تُجيد إيران في سياستها الخارجية توظيف خصوم أعدائها السياسيين والعسكريين لصالح أهدافها أو توحيدهم إن أرادت ،وتستثمر أي ثغرة عداء بين أي أطراف منافسة لها في العراق والمنطقة لتوسع الهوة والصدام بينهما، فالهدف هو الضغط على تركيا في لعبة التوازنات الإقليمية وإبعادها أو إخضاعها في معادلة هندسة الصراعات ومخرجاتها مستقبلآ.
حزب العمال الكردستاني الورقة الكردية ضد تركيا وحليفها مسعود بارزاني. فالحزب حزب يساري ماركسي مُعادي لتركيا ومُصنف بالإرهاب بالنسبة لها وموضوع على قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي وكندا وأستراليا ، ويُقيم مقاتلي الحزب في جبال قنديل الفاصلة بين العراق وتركيا.
يقف “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود برزاني الحاكم لأربيل ودهوك بصف المحور الإقليمي تركيا-الخليج وهو على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة ، بينما أصبح “الحزب الإتحاد الكردستاني” بزعامة جلال الطالباني وأحزاب السليمانية وحلبجة يقفون بصف إيران
وجدت إيران ثغرة عداء بين الحزبين الكرديين الرئيسيين في إقليم كردستان العراق “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود برزاني و “حزب الإتحاد الكردستاني” بزعامة جلال الطالباني وشقت صفهم الموحد الذي بقي ثابتا طوال 13 عام بعد الإحتلال الأمريكي للعراق.
يقف “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود برزاني الحاكم لأربيل ودهوك بصف المحور الإقليمي تركيا-الخليج وهو على علاقة جيدة مع الولايات المتحدة ، بينما أصبح “الحزب الإتحاد الكردستاني” بزعامة جلال الطالباني وأحزاب السليمانية وحلبجة يقفون بصف إيران ، فالإتحاد على علاقة جيدة مع “حزب العمال الكردستاني” والنفوذ الإيراني السياسي والعسكري في العراق المتمثل بالتحالف الوطني الحاكم وجناح المالكي ونفوذه “الحشد الشعبي”.
حزب العمال الكردستاني يحاول جعل مدينة سنجار وجبلها الحصين مقرا لهم كجبال قنديل
فمع دخول تركيا على خط الأزمة العراقية وتنسيقها مع أربيل بدأت إيران توظف حزب العمال الكردستاني للقيام بما تريد هي القيام به في “تلعفر” و”كركوك” و”سنجار” إضافة إلى مناكفة البارزاني ونفوذه شمال الموصل وبأيادي كردية”PKK” المعادية لهم أساسا ولا تثير حساسية طائفية فيما لو قام بها الحشد الشعبي. فالنفوذ الإيراني في العراق فتح لحزب العمال الكردستاني مكتب في المنطقة الخضراء في بغداد ويتقاضى مقاتليه رواتب كمقاتلين ضد “داعش” كجزء من مليشيات الحشد الشعبي، وقد أستغلوا دخول مقاتلي داعش إلى كركوك في الفترة الماضية وقاموا بأعمال تهجير للتركمان من المدينة كما يحاولون جعل مدينة سنجار وجبلها الحصين مقرا لهم كجبال قنديل.
كما أن لديها مقار وقواعد عسكرية في “داقوق” في السليمانية وكركوك فالـ”PKK” على علاقة مع قوات البيشمركة التابعة لجلال الطالباني المتحالف مع إيران ونفوذها في العراق وهذا ما يُفسر مقتل عدد من عناصر البيشمركة في الهجوم التركي الأخير على مقرات حزب العمال .أن مدينة سنجار واقعة على الخط الدولي بعد “تلعفر” مما يجعلها منطقة ضمن مجال التفكير والأطماع الإيرانية الراغبة بالسيطرة على الطريق الدولي مرورا بالرقة وصولا إلى المتوسط ؛ مما يجعلها توظف أطراف تتناسب مع طبيعة المرحلة وطبيعة ديمغرافية المنطقة وطبيعة الخصوم المنافسين لها.
وجود حزب العمال الكردستاني في سنجار ومعاداته لحلفاء تركيا وللتركمان في تلعفر وكركوك وتحالفهم مع الحشد الشعبي ؛ قد يضاعف أوراق إيران بإشعال وإدارة حرب أثنية مذهبية بعد حسم معركة الموصل
أن وجود حزب العمال الكردستاني في سنجار ومعاداته لحلفاء تركيا وللتركمان في تلعفر وكركوك وتحالفهم مع الحشد الشعبي ؛ قد يضاعف أوراق إيران بإشعال وإدارة حرب أثنية مذهبية بعد حسم معركة الموصل تمهد لإقتطاع “تلعفر” من محافظة نينوى وجعلها محافظة ذات نفوذ إيراني مستقل عن طريق تهجبر السنة التركمان منها وهو ما سيجعل تركيا بمواجهة النفوذ الإيراني مباشرة وإن إستطاعت إيران السيطرة على المناطق التي تربط “تلعفر” و”سنجار” وما حولهما وصولآ إلى الرقة السورية التي يرغب ويصرح قيادات في الحشد الشعبي بدخولها ؛ سيجعل إيران تسيطر على أهم نقطتين أستراتيجيتين تربط “طهران” بالبحر المتوسط مباشرة ويُهدد تركيا وحلفائها المحليين كما يهدد الوجود العسكري التركي في قاعدة “بعشيقة” العسكرية قرب الموصل.