ترجمة وتحرير: نون بوست
اتُّهِم صحفيو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالتساهل الشديد مع إسرائيل و”تجريد” المدنيين الفلسطينيين من إنسانيتهم وسط مزاعم بأنهم يتركون الموظفين يبكون في المراحيض ويضطرون لأخذ إجازة من العمل.
أثيرت مخاوف مع كبار الشخصيات التحريرية في اجتماع هذا الأسبوع. وأرسل بريد إلكتروني يوضح المخاوف من أن هيئة الإذاعة البريطانية “تعتبر حياة الإسرائيليين أهم من حياة الفلسطينيين” إلى تيم ديفي، المدير العام.
ويأتي هذا القلق على خلفية استياء الموظفين اليهود بسبب قرار ينص على عدم وصف حماس بأنها إرهابية، الذي تفاقم بسبب الإشارة إلى النازيين في مدونة للمذيع المخضرم جون سيمبسون.
عقدت “بي بي سي” اجتماعات مع موظفين من الجاليات اليهودية والفلسطينية والعربية للاستماع إلى مخاوفهم. وقال أحد المطلعين إنها تخاطر “بالدخول في دوامة من المشاكل”.
وأشار المصدر ذاته: “ما فعلته حماس كان فظيعا ولا أحد يبرر أفعالها، لكن المزاج السائد لدى الكثير من الناس في المقور هو أننا لا نقدم التغطية المناسبة“. وأضاف المصدر ذاته: “كان الموظفون يبكون في المراحيض، في حين أن الموظفين المستقلين يضحون بأجورهم من خلال عدم الحضور إلى العمل بسبب التوتر السائد، حيث يشعر الكثير منهم بالانزعاج الشديد”.
أعرب رامي رحيم، مراسل بي بي سي المقيم في بيروت، عن مخاوفه وقلقه بشأن عواقب هذه السياسة، حيث اتهم مديره بإيلاء أهمية لحياة الإسرائيليين أكثر من الفلسطينيين. وفي رسالة البريد الإلكتروني الموجهة إلى ديفي، تمت مشاركتها على نطاق واسع مع الموظفين الدوليين في بي بي سي نيوز، قال: “يتم استخدام كلمات مثل “مجزرة” و”مذبحة” و”الفظائع” بشكل بارز في الإشارة إلى تصرفات حماس، ولكن نادرًا، هذا إن تم استخدامها على الإطلاق، للإشارة إلى هجمات إسرائيل. ألا يثير هذا مسألة التواطؤ المحتمل لهيئة الإذاعة البريطانية في التحريض والتجريد من الإنسانية والدعاية للحرب
وأكد رحيم أن صحفيي “بي بي سي” كانوا يتساهلون في كثير من الأحيان مع المسؤولين الإسرائيليين في المقابلات ويمنحونهم “وقت بث مريح” لتبرير تصرفاتهم. ودعا رحيم إلى “تصوير الأحداث التي سبقت الحرب بشكل دقيق ومتوازن وعادل وصادق”، كما ادعى أنه تم تجنب ذكر “العبارات غير الإنسانية” من المسؤولين الإسرائيليين الذين وصفوا المدنيين الفلسطينيين بأنهم “حيوانات”.
أثار آخرون تساؤلات حول موضوعية رحيم وحياده، وسلطوا الضوء على تغريدة أرسلها في 17 تشرين الأول/ أكتوبر اتهم فيها وسائل الإعلام الغربية بأنها “متواطئة في الهجوم الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة”.
“نشعر بالارتباك الشديد”
قال مطلعون إن رؤساء الأخبار يمارسون ضغوطا لضمان أن تعرض بي بي سي اللحظات “الكارثية” من حياة الناس في غزة، وتسلط الضوء على تقارير مراسل بي بي سي رشدي أبو العوف وبانوراما الحرب: أزمة في الشرق الأوسط، الذي يعرض يوم الإثنين.
مع ذلك، لم يكن هذا كافيًا للتصدي للمخاوف في بعض الأوساط من أن الرؤساء يشعرون بالتوتر الشديد بشأن التسبب في مزيد من الغضب والشكاوى من الحكومة ورد الفعل السلبي في الصحافة.
وأضاف أحد المذيعين: “نشعر بالارتباك الشديد والغليان”. في المقابل، أوضح سيمبسون هذا الأسبوع إنه فقد “الكثير من الأصدقاء” بسبب دعمه العلني لموقف بي بي سي، وأشار إلى أنه تلقى عددًا متساويًا تقريبًا من الشكاوى حول تحيزه تجاه إسرائيل وضدها. وتابع سيمبسون “الناس يهاجمون “بي بي سي” لأنهم يأملون أن يتمكنوا من إجبارها على الانحياز إلى جانبهم؛ وعندما لا يحدث ذلك – ولن يحدث – يزداد غضبهم”.
قال متحدث باسم خدمة مراقبة وسائل الإعلام العربية “كاميرا” إن موظفي” بي بي سي العربية” فشلوا في تلبية معاييرها الصحفية، وأشار إلى حقيقة قطع بث ستة مراسلين الأسبوع الماضي لنشرهم رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي مؤيدة لحماس.
وأضاف: “ينبغي النظر إلى هذه الادعاءات الدعائية والمثيرة للجدل للغاية في سياق الفشل المستمر الذي أظهره مراسلو بي بي سي في الشرق الأوسط، في تلبية المعايير الصحفية في ميدان عملهم”.
وكان من المقرر أن يمثل تيم ديفي المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية أمام لجنة نواب حزب المحافظين المسماة 1922، مساء الأربعاء.
المصدر: ذا تايمز