ترجمة وتحرير: نون بوست
نتيجة التطور السريع للتكنولوجيا والتغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى توسع نطاق العالم ثنائي القطب المألوف بشكل واضح، ساهمت هذه التطورات التي لا تزال آثارها قائمة وتحول الإعلام التقليدي إلى “وسائل الإعلام الجديدة” في تطوير نظرة “شعبية” للسياسة الخارجية في الألفية الجديدة. هذه النظرة قسّمت السياسة الخارجية إلى “ما قبل سنة 2000 وما بعده” في كل من تركيا والعالم الدولي.
في هذه المرحلة، نرى أن “فترة ما بعد سنة 2000” – بسبب استمرار آثار مشاكلها ونتائجها – يتم فحصها تحت ثلاثة عناوين رئيسية شائعة: العقد الأول (2000-2010)، ثورات الربيع العربي (2010-2011) وما بعد ثورات الربيع العربي (2011-2021). في هذه السياقات المختلفة التي يتم تناولها بشكل منفصل، يمكننا القول إنه تم في غالب الأحيان تجاهل الخطوات التي اتخذتها أنقرة والمخاطر التي تعرضت لها. لهذا السبب، من الضروري فهم هذا العمل الشامل لفهم المواقف والقرارات التي أوصلتنا إلى هذه الأيام التي شكلتها التطورات الدولية، إلى جانب الخطوات التي اتخذها اللاعبون الدوليون والمحليون مع تقديم تركيا كقوة إقليمية صاعدة. وبالطبع، يشكل عامل “الاستقرار والثبات” الذي تحافظ عليه تركيا في سياستها الخارجية “متعددة الأبعاد” أساس هذه الضرورة.
يهدف كتاب “سياسة تركيا الخارجية في القرن الحادي والعشرين” للبروفيسور الدكتور رمضان إرداغ إلى سد الفجوة في المراجعة الشاملة الموجودة في الأدبيات، ويكشف عن رحلة الدبلوماسية التي كانت نتيجة مباشرة لنهج تركيا الاستباقي، الذي مهّد الطريق لأنقرة لتستقر تدريجياً وتتحول من طرف هامشي إلى فاعل على المستوى الدولي. ويتناول الكتاب التطوّرات في وزارة الخارجية عبر ثمانية عشر مقالا كتبها خبراء في هذا المجال وأساتذة جامعيون ذوو خبرة ميدانية.
الفصل الأول بعنوان “التغيير والتحوّل في النظام الدولي وسياسة تركيا الخارجية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين” بقلم رمضان إرداغ، تناول ثلاث نقاط تحوّل مهمة حدثت في العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين، وهي هجمات 11 أيلول/ سبتمبر والربيع العربي وجائحة كوفيد-19. وقد شرح كيفية تحفيز أول نقطتين من هذه النقاط لبعضهما البعض، وسلط الضوء على كيفية تفكك القوة والتأثير بين الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية المتنافسة، وهو ما رأيناه بوضوح لأول مرة في الساحة السورية والليبية. أشار إرداغ إلى هذا بأنه يشبه “انقطاع التعاون العالمي”، وبذلك يشرح الحقيقة غير المكتوبة وراء صعود تركيا على الساحة الدولية: تقلص مجال تأثير القوى العالمية. وهذا بدوره خلق المشكلة الرئيسية، وهي المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا، وهي عرض لانتقال النظام الدولي إلى التعددية القطبية.
السياسات الاستباقية
موضوع “عدم فعالية الجهات الفاعلة العالمية والمنظمات الدولية” الذي طرحه إرداغ في سياق جائحة كوفيد-19، خصص له عنوان “العلاقات مع المنظمات الدولية” بقلم الدكتور تامر خاشقجي. يركز المقال على رحلات تركيا داخل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والأحداث التي تسببت في انقطاعات كبيرة مع المنظمات الدولية.
