فالعقيدة والرؤية التي يقاتل لها ومن أجلها المحارب تنعكس في أخلاقيات القتال التي يسمو بها الثائر على من ظلمه. وعادة ما تبرز هذه الأخلاقيات في طرق تعامل المقاتل مع الأسير أو الأعزل من عدوه.
ولكن في حالات أخرى أكثر تعقيداً يوضعُ المقاتلُ في ظروف حرجة يصعب فيها اتخاذ القرار الذي قد يؤدي في حالات كثيرة الى إزهاق أرواح بريئة من أطفال ومدنيين. ونظراً لخطورة الصراع القائم في سوريا كان من المهم جداً تعريف الثوار بمنظومة قانونية تساهم في تحسين الوضع وتخفيف الآثار السلبية الناجمة من الحرب.
https://www.youtube.com/watch?v=9WbRNxJRDck
فبينما يقوم النظام السوري على الأرجح بتعليم جنوده طرق التعذيب والقتل اللاأخلاقي، يقوم مجموعة من الشباب الغيور على وطنه وإنسانيته بتعليم الثوار القيم الإنسانية المستنبطة من المبادئ الأساسية للشريعة الإسلامية الحامية لحقوق الإنسان عبر العصور، ومن القوانين الدولية المستحدثة التي من شأنها الحد من ضرر النزاعات المسلحة، والتي يُلاحق ويعاقب خارقوها بجرائم حرب من قبل المحاكم الدولية بعد انتهاء النزاعات كما كان الحال في رواندا و البوسنة على سبيل المثال.
ومن هنا قامت مجموعة من الشباب السوري بإطلاق “البرنامج السوري للتطوير القانوني” والذي قام بدوره بإطلاق سلسلة “قيم”. و”قيم” هي عبارة عن مجموعة من الفيديوهات القصيرة التي تهدف إلى التعريف بالقانون الدولي الإنساني بشكل مبسط يُمكِن المقاتلين من فهمه بسهولةٍ ويسر، الأمر الذي يجعل من ثقافة القانون حاضرةً في أذهان الجميع وأساساً تُبنى عليها دولة العدالة والمساواة التي يصبو إليها جميع السوريين.
ولقد تم إطلاق الحلقة الأولى من سلسلة “قيم” والتي عُنيت بالتعريف بحقوق الأسرى وبكيفية التعامل معهم بشكل أخلاقي. وستتناول الحلقات القادمة مواضيع ذات أهميةٍ بالغةٍ كضرورة عدم استخدام أو إدراج الأطفال بأي شكل من أشكال النزاع، خطورة استخدام الأسلحة العشوائية والألغام، إضافة إلى مواضيع قانونية وأخلاقية حساسة عديدة يجب أن يعيها جميع المقاتلين.
والجدير بالذكر أن سلسلة قِــيَــم هي من إنتاج جهود سورية عدة، وقد تم تصوير جميع المقاطع التمثيلية في الداخل السوري. وجميع محتوى الحلقات تمت كتابته بإشراف من البرنامج السوري للتطوير القانوني. كما أن السلسلة من إخراج مركز حلب الإعلامي وإنتاج مؤسسة “لمبة” للإنتاج الإعلامي.