معلمة فلسطينية تطلق مبادرة لتعليم الطالبات إدارة المشاريع الصغيرة

fb_img_1493392389739

مبادرة “مشروم” هي الأولى من نوعها في غزة، حيث أطلقتها المعلمة الفلسطينية سامية الصادي للعمل على تدريب طالباتها في المرحلة الإعدادية على تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال تعليمهن إدارة المشاريع الصغيرة، والتي باتت مؤخرًا يقتصر تعلمها فقط على فئة الشباب، وكان لزراعة الفطر المحاري “عيش الغراب” نصيب الأسد كأحد المشاريع الصغيرة التي ركزت عليها من خلال المبادرة.

فكرة المبادرة

تقول الصادي بأن فكرة المبادرة لم تأت من فراغ، حيث جاءت من خلال تقدمها لإحدى حاضنات ومسرعات الأعمال في قطاع غزة، بهدف الحصول على تمويل لمشروعها وهو زراعة الفطر المحاري في منزلها، حيث تفتقر مدينة غزة إلى زراعته.

وتضيف الصادي أن فكرة مشروعها لم تحصل على تمويل، لأن الحاضنة ومسرعة الأعمال التي تقدمت إليها، تعمل فقط على تمويل المشاريع التكنولوجية الريادية، مشيرة إلى أنها قررت تعليم طالباتها زراعة الفطر المحاري في الحصص الإضافية.

أهداف المبادرة

وتستطرد الصادي أنها تهدف من خلال هذه المبادرة إلى تعليم طالباتها كيفية إدارة المشاريع الصغيرة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومشاركة أسرهن المسؤولية الاجتماعية والعمل على زيادة دخل الأسرة خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون في قطاع غزة، مؤكدة أن مشروع زراعة الفطر المحاري لا يحتاج إلى تكاليف عالية، مما دفع معظم الطالبات إلى القيام بمشروعات صغيرة لزراعته في منازلهن، للحصول على مصدر دخل.

وفى نفس السياق أشارت الصادي أنها استطاعت أن تعمل على تشبيك المبادرة مع مؤسسات مجتمعية، بحيث قدمت لها المؤسسات دعمًا إرشاديًا من خلال عقد الدورات التدريبية وتنفيذ ورش عمل للطالبات وتوفير إمكانيات مادية تحتاجها في زراعة الفطر المحاري مثل السلال البلاستيكية وغيرها.

وأكدت الصادي على أهمية وجود حاضنات ومسرعات أعمال، تدعم وتشجع طلاب المدارس الذين لديهم أفكار خلاقة، يمكن تحويلها فعليًا إلى مشاريع صغيرة تساهم في تحسين الوضع المعيشي.

زراعة الفطر المحاري

تستكمل الصادي حديثها عن الفطر المحاري وتقول إن زراعته تتطلب مجموعة من المواد الخام مثل قش الأرز، قش القمح، قش الشعير، مصاصة القصب، والكثير من المخلفات الزراعية التي كان التخلص منها في الماضي بواسطة الحرق يتسبب في تلوث البيئة، ويعمل على خلل في التوازن البيئي خاصة الكائنات الدقيقة التي تعيش في التربة التي تموت نتيجة الحرق وتحتاج إلى فترات زمنية طويلة لتعود إلى سابق عهدها.

كما استعرضت الصادي طرق زراعة فطر عيش الغراب، حيث يمكن زراعته في سلال بلاستيكية أو شبك أو صناديق بلاستيكية أو أكياس بلاستيكية، وتكون في غرف ذات رطوبة عالية وتهوية جيدة حيث يثمر الفطر بعد أسبوعين من الحضانة ويستمر في إنتاجه لمدة شهرين. 

القيمة الغذائية

وبينّت الصادي أن الفطر المحاري يعتبر من أهم مصادر البروتين لما له من قيمة غذائية عالية ويدخل في عشرات الأطعمة والمنتجات الغذائية خاصة بعد أن ثبت حديثًا أنه يعمل على زيادة الحيوية والنشاط ويخفض نسبة السكر في الدم، مما يفيد مرضى السكري، كما يحتوي على إنزيمات عديدة تساعد في هضم الجسم للأغذية المختلفة، كما يحتوى على البروتين الذي يفوق في جودته بروتين البقوليات، وعلى نسبة عالية من الأحماض الأمينية الأساسية الموجودة في البروتين الحيواني، كما يحتوي الفطر على توليفة فريدة من الفيتامينات والأملاح المعدنية النادرة.

البطالة في قطاع غزة

ومن الجدير ذكره أن الإحصائيات تحدثت عن نسبة البطالة في قطاع غزة، حيث كانت قبل الحرب 41%، وكان هناك أكثر من 180 ألف عاطل عن العمل، وهناك توقعات بأن تتجاوز معدلات البطالة نسبة 50% وأن يتجاوز عدد العاطلين عن العمل 210 ألف عامل خصوصًا بعد العدوان الصهيوني على القطاع.