ترجمة حفصة جودة
في النظم الأيكولوجية الدقيقة في العالم، تصبح الأنواع الغازية مثل السرطان، فهم يصلون إلى أماكن غير مرغوب بوجودهم فيها وينتشرون بقوة ويدمرون النظام الذي يعيشون فيه، من بين الأنواع الغازية المعروفة: نبات الكشت الياباني وبلح البحر المخطط ونحل العسل الإفريقي، لكن فريقًا من العلماء الدوليين يقول إن هذه هي البداية فقط، فقد صدر تقرير مؤخرًا يحذر فيه العلماء من قرب وصول موجة جديدة من الغزاة.
نُشر التقرير في مجلة “Trends in Ecology & Evolution” ووجد التقرير الذي كان نتيجة لاجتماع 17 خبيرًا عالميًا في كامبريدج أن هناك 14 قضية رئيسية تتعلق بإدارة وانتشار الأنواع الغازية في العقدين المقبلين، يقول البروفيسور أنطوني ريكياردي قائد فريق الدراسة من جامعة مكغيل: “لقد تمكنا من تحديد بعض الأنواع الغازية المحتملة”.
ذكر التقرير انتشار الأنواع الغازية من مملكة الحيوان والنبات، والأنشطة البشرية التي تؤثر في هذا الأمر، فعلى سبيل المثال، تقنيات الزراعة الحديثة التي تستخدم بكتريا التربة والفطريات لها عواقب تتجاوز تحسين المحاصيل، يقول البروفيسور دانيال سيمبرلوف من جامعة تينيسي: “تسبب الزراعة وتوزيع الميكروبات التي تعزز النمو في تحول بعض النباتات القريبة من الحقول الزارعية إلى آفات غازية”.
يؤثر العمل في المختبر على الأنواع الغازية أيضًا خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعديل الوراثي، أشار تقرير من جامعة كامبريدج أن تحرير البعوض في جزر فلوريدا كيز يعني قطع دورة حياة البعوضة الحاملة للمرض، يقول البروفيسور هيو ماسيساك من جامعة وندسور: “الضغط في اتجاه استخدام العوامل المعدلة وراثيًا للسيطرة على الأنواع الغازية مستمر في النمو، هذا الأمر سوف يحظى بمعارضة عامة وبوجهة النظر التي تقول بأننا نفتح صندوق باندورا” (صندوق باندورا في الميثولوجيا الإغريقية هو صندوق حملته امرأة تسمى باندورا وهو يحتوي على جميع شرور البشرية من جشع وغرور وكذب وحسد ووقاحة).
وأيضًا فيما يتعلق بالتأثير البشري على الأنواع الغازية، تحدث مؤلفو الدراسة عن تأثيرنا في القطب الشمالي كعامل رئيسي، يقول الدكتور جريغ رويز من مركز سميثسونيان للأبحاث البيئية: “أدى الاندفاع الشديد للتوسع في الأنشطة البشرية في القطب الشمالي إلى احتمالية انتقال الأنواع الغريبة على نطاق واسع”، وأشار رويز إلى أن ذوبان الجليد فتح هذا الباب من العالم أمام زيادة الأنشطة البشرية.
يقول الباحثون إن القطب الشمالي كان محميًا من الاستكشاف البشري المنتشر في جميع أنحاء العالم، لكن ذوبان الجليد أدى إلى توسيع مساحة الغزو في المنطقة من أجل صيد الأسماك والسياحة والتعدين وتطوير الشواطئ، ومع زيادة الأنشطة البشرية أصبح هناك احتمالاً متزايدًا في دخول الأنواع الغازية.
بالطبع هناك بعض الأنواع الغازية التي ستقوم بالأمر من تلقاء نفسها دون تأثير التدخل البشري في العقدين المقبلين، خاصة مثل البكتيريا والطلائعيات البيضية والفطريات والفيروسات، أما من حيث انتشارها، أشار التقرير إلى فطر “Bsal” الذي قام بمحو حيوان السلمندر من أوروبا، وهناك الفطر الذي يسبب مرض متلازمة الأنف الأبيض والذي يؤدي إلى تدمير الخفافيش، ومرض الهزال الذي يصيب نجم البحر والذي يقول عنه تقرير كامبريدج إنه من أسوأ طرق الوفاة التي لاحظوها في الحياة البرية.
أشار التقرير أيضًا إلى أن الجهود التي تقلل من شأن تأثير الأنواع الغازية قد غيرت من تصور العامة لهذا التهديد، لذا يجب أن يتغير هذا الاتجاه إذا أردنا أن نسيطر على هذا التأثير، يقول البروفيسور تيم بلاكبيرن من كلية لندن الجامعية: “الإنكار في العلم ليس أمرًا جديدًا، لكن عندما يأتي في سياق الأنواع الغازية تحديدًا فإنه يثير قلق الأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على التنوع البيولوجي الأصلي الفريد، التشكيك في التأثير السلبي للأنواع الغازية قد يؤدي إلى تأخير القيام بالإجراءات المخففة قبل فوات الأوان”.
المصدر:نيو أطلس