أسماء الأسد، المرأة التي ظهرت فجأة بجانب الرئيس السوري بشار الأسد بعد أن تزوجا سراً عام 2000. ارتبط اسم أسماء الأسد بالإنسانية واللطافة والجمال، فقد كانت الوجه الناعم من بين كل وجوه النظام السياسي في سوريا.
لم تجتهد الأسد كثيراً في كسب ود الشعب السوري، فملامحها الهادئة الرزينة وصوتها الرصين منحوها طابع المرأة العصرية المتعلمة والتي تحمل الأمل في التغيير والانفتاح في البلاد من بعد حكم ديكتاتوري لحافظ الأسد.
“كان الناس ينتظرون ربيع سوريا عندما تولى بشار الأسد الحكم، إذ كان الرئيس الجديد أكثر سهولة في التواصل وتم الاستغناء عن بعض الحرس القديم في نظام والده. كان هناك إحساس بالانفتاح بعض الشيء. ووظفت حملات ضخمة ترسم صورة الزوجين الجديدين على كل المستويات المحلية والعالمية”. هذا ما قاله مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل.
عام 2011 بدأت الثورة السورية بعدما قام مجموعة من أطفال المدارس بكتابة عبارات على جدران مدارسهم في مدينة درعا تقول: “الشعب يريد إسقاط النظام” ومع بداية الانتفاضة بدأت صورة أسماء الأسد تفقد ملامحها الجميلة والراقية لتصبح الوجه الآخر للموت والمدافع الأول عن النظام الوحشي.
يتابع دويل: “بعد سنوات من المجازر والتهجير والصراع الطويل مع النظام القاتل، يصعب التصديق أن أسماء لا تعرف ما الذي يحدث في سوريا، أعتقد أن السلطة تفسد الأشخاص ذلك لأنهم يصبحون أكثر ارتياحاً في موقع القوة ويصبحون أكثر اعتياداً وتأقلماً مع الممارسات الدكتاتورية”.
على الرغم من ندرة ظهور أسماء الأسد علناً أو على التلفاز، إلا أنها حريصة على المحافظة على ما تبقى من صورتها في ذاكرة الشعب السوري، فعلى حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي دائما ما تهتم أسماء بنشر مقاطع مصورة أو صور لزياراتها الإنسانية لعائلات القتلى والجرحى المساندين لنظام الأسد مع عبارات حب وامتنان لأسماء وللوطن.
“وردة الصحراء”.. أسماء والإعلام المحلي والعالمي
قامت مجلة فوغ الأمريكية بوصف أسماء الأسد بأكثر السيدات الأوائل جاذبية ونقاء وانها وردة الصحراء لعام 2010 ولكن بعد عام من تكرار مآسي الثورة السورية وزيادة الوحشية تم مسح المقال نهائياً من موقع مجلة فوغ والأسباب واضحة.
ازدادت الضغوط على أسماء من كل الصوب بالتخلي عن زوجها ومغادرة البلاد، لكنها أصرت وبشكل علني على الاستمرار في الوقوف معه وقالت “كنت هنا بالأمس، وأنا هنا اليوم وسأكون هنا غداً”
“أسماء الأسد لا تعرف سوى البسكويت طعاماً” كما وصفتها ديلي ميل البريطانية وهذا تشبيهاً لها بماري انطوانيت صاحبة المقولة المشهورة “إذا لم يكن هناك خبرٌ للفقراء.. دعهم يأكلون كعكاً” وهذا دليلاً على تغاضي أسماء عن الأوضاع المآسوية في سوريا واستمرارها في طريقة عيشها المترفة. إذ أن العالم يتفاجئ من انشغالها في الأمور التافهة بينما يموت شعبها.
عام 2012 سجلت زوجتا السفيرين البريطاني والألماني في الأمم المتحدة مقطع مصور لمناشدة أسماء الأسد بكسر الصمت والتحدث بصوت عال لوقف ما يفعله زوجها في سوريا، فهي لا يمكن أن تبقى صامتة ومختبئة خلف زوجها.
في عام 2013 ازدادت الضغوط على أسماء من كل الصوب بالتخلي عن زوجها ومغادرة البلاد، لكنها أصرت وبشكل علني على الاستمرار في الوقوف معه وقالت “كنت هنا بالأمس، وأنا هنا اليوم وسأكون هنا غداً”.
