مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض انسحب من إدارة أعماله الخاصة وتفرغ لإدارة شؤون البيت الأبيض، ولكن لم يكن الوحيد من فعل ذلك، فأفراد من عائلة ترامب عملت نفس الشيء وتولوا مناصب تنفيذية في البيت الأبيض وهو ما عرضهم لانتقادات كثيرة بالمحاباة وتضارب المصالح.
إيفانكا ترامب
انسحبت إيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي ترامب من الإدارة اليومية لشؤون شركتها للأزياء ومن منصبها في مؤسسة ترامب في نيويورك، مع احتفاظها بحصصها وتلقيها عوائد دورية، بعد تولي ترامب للسلطة وبدء اختيار مستشاريه وطاقم حكومته. حيث أعلنت إيفانكا أنها ستصبح موظفة فدرالية بدون راتب في منصب مستشارة لترامب، وأثار توليها لهذا المنصب موجة من الانتقادات بشأن تضارب محتمل للمصالح، ما جعلها تخرج وتقول أنها ستعمل في البيت الأبيض بلا أجر كموظفة استشارية غير رسمية للرئيس، وقالت “أخضع لنفس القواعد التي يخضع لها الموظفون الاتحاديون الآخرون”، أما البيت الأبيض فقال إن “دور إيفانكا كموظفة بدون راتب يعزز أكثر التزامنا بالأخلاق والشفافية”.
مكتب إيفانكا ترامب في الجناح الغربي من البيت الأبيض يتيح لها الاطلاع على الكثير من الملفات والأسرار والحصول على تصريح أمني، إلى جانب لقاء الرؤساء والوزراء وأصحاب النفوذ
إلا أن إيفانكا قد لا يكون الراتب مثار اهتمام لها مقابل شيء آخر أكثر أهمية، فمكتبها الموجود في الجناح الغربي بجوار المستشارة دينا باول، التي تعمل في مجلس الأمن القومي، يتيح لها الاطلاع على الكثير من الملفات والأسرار والحصول على تصريح أمني، إلى جانب لقاء الرؤساء والوزراء وأصحاب النفوذ، ولعل هذا بالنسبة لها أهم من الراتب.
فخلال الفترة الماضية ظهرت إيفانكا في الاجتماعات الرسمية بجانب قادة دول العالم من بينهم أنجيلا ميركل المتشارة الألمانية، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ورئيس الوزراء الياباني شينزر آبي وآخرهم الرئيس الصيني.
وعلى الرغم أن دور إيفانكا في البيت الأبيض ونفوذها خضع للتدقيق من قبل البيت الأبيض، إذ ليس هناك سابقة تذكر لفرد من الأسرة الأولى له هذا القدر من النفوذ. ويشار إلى أن القوانين الاتحادية لمكافحة محاباة الأقارب تمنع تعيينهم في مناصب حكومية، لكن المستشار القانوني بوزارة العدل قال إن “سلطة التوظيف الخاصة” للرئيس سمحت له بتعيين إيفانكا وزوجها كوشنر في فريق موظفي الجناح الغربي للبيت الأبيض”.
فازت شركة إيفانكا بثلاث علامات تجارية جديدة لمنتجاتها من الصين في نفس اليوم الذي تناولت فيه الطعام مع الرئيس الصيني شي جين بينع
رصدت الصحف الأمريكية مواقف لإيفانكا ترامب استخدمت فيها منصبها لتعزيز علاماتها التجارية، إذ فازت شركة إيفانكا بثلاث علامات تجارية جديدة لمنتجاتها من الصين في نفس اليوم الذي تناولت فيه الطعام مع الرئيس الصيني شي جين بينع، وبشكل مماثل أثناء لقاءها مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي تمكنت من الحصول على امتياز لشركتها الخاصة بالأزياء مع شركة الملابس اليابانية العملاقة “ساني الدولية” حيث يعد بنك التنمية الياباني المملوك للحكومة أكبر شريك في الشركة، وهذا إن دل على شيء فهي تسخر منصبها في خدمة مصالحها الخاصة، والجدير بالذكر أن إمبراطورية عقارات واستثمارات إيفانكا وزوجها كوشنر تساوي 741 مليون دولار.
جاريد كوشنير
أما جاريد كوشنر زوج إيفانكا ومستشار الرئيس المقرب، فهو أيضًا استقال من مناصب تنفيذية في شركات ومجموعات يملكها، وأصبح أحد الشخصيات المؤثرة في فريق ترامب. ومنذ وجوده في حملة الرئيس الانتخابية توقع مراقبون أن يلعب كوشنير في السنوات القادمة دورًا مهمًا للغاية وأن يملك نفوذًا يلي نفوذ نائب الرئيس مايك بينس.
ظهر كوشنير في لقاءات مهمة أيضًا مع الرئيس، ففي خلال خلال لقاء ترامب وأوباما في البيت الأبيض ظهر صهر الرئيس في المشهد، وكذلك أثناء زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزوا آبي لبرج ترامب، وخلال لقاءه بالرئيس الصيني ولقاءات أخرى.
إمبراطورية عقارات واستثمارات إيفانكا وزوجها كوشنر تساوي 741 مليون دولار.
أكثر من ذلك، فقد ذكرت مصادر أن تهميش المخطط الاستراتيجي ستيف بانون كان بعد خلاف كبير مع جاريد كوشنير، وبعد خلاف الرئيس مع بانون تحول الرئيس إلى صهره وابنته، فضلا عن تأثيره في قرارات سياسية عديدة. ونقلت مصار إعلامية أن شقيقة كوشنير قامت بزيارة إلى بكين وشنغهاي سعيًا للحصول على أكثر من 150 مليون دولار من الاستثمارات في مجمع شقق فخمة في نيوجيرسي، عبر برنامج الهجرة مقابل الاستثمار الأمريكي، والمعروف باسم “أي بي-5”.
ويمنح البرنامج الأجانب إقامة دائمة أو ما يعرف بـ”غرين كارد” مقابل استثمارات تبلغ قيمتها نصف مليون دولار في عمل تجاري أميركي يتعين من خلاله كذلك توفير عشر فرص عمل في الولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن تحرك شقيقة كوشنير وشركات العقارات “يؤكد ارتباطاتها بكوشنر في وقت تسعى إلى جذب المستثمرين”. وأضافت الصحيفة أن شقيقة كوشنير قالت في حديثها أمام أكثر من 100 مستثمر في أحد فنادق بكين إن المشروع “يعني الكثير لي ولعائلتي”، إذ أشارت إلى منصب أخيها السابق كرئيس تنفيذي لمجموعة شركات كوشنر.
اختلف قانونيون حول إمكانية تعيين إيفانكا وجاريد كوشتير في منصبيهما وعدم انتهاكهما للقواعد وقوانين المحاباة وتضارب المصالح، وذلك لأن إيفانكا لا تتلقى راتب لقاء خدمتها في الاستشارية، لذا فإن السلوك الأخلاقي يبقى الحكم في هذه الحالة، والتي تقتضي من كلا الشخصين عدم استخدام منصبيهما في السلطة لمصالح شخصية.