ترجمة وتحرير: نون بوست
روجت شركة جوجل مؤخرا في المملكة المتحدة جهاز “جوجل هوم”، ليصبح جهاز جوجل لمعالجة الأصوات في منافسة مباشرة مع “أمازون إيكو” ومساعدها الخاص، أليكسا. والسؤال الذي يطرح اليوم: هل يستحق جهاز جوجل الشراء؟
في الواقع، أصبح مجال “المساعد الصوتي الذكي” بمثابة ساحة الوغى الجديدة بين شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى. على الرغم من أنه ليس بالجديد على جوجل البحث الصوتي وهي الخاصية التي تتوفر في الهواتف الذكية أندرويد منذ سنوات، إلا أنه أصبح يواجه منافسة شرسة من شركة أمازون ومكبر الصوت إيكو.
ما هو أمازون إيكو؟
جهاز “جوجل هوم” متاح بلونين الأبيض والرمادي ويبلغ طوله 142.8 ملم
في الحقيقة، جهاز “جوجل هوم” هو مكبر صوت ذكي يتم التحكم به عن طريق الواي فاي، وهو قادر على تشغيل الموسيقى والإجابة على الأسئلة والتحكم في الأجهزة الأخرى الموجودة في المنزل. ويوجد المساعد الشخصي “Google Assistant”، المساعد الرقمي لجوجل، بكل هواتف الأندرويد، جوجل بيكسل، غالاكسي آس 8 وغيرها من الهواتف الذكية، بيد أن جهاز جوجل لديه عدد محدود من الصلاحيات.
أولا، لأنه يتطلب الكثير من الكلمات لفهم الطلب كما أنه يستجيب وفقا للطلب الصوتي المستعمل. ويوعز هذا لغياب شاشة متصلة بالجهاز وبالتالي، إما أن يستمع الجهاز لصوت الشخص أو أن يتبع التعليمات.
في الواقع، يقوم جهاز جوجل هوم باستعمال نتائج البحث الذي أجري على الويب، ومن ثم يقرأ النتائج أو الإجابة عن السؤال بصوت عال. وهذا في حد ذاته أمر عظيم، بيد أنه يمكن أن تنجر عنه بعض المشاكل.
كلما زاد استخدامك لبحث جوجل ومنتجاته الأخرى أثناء تسجيل الدخول، كلما تحصلت الشركة على معلومات أكثر عنك وبالتالي ستتمكن من إضفاء الطابع الشخصي على الإجابات التي تقدمها لك
من جانب آخر، الجزء العلوي من جوجل هوم حساس للمس ويوجد به ثقبان من أجل الميكروفونات. وبمجرد الضغط على الجزء العلوي يوقف الموسيقى أو يلغي الإجراء الحالي، في حين أن تحريك الأصابع بشكل دائري يضبط مستوى الصوت. وفي الحقيقة، تم تجربة هذا الجهاز وقد أثبت فعاليته. والجدير بالذكر أنه يمكن القيام بهذين العملين من خلال الصوت فقط.
أما الجزء السفلي من جوجل هاوم فيحتوي على ثلاث مكبرات للصوت؛ أحدها في الأمام والاثنين على الجانبين. مع العلم أن درجة صوت الجهاز ليست 360 درجة ولذلك لن يفوز جوجل بأي جوائز تذكر في مجال “المساعد الصوتي الذكي “. كما يتيح جوجل إمكانية تغيير الغطاء السفلي، إذ يوجد بمواد مختلفة وألوان متعددة. ولكن المزيج بين اللونين الأبيض والرمادي يتماشى مع ديكور المطبخ لدي ولذلك أنا أحبذه.
يتم تثبيت الجزء السفلي من خلال مغناطيس، ويمكن نزعه وتغييره بسهولة
عموما، يعد استعمال جوجل هوم سهلا، فكل ما يتطلبه الأمر هو تطبيق جوجل هوم على جهاز يعمل بنظام التشغيل أندرويد أو آي أو إس. ويمكنك الاستفادة من خدمات جوجل هوم من خلال إدخال تفاصيل حساب جوجل الخاص بك، وتخصيص إعدادات مساعد جوجل، وتفضيلات الخدمة، وتحديد مكان العمل والمنزل وغيرها من البِينات. يعتمد مقدار التخصيص المطلوب على إذا ما كنت تستعمل “المساعد الشخصي“Google Assistant” أو “جوجل ناو” على جهاز آخر مثل الهاتف الذكي والجهاز اللوحي.