تطرّق هذا المقال، كما هو الحال في المقدّمة السابقة، إلى السياسات النشطة التي اعتمدتها تركيا كجزء من رحلة الدبلوماسية التي نقلت تركيا من الهامش إلى المركز، وسلط الضوء على كيفية تصور تركيا هذه المنظمات كمنصات تعزز من مكانتها في إطار النظام الدولي وكيفية زيادة وجودها الفعلي والمادي في هذه المهام بهدف تعزيز موقف تركيا على الساحة السياسية الدولية.
طُرح موضوع آخر ملفت للانتباه على الساحة الدولية وهو الاتحاد الأوروبي من خلال مقال آخر بعنوان “علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي” من تأليف الدكتور فيليز جيجي أوغلو. وقد تتبع رحلة تركيا مع الاتحاد الأوروبي بشكل زمني مفصل، وكيف بدأت تلك العلاقة تتدهور ببطء نتيجة للمساعي الإصلاحية التي قامت بها حكومات حزب العدالة والتنمية في الألفية الجديدة.
أما في مقال الدكتور بورا بيرقدار والخبير أبو ذر دميرجي، تم التركيز على علاقات الولايات المتحدة وتركيا والمستوى السياسي الواقعي الأكثر أهمية الذي جعل تركيا فاعلًا أكثر استقلالية في الساحة الدولية، وهو تجاهل إدارة الولايات المتحدة لمخاوف تركيا الأمنية.
في مقال الدكتور محمد كوجاك، تم تسليط الضوء على المجالات التنافسية بين روسيا وتركيا، التي تسعى إلى توسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى بينما تستمر الولايات المتحدة في فقدان هيمنتها العالمية. تحدث كوجاك عن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار العلاقات الاقتصادية القوية بين أنقرة وموسكو، وأكّد أن التقارب الذي حدث على أساس العلاقات التجارية أدى إلى تعاون استراتيجي، الذي بدوره كان له نتائج دبلوماسية وإنسانية.
ماذا عن العلاقات مع الدول المجاورة؟
أدت الظروف المتغيّرة في المستويات السياسية والجيوسياسية والاقتصادية في عصرنا الحالي إلى ظهور مشكلات أكثر وضوحًا في علاقة تركيا بإسرائيل، وهي واحدة من جيران تركيا الأقربين. في الكتاب، تناول خبير شؤون الشرق الأوسط حيدر أوروتش العلاقات التركية الإسرائيلية والاتصالات بين أنقرة وتل أبيب حسب التسلسل الزمني، وشرح كيف أثرت الثورات العربية، وحادثة سفينة “مرمرة الزرقاء”، ومحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو، وقرارات دونالد ترامب بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة على العلاقات الثنائية.
في المقابل، العراق الذي تشكل من خلال ضم ثلاث ولايات عثمانية (الموصل وبغداد والبصرة) نتيجة للاحتلال البريطاني في بداية القرن الماضي لم يتمكن من التوصل إلى توحيد رسمي بسبب الاختلافات الدينية والطائفية واللغوية، تمت مناقشة العلاقات معه في الفصل السابع من قبل الخبير في الشؤون العراقية في مركز دراسات الشرق الأوسط (ORSAM) محمد ألاجا، الذي شرح في هذا القسم كيف أن استقرار العراق، الذي لم يكتمل حتى الآن، والاضطراب الدائم تحول إلى نمط روتيني نتيجة لعوامل مثل عدم اكتمال عملية تشكيل الدولة الوطنية واحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة وغيرها، وشرح كيفية بناء تركيا لسياستها في العلاقات مع العراق على خط أربيل-بغداد.
