21 يومًا على طوفان الأقصى.. أحرار العالم يجددون تضامنهم مع غزة

لم تفلح الدعاية الإسرائيلية في ثني أحرار العالم عن نصرة الشعب الفلسطيني، فرغم كل الجهود التي تبذلها حكومة الاحتلال ومن يتحالف معها من قوى الغرب، إن لتلميع “إسرائيل” وتقديها كضحية أم لناحية تشويه المقاومة وشيطنة الشعبة الفلسطيني، إلا أنها عجزت عن وقف المد التضامني العالمي مع القضية الفلسطينية.

فللجمعة الثالثة على التوالي، تتواصل حول العالم فعاليات التضامن مع أهالي غزة والفعاليات الرافضة للعدوان الإسرائيلي الهمجي المدعوم أمريكيًا وغربيًا ضد القطاع المحاصر.

نستعرض في هذا التقرير بعضًا من أبرز المظاهرات التي شهدتها عواصم العالم اليوم الجمعة، دعمًا لغزة وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي.

الأردن

واصل الأردنيون فعالياتهم التضامنية مع الفلسطينيين للأسبوع الثالث على التوالي، حيث شارك الآلاف، اليوم بمسيرة تضامنية مع قطاع غزة في العاصمة عمان، طالبت بإلغاء اتفاقية السلام الموقعة مع الكيان الإسرائيلي بوادي عربة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994.

انطلقت المظاهرة من أمام المسجد الحسيني بعد صلاة الجمعة، بدعوة من قوى حزبية وشعبية، وصولاً إلى ساحة النخيل، وانتظمت الفعالية تحت شعار “إلغاء اتفاقية وادي عربة”، وهتف المتظاهرون “وادي عربة مش (ليس) سلام، وادي عربة استسلام”.

فضلا عن الغاء اتفاقية السلام، طلب المشاركون بطرد سفير الكيان الإسرائيلي وإغلاق سفارتهم بالمملكة، ورفع شعار “لا سفارة للكيان على أرضك يا عمان”، كما هتفوا “الشعب يريد تحرير فلسطين”، و”أبو عبيدة يا حبيب.. أضرب أحرق تل أبيب”، و”اهتف سمّع كل الناس.. كل الأردن مع حماس”، وغيرها من الهتافات.

قطر

جدّد القطريون اليوم الجمعة تضامنهم مع إخوتهم الفلسطينيين، إذ شارك آلاف الأشخاص في مظاهرة حاشدة بالعاصمة الدوحة، للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وبما تشهده غزة من تدمير ممنهج واستهداف للمدنيين وتهجير للفلسطينيين.

وانطلقت المظاهرة من مسجد محمد عبد الوهاب الواقع وسط الدوحة عقب صلاة الجمعة، وردد المتظاهرون شعارات تتغنى بالمقاومة ورفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تدعم المقاومة في غزة، على غرار “المسجد الأقصى في قلوبنا”، و”أهل غزة أهل العزة، أنتم في قلوبنا”، “على القدس رايحين شهداء بالملايين”، و”بالروح بالدم نفديك يا أقصى”، و”يا قسامي يا حبيب، اضرب دمر تل أبيب”.

لبنان

تجددت المظاهرات المؤيدة لفلسطين اليوم بلبنان أيضًا، إذ شهدت مناطق، منها بيروت طرابلس ومخيم عين الحلوة وغيرها، مظاهرات تضامنا مع قطاع غزة، وتنديدا بالحرب الإسرائيلية على القطاع وللمطالبة بإدخال المساعدات الإنسانية لغزة.

تركيا

شهدت مدن تركيا عدة، عقب صلاة الجمعة، مظاهرات للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وعرفت مدينة إسطنبول أكبر هذه المظاهرات حيث خرج المصلون قرب الكثير من المساجد للتضامن مع الفلسطينيين.

ورفع المتظاهرون الأعلام التركية والفلسطينية، مطلقين شعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على المدنيين في قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006.

اليمن

تواصلت المظاهرات المساندة لفلسطين في اليمن أيضا، ففي العاصمة صنعاء ومأرب ومدن أخرى نُظّمت وقفات تضامنية شارك فيها أعداد كبيرة تضامناً مع المقاومة الفلسطينية وتنديداً بالمجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق الفلسطينيين العزّل.

