ترجمة وتحرير نون بوست
يتفق معظم الخبراء حول حقيقة مفادها أن 75 بالمائة من المهن التي ستكتسح سوق الشغل في المستقبل، لا زالت لم تظهر بعد. وذلك يعني أن ثلاثة من بين أربعة اختصاصات في الجامعات، ستصبح طي النسيان في حين لن يكون لها أي أهمية في سوق الشغل. وفي هذه المرحلة، لا يزال من الصعب تحديد الاختصاصات التي ستشهد انتكاسة في المستقبل. في المقابل، سنعرض ملخصا حول 10 مهن لا زالت لم تظهر بعد، أو تلك التي لا يتحدث عنها الكثير، والتي ستصبح من أبرز المهن وأهمها في المستقبل.
علماء البيانات
من بين المصطلحات التي ستتواتر كثيرا في السنوات المقبلة، البيانات الضخمة، أو البيانات السريعة، أو البيانات الذكية. وفي هذا الصدد، تعمل التكنولوجيا الحديثة على جمع ملايين البيانات حول جميع الأفراد حول العالم، سواء عن طريق الهواتف الذكية أو الإنترنت أو الأجهزة المتصلة بالإنترنت. على العموم، يعد تحليل البيانات المسربة بشأن مختلف المستهلكين المحتملين أمرا ضروريا بالنسبة لكل الشركات الناشئة. وتهدف هذه العملية إلى تقديم منتجات أو خدمات حسب رغبة كل عميل من عملائها وفقا للبيانات التي تملكها، حتى تضمن بقاءها في السوق والصمود في وجه للمنافسة.
من جهة أخرى، أصبح من المهم، في ظل هذه التحديات، توظيف علماء وأخصائيين قادرين على تقييم البيانات المسربة التي تخص العملاء. ومن بين الشركات التي تعمل على تحليل البيانات الرقمية وذلك في إطار إستراتيجيتها للتمركز في السوق، شركة “براديغما”، التي تقدم لعملائها جملة من الخدمات للتحول رقميا، حيث تستغل المعلومات التي تحصل عليها بفضل البيانات المسربة، للتكيف مع حاجيات السوق.
مدير المعارف
في عالم تجتاحه العولمة، أصبحت عمليات دمج المؤسسات، فضلا عن الاتحاد في شركات من مختلف القطاعات والصناعات، من الممارسات الشائعة في عالم الأعمال وعلى نحو متزايد. وفي هذا السياق، أصبح إنشاء ثقافة مؤسساتية مشتركة، وإدماج فرق غير متجانسة، والقدرة على فهم أوجه التوافق الممكنة أمرا ضروريا حتى تتمكن الشركات من تأسيس شراكات جديدة مع مؤسسات أخرى. على العموم، تعول هذه الشركات، على “مدير معارف”، قادر على فهم مختلف الإمكانات والخطط في السوق حتى تحقق أهدافها المنشودة.
وفي هذا السياق، تحظى شركات مثل “كونكتيس” بأكثر من ألفي مختص في مختلف التكنولوجيات والمعارف ضمن فريق عملها، علما وأن هؤلاء الموظفين قد نجحوا في قيادة مشاريع مختلفة في السابق. وتتمثل مهمة مديري المعارف والمختصين في التكنولوجيات في جمع مختلف البيانات والمعلومات حول العملاء والخدمات، ومشاركتها فيما بينها.
“مدير المستهلك”
في الغالب تكون مسؤوليات “مدير المجتمع” إبان بعث مشاريع تجارية جديدة في صلب الشركة محدودة للغاية. ويعود السبب وراء ذلك إلى أن مهام هذا الموظف لا تشمل العمل على استقطاب العملاء والتواصل معهم، وإنما تقتصر على مساعدتهم على القيام بتجربة تسوق مرضية تتلاءم مع اختياراتهم وميولاتهم. وفي هذا الإطار، تسعى شركات على غرار “بلوسيل”، لتحسين جودة العمليات التجارية في صلب مؤسستها فضلا عن تطوير سبل التواصل مع الحريف.
مراقب “عبر الإنترنت”
في الغالب، توظف جميع المؤسسات حارس أمن في مدخل المنشأة. وفي هذا السياق، لسائل أن يسأل، “لماذا لا يحدث الأمر نفسه في العالم الرقمي؟”. في الحقيقة، يعد اتخاذ سياسات أمنية صارمة في مجال الأعمال “عبر الإنترنت”، خطوة بالغة الأهمية من شأنها أن تحد من عمليات سرقة المعلومات، فضلا عن أنها ستصد أي أطراف خارجية تروم العبث بخدمات المؤسسة، أو غيرها من العمليات غير القانونية.
في المقابل، وفي ظل سرعة نشوء تكنولوجيات جديدة، “وبرامج خبيثة”، وظهور المزيد من الثغرات الأمنية؛ أصبحت مسألة السلامة المعلوماتية تمثل تحديا صعبا للغاية بالنسبة للشركات والحكومات والمستخدمين في جميع أنحاء العالم. وفي هذا الصدد، تعمل شركات مثل “إيسيت”، على تقديم يد المساعدة وتوفير الحلول الناجعة للحد من كل هذه المشاكل.
