لم تفلح الإجراءات السابقة التي اتخذتها إدارة موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، في الحد من انتشار المحتوى المزعج عبر شبكتها ما حتم عليها اتخاذ اجراءات جديدة، حيث أعلن الموقع، عن تحديث جديد بدأ في تطبيقه خاص بمراجعة محتوى الروابط المنشورة على الموقع، سواء بشكل مجاني، أو من خلال حملة إعلانية.
خطة جديدة
السياسة الجديدة، لموقع “فيس بوك”، ستقوم بتقليل ظهور روابط المواقع ذات المحتوى الضعيف والصادم، أو التي لا تتفق مع العناوين المنشور، وكذلك المواقع التي تمتلئ بالإعلانات تلقائيًا، حسب ما ورد في المدونة الإخبارية للموقع. وتقوم شبكة التواصل الاجتماعي بتطوير طريقة اختيار المنشورات التي تظهر في الرسائل الإخبارية للمستخدمين بحيث تكشف بشكل أفضل عن صفحات الإنترنت ذات “المضمون الردئ“.
وأضاف الموقع، في مدونته الإخبارية، أن هذا النوع من روابط المواقع سيقل في الظهور على صفحات المستخدمين الرئيسية بشكل تدريجي، لإتاحة الفرصة لعرض المزيد من المحتوى الأكثر إفادة لمستخدميه، وأكد «فيس بوك» أن السياسة الجديدة ستستثني هذه المواقع أيضًا من القيام بحملات إعلانية من خلاله، طالما أنها لا تلتزم بالمحتوى الجيد.
يقول فيسبوك إن تحليل مئات الآلاف من صفحات الإنترنت ساعد في التعرف على المحتوى غير المرغوب فيه
هذه السياسة الجديدة لموقع فيس بوك التي سيتم بمقتضاها مسح محتوى صفحات الموقع بالكامل لمعرفة ما إذا كانت تنشر محتوى حقيقيًا أم محتوى زائفًا وإعلانيًا، جاءت بعد أن كان الموقع يكتفي في الماضي بمسح بيانات المواقع فيما يخص الصور والعناوين فقط، حسب عديد الخبراء في هذا المجال. ومن المنتظر أن يتم اعتماد الطريقة الجديدة لترشيح المحتوى المعروض في العديد من المناطق حول العالم، خلال الأشهر القليلة القادمة.
ويعرب مستخدمون لموقع فيس بوك عن “خيبة أملهم”، عندما يضغطون على روابط إلكترونية تبدو وكأنها تشير إلى موقع إخباري، لكن بدلا من ذلك تقودهم إلى صفحات تتضمن إعلانات بالأساس، وذلك حسبما قال الموقع. ويقول فيس بوك إن تحليل مئات الآلاف من صفحات الإنترنت ساعد في التعرف على المحتوى غير المرغوب فيه.ويهدف هذا الإجراء، الذي أعلن الأربعاء، مكافحة الرسائل والأخبار المغلوطة التي تقود شركة فيسبوك حملة كبيرة لمحاربتها، خاصة بعد الجدل الكبير الذي أثير حول دور الشبكة في انتشار الأخبار الكاذبة وغير الموثوقة خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.
الخطة الجدية تهدف للحدّ من المحتوى “الزائف”
وفي وقت سابق أعلنت إدارة الموقع عزمها توظيف ثلاثة آلاف شخص إضافي لينضموا إلى فريق “عمليات المجتمع” الذي سيتلقى بلاغات المستخدمين عن المواد غير اللائقة على الموقع، ليصبح لدى الشركة 7500 عامل في فريقها العالمي لمراقبة البث الحي للفيديو، في محاولة للحد منه قبل انتشاره عبر الشبكة، وسط تساؤلات عن قدرتها على التعامل مع مثل هذا المحتوى الذي يبثه جمهورها المتنامي.
ارتفاع عائدات الإعلانات
هذه الخطو الجديدة، جاءت بعد أيام من اعلان الموقع ارتفاع ارباحه المالية، حيث كشفت تقارير أرباح الربع الأول من 2017 لـ “فيس بوك” عن زيادة كبيرة في حصيلة الإعلانات عبر الإنترنت مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وحقق “فيس بوك” أرباحًا ربع سنوية بلغت 8.03 مليار دولار، بعد أن كانت 5.38 مليار دولار. وأظهرت نتائج أعمال الموقع ارتفاع أرباحه الفصلية 76.6% بدعم من النمو القوي في أنشطة إعلانات الهاتف المحمول.
وسعت شبكة التواصل الاجتماعي قاعدة جمهورها في الربع الأول من العام وباتت تضم 1,94 مليار مستخدم بتاريخ 31 مارس
وشكلت إيرادات الشركة من إعلانات المحمول 85% من إجمالي إيرادات الإعلانات البالغ 7.86 مليار دولار في الربع الأول المنتهي في 31 مارس مقارنة مع 82% قبل عام. وتقول شركة إي ماركتر للأبحاث إن من المتوقع أن تحقق شركة التواصل الاجتماعي العملاقة إيرادات قدرها 31.94 مليار دولار من إعلانات المحمول عالميا في 2017 بزيادة 42.1% عن مستواها قبل عام.
ارتفاع حجم الاعلانات في الموقع
ووسعت شبكة التواصل الاجتماعي قاعدة جمهورها في الربع الأول من العام وباتت تضم 1,94 مليار مستخدم بتاريخ 31 مارس، في مقابل 1,86 مليار في الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2016. وكانت الأسواق المالية تتوقع أن يبلغ عدد مستخدمي “فيس بوك” 1,91 مليار. وتشترط سياسة «فيس بوك» الخاصة بالإعلانات على الموقع في البند رقم 24، ألا تتضمن الإعلانات محتوى ينقل المستخدم إلى صفحات مقصودة خارجية توفر تجربة مزعجة للمستخدم، وكذلك التي تحتوي على العناوين المثيرة وتلك التي تنقل الأشخاص إلى صفحات خارج «فيس بوك» تحتوي على أدنى حد من المحتويات الأصلية.