أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” مساء اليوم الاثنين عن وثيقتها السياسية الجديدة، والتي تحدد وترسم مبادئ الحركة بعد مرور نحو 30 عامًا على انطلاقها منذ عام 1987، ولكي تعبر عن أدبيات الحركة الفكرية والسياسية في مراحلها المختلفة، بحسب قيادات الحركة.
الوثيقة والتي تم الإعلان عنها من الدوحة في مؤتمر صحفي لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل، وبحضور قيادات الحركة وبعض الفصائل في الدوحة ومن غزة -عن بعد – جاءت تحت اسم ” وثيقة المبادئ والسياسات العامة لحركة حماس”، لتجدد فيها الحركة خطوطها ومبادئها السياسية، والتي حملت تأكيدًا على ثوابت الحركة وتعرف جديد لها مع قبول بدولة على حدود عام 67.
أهم هذه المبادئ هو ما أعلن عنه مشعل، أن “حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة، بما لا يعني إطلاقاً الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا التنازل عن أيٍّ من الحقوق الفلسطينية”.
لم يتم ذكر بأن مرجعية الحركة هي جماعة الإخوان المسلمين أو أنها جزء منها على سبيل المثال، كما نشرت الحركة في ميثاقها الأول الذي أصدرته عام 1988
وأكدت الوثيقة الجديدة على “عدم الاعترافَ بشرعية الكيان الصهيوني؛ وإنَّ كلّ ما طرأ على أرض فلسطين من احتلال أو استيطان أو تهويد أو تغيير للمعالم أو تزوير للحقائق باطلٌ”، بحسب الوثيقة.
وجاء في تعريف الحركة في الوثيقة أن “حركة المقاومة الإسلامية “حماس” هي حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلامية، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني، مرجعيَّتها الإسلام في منطلقاتها وأهدافها ووسائلها”، دون أن يتم ذكر بأن مرجعية الحركة هي جماعة الإخوان المسلمين أو أنها جزء منها على سبيل المثال، كما نشرت الحركة في ميثاقها الأول الذي أصدرته عام 1988.
قالت مصادر داخل الحركة لـ”نون بوست” بأن رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة خالد مشعل -على الأرجح- سينتقل لرئاسة “مجلس شورى الحركة”
وحاولت الحركة في وثيقتها الجديدة إزالة مصطلح اليهود كالوثيقة الأولى، واستخدمت وبشكل واضح كلمة “الصهاينة”، حيث أكدت الحركة في أحد بدوندها أن “المشروع الصهيوني هو مشروع عنصري، عدواني، إحلالي، توسعي، قائم على اغتصاب حقوق الآخرين، ومعادٍ للشعب الفلسطيني وتطلّعاته في الحرية والتحرير والعودة وتقرير المصير؛ وإنَّ الكيان الإسرائيلي هو أداة المشروع الصهيوني وقاعدته العدوانية”.
حركة حماس قد اعتبرت هذه الوثيقة قد طوت الوثيقة الأولى لها قبل نحو 30 عامًا
إلى ذلك، وبحسب قيادات في الحركة، فإنها هذه الوثيقة ستمهد لإعلان رئيس مكتبها السياسي الجديد، خلفاً للرئيس الحالي خالد مشعل، وهو -على الأرجح وبحسب هذه المصادر- رئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية، والذي يحضر نفسه الآن لمغادرة القطاع والانتقال إلى العاصمة القطرية الدوحة. فيما قالت مصادر داخل الحركة لـ”نون بوست” بأن رئيس المكتب السياسي الحالي للحركة خالد مشعل -على الأرجح- سينتقل لرئاسة “مجلس شورى الحركة”، وهو أعلى صفة تنظيمية داخل الحركة، بحسب المصدر نفسه، بحيث أنه ربما سيكون أيضًا نائبًا لرئيس المكتب السياسي القادم.
الوثيقة الجديدة أصبحت أكثر مرونة وأقل تأثرا في الجوانب العاطفية من الوثيقة السابقة
يذكر أن حركة حماس قد اعتبرت هذه الوثيقة قد طوت الوثيقة الأولى لها قبل نحو 30 عامًا، بحيث أن “الوثيقة الجديدة أصبحت أكثر مرونة وأقل تأثرا في الجوانب العاطفية من الوثيقة السابقة”، حيث أن التطورات على الساحة الفلسطينية والإقليمية باتت تتطلب ذلك. كما كانت قيادات في الحركة طالبت خلال السنوات الأخيرة بأن يتم تجديد ميثاق الحركة، بحيث يكون “مبنيًا على أفكار جديدة تنسجم مع طبيعة الواقع، وطبيعة البُنية التنظيمية للحركة؛ باعتبار أنها تتقدم الفصائل الفلسطينية اليوم، وتقود شعباً في قطاع غزة”.