نحن هنا لنخبرك عن الفريق المصري العربي الوحيد، الذي يكافح الآن من أجل الحصول على المركز الأول في مسابقة “تحدي ناسا”، والذي أهمله الإعلام العربي على الرغم من إنجازه العلمي في مشروعه الناشئ (Baywatch)، هنا تتحدث إليكم “ميرنا عصام” قائدة الفريق المكون من خمسة أعضاء (فريق ميراكي)، وهو الإسم الذي اشتقه الفريق من اللغة اليونانية، وتعني العمل بشغف، الفريق يشق طريقه نحو العالمية في مسابقة “تحدي ناسا للتطبيقات” لعام 2017.
“أحب الفضاء منذ كنت في العاشرة من عمري، ولهذا تعني لي ناسا كل شيء”
ميرنا فتاة في الواحد والعشرين من عمرها، تعمل في مكتبة الإسكندرية منذ الصغر، فتاة مصرية التحقت بكلية العلوم لتحقق شغفها بدراسة علوم الفلك، فكان أقرب التخصصات العلمية لذلك هو تخصص العلوم الفيزيائية وبحار فيزيائية، ذلك لعدم وجود تخصص قائم بذاته لعلوم الفلك في جامعة الإسكندرية.
تحدث موقع نون بوست إلى “ميرنا” للتعرف على ذلك الفريق المخترع الصغير، تحت اسم “ميراكي” أو “Meraki” لنعرف أكثر عن الفريق العربي الوحيد في المسابقة، والذي حقق اليوم المركز الرابع على مستوى العالم عن طريق عملية التصويت، وهي ما زلت جارية حتى يوم الثاني والعشرين من هذا الشهر، والتي ستؤهله إلى المرحلة النهائية من المسابقة، لتختار وكالة “ناسا” فائزًا واحدًا من بين الخمسة المرشحين للتصفيات النهائية.
حقق الفريق اليوم المركز الرابع على مستوى العالم عن طريق عملية التصويت
أول فريق مصري يحقق ترتيب عالمي في مسابقة ناسا، وصل الفريق إلى المرتبة الرابعة عالميًا
فكرة التطبيق
تحدث نون لوست مع ميرنا لنسأل عن التطبيق المشارك في المسابقة، واتضح أنه تطبيق على أندرويد، يكون من ضمن استعدادات أي زائر للشواطئ البحرية، ليزوده التطبيق بمعلومات عن أقرب الشواطئ إليه، بالإضافة إلى حالته من حيث حالة الرمال، لإجابة أسئلة مثل هل هي مفيدة لصحته أو مناسبة لنوع جلده، هل من الممكن أن يتم استخدامها لمعالجة أمراض بعينها، أو معلومات من حيث نظافة مياه البحار، هل تحتوي على طحالب سامة، هل تحتوى على حيوانات ضارة، كما أنه يُخطره بمواسم الصيد أيضًا.
يمكن للتطبيق إعطاء المُستِخدم معلومات عن عدد زائري الشاطئ كذلك، كما يخبره بدرجات الحرارة هناك
يمكن للتطبيق إعطاء المُستخدم معلومات عن عدد زائري الشاطئ كذلك، كما يخبره بدرجات الحرارة هناك، وما إن كان الإشعاع الشمسي في الوقت الذي يرغب فيه الزائر بالوجود على الشاطئ في صالح جسده أم لا.
إعلان فكرة التطبيق
يمكن للتطبيق إخطار الزائر بحالة البحر كذلك، ما إن كان في ذلك الوقت هناك ارتفاع في منسوب المياه، أو هناك حالة هياج للبحر في شكل أمواج مستمرة، كما يُنذره بحالات انسحاب المياه عن شاطئ البحر (ظاهرة المد والجزر)، كما يُنذره إن كانت هناك دوامات أو أعاصير، كما يوفي الزائر بمعلومات عن حالة الطقس العامة باحتمالية برودة الجو بالقرب من الشاطئ أو احتمالية هطول أمطار.
