لم يلتزم النظام السوري بمهلة تسليم الأسلحة الكيميائية لإخراجها خارج البلاد التي انتهت البارحة الخميس، والتي حددتها بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة المكلفة بذلك، في الوقت الذي تنتهي المهلة النهائية لتدمير جميع المواد الكيماوية المعلنة بموجب خطة المنظمة في يوم 30 يونيو القادم.
رئيسة بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيجريد كاج المكلفة بالإشراف على تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا قالت البارحة الخميس أنها لا تعتقد أن الحكومة تتعمد المماطلة في نقل ترسانتها الكيميائية الى الخارج، لكنها قالت إن التعاون ضروري للوفاء بمهلة تنتهي في 30 يونيو حزيران.
سيجريد أطلعت الأمم كانت قد أطلعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التطورات في جلسة مغلقة، حيثت تحدثت أمامهم قائلة: “نرى أنه من الممكن الوفاء بمهلة 30 يونيو. جميع المعدات والمستلزمات موجودة في البلاد”. مضيفة: “كان من الأفضل لو أنه تم الوفاء بمعالم وسيطة – مثل الخامس من فبراير – لكنهم – تقصد النظام السوري – لو يوفوا بها.. هناك تأخيرات”.
النظام السوري يبدو كما لو أنه يلاعب المجتمع الدولي بشأن الأسلحة الكيميائية ، فالنظام الذي وافق رئيسه بشار الأسد على تدمير الأسلحة الكيميائية التي يملكها بعد موجة الغضب بسبب هجوم غاز السارين في أغسطس الماضي على ريف دمشق، لم يسلم سوى 4 % من الكمية المفروض أن يسلمها.
السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانثا باور قالت للصحفيين أنه “يتعين على نظام الأسد اتخاذ الخطوات اللازمة للوفاء بالتزاماته”، “نعرف أن النظام لديه القدرة على نقل هذه الأسلحة والمواد لأنه نقلها عدة مرات خلال هذه الحرب”، وأنهت فقالت: “حان الوقت كي تكف حكومة الأسد عن المماطلة وأن تضع خطة للنقل وأن تلتزم بها”.
رغم كل ذلك، فإن منظمة حظر الأسلحة لم تعترف بعد بأن النظام يتلاعب بنقل الأسلحة، بل قالت أن المجلس سيدرس ما إذا كانت سوريا لم تلتزم عمدا بالخطة المتفق عليها دوليا، محذرة أن تأخيرات حكومة الاسد “تعزز المخاطر المتزايدة لاستخدام تلك الاسلحة مرة اخرى من جانب عناصر النظام او لسقوطها في أيدي ارهابيين”.
السفير البريطاني لدى الامم المتحدة مارك ليال جرانت قال للصحفيين أن “وقت الاعذار نفد” مضيفاً أن “كل شيء معد ويلزم اتخاذ ترتيبات ملائمة لتعجيل عملية اخراج الكيماويات من سوريا”.
السياسي شريف شحادة المؤيد لنظام بشار الأسد قال لقناة الجزيرة أن عدم إيفاء النظام السوري بوعوده لا يعني أنه لا يريد تسليم الأسلحة، وانما هي مسألة إجراءات.
وفيما يبدو كما لو أن عملية تسليم الأسلحة الكيميائية هي مرحلة أخرى من التصريحات الصحفية والمؤتمرات التي يطالب فيها المجتمع الدولي النظام السوري بتسليمها، كما يطالبه بوقف العنف تجاه المدنيين من القنص والقصف واستخدام الطائرات والبراميل المتفجرة، فهل يستجيب؟