في كل المسائل والقضايا، نفكر مليًّا وبصفة جدية قبل اتخاذ موقف منها -إما سلبًا وإما إيجابًا- إلا قضية واحدة، لا تفكير معها، فالموقف دائمًا واضح ولا تغيير فيه مهما كانت الظروف والحيثيات، القضية الأولى للأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم أجمع، القضية الفلسطينية.
كل من يؤمن بالقيم الإنسانية وحق الشعوب في الحرية والعيش الكريم، حتى وإن لم يكن عربيًّا، سيدعم هذه القضية ويتضامن مع الفلسطينيين، حتى أن الأمم المتحدة أقرّت منذ عام 1978 يوم 29 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل سنة يومًا عالميًّا للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
يمكن أن يكون تضامن الأمم المتحدة مع القضية الفلسطينية من الناحية الإنسانية فقط، أما نحن فنتضامن معها إنسانيًّا وأخلاقيًّا ودينيًّا وقوميًّا وقانونيًّا أيضًا، فالقوانين والمواثيق الدولية تنتصر للمقاومة والحق في مقاومة الاحتلال، والأمم المتحدة موقفها واضح بالنسبة إلى القضية الفلسطينية: “لا بدَّ للسلام أن يتقدم – ولا بدَّ للاحتلال أن ينتهي”.
ننتصر للقضية الفلسطينية، ونرفض الاحتلال والتصهيُن وكل أوجُه التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي -إن كان علنيًّا أو سريًّا-، ونمقتُ الأنظمة العربية المطبّعة، التي خذلت شعوبها وارتمت في أحضان دولة الاحتلال وداعميها.
البُعد الديني في دفاعنا عن فلسطين
ندافع عن فلسطين مهد الحضارات وأرض الرسالات، لما لها من مكانة عظيمة في نفوسنا كمسلمين، ومنزلة كبيرة في وجداننا، فهي الأرض التي اختارها الله تعالى ليكون على ثراها الطاهر ميلاد عدد من الأنبياء، على غرار إسحاق ويعقوب عليهما السلام.
هي الأرض التي حُكم منها نبي الله سليمان -عليه السلام- العالم، وقد ورد وصفها في القرآن الكريم بالأرض المقدسة، فهي أرض المعجزات التي احتضنت عيسى -عليه السلام- وقد ولد من غير أبٍ، كما أن ترابها الطاهر امتزج بدماء الصحابة الكرام.
ندافع عن فلسطين التي تضمّ بين أحضانها المسجد الأقصى الذي أُسرى إليه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام، وعرج منه إلى السماوات العلا، إذ قال الله تعالى في بداية سورة الإسراء: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله” (الإسراء، الآية 1).
كيف لنا ألا ندافع عن المسجد الأقصى وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين، حيث صلى إليه المسلمون طوال الفترة المكية، إضافة إلى 17 شهرًا بعد الهجرة، قبل أن يؤمروا بالتحول شطر المسجد الحرام، كما أنه ثالث المساجد التي تشدّ إليه الرحال بعد المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
ندافع عن فلسطين، حتى يتحرر المسجد الأقصى ونصلي فيه فرادى وجماعات، فالصلاة هناك مُضاعفة الأجر، فقد ورد أنها تعادل 500 صلاة، كما ورد أنها تعادل 250 صلاة، وقيل أيضًا إن الصلاة فيه تعادل 50 ألف صلاة.
يرابط الفلسطينيون في المسجد الأقصى لأيام طوال، ويتعرضون هناك لمضايقات المستوطنين وجيش الاحتلال، يرابطون دفاعًا عن شرف الأمة الإسلامية في وجه المحتل الغاصب، وبعدها يأتي أحدهم يسأل لماذا ندافع عن فلسطين.
يقول مفتي مصر شوقي علام، إن القضية الفلسطينية هي “قضية كل عربي ومسلم في ربوع الأرض يحملون أمانتها أينما كانوا، وهي قضية لا تسقط بالتقادم، ولكنها تحيا في نفوسنا، ويزداد تمسكنا بالحق الفلسطيني والعربي لما للقدس من مكانة دينية وحضارية على مرّ التاريخ”.
