ترجمة حفصة جودة
عند نقطة ما، يمكن للشركات العملاقة أن تعبر الخط الفاصل بين الهيمنة على السوق والاحتكار، فهل وصلت شركات جوجل وفيسبوك وأمازون إلى هذه النقطة؟
“تمتلك جوجل نحو 88% من حصة السوق في الإعلانات، وتمتلك فيسبوك (والشركات التابعة لها: إنستغرام وواتساب وماسنجر) ما يقارب 77% من الزيارات الاجتماعية على الهواتف المحمولة، بينما تمتلك أمازون نحو 74% من حصة سوق الكتب الإلكترونية” هذا ما كتبه المدير الفخري في مختبر الابتكار بجامعة جنوب كاليفورنيا أنبرغ جوناثان تابلين في افتتحاية نيويورك تايمز قبل يومين، وأضاف: “من الناحية الاقتصادية، فالشركات الثلاثة محتكرون”.
كان الصحفي رفيع المستوى غلين غرينوالد الفائز بجائزة البوليتزر عن تقاريره عن تجسس وكالة الأمن القوى على الأمريكيين والتي كشفت عنها تسريبات إدوارد سنودن، قد غرّد يوم 22 من أبريل على تويتر قائلاً إن المناقشات بشأن هيمنة شركات التكنولوجيا جاءت متأخرة كثيرًا، يقول غرينوالد: “القوة المطلقة الموجودة في احتكارات وادي السيليكون مذهلة”، لكن جوجل وفيسبوك وأمازون لم يستجيبوا فورًا للمطالبات بالتعليق على ادعاءات تابلين.
في أوروبا، تواجه جوجل منذ سبع سنوات اتهامات بالاحتكار من الاتحاد الأوروبي بأن الشركة تسيء استغلال سيطرتها على محركات البحث، ومن المتوقع صدور قرار في القضية خلال أشهر، في هذا الشهر أيضًا وافقت شركة “ماونتن فيو” على دفع غرامة قدرها 7.85 مليون دولار لروسيا وفتح نظام الأندرويد الخاص بها للهواتف المحمولة لمنافسة محركات البحث في البلاد بعد نزاعها مع السلطات الروسية المنافسة.
قال تابلين في مقاله إن جوجل وفيسبوك وأمازون يعرقلون الإبداع على نطاق واسع، وبينما يواجه عمالقة الصناعة منافسة محدودة، فإن الشركات القائمة لديها ميزة كبيرة عن الوافدين الجدد، لكن النمو الهائل لشركات التكنولوجيا تسبب في أضرار كبيرة للشركات القائمة بالفعل، ويضيف تابلين: “تعتبر جوجل وفيسبوك نقطتي الوصول لجميع وسائل الإعلام بالنسبة لغالبية الأمريكيين، وفي حين ارتفعت أرباح جوجل وفيسبوك وأمازون، كانت عائدات شركات الإعلام مثل الصحف والأعمال الموسيقية قد انخفضت منذ 2001 بنسبة 70%”.
جميع منتجي المحتوى ممن يعتمدون على الإعلانات يجب عليهم التفاوض مع جوجل وفيسبوك كونهم مواقع مجمعة “aggregator”، يقترح تابلين بالنسبة لأساطير التكنولوجيا الثلاث أن نبدأ بعدة قواعد واضحة، وعلى الأقل يجب أن نبدأ بمنع هذه الشركات من شراء الشركات الكبرى مثل سبوتيفاي وسنابشات، فالاحتكار يحدث من خلال الاستحواذ، فجوجل اشترت “AdMob” و”DoubleClick”، وفيسبوك اشترت “Instagram” و”WhatsApp”، وأمازون اشترت – على سبيل المثال لا الحصر – “Audible” و”Twitch” و”Zappos” و”Alexa”.
ويرى تابلين أن هناك علاج آخر من الممكن القيام به مع جوجل يتمثل في تنظيمها كمنفعة عامة ومطالبتها بترخيص براءات اختراع – مقابل رسوم رمزية – لخوارزميات البحث الخاصة بها ونظام تبادل الإعلانات وغيرهم من الابتكارات المهمة الأخرى، يشير تابلين إلى “الملاذ الآمن” وهو جزء من قانون حقوق النشر الرقمية الفيدرالي “Digital Millennium Copyright Act”، هذا الجزء من القانون يحمي شركات الإنترنت من الأضرار المالية عندما يرتكب المستخدمون والأطراف الأخرى جرائم ضد حقوق الملكية الفكرية، هذا الجزء يسمح لشركات مثل فيسبوك ويوتيوب التابعة لجوجل الاستيلاء دون بذل أي مجهود على المحتوى الذي ينتجه الآخرون.
يعترف تابلين أنه في ظل إدارة دونالد ترامب – والذي تحدث بقوة ضد التنظيم الحكومي واتجه نحو تحرير الصناعات على عدة مستويات – فمن غير المرجح أن يكون تنظيم شركات الإنترنت من أولوياته، وفي نهاية المطاف قد نضطر إلى الانتظار 4 سنوات عندما يصبح الاحتكار مهيمنًا بشدة ويصبح الحل الوحيد هو كسر الاحتكار، وإجبار جوجل على بيع “DoubleClick”، وإجبار فيسبوك على بيع “WhatsApp” و”Instagram”.
المصدر: سيليكون بيت