كلما زاد استخدامك لبحث جوجل ومنتجاته الأخرى أثناء تسجيل الدخول، كلما تحصلت الشركة على معلومات أكثر عنك وبالتالي ستتمكن من إضفاء الطابع الشخصي على الإجابات التي تقدمها لك وأن ترسل إليك المعلومات التي من المرجح أن تثير اهتمامك.
مما لاشك فيه، أنه سيكون عليك أن تضع كامل ثقتك في شركة جوجل لأنها لن تنتهك خصوصيتك أو تقوم باستغلال المعلومات المتعلقة بك. علاوة على ذلك، سيكون عليك أن تثق بأن شركة جوجل ستجلب لك مكبر صوت ذكي مجهز بميكروفون سيساعدك في حياتك اليومية.
كيف يعمل جهاز “جوجل هوم”؟
يحتوي “جوجل هوم” على ميكروفون يبقى يشتغل طالما أن الجهاز يحتوي على طاقة ولم يتم كتم صوته (هناك زر في الخلف يمكن الضغط عليه في الأوقات التي لا تريد الاستماع للجهاز). كما بمقدور الجهاز أن يفهم عبارة “حسنا جوجل” أو “مرحبا جوجل” وبعد ذلك يبدأ في إرسال أي شيء تقوله إلى “خادم جوجل” ليقوم بالترجمة وإرسال الإجابة.
طالما أن لديك إنترنت مستقرة لن تتمكن من معرفة أن الإجابات التي تتلقاها قادمة من خادم موجود في مكان آخر، نظرا لأن الإجابات والتفاعلات تكون فورية. في المقابل، بمجرد انقطاع الانترنت يتوقف كل شيء وهذا أمر طبيعي.
ما الذي يقوم به الجهاز؟
يعد جهاز “جوجل هوم” أولا وقبل كل شيء مساعد صوتي بإمكانه تشغيل الموسيقى؛ سواء من سبوتيفاي أو جوجل بلاي ميوزك. فضلا عن ذلك باستطاعة هذا الجهاز إيجاد موسيقى الأفلام، والألبومات وحتى قوائم التشغيل التي قد تطلبها. علاوة على ذلك، يقوم جوجل هوم بإيجاد لائحة الأغاني الأكثر استماعا والتي تتماشى مع ذوقك من سبوتيفاي ويرسلها لك.
بالإضافة إلى ذلك، بإمكان جوجل هوم تشغيل أغاني من يوتيوب وتطبيقات أخرى (على الرغم من أن عناصر التحكم في التشغيل تتوقف قليلا وتغيب بمجرد تشغيل الفيديو على الشاشة) واستقبال مقاطع صوتية من خلال جهاز جوجل كاست ويتم التحكم فيها عن طريق الصوت.
فضلا عن تشغيل الوسائط، لدى جوجل هوم القدرة على النفاذ إلى معلوماتك الشخصية إذا كنت من مستخدمي جوجل، كما يمكنه أخذ المعلومات من جوجل كاليندر وخدمات جوجل الأخرى. وبالتالي، في الصباح سيقدم لك هذا الجهاز لمحة عن مواعيدك وعن الطقس.
بعبارة أخرى، سيوفر لك هذا الجهاز كل الأشياء التي كنت تتحقق منها كل صباح من هاتفك. كما أنه سيقدم لك لمحة عن أحدث العناوين والأخبار المتداولة في القنوات التي اخترتها على غرار بي بي سي وسكاي وغيرها من الإذاعات. كما سيتحكم جوجل هوم في أجهزة الإنذار والمنبه، وهي مفيدة جدا خاصة فيما يتعلق بآلات الطهي.
الجزء العلوي الحساس للمس يظهر مستوى الصوت في حلقة من الأضواء
ومع ذلك، أفضل ميزة في جوجل هوم هي قدرة مساعد جوجل على الإجابة عن الأسئلة، إذ أنها تفعل ذلك أفضل من أي منافس لها، بما في ذلك سيري التابع لأبل، وجهاز مايكروسوفت كورتانا واليكسا التابع لأمازون. كما لدى هذا الجهاز مجموعة ضخمة من البيانات وهو ما يتيح له الإجابة عن جلّ الأسئلة التي تطرح عليه.
في الواقع، بإمكان هذا الجهاز أن يخبرك عن سن أي فنان تريد، وتقديم لمحة عن تفاصيل حياته. كما بمقدوره الإجابة عن أي سؤال متعلق بالعلوم أو بأي أمر مهما كان تافها. في المقابل، يضيء جهاز “جوجل هوم” عندما تطرح عليه سؤالا غامضا أو خارجا عن المألوف.
