ترجمة وتحرير نون بوست
كتب / لادان ناسيري، كامبيز فوروهار، وميرا روجاناساكول
ستعقد الانتخابات الإيرانية في 19 من أيار/مايو في استفتاء على سياسات الرئيس حسن روحاني، رجل الدين المعتدل، الذي دافع عن دمج ايران مع الاقتصاد العالمي وكبح عمل بلاده النووي مقابل تخفيف العقوبات. في المقابل، ندد خصومه بأن المكاسب الناجمة عن الاتفاق النووي لم تصل بعد لمعظم الإيرانيين العاديين.
المرشحون للانتخابات الرئاسية الإيرانية لسنة 2017:
حسن روحاني
رئيس الدولة الإيرانية
الشعار: “صوّت لروحاني، صوّت لإيران”
معتدل / تيار الوسط
العمر: 68 سنة
يعدّ روحاني مفاوضا نوويا سابقا، تولى منصب الرئاسة منذ سنة 2013. ومن بين الأمور التي تُحسب له، نجد اتفاقه سنة 2015 مع القوى العالمية وهو ما من شأنه أن يخفف العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران “وكبح جماح” البرنامج النووي الإيراني. فضلا عن ذلك، استغل روحاني الحملة الانتخابية لمهاجمة خصومه فيما يخص انتهاكهم للحريات الشخصية والفساد وهيئات الدولة الغنية التي لا تدفع الضرائب.
إبراهيم رئيسي
الشعار: “حكومة العمل والكرامة”
رئيس منظمة “آستان القدس رضوي”
محافظ / متشدد
العمر: 56 سنة
اضطلع رئيسي بعدد من الأدوار القضائية، حيث اعتلى مؤخرا منصب نائب رئيس السلطة القضائية والمدعي العام. وقد عينه المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، لإدارة منظمة آستان القدس رضويالتي تسيطر أيضا على مزار إيران المقدس في مدينة مشهد.
محمد باقر قليباف
ملاحظة: انسحب من الانتخابات ودعم رئيسي
الشعار: “حكومة الشعب”
رئيس بلدية طهران
محافظ
العمر: 55 سنة
شغل قاليباف سابقا منصب قائد القوات الجوية لحرس الثورة الإسلامي وكان قائدا سابقا لقوات الأمن. لطالما وضع قاليباف الرئاسة نصب عينيه، حيث خاض الانتخابات في مناسبتين؛ خلال سنة 2005 وسنة 2013 لكنه خسر لصالح روحاني. والجدير بالذكر أن قاليباف يشغل منصب عمدة طهران منذ سنة 2005.
إسحاق جهانغيري
الشعار: “كل شيء من أجل إيران”
النائب الأول للرئيس
إصلاحي معتدل
العمر: 59 سنة
شغل سابقا منصب وزير الصناعة والمناجم. وقد أشار جهانغيري إلى أنه يعمل على تعزيز حملة الرئيس ولن يدخل في منافسة معه. ولذلك من المتوقع أن ينسحب قبل بدأ الانتخابات ويدعم روحاني.
مصطفى هاشمي طبا
الشعار: “حماية إيران”
نائب الرئيس السابق لإيران
إصلاحي
العمر: 70 سنة
كان هاشمي طبا الرئيس الأسبق للجنة الأولمبية الوطنية، وهو الإصلاحي الوحيد الذي سُمح له بإدارة مجلس صيانة الدستور. ويعدّ طبا من مؤيدي الاتفاق النووي، ولذلك تحدث خلال الثلاث مناظرات التي خاضها عن الضرر الاقتصادي الذي خلفته إدارة محمود أحمدي نجاد.
مصطفى ميرسليم
الشعار: “النزاهة والحقيقة”
وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي السابق
محافظ
العمر: 69 سنة
كان ميرسليم، وهو مهندس ووزير سابق للثقافة والإرشاد الإسلامي، مستشارا لآية الله خامنئي الذي كان رئيسا في الثمانينات. والجدير بالذكر أن ميرسليم كان قد أصدر قرارا بغلق عدد من الصحف خلال فترة ولايته.
عموما، من المرجح أن يؤدي فوز إبراهيم رئيسي، المنافس المحافظ الرئيسي لروحاني، إلى تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف الاتفاق النووي الذي أبرم سنة 2015 بأنه كارثة، واعتبر أن إيران دولة إرهابية لا بدّ من ردعها. بالإضافة إلى ذلك، سيمثل الرئيس المتشدد رئيسي سيكون عائقا آخر أمام المستثمرين الأجانب، على الرغم من تأكيد روحاني في العديد من المناسبات على أن بلاده بحاجة إلى تعزيز اقتصادها ومكانتها في العالم.
