كشف الائتلاف الوطني السوري عن صلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش – بالنظام السوري في مذكرة أصدرها اليوم تحت عنوان ( ﺗﻨﻈﯿﻢ “اﻟﺪوﻟﺔ اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق واﻟﺸﺎم” وﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ: ﻣﻦ زواج اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ إﻟﻰ ﺷﺮاﻛﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ )، والتي كانت الكتائب المقاتلة – بما فيها جبهة النصرة – في سورية قد أعلنت الحرب ضده بعد العديد من أعمال القتل والاستفزاز بحق الكتائب والأهالي فشلت كل المبادرات في حلها.
المذكرة التي تقول بدايتها عن “اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ دﻻﺋﻞ ﻗﻮﯾﺔ أﺛﺒﺘﺖ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺸﺎع ﻋﻦ ارﺗﺒﺎط ھﺬا اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﺑﻨﻈﺎم اﻷﺳﺪ، وھﺬه اﻟﻤﺬﻛﺮة ھﻲ ﻧﻤﻮذج ﻣﺒﺴﻂ ﻋﻦ إﻓﺎدات ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ اﻟﺠﯿﺶ اﻟﺤﺮ ﻟﻤﺠﺮﯾﺎت اﻷﺣﺪاث ﻋﻠﻰ اﻷرض، وﺗﺘﺤﺪث ھﺬه اﻹﻓﺎدات ﻋﻦ ﺗﻮﻓﯿﺮ ﻗﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﻤﺎﯾﺔ واﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻟﮭﺬا اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ، وھﻨﺎك رواﯾﺎت ﺗﺬھﺐ أﺑﻌﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻟﺘﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺘﯿﻨﺔ وﺛﯿﻘﺔ ﺑﯿﻦ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻠﺬﯾﻦ ﯾﺸﺘﺮﻛﺎن ﺑﺄھﺪاﻓﮭﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺪﻣﯿﺮ ﻗﻮات اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻤﻌﺘﺪﻟﺔ وﻓﺮض اﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ أوﺳﻊ ﻣﻨﺎطﻖ ممكنة في سورية”.
وتذكر المذكرة عدة أمثلة عن عدم مواجهة النظام السوري لتنظيم داعش، بل حمايته وتقديم المساعدة له الأمر الذي ساعده على التمدد ليتكفل الأخير بمواجهة الجيش الحر وباقي الفصائل المقاتلة، ومن ذلك سيطرة داعش على العديد من المباني المهمة في الرقة منها البلدية والكنيسة الأرمنية الكاثوليكية إلا أن طائرات النظام رغم تحليقها على علوات منخفضة لم تستهدف أياً من هذه المقرات أو المناطق المسيطر عليها من قبل داعش، في الوقت الذي تقصف فيه مقار الجيش الحر والمقار المسيطر عليها من قبله، الأمر الذي تكرر أكثر من مرة في جرابلس على الحدود السورية التركية في ريف حلب، والدانة بريف ادلب.
وتكشف المذكرة كذلك على أن رتل داعش الذي توجه من الرقة إلى الباب بريف حلب بقيادة عمر الشيشاني الذي عبر الطريق الواصل بين المنطقتين دون أي استهداف له من قبل طائرات النظام، في الوقت الذي أمطرت طائرات النظام رتل الجيش الحر الذي كان يسلك ذات الطريق محاولاً صد رتل داعش بالقذائف، مساعدة داعش على التقدم في المعركة.