على سبيل المثال؛ هل تعلم أن الثعالب تتزاوج في يناير/كانون الثاني وتنجب بعد 53 يوما؟ أو أن الثعالب تستفيق من سباتها في مطلع أبريل/ نيسان؟ أنا أيضا لم أكن على علم بذلك إلا بعد أن أخبرني جهاز جوجل هوم بذلك وقد توصل إلى هذه المعلومات من خلال موقع Dartford.gov.uk، وهي الإجابة التي يبدو أنها جديرة بالثقة.
عندما قمت بطرح مائة سؤال على الجهاز لم أحصل على أي معلومات مزيفة وقد قمت بنفسي من التثبت من جميع الأجوبة. وهو ما يسلط الضوء على كيفية اختيار جوجل لأبرز الأجوبة في عملية البحث
من جانب آخر، بإمكان “المساعد الصوتي الذكي” أن يجيب عن الأسئلة مباشرة من خلال الرجوع إلى دائرة المعارف ولكنها أيضا قادرة على إجراء عمليات البحث على شبكة الإنترنت للعثور على إجابة على السؤال الذي طرحته. على الرغم من هذه الخصائص الرائعة التي يتحلى بها هذا الجهاز إلا أنه أيضا لديه بعض السلبيات، إذ أنه لا يقدم لك إلا “اسم النطاق” الذي أخذت منه المعلومات.
وعندما قمت بطرح مائة سؤال على الجهاز لم أحصل على أي معلومات مزيفة وقد قمت بنفسي من التثبت من جميع الأجوبة. وهو ما يسلط الضوء على كيفية اختيار جوجل لأبرز الأجوبة في عملية البحث.
من جانب آخر، جوجل لديها أيضا قاعدة بيانات كبيرة جدا للعديد من الأماكن والمحلات التجارية وغيرها من المعلومات، التي يقدر جهاز جوجل هوم على استخدامها بإتقان عال. فإذا قمت بسؤاله عن المدة التي ستستغرقها للوصول إلى منزل “تشارلز داروين” سيقدم لك الجهاز إجابة كاملة عن السؤال كما سيخبرك بأن المنزل يعرف باسم “منزل داون”، كما سيقدم لك كيفية الوصول إلى وجهتك وكم ستستغرق من الوقت سواء استعملت السيارة أو وسائل النقل العمومية.
في الحقيقة، من المثير للاهتمام أن الجهاز استطاع أن يدرك أنني أقصد منزل داون عندما قلت منزل “تشارلز داروين” مما يعني أنه ليس عليك أن تطرح السؤال بالطريقة الصحيحة لتتحصل على الإجابة الصحيحة.
مرحبا جوجل، قم بتشغيل أضواء المنزل
من السهل جدا ربط الأجهزة والخدمات المختلفة التي يتم توصيلها بالمنزل بتطبيق جهاز جوجل هوم إما من خلال أندرويد أو آي أو إس
من جانب آخر، بإمكان جوجل هوم التحكم في العديد من الأجهزة المنزلية الذكية، بما في ذلك منظم الحرارة الذكي لمختبرات نيست، و”فيليبس هيو” و”سمارت ثينك هاب” من سامسونغ. وبالتالي، فهو يشتغل كباقي أجهزة الصوت الذكية الأخرى، مما يتيح لك إمكانية تشغيل أو إيقاف الأجهزة فقط عن طريق قول اسم الجهاز.
كما يتيح لك جوجل هوم إمكانية التحكم في جميع الأجهزة في آن واحد. وإذا كان لديك أكثر من جهاز واحد بإمكان جوجل هوم أن يعرف أي الأجهزة يشتغل ويقوم بإيقافه. فعلى سبيل المثال لدي ثمانية أجهزة فيلبس هيو وبمجرد أن قلت “جوجل شغل ستة أجهزة فيلبس هيو الموجودة في المطبخ” قام بذلك. ولكن السؤال الذي يطرح الآن؛ كيف استطاع الجهاز أن يفهم قصدي (فكل الأجهزة اسمها فيلبس هيو).
من خلال تنظيم الغرفة بالطريقة المثلى، بإمكان جوجل هوم التحكم في المنزل الذكي وذلك من خلال جعلك تواكب كل ما يحدث في المنزل فعلى سبيل المثال يستطيع الجهاز إخبارك بالأضواء التي تشتغل أو إذا كان جهاز معين لا يستجيب في حين أن بقية الأجهزة تعمل بشكل جيد.