يمكن للتطبيق إخطار الزائر بحالة البحر، وما إن كان في ذلك الوقت هناك ارتفاع في منسوب المياه، أو هناك حالة هياج للبحر في شكل أمواج مستمرة
فكرة المسابقة تنبع من مشاكل المجتمع البيئية، أي لا تكون المشروعات منفصلة كثيرًا عما يحدث في الواقع، فالفكرة من الأساس إيجاد حل لمشكلة بيئية بعينها، فهذا ما تتوقعه ناسا من أفكار المشاريع والتطبيقات المطروحة للمشاركة في المسابقة، أن تعمل على حل مشكلة واضحة يعاني منها مجتمع ما.
فكرة المسابقة تنبع من مشاكل المجتمع البيئية، أي لا تكون المشروعات منفصلة كثيرًا عما يحدث عن الواقع
في حوارها مع نون بوست حدثتنا “ميرنا” عن المرحلة الأولى للمسابقة، والتي كان موقعها الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا بمحافظة الإسكندرية في مصر، فكانت عبارة عن مخيم لمدة 48 ساعة، كانت ساعات العمل فيها كما يقول الفريق 36 ساعة، حيث حاول الفريق بذل كل الجهد لاستغلال الساعات كلها في العمل على فكرة المشروع، حيث تقول ميرنا بأن الفريق خصص أقل الوقت للنوم فلم يتجاوز نصيب كل فرد منهم إلا نصف ساعة من النوم خلال يومين.
حاز المخيم باهتمام كثير من الجهات، حتى وصل إليه زيارات من شخصيات رسمية، كان من ضمنهم القنصل الأمريكي وزوجته، وشخصيات أخرى استمرت في زيارة الفرق المختلفة على مدار يومين لمتابعة آخر تطورات المخيم التكنولوجي بحسب رواية ميرنا لنون بوست.
لم تكن الفرق تعمل وحيدة، فقد زوّد المؤتمر بمجموعة من المستشارين المتنوعين في مختلف المجالات، منهم مستشارين للمشاكل التقنية، ومستشارين للمساعدة في تجميع البيانات والتأكد منها، كما كان هناك مصممين تقنيين ومصممين للعمل على برامج للتصميم مثل الفوتوشوب، حيث كانوا جاهزين لمساعدة الفرق إذا احتاجوا دعمًا خارجيًا لإجابة أسئلتهم.
على الرغم من أن كثير من الفرق احتاجت المستشارين في أغلب وقت عملها في ذلك التجمع الإلكتروني، فإن ميرنا أخبرتنا في حوارها معنا بأن فريقها “ميراكي” لم يحتج للمستشارين في معظم وقت العمل، وكان على علم ومعرفة تكفيه للمضي قدمًا دون الاستعانة بالمصادر الخارجية كما فعلت الفرق الأخرى.
صورة واسم الفريق على صفحة مسابقة ناسا
بحكم دور ميرنا في المشروع، كونها قائدة الفريق، كانت العضو المسؤول عن تجميع الداتا أو المعلومات التي احتاجها الفريق لتحويل المشروع من مجرد فكرة إلى تطبيق، كما كان لها دور في تسويق فكرة المشروع بعد انتهاء فترة المخيم.
عندما سأل نون بوست ميرنا عن “ناسا” وما الذي تعنيه لها، قالت بأنها تعني لها كل شيء، فمنذ شغفها بعلوم الفلك في العاشرة في عمرها كانت ناسا الهدف الأسمى بالنسبة لها، ذلك لأنها تهدف إلى العمل مع الوكالة كباحثة في علوم الفضاء، وبالأخص في علوم الكواكب وتغيّر المناخ.
تقول ميرنا في حوارنا معها بأنه لا يمكن لأصحاب المشاريع التكنولوجية الناشئة التواصل مع وكالة ناسا إلا من خلال مسابقات كتلك، وعندما سألناها عن الدوافع الخاصة بها للمشاركة في عمل كهذا، كان الرد بأن الدافع هو الوصول إلى ناسا من أجل التواصل المباشر مع الوكالة ومن أجل المشاركة في مخيمات ومعسكرات ناسا للتكنولوجيا لتبني المشاريع الناشئة.
