بمناسبة اقتراب الذكرى السنوية لاندلاع الثورة اليمنية التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 2011، أطلق نشطاء يمنيون حملة “ولا بد للقيد أن ينكسر” والتي تطالب الرئيس اليمني بالوفاء بعهوده المتعلقة بإطلاق سراح معتقلي الثورة، داعين القوى والتكتلات الثورية إلى ما اسموه بـ”انتفاضة شعبية” في جميع المحافظات يوم 11 فبراير/شباط القادم.
وقال بيان صادر عن الحملة: “استمرار اعتقال شباب الثورة وتلفيق التهم لهم يعتبر ابتزازًا سياسيًا مرفوضًا وجريمة اغتيال بحق الثورة وقيمها”. كما طالب البيان القوى الوطنية إلى تحمّل مسؤوليتها والتحرك لإيقاف ما وصفوه بـ”الجريمة”، وإلى تعويض المعتقلين عن كل ما لحق بهم خلال السنوات الماضية جراء الاعتقال.
ويواجه 57 من “شباب الثورة”، بينهم خمسة مسجونين فقط في السجن المركزي بصنعاء والباقي أفرج عنهم بقرار رئاسي سابق، اتهامات بتفجير جامع النهدين بدار الرئاسة بصنعاء في يونيو/حزيران 2011، خلال صلاة الرئيس السابق علي عبد الله صالح فيه مع قيادات بنظامه، مما أدى إلى إصابة صالح بحروق في كافة أجزاء جسمه، ومقتل رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني متأثراً بجروح أصيب بها في التفجير نفسه.
وقال وليد العماري، أحد الناشطين السياسيين في اليمن وعضو الحملة: “هناك التفافًا من بعض القوى على مخرجات الحوار الوطني، والإفراج عن المعتقلين كان أحد هذه المخرجات”، كما طالب خلال حواره مع وكالة الأناضول، الرئيس اليمني و”كل القوى المحسوبة على الثورة في الحكومة وأجهزة الدولة المختلفة” بتحديد موقف واضح من قضية المعتقلين.
المحامي اليمني عبدالرحمن برمان، المكلف بالدفاع عن المتهمين، قال أن خمسة معتقلين من شباب الثورة في السجن المركزي بصنعاء بدؤوا قبل أيام إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهم، مشيرا إلى أن “المعتقل إبراهيم الحمادي نقل الخميس إلى المستشفى الجمهوري بعد تدهور حالته الصحية بسبب الإضراب”.
ويعد إطلاق سراح معتقلي الثورة وسجناء الرأي أحد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم أعماله الشهر الماضي بالتوقيع على وثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار، والتي تنص على التمديد للرئيس عبد ربه منصور هادي لمدة عام، وإجراء تعديل وزاري محدود، واستيعاب الشباب والمكونات الأخرى في مجلس الشورى.
ومنذ اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشهر الماضي، عاشت اليمن عددا من الأعمال الإرهابية يقول البعض بأنها تستهدف إفساد فرحة اليمنيين بنجاحهم في وضع خارطة طريق واضحة المعالم لتأسيس دولة يمنية جديدة تقطع مع عهد ما قبل الثورة.
ومن جهة أخرى، ضجّ ميدان الستين في العاصمة اليمنيّة أمس بآلاف المتظاهرين احتفالا بالذكرى الثالثة للثورة وللمطالبة بعدم انحراف الفاعلين السياسيين عن المسار الثوري، وبتفعيل الانتقال الديمقراطي للبلاد والوحدة الشعبيّة ضدّ حمّى الاقتتال الطائفي والقبل.
وقال “فؤاد الحميري”، عضو مؤتمر الحوار الوطني وخطيب صلاة الجمعة التي أقيمت في الميدان، “إنّ معركة اليوم في اليمن هي بين أسرى الماضي وأحرار المستقبل، وبين من يشيّد اليمن الجديد، ومن يعيد اليمن القديم”، مضيفا: “العار كلّ العار في بقاء جزء من الثورة خلف الأسوار.. إن إطلاق سراح المعتقلين ليس مخرجا من مخرجات الحوار فحسب، بل وضمانة من ضمانات تنفيذها”.