وفيما يلي أهم النقاط التي يختلف عليها المرشحان الأولان فى الانتخابات حول القضايا الرئيسية التى ستواجه الرئيس القادم:
العلاقات الأمريكية
في الحقيقة، لطالما كان العداء السمة المميزة للعلاقات الإيرانية الأمريكية خلال تاريخ الجمهورية الإسلامية التي دامت أربعة عقود. وخير شاهد على ذلك، المكالمة الهاتفية التي جمعت الرئيس حسن روحاني بنظيره الأمريكي، باراك أوباما.
في ظل حكم الرئيس دونالد ترامب، تبنّت الولايات المتحدة نهجا أكثر عدوانية تجاه إيران. وقد أدى ذلك بدوره إلى إثارة النقاش في وسائل الإعلام الإيرانية وكذلك خلال المناقشات الانتخابية المتعلقة بما إذا كانت البلاد في حاجة إلى زعيم أكثر حدة من شأنه الوقوف في وجه الولايات المتحدة.
- كان روحانى مؤيدا للدبلوماسية النشطة مع جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة.
- قال رئيسى إنه على إيران تكوين جبهة قوية وموحّدة بهدف التصدي للولايات المتحدة.
الاقتصاد
في الواقع، شهد الاقتصاد الإيراني تحسنا منذ رفع العقوبات في يناير/ كانون الثاني سنة 2016، مع انخفاض نسب التضخم التي كانت تقدر بأكثر من 40 بالمائة. فضلا عن ذلك، بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 6 في المائة في نهاية السنة المالية في آذار/ مارس. وقد احتلت البطالة مكانة بارزة في الحملة الانتخابية، حيث قال منافسي روحاني إنه لم يفعل ما يكفي لاستغلال التحسن الاقتصادي لخلق مواطن شغل للفقراء.
- يقول روحاني إن إيران تحتاج إلى الاستثمار الأجنبي والتكنولوجيا من أجل تنمية اقتصادها. كما أكد على ضرورة أن تكون إيران بيئة آمنة للمستثمرين، بما في ذلك المستثمرين الغربيين.
- يقول رئيسي إنه بإمكانه خلق ما يصل إلى 1.5 مليون فرصة عمل في السنة، كما سيضاعف الإعانات التي تقدم للإيرانيين ذوي الدخل المنخفض وذلك بهدف “للقضاء على الفقر”.
الاتفاق النووي
أُبرم الاتفاق النووي بين إيران وست قوى عالمية، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية. ويعد هذا الاتفاق بمثابة الإرث الذي تركه روحاني، حيث أعلن خلال سنة 2013 عن تعهده بإنهاء العزلة الاقتصادية الإيرانية بعد سنوات من فرض العقوبات العالمية على البلاد. وفي هذا السياق، صرّح خصوم روحاني أن الاتفاق النووي هو وثيقة وطنية يجب احترامها من قبل الحكومة المقبلة على الرغم من “العيوب” التي تتضمنها. من جهة أخرى، تراشقت الحكومتيْن الأمريكية والإيرانية الاتهامات المتعلقة بعدم احترام نصّ الاتفاق، مما يثير تساؤلات حول مصيره في حال تأزمت العلاقات بين البلدين.
- يقول روحاني إن الاتفاق وضع إيران في مسار آمن، بعيد عن مخاطر الحرب.
- يقول رئيسي إن “الصك لم يتم سداده” لإيران بعد، على حدّ تعبيره وأنه سيعمل على الاستفادة منه قدر الإمكان لإرضاء الشعب الإيراني.
الحرية الاجتماعية
تَعهد روحاني بضمان المزيد من الحريات الاجتماعية للإيرانيين. فعلى سبيل المثال، قال إن استخدام الإنترنت يعدّ بمثابة حق مدني وفرصة يجب اغتنامها. خلافا لذلك، اعتبر منافسوه المتشددون أن استعمال الانترنت بمثابة سلوك غير أخلاقي. في المقابل، يعدّ نسق روحاني في الإيفاء بوعوده بطيئا، وفي حال أعيد انتخابه وسعى لجعل إيران بلدا أكثر تحررا، كما أكد خلال حملته الانتخابية، فسيّتعين عليه حينها مواجهة المؤسسات المحافظة التي تتمتع بالكثير من السلطة والنفوذ.
- يؤيد روحاني فكرة المجتمع “الذي يفرض عليه أقل رقابة” وينادي بتدخل أقل للدولة في حياة الناس.
- يقول رئيسي إنه يمكن السماح بنقد الحكومة نقدا بناء. وقد كانت خطاباته في صالح التطور التكنولوجي والإنترنت، باعتبار أنه يمكن لهذا المجال أن يخلق فرص عمل، شرط أن لا ينتهك خصوصية الإيرانيين.
المصدر: بلومبرج