلية لحركة فتح لاختيار أعضاء اللجنة المركزية، والتي جرت في 3 من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بحصوله على 936 صوتًا، في حين حل جبريل الرجوب في المرتبة الثانية بـ838 صوتًا، إلا أن البرغوثي لم يحصل على أي منصب، ووكل منصبه للنائب محمود العالول.
وأكدت البرغوثي أنه بعد إعلان النتائج الرسمية وتوزيع المهام على أعضاء الحركة في المركزية، استجابت حركة فتح للضغوطات “الإسرائيلية” ولم يعطى زوجها شيئًا، وأضافت البرغوثي: “لا يمكن تجاهل أو تجاوز إرادة المؤتمر، ولا يمكن تجاهل أو تجاوز مروان البرغوثي، والذي يبرّر هذا التجاهل والتجاوز بوجود مروان خلف القضبان يعطي حق النقض الفيتو لقوة الاحتلال على اختيار الحركة لقادتها، وينصاع لتهديدات نتنياهو”.
البرغوثي لفتت إلى أن “وجود زوجها في الأسر لا يعيبه، بل يؤكد على دوره القيادي، وقدرته على التضحية، وإن كان يحرمه من أي امتياز، لكنه لا ينتقص من حقه، مشيرةً إلى أن مروان ليس غائبًا، لكنه في مهمة نضالية مقدّسة، قاسية ومشرّفة، وكما التزم مروان بنتائج المؤتمر، فعلى الجميع الالتزام بنتائجه”.
تجدر الإشارة إلى أن البرغوثي اعتقل من قبل الجيش “الإسرائيلي” في 15 من أبريل/ نيسان 2002، من أحد المنازل في مدينة رام الله، وحكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات و40 عامًا، بعد أن اتهمته إسرائيل بقيادة تنظيم حركة فتح في الضفة الغربية، والمسؤولية عن عمليات مسلّحة نفّذها الجناح العسكري لحركة فتح (كتائب شهداء الأقصى)، وأدّت إلى مقتل وإصابة عشرات الإسرائيليين.
أمل الإفراج الأخير
وفي ملف الإفراج عن زوجها الأسير مروان، اتهمت فدوى البرغوثي الجميع بالتقصير في مساندة قضية الأسرى بما فيهم القيادي مروان، مؤكدةً أن ملف الأسرى بشكل خاص بحاجة لدعم وتأييد ومساندة سياسية وشعبية وعربية ودولية كبيرة من أجل الإفراج عنهم.
وأوضحت أن زوجها محكوم عليه بسنوات عالية بسبب التهم التي وجهتها له “إسرائيل”، مشيرةً إلى أن فصائل المقاومة مطالبة بالتحرك كذلك في هذا الملف واتخاذ كل الخطوات التي تضمن الإفراج عن الأسرى القدامى والقادة والمرضى وأصحاب المحكوميات العالية وكذلك الأسيرات.
ذكرت البرغوثي، أن إتمام صفقة التبادل مع الجانب الإسرائيلي مقابل جنوده المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية هو أمل كبير ينتظره الأسرى كافة بما فيهم مروان
وختمت البرغوثي في نهاية حديها لـ”نون بوست” أن “إتمام صفقة التبادل مع الجانب الإسرائيلي مقابل جنوده المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية هو أمل كبير ينتظره الأسرى كافة بما فيهم مروان، مؤكدة أن هذا طريق للنضال والمقاومة مشروع طالما وجد الاحتلال على أرضنا”.