مددت مهلة وقف إطلاق النار إلى 72 ساعة أخرى ما بين قوات النظام السورية المحاصرة لأحياء حمص القديمة وفصائل الجيش السوري الحر المتحصنة داخلها، وذلك لإتمام عملية إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات إلى هناك برعاية الأمم المتحدة وبالتعاون مع الهلال الأحمر السوري، والتي كانت قوافلهما قد تعرضت لقذائف الهاون وإطلاق نار مباشر داخل تلك الأحياء وعلى مداخلها.
وكانت مسؤولة الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري أموس قد أبدت إحباطها العميق بعد تعرض قافلة مساعدات الأمم المتحدة في مناطق مدينة حمص المحاصرة لاطلاق نار بشكل مباشر، رغم تعهدها بمواصلة الحث على تقديم المساعدات الانسانية للمحتاجين في سوريا.
وكانت قافلة مساعدات من الأمم المتحدة وبالتعاون مع الهلال الأحمر السوري قد توجهت إلى مناطق حمص القديمة المحاصرة من قبل قوات النظام لأكثر من 600 يوم ، كانت قد تعرضت البارحة لقذائف هاون أول دخولها إلى تلك المناطق لتتباطأ عملية الدخول قليلاً ثم تستأنف من جديد، إلا أن القذائف لم تتوقف بل تعرضت سيارات الأمم المتحدة وموظفوها كذلك إلى القذائف بشكل مباشر، فضلاً على إطلاق نار وجه إليها وأدى إلى إصابات متعددة بالقصف والرصاص.
مقطع فيديو لسقوط قذيفة على سيارة المساعدة باستهداف مباشر
مقطع آخر للإصابات
مقطع فيديو أثناء خروج المدنيين وهروع سيارات الأمم المتحدة لإجلائهم
وأضافت أموس في بيان “اشعر باحباط عميق لانتهاك فترة توقف القتال لمدة ثلاثة ايام لدوافع انسانية التي اتفق عليها الطرفان اليوم وتعمد استهداف موظفي الاغاثة، مضيفة أن “أحداث اليوم بمثابة تذكير صارخ بالأخطار التي يواجهها المدنيون وموظفو الإغاثة يومياً عبر سوريا”.
وقبل دخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة من حمص، نقلت القنوات الموالية للنظام السوري والتي كان من المسموح لها التواجد في المناطق المسيطر عليها من قبل الجيش السوري حيث كانت المساعدات تدخل إلى المناطق المحاصرة، نقلت أن عشرات ممن أسموهم “الأهالي” قد حاولوا منع المساعدات من الدخول إلى المناطق المحاصرة متجمهرين أمام تلك السيارات مانعة إياهم من الدخول، لكنهم أضافوا أن قوات الجيش قد “أقنعت” الأهالي بالتراجع والسماح للقافلة بالمرور.
الأمر الذي يطرح تساؤلاً ملحاً في مصدر التوجيهات لجنود النظام السوري، ففي الوقت الذي تبرم الأمم المتحدة اتفاقية متعارف عليها في القوانين الدولية بوقف كافة أشكال القتال لإدخال المساعدات، تسقط القذائف على الأحياء المحاصرة في الوقت الذي تتواجد قافلة الوفد الأممي داخل تلك المناطق .. مما يعني بشكل صريح استهداف المدنيين – والذي ليس بجديد – والمساعدات وبحضور الوفد الأممي بشكل مباشر وصارخ!
وعملية تجمهر “الأهالي” أمام المساعدات تعني أن ثمة رأي من الموالين للنظام ليس راضٍ بالشكل التام عن ادخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، الأمر الذي يؤكد منهجية الحصار وتجويع سكان تلك المناطق من المدنيين خلال السنتين الماضيتين، وتؤكد كذلك أن ادخال المساعدات أمر يرفضه النظام السوري إلا أنه ذهب اليه مرغماً ضمن محاولاته الحثيثة إصلاح صورته الخارجية أمام المجتمع الدولي وبين كاميرات محادثات جنيف.
وتأتي هذه المساعدات في عملية تقودها الأمم المتحدة لإخراج كبار السن والأطفال والنساء من تلك المناطق حيث خرج قرابة 500 شخص خلال الثلاثة الأيام الماضية، وإيصال الطعام والدواء لنحو 2500 شخص آخرين ما زالوا محاصرين في الداخل.