تبعاً لما نشرته صحيفة ديلي تلغراف، أن أسماء خاضعة لعقوبات أوروبية، تمنعها من التنقل في الاتحاد الأوروبي وتجعل من غير القانوني تقديم أي مساعدات لها.
في مقابلة لأسماء الأسد قالت ” كنت هنا منذ البداية ولم أقكر قط أن أكون في أي مكان آخر على الإطلاق”
تسريبات البريد الالكتروني تظهر لا مبالاة أسماء الأسد وزوجها
هذه الصور ليست بالضرورة تعبيراً عن اللامبالاة أو عدم الاكتراث بما يجري في سوريا وإنما وسيلة لإرسال رسائل للعالم الخارجي أن بعض مناطق من سوريا تتمتع بحياة طبيعية ولا ضرر عليها كما يعتقد البعض
قامت صحيفة الغارديان بنشر المراسلات الخاصة بأسماء الأسد لتظهر التسريبات أن سيدة سوريا الأولى مازالت تمارس هوايتها المفضلة في التبضع بمبالغ ضخمة ومشترياتها كانت عبارة عن مجوهرات وأحذية وتحف منزلية، في حين كانت سوريا تعيش مرحلة غاية في الصعوبة والشدة بسبب القصف المتواصل والقتال المستمر على أراضيها.
أيضاً أوضحت الرسائل الالكترونية المسربة للزوجين، أنهما كانا يتبادلان أغاني ومقاطع الفيديو ومواد ترفيهية وغيرها من الأخبار، مثلاً وجدت رسالة صادرة من أسماء بعنوان “محزن جداً” لزوجها الأسد، تعبر فيها عن حزنها الشديد على وفاة ستيف جوبز مؤسس شركة آبل العالمية، ناسية ما يتعرض له الشعب السوري من عذاب ومذابح وتنكيل.
وغيرها من الصور التي نُشرت للسيدة الأولى وهي تستمتع في حفلات فاخرة وفي الوقت الذي يعاني أبناء شعبها من ويلات الحرب والموت.
في حادثة أخرى، نشرت السيدة الأولى صورة لطائر أبو منجل الأصلع الشمالي وكتبت في منشور على صفحتها على فيسبوك “إن هذا الطائر قد يتعرض للانقراض بسبب سيطرة داعش على مدينة تدمر، بحسب خبراء، وإن الطائر يتكاثر في جروف صخرية أو منحدرات جبلية يصعب الوصول إليها” وأضافت الأسد معلومات أكثر عن هذا الطائر وقلقها حول انقراضها بشكل كامل. الأمر الذي زاد موجة غضب والسخرية من أفعالها، في الوقت الذي يتم تهجير الملايين من السوريين وغرق البعض منهم، كل ما اهتمت به هو أبو منجل.
هذه الصور ليست بالضرورة تعبيراً عن اللامبالاة أو عدم الاكتراث بما يجري في سوريا وإنما وسيلة لإرسال رسائل للعالم الخارجي أن بعض مناطق من سوريا تتمتع بحياة طبيعية ولا ضرر عليها كما يعتقد البعض.
مطالبات سحب الجنسية البريطانية
بعد مجزرة خان شيخون دعا نواب بريطانيون أسماء الأسد للتوقف عن دعم النظام القاتل، أو سيتم سحب الجنسية البريطانية منها. قال عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني وعضو حزب، ناظم الزهاوي، في تقرير له مع شبكة السي ان ايه، أن أسماء الأسد تحمل الجنسيتين البريطانية والسورية وتستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لدعم النظام القاتل، وأضاف “يجب عليها أن تتخذ قراراها، فلقد تجاوز زوجها بشار الأسد الحدود باستخدام الغاز السام ضد شعبه”.
في نفس السياق، أرسل النائب البرلماني، توم بريك، رسالة إلى آمير رود، وزير الداخلية البريطانية، يطالب بتجريد أسماء الأسد من الجنسية البريطانية، وقال “إذا واصلت أسماء الأسد الدفاع عن الأفعال القاتلة التي يقوم بها نظام الأسد، ينبغي على حكومة المملكة المتحدة أن تحرمها من الجنسية البريطانية”.