في الفصل الثامن من الكتاب، ركز الدكتور إسماعيل ساري على السياسات الخارجية المتعلقة بجارتنا الحدودية إيران التي لا يمكن تجاهل تنافسها التاريخي مع تركيا. وبين هيكل العراق المنفصل عن بعضه البعض من الناحية الجيوسياسية والاجتماعية، والتطورات في القوقاز، والانتفاضات العربية، والحرب الأهلية السورية، وواقع الجمهوريات التركية في آسيا، تجذب الخطوات السياسية والثقافية والاقتصادية التي تعزز نفوذ تركيا، ردّ فعل إيران التي تدعي القيادة في العالم الإسلامي. وبالحديث عن مجالات المنافسة والتعاون بين تركيا وإيران، يحذّر إسماعيل ساري من المبالغة في درجة التعاون، ويؤكد أن البلدين “منافسان”، ويقدم نظرة عامة على هذا التنافس “التاريخي” الذي يتجنب كل من أنقرة وطهران تحوله إلى اتصال ساخن.
“يمكن الاعتماد على روسيا على الأقل مثل الغرب”.. رجب طيب أردوغان
في الفصل التاسع، هناك سوريا التي يمكن القول إنها أكثر أزمة أثّرت على الشرق الأوسط بعد غزو العراق سنة 2003 من قبل الولايات المتحدة. في مقال منسق دراسات بلاد الشام في مركز دراسات الشرق الأوسط (ORSAM) أيتون أورخان، والباحث المساعد في دراسات بلاد الشام في مركز دراسات الشرق الأوسط رجب طيب تكّة، يتم شرح نهج تركيا تجاه الحرب الأهلية السورية خطوة بخطوة، وتم الإجابة على سؤال كيف تحوّلت الحرب إلى مشكلة أمن قومي لتركيا.
في مقال الباحث الدكتور محمد راقب أوغلو، تم مراجعة العلاقات التركيّة مع العالم العربي في منطقة الخليج، التي تمر بأرضية حساسة تمامًا مثل علاقتها مع إيران بسبب تاريخها. أوضح راقب أوغلو كيف تحول الفراغ الذي نتج عن اندلاع الانتفاضات العربية إلى منافسة بين تركيا ودول الخليج، وكيف ساهم توسع إيران وصعود تركيا كقوة ناشئة في المنطقة في خلق مناطق انفصال وتوافق بين تركيا ودول الخليج.
أظهر الكاتب كيف استمرت العلاقات في التحسن في بعض الأحيان، ثم انقلبت سلبًا بشكل ملحوظ بعد سنة 2010، عند تصاعد التنافس الإقليمي. وصف راقب أوغلو العلاقات التركية القطرية بأنها “أكثر التحالفات ديمومة وقوة في المنطقة بعد تحالف إيران وسوريا”، وأن الكويت وصفتها تركيا بأنها “حليفة خارج حلف شمال الأطلسي”، وشرح كيف برز البلدان في الخليج كدول رائدة في إطار علاقات جيدة مع تركيا.
البلقان والقوقاز والقوة الناعمة
في البلقان، التي مرت بسنوات مليئة بالحروب، في أواخر القرن العشرين، بين الصرب والكروات والبوسنيين بسبب تفكك يوغوسلافيا، التي تتمتع بأهمية خاصة بالنسبة لنا لأنها “ليست كأيّ مكان” بسبب روابطنا التاريخية والثقافية، نواجه سياسة مستدامة في القرن الحادي والعشرين. في هذه السنوات، مع انتهاء الحرب، نشأت أرضية مواتية لتنمية العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتبرز أنشطة الأوساط التجارية ومؤسسات المجتمع المدني. شرح الدكتور محمد أوغور إكينجي نقطة أخرى تلفت الانتباه في هذه العملية وهي: الوساطة.
يبدو أن المنطقة الثانية التي تنتهج فيها تركيا سياسة التوازن الكامل من خلال “الوساطة” هي منطقة القوقاز. ففي الفصل الثالث عشر، تسلط الدكتورة مَرْفَة زورلو، التي تشرح سياسة أنقرة في القوقاز، الضوء على موقف تركيا المرتكز على “الديمقراطية والاستقرار” خلال الثورات في المنطقة وبعدها. ومن الواضح في كتابات إكينجي وزورلو كيف بذلت تركيا جهودًا لجعل دول البلقان والقوقاز تقيم اتصالات دبلوماسية فيما بينها، وكيف تجنّبت اتخاذ مواقف حادة بشأن القضايا المتعلقة بالسياسة الداخلية للدول. وهذا الموقف مهم للغاية لأنه يدحض فعليًا اتهامات “الطموحات القوية للهيمنة” الموجّهة لخارجيّة تركيا – وخاصة في السياسة الداخلية.
يظهر هنا مفهوم “القوة الناعمة” الذي كثيراً ما سمعناه في العالم العربي، وخاصة قبل سنة 2010. تم شرح كيف قامت تركيا، التي اقتربت من الجمهوريات التركية في منطقة القوقاز من خلال اللغة والثقافة، ببناء دبلوماسية عامة من خلال منظمات مثل مجلس الشعوب التركية، ووكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، وجمعية مجالس النواب في الدول المتحدثة باللغة التركية وغيرها من المؤسسات.
أمريكا اللاتينية وأفريقيا
أمريكا اللاتينية مكان آخر ظهرت فيه “القوة الناعمة”. ففي مقال بقلم الدكتورة حسناء تاش يتيم والدكتور مصطفى يتيم، سُلِّط الضوء على الاهتمام المتزايد بالمسلسلات التلفزيونية التركية في أمريكا اللاتينية، والتعاون في مجال التعليم بين دول المنطقة وتركيا، وافتتاح مراكز الثقافة التركية، وأعمال المؤسسات مثل (تيكا) الرامية إلى التنمية الإنسانية والاقتصادية، ويشرح كيف تطورت العلاقات التجارية، وكيف أثّر ذلك على السياحة، وساهم في تحفيز عملية التعاون في المجالات الأخرى.
أما مقالة الأستاذ المشارك عبد الرحيم سيراداغ، تناولت أيضًا العلاقات المتسارعة بين تركيا وأفريقيا، وعمليات تأسيس هذه العلاقات. تم تسليط الضوء على جانبين هما: زيادة البعثات الدبلوماسية التركية في إفريقيا بعد سنة 2010، وقدرة شركة الخطوط الجوية التركية على توفير رحلات إلى 39 دولة و60 وجهة في القارة الإفريقية. كذلك، تم توضيح نقطتين تعززان نفوذ تركيا في إفريقيا، وهما: دعم أنقرة للتنمية البشرية والاقتصادية والسياسات وغياب الماضي الاستعماري في القارة.
ليبيا وقبرص
في مقال الدكتور فرقان بولات والأستاذ المشارك رجب يورولوماز، تم تناول مسألة ليبيا وقبرص، اللتين تبرزان في أذهاننا في إطار الثورات العربية، وعملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وأزمة شرق البحر الأبيض المتوسط. وتكشف التطورات في هذه المواقع، التي تعد من أهم نقاط التحوّل الرئيسية لتركيا لتصبح قوة إقليمية صاعدة، عن تأثير الخطوات المتخذة في إطار عسكري على توسيع نطاق النفوذ الدبلوماسي والواقعي لأنقرة. وتم أيضًا الإشارة بشكل خاص إلى العلاقات مع اليونان والسياسات التي طوّرتها تركيا في هذا الإطار، تحت العناوين التالية: البلقان وليبيا وقبرص.