في المقابل، قائمة الأجهزة التي يمكن إيصالها بجهاز جوجل هوم تعد محدودة مقارنة بجهاز أمازون إليكسا، لكن القائمة آخذة في النمو. والجدير بالذكر أنه بالإمكان التحكم في الأجهزة من خلال الهاتف الذكي أندرويد أو ساعة أندرويد وير أو من جوجل هوم بنفس الطريقة.
الملاحظات
– عليك أن تكون دقيق في طرح الأسئلة، على غرار “كم من الوقت تبقى حتى يرن المنبه؟” بدل سؤال “كم من الوقت تبقى؟” خاصة إذا كان لديك جهاز توقيت واحد.
– هناك تباين كبير في الحجم بين بعض الأشياء، لا سيما في بث الأخبار: فمثلا تعتبر بي بي سي نيوز أكثر هدوء من سكاي سبورتس وبالتالي عليك أن تختار جيدا البث الذي ترغب في الاستماع إليه صباحا.
– بالإمكان التحكم في صوت المنبه بطريقة منفصلة من خلال تطبيق هوم؛ أي أنه منفصل عن حجم جهارة الصوت والموسيقى في الجهاز.
– بعض الأشخاص واجهوا مشكلة ارتفاع صوت الجهاز عند استعماله لأول مرة، في حين لم يواجه الكثير من مستخدمي هذا الجهاز هذا المشكل. لذلك أنا لست متأكدا لماذا تم اختياري خصيصا لأواجه هذه المشكلة.
– ليس بمقدور جهاز جوجل هوم التقاط صوتك إذا ما كان أحد أجهزة الطهي تشتغل أو محرك السيارة أو عند تشغيل الموسيقى عبر وسائل أخرى، ولكن إذا كنت في مكان هادئ فإنه بإمكان الجهاز أن يسمعك من بعيد.
– برنامج متعدد المستخدمين متاح في الولايات المتحدة ولكنه ليس متاحا في المملكة المتحدة بعد.
السعر
تبلغ تكلفة جهاز جوجل هوم 129 جنيه إسترليني بينما تبلغ تكلفة القواعد الملونة 18 جنيه إسترليني.
للمقارنة، تبلغ تكلفة جهاز أمازون إيكو 150 جنيه إسترليني أما إيكو دوت الصوتي فيبلغ ثمنه 50 جنيه إسترليني.
مختلف الآراء حول هذا الجهاز
في الحقيقة، يعد دخول شركة جوجل في المنافسة الدائرة بين شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى في مجال المساعد الصوتي الذكي من خلال إطلاق جهاز جوجل هوم دخولا متميزا. في المقابل، أمازن إيكو وأليكسا كان لهما السبق، لكن مساعد جوجل لديه العديد من الخصائص المتميزة.
من خلال استعمال الجهاز، من الرائع أن يقوم بإعطائك إجابة عن سؤال لم تطرحه بالطريقة الصحيحة أو قمت بطرحه على مراحل عدة لأن ذلك يعطيك إحساسا بأن مطور الجهاز قد أتقن تطويره. فضلا عن ذلك، يقوم الجهاز بإعطاء رد عن السؤال أو العمل المطلوب منه بعدة طرق مختلفة. في المقابل، يستخدم الجهاز اللغة الإنجليزية باللكنة البريطانية فقط ولذلك عند الاستماع إليه يبدو كما ولو أنك تستمع لجهاز كمبيوتر وهو بصدد قراءة نص أي أنه لا يشبه طريقة تحدث الناس.
في الواقع، جهود شركة جوجل لجعل المساعد الشخصي “Google Assistant”، ذكيا، يتكيف مع المتغيرات، ومسلٍ صعبت في بعض الأحيان فهم الناس لبعض الكلمات. ولذلك، يجب على كل شخص يستخدم جوجل هوم أن يدرك بأنه لا يتحدث مع إنسان. في الختام، ما لا شك فيه أن جوجل هوم جهاز رائع وممتع، لكنه بالتأكيد قابل للتحسين.
الايجابيات: الفهم، يمكنه الإجابة عن الكثير والكثير من الأسئلة، صوت واضح، حجم صغير.
سلبيات: جهارة الصوت متغيرة مما يصعب عملية السيطرة عليه، لا يمكن أن يسمعك دائما، لا يتماشى إلا مع مستخدمي جوجل، مخاوف الخصوصية.
المصدر: الغارديان