“وسيط” الشبكات الاجتماعية
من المفترض أن يكون التواصل بين فرق إبداعية من مختلف بلدان العالم، أو بين أعضاء المنظمة ذاتها، أكثر مرونة وسلاسة في زمن العولمة. ومن هذا المنطلق، يعمل وسيط الشبكات الاجتماعية على متابعة جميع المنشورات على موقع تويتر، وإنستغرام، ويوتيوب وفيسبوك. ولا تقتصر مهام وسيط الشبكات الاجتماعية على هذه العملية، بل تتعدى ذلك إلى “سرقة هذه المنشورات” والاستفادة منها لدعم ميزانية التواصل الخاصة بالعديد من المؤسسات والأفراد، دون الحاجة إلى زيادة تكاليف الإنتاج أو الإبداع. وعلى سبيل المثال، تقدم “فونسيونا”، خدماتها للكثير من المجموعات، حتى تساعدهم على تبادل أعمالهم مع أطراف أخرى في المجال نفسه ونشر أعمالهم وجعلها أكثر حرفية وإنتاجية.
ملحق التصدير
مثلما توظف السفارات ملحقا ثقافيا، على الشركات أن تنتدب “ملحقا للأسواق العالمية”، حتى يمدها بمعلومات حول البيئة المحلية للبلدان التي تتعامل معها. وبهذه الطريقة، سوف تتمكن الشركات من تطوير منتجاتها لتتماشى والحاجيات المحلية لكل بلد.
وفي هذا الصدد، تقدم شركات على غرار شركة “غيديك نيتوورك”، للشركات الإسبانية لمحة حول تجربتها في عالم التصدير. وفي الغالب، تساعد هذه المعلومات المستثمرين على تحقيق معدل عال من عائد الاستثمار (الربح)، بعد فترة وجيزة من اقدامها على فتح أسواق جديدة في الخارج.
مندوب حماية البيانات
في شهر أيار/ مايو سنة 2018، من المتوقع أن يدخل “قانون حماية البيانات الجديد”، حيز التنفيذ في الاتحاد الأوروبي. وفي الأثناء، وحتى تطلع على القوانين التي ينبغي عليها تطبيقها، على الشركات رصد جميع التشريعات التي سيتم سنها. والجدير بالذكر أن هذه الخطوة تعد بالغة الأهمية، خاصة وأن هذا القانون الجديد سيتكفل بمعاقبة مخالفيه بغرامة مالية تصل إلى 20 مليون يورو. ولهذا الغرض، سعت العديد من الشركات على غرار “أسينس” لوضع جملة من الخدمات على ذمة عملائها حتى تساعدهم على التعرف على هذه القوانين وفهمها.
الباحثين في مجال الطب
في واقع الأمر، ترتب عن ارتفاع مستوى المعيشة ظهور العديد من الأمراض الجديدة. ونتيجة لذلك، أصبح من الضروري تطوير مجال البحث بهدف تحسين الرعاية الصحية، خاصة فيما يتعلق بمرض الزهايمر، واضطرابات الدورة الدموية، ومرض السكري. والجدير بالذكر أن كبار السن، فضلا عن الأفراد الذين يتبعون عادات غذائية سيئة، يعتبرون أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض. وفي هذا الإطار، تسعى مستشفيات “نيسا”، إلى توظيف أخصائيين يتمتعون بالقدرة على الكشف المبكر للأمراض.
الأطباء الإلكترونيين
في الوقت الراهن، أصبح من المهم الاستجابة إلى الاحتياجات الصحية للأشخاص بنجاعة وكفاءة بالغة. ولتحقيق هذا الهدف، يجب التعويل على التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم. وفي هذا الصدد، تعمل شركة “دراجير” على تكوين إطارات ذوي اختصاصات متعددة ويتمتعون بتكوين عال. ومن بين المجالات التي يشملها هذا التكوين، التصوير الطبي، وسلامة المرضى فيما يتعلق بالتكنولوجيا، وغيرها من الاختصاصات.
مستشار الحوسبة المالية
مؤخرا، شهدت البنوك تحولا رقميا جذريا. وفي الأثناء، أصبح من الصعب على البنوك الاستغناء على وجود مستشار رقمي في صلب فريق عملها. على العموم، أصبح من الضروري التعويل على خبراء في مجال التكنولوجيا المالية والأمن، لتجنب الوقوع في فخ الاحتيال أو غسيل الأموال، خاصة وأن عالمنا أضحى مليئا بالمخاطر. وفي هذا السياق، تؤمن العديد من الشركات على غرار “كال كريديت”، خدماتها للمستهلكين حتى تساعدهم على ضبط إستراتيجية مالية رقمية دون أية مخاطر.
المصدر: البيريوديكو الإسبانية