منظور اقتصادي وسياسي
قدّم الدكتور إمري سايجين والدكتور تحسين ياماك نظرة اقتصادية وسياسية على كيفية تطور قدرة البيروقراطية الخارجية التركية في القرن الحادي والعشرين، بعنوان “محددات السياسة الخارجية التركية في القرن الحادي والعشرين”. استعرض الكاتبان كيف فقدت البيروقراطية الخارجية التركية كفاءتها على مر السنين نتيجة تموضع ال جيش في الحكم بدلاً من الأنظمة السياسية الشرعية لفترة طويلة، وكيف تم تطوير قدرتها التشغيلية في سياق اقتصادي وسياسي في الألفية الجديدة. وشرح سايجين وياماك الخطوات التي تم اتخاذها للوصول إلى القوة الاقتصادية الكلية التي تشكل الأساس لوجهة النظر الواسعة التي تم تقديمها في السياسة الخارجية، مع الإجابة على الأسئلة المتعلقة بما إذا تم تحقيق هذا الهدف أم لا.
نقطة أخرى بارزة في الإطار الاقتصادي هي الادعاء بأن موازين التجارة العالمية والقوة تتحول نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما تم ذكره كثيرًا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في مقال البروفيسور الدكتور غورول بابا، تم فحص اتصالات تركيا مع دول آسيا والمحيط الهادئ، ومعظمها قائمة على الاقتصاد، وتم الإجابة على السؤال المتعلّق بكيفية تحقيق الزخم في مجال التجارة.
ما هو المفقود، ماذا تعلمنا؟
يكشف كتاب “سياسة تركيا الخارجية في القرن الحادي والعشرين” لرمضان إرداغ بوضوح أن سياسات البيروقراطية الخارجية التركية اكتسبت شخصية نشطة في كل مجال – وقد تم التطرق إلى ذلك في الخاتمة – خلقت تأثير الدومينو الذي يميل إلى تأميم صناعة الدفاع التركية، مما أدى إلى مناورات عسكرية خلقت أرضية أخرى تغذي صعود تركيا الطموح. كما أنه يوفر نظرة عامة شاملة للجانب “الإنساني” من سياسة تركيا الخارجية التي تؤثر بلا استثناء في كل مجال. بالإضافة إلى ذلك، تدعم جميع الأقسام بعضها البعض لتشكيل وحدة كاملة.
يمثل غياب عنوان منفصل للحرب الروسية الأوكرانية فراغا واضحًا في الكتاب. أوضح إرداغ أن الاحتلال المذكور ظهر في مرحلة إعداد الكتاب، وقد أشار إلى إمكانية تضمينه في الإصدارات اللاحقة. يمكننا القول إن حرب أوكرانيا كانت مغامرة دبلوماسية تاريخية لتركيا من حيث أنها عززت وجودها في البحر الأسود، وساهمت طائراتها بدون طيار وصواريخها الموجهة في تغيير في نظرية الدفاع الوطني، واستطاعت الحفاظ على علاقاتها المفتوحة مع كلا البلدين على الرغم من بيعها طائرات بدون طيار وصواريخ موجهة إلى أحد الطرفين وإعلانها صراحة أنها لا تصادق على الاحتلال. لهذا السبب، يجب تناول هذه القضية بديناميكياتها الداخلية وتطوراتها لإكمال النظرة الشاملة لسياسة تركيا الخارجية.
يوفّر الكتاب رؤية موسّعة لتفاصيل هامة: توجيه اتهامات لتركيا بـ “الانحراف عن المحور أو تغيير الاتجاه” بعد كل خطوة “مستقلة” تقوم بها. مع ذلك، يقدم الكتاب وجهة نظر متكاملة عن السياسة الخارجية التركية لا يمكن قراءتها بالطريقة التي اعتادت عليها في أوقات الحرب الباردة كونها تنتمي إلى الكتلة الغربية، وأنها ليست تفضل الغرب على الشرق أو العكس. يتم تذكيرنا بأن السياسة الخارجية متعددة الأوجه لتركيا ليست نتيجة لعدم الخبرة، وإنما تواجه العديد من التحديات بحذر وتأني، ويمكن الإشارة إلى التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 19 أيلول/ سبتمبر 2023، الذي يذكر بوضوح أن خطوات تركيا الخارجية ليست خطأ مبتدئ بل هي خطوات محسوبة ومتأنية.
المصدر: ستار