شهدت عدة مدن بوسنية مظاهرات لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على البطالة والجمود السياسي والخلافات بين النخب السياسية في البلاد.
واندلعت الاحتجاجات في ثاني أكبر مدن البلاد “توزلا” وشهدت أعمال عنف أدت لإصابة العشرات بجروح.
توزلا كانت في وقت من الأوقات القلب الصناعي لشمالي البوسنة، وقد أصيبت بأضرار اقتصادية بالغة في السنوات الأخيرة نتيجة إغلاق المصانع وتوقفها عن العمل.
وبحسب رويترز فقد شهد اليوم الأول من المظاهرات إصابة 130 شخصا بجروح منهم 104 من عناصر الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الذين قذفوا مبنى الحكم المحلي في المدينة بالحجارة والبيض وعبوات مشتعلة.
وذكرت وزارة الداخلية البوسنية في بيان ان اشتباكات متقطعة جرت بين المتظاهرين وقوات الامن الخاصة التي تحاول منعهم من اقتحام مبنى المقاطعة الذي قذفوة بالحجارة والزجاجات الحارقة.
واضاف البيان ان “اعضاء الحكومة المحلية هربوا من المبنى الذي كان يفترض ان يلتقوا فيه ظهر اليوم مع ممثلي نقابات العمال في خمس شركات حكومية بوسنية اعلنت افلاسها مؤخرا”.
وأكد الناطق الرسمي باسم الشرطة عزالدين شاريتش لتلفزيون (توزلا) ان الطابق الاول من مبنى حكومة (توزلا) المحلية دمر تماما فيما تقوم الشرطة بجهود كبيرة لمنع المتظاهرين الغاضبين من اقتحام المبنى.
وقدرت الشرطة أعداد المتظاهرين بألفي متظاهر فقط في توزلا إلا أن وسائل إعلام محلية قالت إن الأعداد تجاوزت 7000 شخص.
وفي مطالب مشابهة لمطالب العديد من الشباب العربي قال أحد ممثلي المتظاهرين في تصريحات “إنه رد الشعب. إنها الثورة. الأمر لا يتعلق بهمج يحتجون. إنهم الكثير من الشبان الذين ليس لهم أي أمل في الحصول على عمل عند التخرج من الجامعة”.
كما قالت خريجة جامعية تقيم في سراييفو أن “الحكومة باعت مقدرات الدولة وتركت الشعب بلا إعانات أو بدلات بطالة ولا وظائف ولا رعاية صحية”
وتعاني البوسنة من البطالة بنسبة تجاوز 27٪ وهو أعلى معدل في دول البلقان
واكد بيان لنقابات العمال البوسنية وزع اليوم ان موجة الاحتجاجات العمالية ستنتشر لتشمل مدنا اخرى في البوسنة على خلفية المشكلات الاقتصادية المتصاعدة وافلاس العديد من الشركات الحكومية ما يعني فقدان الاف العمال وظائفهم.
وبالفعل خرج مئات في الشوارع تضامنا في العاصمة سراييفو ومدن زينيتشا وبيهاتش وموستار، وفي سراييفو اشتبك المحتجون مع الشرطة التي أغلقت المرور في وسط المدينة، ونقل أربعة من ضباط الشرطة إلى المستشفى.
وقد أغلقت توزلا مدارسها اليوم الجمعة تحسبا من ازدياد حدة التظاهرات في المدينة والمدن الأخرى