للقدس مكانة دينية كبيرة في نفوس المسلمين، حيث يقول الله تعالى في محكم كتابه: “يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أَدبارِكم فتنقلبوا خاسرِينَ”، ويقول تعالى أيضًا: “ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين”.
نستغرب سؤال بعض الناس عن سبب دفاعنا المستميت على فلسطين، وفيها أبرز معالم الحضارة الإسلامية، كمسجد قبة الصخرة والجامع العمري وحائط البراق الذي أوقف النبي (ص) براقه عنده ليلة الإسراء، وفي القدس مقابر تضمّ في ثراها أعدادًا كثيرة من الشهداء وأبطال المسلمين من عهد صلاح الدين الأيوبي ومن قبله ومن بعده، وفيها من المدارس الإسلامية التاريخية التي اهتمت بشتى العلوم الإنسانية والفقهية والإسلامية وغيرها من العلوم.
“شاهدت طفلة صغيرة يتم إخراجها من تحت الركام، تسأل عمها إن كانوا سيأخذونها إلى المقـ،ـبرة”.. عضو البرلمان البريطاني، ناز شاه، تدافع عن حق الأطفال الفلسطينيين في الحياة، وتحكي عن ظروفهم المريرة#غزة #طوفان_القدس pic.twitter.com/JYykuUO5xv
— نون بوست (@NoonPost) November 10, 2023
نصلي وندعو الله أن ينصر الفلسطينيين في معركتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن يجمعنا يومًا معهم في فلسطين، وهي الأرض التي أنجبت وربّت أبطالًا عظماء ورجال دين أكفاء، ورجالًا تصدر شهرتهم عن مجال الأسطورة الوطنية والاستشهاد، منهم مفتي القدس أمين الحسيني، والشيخ عز الدين القسام المنفي من سوريا لأسباب سياسية.
فلسطين هي أرض المسلمين التي حكمها الخلفاء الراشدون، ومرورًا بالحكم الأموي والعباسي، وحكم الدولة العثمانية، والتي تعرضت لأبرز الهجمات من الجانب الأوروبي متمثلًا بالحروب الصليبية، ومع ذلك نُسأل لماذا ندعمها.
القوانين تدعم حق الفلسطينيين بالمقاومة
ندعم القضية الفلسطينية والمقاومة من وجهة نظر قانونية أيضًا، فالمواثيق الدولية والقرارات الأممية تكفل حق الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل الطرق، بما في ذلك المقاومة المسلحة، إذ يعدّ حق تقرير المصير حقًّا ثابتًا في القانون الدولي، ومبدأ أساسيًّا في ميثاق الأمم المتحدة.
سبق أن أكدت الأمم المتحدة في قرارها رقم 1514 لـ”إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة”، بتاريخ 14 ديسمبر/ كانون الأول 1960، أن “لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها، ولها بمقتضى هذا الحق أن تحدد بحرية مركزها السياسي وتسعى بحرية إلى تحقيق إنمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي”.
هذا الحق يشمل القضية الفلسطينية التي ندافع عنها منذ ولدنا، إذ يؤكد القرار الأممي رقم 3236، بتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، أن الأمم المتحدة “تعترف كذلك بحق الشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه بكل الوسائل وفقًا لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه (…) وتناشد جميع الدول والمنظمات الدولية أن تمدّ بدعمها الشعب الفلسطيني في كفاحه لاسترداد حقوقه، وفقًا للميثاق”.
وفي عام 1970 صدر القرار الأممي رقم 2649، وفيه تؤكد الجمعية العامة “شرعية نضال الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية والأجنبية، والمعترف بحقها في تقرير المصير، لكي تستعيد ذلك الحق بأية وسيلة في متناولها”، كما أدانت “الحكومات التي تنكر حق تقرير المصير على الشعوب المعترف لها بذلك الحق، وخصوصًا شعوب أفريقيا الجنوبية وفلسطين”.
