ترجمة وتحرير نون بوست
ككل سنة، تناولت الدراسة التي أجرتها وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية تكاليف العيش في 133 مدينة حول العالم. وتستند الإحصائيات أساسا على مقارنة بين أسعار 160 صنف من السلع والخدمات في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا السياق، كشفت نتائج هذه السنة عن تصدر العاصمة الكينية نيروبي لقائمة المدن الإفريقية التي تتميز بكلفة معيشة باهظة، بعد أن احتلت العاصمة الأنغولية، لواندا هذه المرتبة سنة 2016. أما بالنسبة للقاهرة وأبيدجان، العاصمة الاقتصادية لساحل العاج، فقد حازت كلاهما على المركز الثاني، حسب النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة.
أما المرتبة الرابعة، فقد كانت من نصيب مدينة الدار البيضاء المغربية، تليها داكار السنغالية في المركز الخامس. وتسهل هذه الدراسة، التي أشرفت عليها الوحدة الاستخباراتية الاقتصادية، مهام المتصرفين في الموارد البشرية لحساب مداخيل العاملين في الخارج.
وفي مناسبات كثيرة، أثارت نتائج هذا الترتيب السنوي جدلا على شبكات التواصل الاجتماعي. وهذا ما حصل تماما في العام الماضي حين صُنفت لواندا وكينشاسا (عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية) كأغنى مدينتين في القارة. ويتمحور سبب هذا الجدل حول تكاليف معيشة الوافدين إلى البلدان الإفريقية.
وشكك عدد من رواد الإنترنت في إمكانية ارتفاع كلفة العيش بالنسبة لهؤلاء الوافدين، خاصة وأنهم يتمتعون بقدرة شرائية مرتفعة. ونشر أحد المستخدمين على حسابه الخاص تعليقا مفاده أن “هذا الترتيب خيالي ولا يمت للواقع بصلة”. وأضاف الشخص نفسه مفسرا أن “رغيف الخبز يكلف يورو واحدا في بلجيكا، وهو ما تعادل قيمته 1500 فرنك كونغولي، في حين يكلف الرغيف ذاته 600 فرنك كونغولي (أي ما يُعادل 0.58 يورو) في كينشاسا. وفي هذه الحالة، أي المدن أغلى برأيكم؟ بالنسبة لمواطن كونغولي يمتلك أقل من دولار يوميا، تعتبر الحياة مكلفة في هذه المدينة ولكن، لا ينطبق ذلك على العمال الوافدين إلى أوطاننا.”
وفي شأن ذي صلة، أعرب مستخدم آخر عن اقتناعه بمصداقية هذه النتائج قائلا، “أنا إفريقي، وعادة ما أتنقل في بلدان المنطقة. ولهذا أستطيع أن أؤكد لكم أن هذا التصنيف قريب من الواقع. فالترتيب لم يؤكد أن الوافدين لا يدفعون بل بالعكس ربما تكون مصاريفهم أكثر بكثير من السكان الأصليين. وفي أغلب الأحيان، لا يحصلون في المقابل إلا على سلع منخفضة الجودة. ومن المعلوم أنه، في لواندا الأنغولية وكينشاسا، إن كنت لا تملك المال فمن الأفضل لك المغادرة “. وفي السياق نفسه، تشاطر مستخدم آخر هذا الرأي مصرحا، “آسف على قول ذلك، ولكنني زرت ثلاثة أرباع هذه المدن وعرفت أن النتائج ليست بعيدة جدا عن الواقع. فكلما دفعت أكثر، حصلت على منتوج أكثر جودة.”
الدراسة التي أشرف عليها المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في مدينة لوزان قد ركزت على نمط حياة السكان “الفعليين” للمدن الإفريقية، بما في ذلك الأغنياء والفقراء، والصغار والمسنين، والمهاجرين أو السكان الأصليين
المدن الإفريقية الأكثر رفاه سنة 2017:
وفي دراسة ثانية أجراها فريق “استطلاعات ميرسر”، تم التركيز على جودة الحياة في العالم. ويستند تصنيف ميرسر على 69 معيارا بما في ذلك المحيط السياسي والاجتماعي، والاقتصادي والثقافي، والخدمات العامة والترفيه، والسلع الاستهلاكية.
تتصدر مدينة مراكش المغربية الترتيب تليها جوهانسبرغ، فالإسكندرية، ثم مدينة بورت لويس، في حين حصلت العاصمة التونسية على المركز الأخير
وفي حين حصلت مدينة فيينا على أعلى تصنيف على المستوى العالمي، احتلت عاصمة موريشيوس، بورت لويس، المرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي، كأفضل مدينة يُمكن العيش فيها. ثم تليها بعد ذلك مدن جنوب أفريقيا؛ ديربان وكيب تاون وجوهانسبرغ، بينما حصلت مدينة فيكتوريا، عاصمة السيشل، على المركز الخامس. ولم يكن هذا الترتيب بمنأى عن الانتقادات والجدل أيضا، خصوصا بعد صدور آخر استطلاع أجراه المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في مدينة لوزان السويسرية، الذي كانت نتائجه مُغايرة تماما.
منظر عام لمدينة مراكش التي صنفها المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في مدينة لوزان كأفضل مدينة يُمكن العيش فيها
حصلت مدينة فيينا على أعلى تصنيف على المستوى العالمي، احتلت عاصمة موريشيوس، بورت لويس، المرتبة الأولى على الصعيد الإفريقي، كأفضل مدينة يُمكن العيش فيها. ثم تليها بعد ذلك مدن جنوب أفريقيا؛ ديربان وكيب تاون وجوهانسبرغ
الميدالية الذهبية لمراكش:
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة التي أشرف عليها المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في مدينة لوزان قد ركزت على نمط حياة السكان “الفعليين” للمدن الإفريقية، بما في ذلك الأغنياء والفقراء، والصغار والمسنين، والمهاجرين أو السكان الأصليين. وعلى مر سنة كاملة، درس الباحثون مواضيع متعلقة بالمجتمعات الإفريقية والإسكان، والنمو الاجتماعي والاقتصادي، والبيئة وإدارة الموارد.
ووفقا للتصنيف الذي أفضت إليه هذه الدراسة، الذي نشرته مجلة الدراسات الإفريقية، تتصدر مدينة مراكش المغربية الترتيب تليها جوهانسبرغ، فالإسكندرية، ثم مدينة بورت لويس، في حين حصلت العاصمة التونسية على المركز الأخير. والجدير بالذكر أن معظم المدن التي حصلت على مراتب هامة كانت قد استثمرت في مجال السكن والنقل والبنية التحتية. وفي آخر هذا الترتيب، توجد مدن دمرتها الصراعات الداخلية مثل بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى.
المصدر: جيوبوليس