ولم يتوقف التضامن اليمني مع فلسطين منذ بداية العدوان يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، إذ عُرف اليمنيون بمناصرة الشعب الفلسطيني حتى في أحلك الظروف.

إندونيسيا

أما في اندونيسيا، فقد تظاهر المئات في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في مدينة سورابايا الإندونيسية، وأعرب المتظاهرون عن تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان لليوم الـ21، مخّلفا آلاف الشهداء والجرحى ودمارًا هائلًا بالمباني السكنية والمرافق الحيوية.

الهند

وفي الهند نظم المئات في العاصمة نيودلهي مظاهرة داعمة لفلسطين ومنددة بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة تحت أنظار المجتمع الدولي، لكن قوات الأمن تدخلت لمنع المظاهرة واعتقلت عددًا من المشاركين فيها.

بريطانيا

بدورها شهدت العاصمة البريطانية لندن، مظاهرة شارك فيها المئات تنديدًا بجرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين، وتنديدًا بازدواجية الدول الغربية المساندة للجرائم الإسرائيلية المتواصلة منذ 3 أسابيع.

وطيلة الأسابيع الماضية، اجتاحت بريطانيا مظاهرات معارضة للعملية العسكرية الإسرائيلية ضدّ غزة، والتي أدت إلى غاية لاستشهاد أكثر من سبعة آلاف من سكان القطاع، بما في ذلك ثلاثة آلاف طفل، فيما توزع الباقي بين النساء وكبار السن.

وأمس، قام العشرات من النقابيين البريطانيين الشباب بمنع الوصول إلى شركة Instro Precision Ltd – وهي شركة تابعة لشركة Elbit Systems التي تصنع الأجهزة العسكرية الإسرائيلية احتجاجًا على القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة.

تواصل العدوان الإسرائيلي

ميدانيًا، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية قصفها لقطاع غزة، وأوقعت الضربات الجوية الإسرائيلية الجديد المزيد من الشهداء في مناطق مختلفة بينها خان يونس ومخيم جباليا، ودمرت المزيد من المنازل والمساجد في القطاع المحاصر.

وارتفع عدد شهداء المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة إلى7326 شهيدًا، بينهم 2913 طفلًا و1709 امرأة، ونحو 18 ألفًا و500 مصاب، بالإضافة إلى 1650 مفقودًا، وفقا لبيانات وزارة الصحة في غزة، التي نشرت قائمة بأسماء جميع الشهداء ردًا على تشكيك واشنطن في أعداد ضحايا العدوان الإسرائيلي.

بدورها أكدت منظمات أممية أن غزة تتعرض لعقاب جماعي وكارثة إنسانية، وعدّت ذلك جريمة حرب، وطالبت المنظمات بوقف العقاب الجماعي لسكان غزة، وحذّرت من تفاقم الوضع الإنساني، كما طلبت تدفق المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي يتعرض منذ 3 أسابيع لقصف إسرائيلي متواصل.

من جهة أخرى، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الجمعة، أنها أحبطت محاولة إنزال قوات إسرائيلية على شاطئ رفح جنوبي قطاع غزة، وقالت القسام -في بيان- إن مقاتليها اكتشفوا محاولة الإنزال التي جرت فجر اليوم، واشتبكوا مع القوة الإسرائيلية، “مما استدعى تدخل سلاح الجو الإسرائيلي الذي أنقذ القوة، ففرت باتجاه البحر تاركة خلفها كمية من الذخائر”.

كما أعلنت كتائب القسام أنها قصفت تل أبيب بدفعتين من الصواريخ اليوم الجمعة ردًا على المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة، وأصيب 6 إسرائيليين جراء القصف على تل أبيب، وأظهرت صور إصابة مبنى في المدينة وتصاعد الدخان منه.

وقبل ذلك تحدث جيش الاحتلال الإسرائيلي عن توغل جديد لقواته في غزة لساعات عدة، لكن مصادر فلسطينية أكدت حدوث توغل محدود جدًا ليلًا في أطراف بلدة بيت حانون (شمال) ومخيم البريج (وسط)، وهو ما يؤكد تردد الجيش الإسرائيلي في اقتحام القطاع.