إلى جانب هذه القرارات، توجد عديد القرارات الأممية الأخرى التي تؤكد شرعية المقاومة الفلسطينية، وربطها بما كانت تعيشه ناميبيا وجنوب أفريقيا من أنظمة فصل عنصري، وفضلًا عن هذه القرارات تؤكد كل من اتفاقية لاهاي واتفاقية جنيف الثالثة الخاصة بحماية أسرى الحرب، على شرعية حمل السلاح لمقاومة المحتل.
أيضًا ورد في المادة الثانية من إعلان حقوق الإنسان والمواطن، الصادر في 26 أغسطس/ آب 1789، والذي ارتكزت عليها الثورة الفرنسية، أن “هدف التنظيمات السياسية هو ضمان الحقوق الطبيعية التي لا يمكن انتزاعها بحكم القانون أو العادة للإنسان (الحقوق الأساسية)، وهذه الحقوق هي الحرية والملكية والأمن ومقاومة الجور”.
ندافع عن فلسطين وفق ما نص عليه القانون الدولي والقرارات الأممية، التي منحت أهلها الحق في الدفاع عن النفس والحق في تقرير المصير، بعيدًا عن الاحتلال الصهيوني الذي امتهن التنكيل بالفلسطينيين منذ عقود عديدة.
من حق الفلسطينيين أن يستعيدوا دولتهم على كامل جغرافيتها المستعمرة اليوم، -عاصمتها القدس الشريف- وأن تتبوّأ المكانة التي تستحقها كعضو كامل داخل منظمة الأمم المتحدة، تتمتع بالسيادة والمساواة مع الأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي.
في السراء والضراء
إن انشداد الشعوب العربية لمعركة “طوفان الأقصى”، ومن قبلها كل الحروب التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الغاشم، يعكس تواصلًا قوميًّا من المحيط إلى الخليج، ويثبت أن فلسطين تبقى القضية المركزية الوحيدة الجامعة، رغم كل تنازلات المؤسسة السياسة الفلسطينية.
أغلبنا ينتظر خطابات أبو عبيدة بفارغ الصبر، لك أن تعمل جولة قصيرة في المقاهي، ستجد أغلب الجالسين هناك يتحدثون عن انتصارات المقاومة وصبر الفلسطينيين وجلدهم في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم.
جميع العرب يفرحون لفرح الفلسطينيين ويحزنون لحزنهم، لنا لهم حب لا يمكن وصفه ولا يمكن أن يمحيه أي شيء، حيث حاولت الأنظمة العميلة طيلة عقود مضت أن تفصلنا عن القضية الفلسطينية، لكن وجداننا وقلوبنا معهم.
لا توجد منطقة آمنة في قطاع غزة.. 30% من الذين فقدوا أرواحهم في غزة ماتوا في مناطق جنوب القطاع، التي طلبت إسرائيل من الفلسطينيين اللجوء إليها.#غزة_تحت_النار pic.twitter.com/4SUfPjs3Ae
— نون بوست (@NoonPost) November 9, 2023
ندافع عن فلسطين لأننا وجدنا فيها القاسم المشترك بيننا نحن العرب، ففي غياب زعماء قوميين -أحياء كانوا أو أمواتًا- تُجمع الأمة عليهم وتجتمع حولهم، وجدنا في قادة المقاومة الفلسطينية مبتغانا، ففيهم من يذكرنا بأمجاد مضت نأمل أن ترجع ثانية.
نحن مع القضية والمقاومة الفلسطينية الباسلة التي أوجعت المحتل وقتلت من جنوده المئات في يوم واحد، في عملية عسكرية شجاعة -سُميت “طوفان الأقصى”-، عملية سيخلدها التاريخ وستكتب عنها الكتب وتدرَّس في الجامعات.