الدافع من المشاركة هو الوصول إلى “ناسا”
تساعد ناسا الفرق المشاركة بتزويدهم بمصادر علمية موثوق في بياناتها على كل من موقع ناسا وموقع “Noah” الخاص ببيانات عن التغيرات المناخية والإحصائيات الخاصة بذلك مزودة بتحديثات مواكبة لآخر التطورات والتغيرات في المشاكل البيئية والأحوال المناخية حول العالم، حيث كانت من إحدى المصادر التي استغلها الفريق خلال رحلة بحثه، إلا أنها ليست المصدر الوحيد، حيث أخبرتنا ميرنا أن ناسا لا تجبرهم على استخدام موقعها فحسب وتسمح لهم باختيار ما يرغبون به من مصادر للمعلومات، حتى ولو كانت محلية ما دامت موثوق بها.
ليس من السهل الوصول لمعلومات كتلك في مصر، حيث وجد الفريق بأن المعلومات الخاصة بالشواطئ متاحة ومجانية لأي شخص لكي يحصل عليها، سواء كانت معلومات عن البحار أو المناخ أو حالة الشواطئ البيئية، إلا أن في مصر كان الوضع مختلفًا، فعلى الرغم من بساطة معلومات كتلك، فإن ميرنا تشير إلى أنه تم التحفظ عليها خشية سوء استغلالها لأغراض أخرى بحسب ما وصل للفريق من معلومات عن أسباب منع وحجب تلك البيانات وعدم عرضها بشكل عام.
هذا تطبيق هو الأول من نوعه في مصر
وهذا ما يجعل تطبيق الفريق المصري الأول من نوعه في مصر، وهدفًا للفريق في تزويد التطبيق بمعلومات عن كل شواطئ الإسكندرية في المرحلة الأولى للتطبيق، ومن ثم تعميمه على مستوى الجمهورية، حتى وإن لم يحالف الفريق الحظ في الفوز في مسابقة “تحدي ناسا”، كما أنهم يرغبون في تعميم الفكرة على مستوى الشرق الأوسط إن لاقت نجاحًا محليًا في مصر.
يعمد الفريق في فكرة التطبيق إلى تقليل عنصر المفاجأة، وهو ما يحدث مع كثير من زوار الشواطئ، من يكتشف منهم أن الإشعاع الشمسي قد أحرق جلده في وقت معين من النهار، وآخر يجد أن المناخ عند ذلك الشاطئ بالتحديد يصيبه بالحساسية، والبعض يتفاجأ من حيوانات مضرة أو طحالب سامة، كما لا ننسى هنا حوادث الغرق الشهيرة بسبب عدم الإحاطة بحالة المياه على الشاطئ، ولهذا يكون التطبيق شديد الأهمية في معرفة الحالة العامة مسبقًا بدلًا من المفاجأة.
الفريق لم يلق اهتمامًا عربيًا وحفاوة إعلامية كدعم لهم للمضي قدمًا ولتسويق فكرتهم في الفضاء الإعلامي
ستكرم “ناسا” الفائز في المسابقة لكي يحضر إطلاق صاروخ فضائي من الوكالة بشكل مباشر، وهو ما يتمنى الفريق رؤيته على أرض الواقع، ويعده شرف كبير له، كما ينوي الفريق أن يستمر في طريقه حتى إن لم يحالفه الحظ، وسيستمر في المشاركة في مسابقات ناسا القادمة حتى يحقق أهدافه التي لا سقف لها.
خطوات التصويت بسيطة، يجب عليك التسجيل ببريدك الإلكتروني ومن ثم زيارة الرابط الموجود بالأسفل وتضغط على زر VOTE حتى تظهر لك الرسالة الموجودة في الصورة. رابط التصويت
شعرت ميرنا بالسعادة لتواصل موقع نون بوست معها، حيث قالت لنا بأن الفريق لم يلق اهتمامًا عربيًا وحفاوة إعلامية كدعم لهم للمضي قدمًا ولتسويق فكرتهم في الفضاء الإعلامي لتوعية الشعب المصري خصيصًا والشعب العربي بشكل عام بالفريق العربي بل الإفريقي الوحيد في المسابقة، فلم يكن هناك وسائل داعية تدعم عملية التصويت للفريق، وما طلبته ميرنا من الجمهور العربي أن يصوت للفريق، فهذا ما يحتاجه هذا الفريق المبدع لتحقيق أحلامه والوصول إلى العالمية.