ترجمة وتحرير نون بوست
كتب ستيفن جيه. أدلر، جيف ماسون، وستيف هولاند
ندد الرئيس دونالد ترامب، يوم الخميس، من بتعامل المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة غير “العادل”؛ مشيرا إلى ما تخسره واشنطن من “أموال طائلة” دفاعاً عن الرياض.
وخلال مقابلة مع وكالة “رويترز”، أكّد ترامب أن إدارته تُجري محادثات حول الزيارات المزمع إجراؤها لكلّ من السعودية وإسرائيل، خلال النصف الثاني من شهر أيار/مايو. ومن المقرر، أن يقوم بزيارته الأولى إلى الخارج بعدما تقلّد منصب الرئاسة خلال 25 أيار/مايو في بروكسل وذلك بهدف حضور قمة منظمة حلف الناتو. والجدير بالذكر أنه من المرجح أن يتوقف في بلدان أخرى لإجراء بعض الزيارات.
في الحقيقة، وحول موقفه من المملكة العربية السعودية، صرح ترامب خلال مقابلة حصرية مع وكالة “رويترز” قائلا: “بصراحة لم تعاملنا السعودية بعدل، لأننا نخسر كماً هائلاً من المال للدفاع عنها”. ويمثّل انتقاد ترامب للرياض، التي تعدّ أكبر مُصدر للنفط في العالم، عودة لتصريحات أدلى بها خلال حملته الانتخابية سنة 2016، عندما اتهم المملكة بعدم دفع أتعاب المظلة الأمنية الأمريكية.
فضلا عن ذلك، قال ترامب خلال حملته الانتخابية التي أجراها في ويسكونسن قبل سنة إن “لا أحد يقدر على إزعاج السعودية لأننا نحميها”. في المقابل، لم تُنصف المملكة الولايات المتحدة مقابل هذه الحماية. خلال السنوات الأخيرة، تعتبر الولايات المتحدة المزوّد الرئيسي لمعظم الأسطول العسكري للسعودية، بدءا من مقاتلات “أف- 15” وصولا إلى أنظمة القيادة والمراقبة التي تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات. بالإضافة إلى ذلك، يفوز المتعهدون الأمريكيون بمعظم صفقات الطاقة الكبرى للمملكة العربية السعودية.
وقد تمكنت أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وأكبر مستهلك له من بناء علاقات اقتصادية وثيقة طويلة الأمد، حيث أن الشركات الأمريكية قامت ببناء جزء كبير من البنية التحتية للدولة السعودية الحديثة، بعد مرحلة الازدهار النفطي، التي عاشتها السعودية خلال السبعينيات.
وفي الواقع، لم يُدل المسؤولون السعوديون بأي تعليق حول تصريحات ترامب الأخيرة. ولكن وزير الخارجية، عادل الجبير، كان قد أدان تعليقات مماثلة لترامب خلال حملته الانتخابية، وصرّح لشبكة “سي أن أن” أثناء زيارة أداها الى واشنطن، خلال شهر تموز/يوليو الماضي، أن المملكة ” تتحمل مسؤولياتها” باعتبارها حليفة الولايات المتحدة الأمريكية”.
وتجدر الإشارة إلى أن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان التقى ترامب، خلال الشهر الماضي. واعتُبر هذا الاجتماع بمثابة “نقطة تحول” في تاريخ العلاقات الأمريكية السعودية. ويبدو أن نجاح هذه المحادثات يشير إلى اتفاقهما حول العديد من القضايا، بما في ذلك تطابق وجهة نظرهما فيما يتعلق بالتهديد الأمني والإقليمي الذي تشكله إيران.
في هذا الصدد، صرح محللون إقليميون أن الرياض فضلا عن حلفاء دول الخليج الآخرين يرون في ترامب رئيسا قويا يعزز دور واشنطن كشريك استراتيجي رئيسي سوف يساعدها على احتواء خصوم الرياض، أي إيران، في منطقة تعتبر مركزية لمصالح الأمن والطاقة الأمريكية.
وردا على سؤال حول الحرب ضد تنظيم الدولة التي تواجهها السعودية وحلفاء الولايات المتحدة، قال ترامب إنه يجب هزيمة تنظيم الدولة. وعندما سئل عن الوقت الذي سوف تنتهي فيه الحرب ضد التطرف، أجاب الرئيس الأمريكي قائلا: “يجب أن أقول أنه سيكون هناك نهاية، ويجب أن تكون هذه النهاية بمثابة إهانة لتنظيم الدولة”. ثم أردف قائلا: “هناك نهاية لهذا الأمر، لكنها ستكون صعبة”. وفي الحقيقة، لم يتطرق ترامب في هذا الحوار إلى تفاصيل متعلّقة بالإستراتيجية التي يضعها لحل قضية الإرهاب.
المصدر: رويترز