سجل سعر عملة بتكوين الرقمية مستوى قياسي جديد تجاوز 1700 دولار للمرة الأولى في تاريخها وسط طلب قوي عليها ناجم عن تزايد استخدامها كأداة للدفع، لتتخطى سعر المعدن الأصفر البالغ نحو 1230 دولار للأونصة.
البتكوين إلى مستوى قياسي
صعدت عملة البتكوين إلى مستوى قياسي جديد بلغ 1760 دولار قبل أن تتراجع إلى نحو 1750 دولار تقريبًا نهاية التعاملات أي بزيادة 6% خلال الجلسة وبارتفاع نحو 80% عن مستواها منذ يداية العام.
يأتي هذا الارتفاع بعدما باتت العملة ذات قبول عالمي أكثر كأداة للدفع في مناطق عديدة حول العالم، بالإضافة عن كونها يمكن تداولها في البورصات مثل الأسهم والسندات. فبحسب مواقع مختصة في تحليل حركة البتكوين في عشرات البورصات حول العالم ذكر أن اليابانيون أبدوا تقبلا في نهجهم إزاء بتكوين خلال الفترة الأخيرة ومنحوها المشروعية كأداة للسداد، وتوقع محللون أن تشهد العملة ارتفاعات خلال الفترة المقبلة بفعل تزايد عدد الدول التي تقبل التعاول بها بفضل سهولة التحويلات عبرها دون وجود طرف ثالث.
ارتفاع البتكوين سببه أنها أصبحت ذات قبول عالمي أكثر كأداة للدفع في مناطق عديدة حول العالم
العديد من الشركات حول العالم التي تقبل التعامل بالعملة لها دور في رفع الطلب على البتكوين التي تعتمد على الانترنت، كما فعلت شركة السكك الحديدية السويسرية “إس بي بي” سابقًا من خلال إضافة خدمة جديدة لزبائنها على آلات بيع التذاكر لبيع عملة البتكوين. كذلك فإن اعتراف حكومات الاقتصادات المتقدمة بها يعطيها أهمية أكثر، وهو ما يفسر ارتفاع قيمتها السوقية حتى الآن إلى نحو 52.5 مليار دولار.
سبب آخر مهم لارتفاع العملة الرقمية هو التوتر الحاصل في الاقتصاد الصيني والذي فرض نفسه على معدلات النمو هناك، ولتتدارك الحكومة الصنينية انسحاب رأس المال الأجنبية من البلاد قامت بفرض تضييقات على أعمال البنوك والبورصات للحوؤل دون تحويل الأموال للخارج، وهو ما انعكس إيجابًا على العملة الرقمية المعروفة بسهولة التحويل عبر الانترنت، إذ ساهم هذا بضخ تلك الأموال نحو العملة الرقمية.
أضف أن المستثمرين عمومًا في أوقات الأزمات يتجهون للاستثمار بالذهب، والصينيون بالذات معروفون أيضًا بشراء البيتكوين في أوقات الأزمات، كوسيلة للتحايل على ضوابط رأس المال التي تفرضها الحكومة ووسيلة للتحويل إلى العملات الورقية الأخرى. إلا أن البيتكون تتجه مع مرور الوقت لتصبح الملاذ الآمن للمسثتمر مثلها مثل الذهب وهو ما يعطي التعاملات عليها ثقلا أكبر، وبالتالي يرتفع سعرها.
توقع محللون أن تشهد العملة ارتفاعات خلال الفترة المقبلة بفعل تزايد عدد الدول التي تقبل التعاول بها بفضل سهولة التحويلات عبرها دون وجود طرف ثالث.
كما شهد الشهر الحالي الانتخابات الفرنسية واحتمال صعود اليمين المتطرف من خلال مرشحة الجبهة الوطنية ماريان لوبين، والتي كان سيؤدي وصولها إلى الرئاسة إلى مخاض عسير آخر لفرنسا من الاتحاد الأوروبي كما حصل سابقًا مع بريطانيا، لذا احتاط المستثمرين حول العالم من ملامح أزمة في أوروبا من خلال شراء البيتكوين.
كما يعد تطور التكنولوجيا التي تغذي البتكوين سبب مثير لارتفاع العملة الرقمية والتي تحاول البنوك والمؤسسات المالية التقليدية منذ عامين الدخول في هذا المجال للمنافسة فيه في المستقبل، وهو ما يعطي ثقة متزايدة لدى المستثمرين حول العالم بمستقبل مزدهر للعملة الرقمية. وبالقدر الذي تتطور فيه البنية التحتية للتقنية حول العالم، وانتشار الانترنت أكثر، والتطبيقات الذكية، وواجهات برمجية أسهل مع قدر كبير من الأمان، بالقدر الذي سيكون لهذه العملة مستقبل واسع.
ما هي البتكوين؟
توصف بِتكوين بأنها عملة رقمية ذات مجهولية، بمعنى أنها لا تمتلك رقما متسلسلا ولا أي وسيلة أخرى كانت من أي نوع تتيح تتبع ما أنفق للوصول إلى البائع أو المشتري، مما يجعل منها فكرة رائجة لدى كل من المدافعين عن الخصوصية، أو بائعي البضاعة غير المشروعة مثل المخدرات، عبر الإنترنت على حد سواء. تقوم على التعاملات المالية بين شخصين مباشرة دون وجود هيئة وسيطة تنظم هذه التعاملات، حيث تذهب النقود من حساب مستخدم إلى آخر بشكل فوري ودون وجود أي رسوم تحويل ودون المرور عبر أي مصارف أو أي جهات وسيطة من أي نوع كان.
المستثمرين عمومًا في أوقات الأزمات يتجهون للاستثمار بالذهب، والصينيون بالذات معروفون أيضًا بشراء البيتكوين في أوقات الأزمات
هناك مجموعة محدودة نسبيا من المواقع التي تقبل دفعات بيتكوين لقاء منتجاتها، مقارنة بالمواقع التي تتعامل بالعملات التقليدية، ومع ذلك فبِتكوين مدعومة من مجموعة متزايدة من المواقع، من بينها شركات ومواقع كبيرة ومتنوعة، مثل مواقع بيع خدمات الاستضافة وحجز أسماء النطاق والشبكات الاجتماعية ومواقع الفيديو والموسيقى والمواقع المتنوعة التي تبيع مختلف أنواع المنتجات.
وبالإضافة إلى شراء المنتجات، يستطيع المستخدم تبديل قطع بِتكوين النقدية الموجودة لديه بعملات أخرى حقيقية، عملية التبديل هذه تتم بين المستخدمين أنفسهم الراغبين ببيع مبالغ بِتكوين وشراء عملات حقيقية مقابلها أو العكس، ونتيجة لذلك تمتلك العملة سعر صرف خاصًا بها، ويتجه هذا السعر إلى تصاعد مع تزايد الطلب على العملة.