مع المقاومة الحرة التي أذاقت المحتل الصهيوني مرارة الهزيمة، وأذلت غطرسته ومرغت أنفه في التراب، وكبّدته خسائر كبرى في الجنود والاقتصاد والآليات العسكرية التي يتباهى بها.
ندافع عن المقاومة الفلسطينية التي منحت أمتنا العربية شرفًا كان ضائعًا عنا لعقود عقيدة، شرفًا كنا نبحث عنه في ظلّ الهزائم الكبيرة التي مُنيت بها الأقطار العربية المتشرذمة.
ندافع عن المقاومة الفلسطينية الحرة الأبية، التي أيقظت فينا النخوة العربية، وقد رأينا المظاهرات الشعبية الكبرى التي تجوب شوارع المدن والقرى والأحياء، رأينا الصغار والكبار، النساء والرجال، جميعهم ينادي “فلسطين عربية.. فلسطين عربية”.
نحن مع المقاومة التي أنجبت الشيخ أحمد ياسين، ويحيى عياش وصلاح شحادة وإسماعيل أبو شنب وعبد العزيز الرنتيسي وسعيد الصيام وأحمد الجعبري ورائد العطار، ويحي السنوار وأبو عبيدة وإسماعيل هنية.
كيان ملطّخ بالدماء
نحن مع المقاومة الفلسطينية الأبية وضد الكيان الصهيوني البشع الذي هجّر وشرّد وقتل آلاف الفلسطينيين العزل، ضد كيان الاحتلال الذي يحفل سجلّه بالمجازر الدموية في حق فلسطينيين لم يطالبوا إلا بحقهم الطبيعي في العيش الكريم فوق أرضهم.
كيف لنا ألا نكون ضد هذا المستعمر الغاصب، وهو الذي استوطن أرضًا ليست أرضه، وشرّد أهلنا وأخرجهم من بيوتهم ودفعهم للهجرة بالقوة، بمعية القوى الإمبريالية التي تمنح نفسها الحق في تقرير مصير غيرها.
نحن ضد هذا الكيان الذي أدار ظهره لكل دعوات السلام العربية والعالمية، الكيان الذي بادر بالظلم ونقض العهود، ورمى القرارات الأممية عرض الحائط، ومارس البلطجة بحقّ شعبنا الفلسطيني الحر، وعديد الشعوب العربية الأخرى.
رؤساء كبرى نقابات بريطانيا يدعمون غزة ويعلنون مشاركتهم في المظاهرات التضامنية التي ستنظم يوم السبت المقبل للضغط على الاحتلال والمطالبة بوقف العدوان.#GazaHolocaust #StandWithPalestine pic.twitter.com/nZtk3AES1Y
— نون بوست (@NoonPost) November 9, 2023
عديد القرارات الأممية صدرت ضد كيان الاحتلال الصهيوني، تجبره على وقف الاحتلال والاستيطان، لكنه لم يستجب لأي منها، ومارس جبروته غير مكترث بأحد، فالغرب معه، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، مع ذلك نُسأل لماذا نمقته.
نمقت هذا الكيان الغاصب لأنه لم يحترم المواثيق والقوانين الدولية، لأنه يمارس الغطرسة دون حياء وعلى مرأى ومسمع الجميع، لأنه يتباهى بجرائمه بحقّ أهلنا الفلسطينيين دون الخوف من المحاسبة، ما دامت واشنطن تمتلك حق النقض في كل القرارات الأممية.
أنظمة عربية مطبّعة وعميلة
لا نمقت الاحتلال الصهيوني فقط، إنما الدول العربية المطبّعة أيضًا -القادة والحكومات طبعًا بعيدًا عن الشعوب الحرة-، الدول التي باعت ضمائرها وأعراضها مقابل حفنة من الدولارات وبعض المصالح الشخصية الفانية.
ادّعت هذه الحكومات العربية العميلة أن التطبيع سيساهم في حل القضية الفلسطينية، وسيساهم في منح الفلسطينيين الحق في بناء دولة ديمقراطية يعيشون فيها بسلام، لكن كيان الاحتلال أثبت كذبهم في أكثر من مرة.
فضح المحتل الإسرائيلي كذب ونفاق الحكومات العربية المطبّعة، وزادهم ذلًا على الذل الذي يعيشونه، وقيّد حركتهم ولم يترك لهم سوى الألسن، لهم أن يستعملوها إن شاؤوا فلا خوف منها.
يرأس ملك المغرب محمد السادس “لجنة القدس”، التي أُسست خصيصًا للتصدي للمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى طمس الطابع العربي الإسلامي للقدس، لكن نشاط اللجنة اقتصر على صياغة بيانات الإدانة، مثلها مثل باقي الهيئات والمؤسسات العربية الإسلامية.
أما ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، فيملك الوصاية على المقدسات في عاصمة فلسطين المحتلة -القدس الشريف-، لكن لم نرَ عملًا يُذكر له نصرةً للفلسطينيين، رغم تأكيده المتكرر بذل كل جهد ممكن للحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي، وحماية الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للقدس ومقدساتها، من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
بخصوص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فهو الصديق الصدوق لكل الحكومات الإسرائيلية المتطرفة، والمساهم الأبرز في أوجاع فلسطينيي غزة، يشاهد ويسمع ألم الفلسطينيين لكنه لم يسعَ لفتح معبر رفح، الذي من المفترض أنه تحت السيادة المصرية.
في الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون يشيّعون شهدائهم ويتعرضون فيه لإبادة جماعية وقصف عشوائي من المحتل الصهيوني، كان خادم الحرمَين الشريفَين يشرف على “موسم الرياض”، فالترفيه عند حكام آل سعود والضحك أهم من دم الفلسطيني الحر.
نمقت هذه الأنظمة العربية المطبّعة والعميلة، التي تلتزم الصمت تجاه العدوان الصهيوني بحق أهلنا الفلسطينيين، لا بل تبرره في بعض الأحيان، فعلاقاتهم مع الإسرائيليين أهم وأقوى، وهو ما يفسّر تضييقهم على الشعوب المُحبّة والغيورة على فلسطين.
هذه الطفلة فقدت والديها وكل عائلتها جراء غارة شنها الاحتلال على غزة، ولم يبقَ لها سوى صديق والدها الذي لم يجرؤ على قول الحقيقة لها بينما تقول: “إسرائيل قصفت ماما”..#غزة_تُباد pic.twitter.com/zq6kPsRvaB
— نون بوست (@NoonPost) November 9, 2023
لم نعرف للأنظمة العميلة أي دعم جدّي للقضية الفلسطينية، إذ تكتفي جميعها دون استثناء ببيانات الإدانة والاستنكار، وفي أفضل الأحيان تقوم بعضها بإرسال مساعدات غذائية وطبية في بعض المناسبات، لتبييض صورتها أمام الرأي العام المحلي والعربي والإسلامي.
خلّد التاريخ شجاعة الملك فيصل الذي أوقف النفط والغاز نصرة لفلسطين، ودفع حياته ثمنًا لذلك، فيما سيخلّد التاريخ عار هذه الأنظمة العربية التي لم تجتمع لدراسة العدوان الإسرائيلي بحق أهلنا، إلا بعد أكثر من شهر على بداية العدوان الذي أسفر عن استشهاد قرابة 11 ألف فلسطيني، أكثر من ثلثيهم أطفال ونساء.
لم ترَ هذه الأنظمة أي فائدة من الاجتماع لتداول ما يجري في فلسطين، ومعهم حق في ذلك، فحتى إن اجتمعوا خلال اليوم الأول من العدوان لن يغيّر من الأمر شيئًا، فهم على هوانهم مواصلون وفي خيبتهم متشبّثون.
سيلاحق العار هذه الأنظمة الخائنة التي تشتري كراسي الحكم ببيع الحق الفلسطيني، وستحقق المقاومة الفلسطينية مدعومة بشعوب المنطقة الحية، الانتصار والتوفيق ضد جبروت “إسرائيل” وطغيانها.