وفي معلومات أعمق عن اتحاد النظام مع داعش، يقول التقرير أن العديد من الأمراء الحاليين للتنظيم كانوا يخدمون في صفوف النظام السوري، ويضرب على ذلك أمثلة “ﺟﻨﯿﺪي” وهو من الطائفة العلوية حيث ﻛﺎن ﯾﺨﺪم ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ دﯾﺮ اﻟﺰور ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮاق، ﺣﯿﺚ ﻛﺎن ﻣﺴﺆوﻻ ًﻋﻦ ﻗﺴﻢ اﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ واﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﻊ أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﯾﻦ ذھﺒﻮا ﻟﻠﻘﺘﺎل ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﻋﺎدوا إﻟﻰ ﺳﻮرﯾﺔ، والذي شوهد يرتدي زيّاً أفغانياً وبلحية طويلة، كذلك “أﺑﻮ أﻧﺲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ” الذي ﯾﺘﺮأس ﻛﺘﯿﺒﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺮﻗﺔ وهو “يلتقى تنظيماً مباشراً ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﺒﺮ إﯾﺮان واﻟﻌﺮاق”، ﻛﻤﺎ اﻋﺘﺮف أﺣﺪ ﻣﻌﺘﻘﻠﻲ ﺗﻨﻈﯿﻢ داعش حسب ما أوردت المذكرة.
ويروي الناجون من حفلات التعذيب في معتقلات تنظيم داعش، عن ذات الأساليب المستخدمة في سجون النظام السوري من أساليب التعذيب، مع وجود صور ومقاطع فيديو تثبت ذلك حسب المذكرة التي أضافت أن شهود عيان كانوا قد جمعوا فوارغ الرصاص التي استخدمها تنظيم داعش بعد إحدى المعارك تبيّن بعدها أنها ﺗﺤﻤﻞ ﺷﻌﺎرات ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﺻﻨﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻧﻊ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم السوري أو ﻓﻲ روﺳﯿﺎ.
وذكرت المذكرة أن هناك الكثير من الوثائق بحوزة الجيش الحر التي تثبت صحة ما ورد فيها بالإضافة إلى ما نشر من ذلك على صفحات التواصل الاجتماعي، كما تحدث على أن استطلاع رأي أظهر أن 70 % من المدنيين السوريين الذين تم سؤالهم يعتقدون أن النظام يدعم داعش، كما أن 79 % من ذات الفئة يعتقدون أن التنظيم لم يلعب دوراً هاماً في مواجهة نظام الأسد.
وخلصت المذكرة إلى نظام الأسد اﺳﺘﻐﻞ ﺗﻨﻈﯿﻢ داعش في ظﺮوف اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻟﻔﻠﺘﺎن اﻷﻣﻨﻲ ﻟﺪﺧﻮل ﺳﻮرﯾﺔ واﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎطﻖ، ليحمي النظام ﺧﻼل ھﺬه اﻟﻔﺘﺮة تنظيم داعش وﯾﻘﺪم اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة وﯾﺴﮭﻞ دﺧﻮل ﻋﻨﺎﺻﺮه ليسمح للتنظيم النمو بشكل سريع، ﻷن اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﺘﻨﻈﯿﻢ ﺑﺎﻟﻨﻤﻮ ﯾﺸﻜﻞ ﺣﻤﺎﯾﺔ ﻣﻨﯿﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي ﺣﺎول اﻟﻨﻈﺎم إﯾﮭﺎﻣﮫ ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺤﺎرب اﻹرھﺎب ﻓﻲ ﺳﻮرﯾﺔ.
طارحة في الختام سؤالاً للمجتمع الدولي عن المصلحة اﻻﺳﺘﺮاﺗﯿﺠﯿﺔ باﻟﺴﻤﺎح ﻟﮭﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺪﻋﻢ اﻟﺘﻄﺮف، واﻟﺘﺴﺒﺐ ﺑﻌﻤﻠﯿﺎت ﻧﺰوح ﺟﻤﺎﻋﻲ وﻓﻮﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ؟، مضيفة أن ھﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﯾﺴﻤﺢ ﻟﮭﺬه اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﺎت ﺑﺎﻟﺘﻐﻠﻐﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺣﺪودﻛﻢ ﺑﯿﻨﻤﺎ ﯾﺴﺒﺐ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاته ﻓﻮﺿﻰ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ بخلقه أﻛﺒﺮ أزﻣﺔ إﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﺷﮭﺪھﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺬ ﻗﺮن.