رصد الكاتب والمؤرخ الفرنسي لوبون في كتابه الشهير “سيكولوجية الجماهير” مراحل تطور الفكر البشري وتغيره، حيث تبدأ المرحلة الأولى بتدمير العقائد الدينية والسياسية والاجتماعية، ومن ثم تأتي الفترة الانتقالية التي على الأغلب تكون فوضوية، إلى أن تنتهي مرحلة التغيير بخلق الشروط الجديدة، حينها تكون هناك موجودات وأساسيات جديدة بالنسبة للوجود وللفكر من الممكن من خلالها تكوين الجماهير أو الجماعات، عن طريق أفكار مزروعة بشكل بطيء، ومن ثم تجميع من يؤمن بها تدريجيًا من خلال روابط.
وبالحديث عن تطور الفكر وتغيّره، فسنلقي الضوء هنا على البرجوازية العربية، وكيف تغلغلت إليها الاستعمارية الأوروبية وما حملته معها من نفحات البرجوازية الغربية، لتخلق في النهاية انفصامًا واضحًا بين البرجوازية الريفية والبرجوازية الحضرية في الوطن العربي، في خضم صراع مستمر بين الأصولية والحداثة.
ما البرجوازية؟
عرّف كارل ماركس البرجوازية بالطبقة المتحكمة في رأس المال، أما معناها في الثقافة الفرنسية فهو السكان الذين يتمتعون بالحقوق المدنية ولهم حق العيش داخل المدن، وهو المعنى الذي يتوافق مع أصل الكلمة باللاتينية، والذي يشير إلى الطبقة الاجتماعية التي ترتبط نشأتها أساسًا بالمدن.
عرّف كارل ماركس البرجوازية بالطبقة المتحكمة في رأس المال، أما معناها في الثقافة الفرنسية فهو السكان الذين يتمتعون بالحقوق المدنية ولهم حق العيش داخل المدن
في القرن الثامن عشر، توحشت سلطة رجال الدين “الإكلريوس”، حيث كانوا وجهًا آخر لطبقة النبلاء من الطبقات الأرستقراطية وطبقة رجال الملك وحاشيته، تلك الطبقات الهرمية التي كانت تستحوذ على عائدات الاقتصاد مسببة فجوة واسعة بين حال البلاد الاقتصادي الواقعي وما يمتلكونه من ثروات.
تقلص الوازع الديني في المدن، بينما ظل على حاله في القرى الفرنسية الريفية، فما زال الشعب يحضر القداس الطويل ويذهب للكنيسة بشكل شبه يومي، أما في المدن أو في المجتمع العصري في سياق آخر كان بالصورة التي وصفها كتاب “صورة من باريس” والذي كتب قبل الثورة الفرنسية، “لم يحضر أفراد المجتمع العصري إلى القداس طول السنوات العشرة الماضية، فإذا حضروا، فلكي لا يصدمون شعور أتباعهم، الذين يعرفون أنهم يفعلون هذا إرضاءً لهم، أما في المدارس، فإن مُعلمين كثيرين سارت إليهم عدوى الإلحاد، ليهمل الطلاب كذلك حضور القداس الذي كان أساسيًا في الثقافة المسيحية الكاثوليكية المهيمنة آنذاك، ليقرأ الطلاب كتب الفلاسفة”.
ظهرت طبقة جديدة تنتمى أكثر إلى الطبقة الوسطى، من المثقفين والأدباء والفلاسفة وكذلك السياسيين والاقتصادين، لم يكن لهم أثر ولا مشاركة في الحكم، لم تكن تؤمن تلك الطبقة بحق الملوك الإلهي في الامتيازات الإقطاعية، وكرهت السلطة الملكية، كما أنها لم تؤيد استخدام قدسية الدين في غرس سلطة الحكومات في النفوس الشعبية.
ظهرت طبقة جديدة، تنتمى أكثر إلى الطبقة الوسطى، من المثقفين والأدباء والفلاسفة وكذلك السياسيين والاقتصادين، لم يكن لهم أثر ولا مشاركة في الحكم
البرجوازيون والثورة الفرنسية
رسم تعبيري عن استئجار الطبقة الكادحة لخدمة البرجوازية
اتحدت أهداف تلك الطبقة الجديدة مع أهداف طبقات العمال والفلاحين الكادحة في المجتمع الفرنسي، والتي كانت تعتبر الطبقات المهضوم حقها على الرغم من أنها تكون غالبية المجتمع، فكان حالهم شديد البؤس، وكانوا شديدي الغضب، وهو ما ترجمته الطبقة البرجوازية بشكل فلسفي أكثر منه سياسي واقتصادي.
المساواة في الثورة الفرنسية كانت مختلفة، فكانت تنادي بمساواة البرجوازي مع الأرستقراطي
بدأت الثورة الفرنسية، الحدث الأكبر تأثيرًا في تاريخ الدول الحديثة، بثلاث مراحل معروفة في التاريخ، كان للطبقة البرجوازية ومعها الوسطى والفلاحين التأثير الأكبر فيها، متأثرين بأفكار الفلاسفة، لُتنادي بالعدالة والإخاء والمساواة، إلا أن المساواة هنا كانت مختلفة، فكانت تنادي بمساواة البرجوازي مع الأرستقراطي.
أثر البرجوازيون في أيدولوجية الثورة ومسارها، فلم يردوا العنف، ولكنهم وصلوا إلى غايتهم في انتزاع السلطة من الطبقة الأرستقراطية ومن حاشية الملك في النهاية، ونالوا التسلط على العائدات والموارد الاقتصادية، متذرعين بالعقل والفلسفة، كأداة وسلاح لبلوغ غايتهم.
نمت المشروعات الرأسمالية، وهيمنت ثقافة استئجار الإنسان وامتلاك ما ينتجه من أجل التوزيع لجني الأرباح، وتنافست الشركات مع أي شخص من أجل أن تبيع في أي مكان وكل مكان، انتعشت الطبقة البرجوازية بالسيطرة على رأس المال، فكانت طبقة غير مُنتجة ولكنها مسيطرة على الإنتاج، تعيش على إنتاج طبقة العمال والفلاحين، وتتمتع بالامتيازات الإقطاعية، وتحتكر الثقافة والعلم على أبنائها.
نمت المشروعات الرأسمالية، وهيمنت ثقافة استئجار الإنسان وامتلاك ما ينتجه من أجل التوزيع لجني الأرباح، وتنافست الشركات مع أي شخص من أجل أن تبيع في أي مكان وكل مكان
وعلى الرغم من غضب الطبقة الكادحة، تحالفت مع الجيش بقيادة “نابليون بونابرت” لإخماد ثورتهم المرتقبة، وبذلك سيطرت البرجوازية على الثورة الفرنسية، بل وسيطرت على إدارة زمام أمور الدولة السياسية والاقتصادية، لتبدأ فيما بعد بالتوسع إلى الخارج.
العالم العربي في عهد سيطرة الفكر البرجوازي
في ذلك الوقت الذي انتهجت فيه فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية النهج الاستعماري نحو مختلف البلاد الإفريقية والعربية، كان ما كان من تفكك وانهيار الدولة العثمانية رويدًا رويدًا، وبات مشروع “النهضة العربية” أو “القومية العربية” تتضح ملامحه بعض الشيء، لتبدأ النهضة العربية في الطور الأول من مراحلها.
ما إن انتهت المرحلة الأولى من النهضة العربية إلا ووجد الاستعمار الغربي طريقه من البحرين وحتى المغرب، ما بين استعمار وانتداب، وحماية محل السلطة الوطنية المستقلة وبديل للدولة العثمانية، ومن ثم اتفاقية سايكس بيكو لتقسيم الوطن العربي، فكان ما كان تحت الحماية البريطانية، وكان ما كان ملكًا للاستعمار الفرنسي، وكانت بداية ونشأة الوطن القومي لليهود (إسرائيل).
ما إن انتهت المرحلة الأولى من النهضة العربية إلا ووجد الاستعمار الغربي طريقه من البحرين وحتى المغرب، ما بين استعمار وانتداب، وحماية محل السلطة الوطنية المستقلة وبديل للدولة العثمانية
تميزت النهضة العربية الحديثة بمظاهر متعددة، مثل ظهور حركات دينية مثل السلفية والوهابية والمهدية والسنوسية، وثورات انفصالية إصلاحية مثل حركة “علي بك الكبير” في مصر، و”ظاهر العمر” في بلاد الشام والتي كان من أهدافها تكوين كيان عربي منفصل عن الدولة العثمانية.
تلى ذلك حركات عربية متمردة وثورية مثل ثورة “أحمد عرابي” في مصر و”عبد القادر الجزائري” كرمز للمقاومة الاستعمارية، ومن ثم ظهور دولة محمد علي باشا التحديثية، وبعدها الثورة العربية عام 1916، لتتوج تلك الحركات بالنهضة والدعوة للاستقلال، من أجل دعم وتعزيز القومية العربية والاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي للتحرر من التبعية الاستعمارية.
ظل الاستعمار موجودًا في العالم العربي في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ظهر فيها تأثيره في مختلف المجالات، فكان تأثيره واضحًا علي الصناعة بالنسبة لمصر في حقبة محمد علي مثلًا، حيث أنشأ مصانع على الطراز الأوروبي، وعلى الرغم من زحف الاستعمار المستمر لاحتلال الشعب العربي ثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا، كان هناك من الثورات العربية ما يكفي لتكوين أرض خصبة للدفاع عن الأصول.
كانت هناك الحركات التمردية، وظهرت الأفكار الحزبية المختلفة كان أهمها الأفكار الشيوعية في حقبة مهمة من التاريخ العربي، وكان هناك أيضًا الزعماء القوميون، ولم تنته الحركات الإصلاحية أو الثورية من أجل التغيير منذ رحيل الاستعمار الغربي، إلا أنه أيضًا لم يرغب في الرحيل كليًا، تاركًا خلفه ما يُسمى بـ”التهجين الثقافي”.
البرجوازية العربية وسياسة التبعية
خضع التطور التاريخي للشرق العربي لسلسلة من التناقضات، تركزت أولًا في الوضع الاقتصادي، فإذا ما قارنّا بين البرجوازية الغربية والبرجوازية العربية، سنجد أن الغربية قد استفادت من ظروف استثنائية خلال نموها، حيث نشأت في أحشاء النظام الإقطاعي، ومن ثم تمردت عليه لتتوسع شيئًا فشيئًا خارج حدودها، كما فرضت سيطرتها الدولية على العلاقات التجارية، خلال معاهدات واتفاقيات كان من بينها اتفاقيتها مع الدولة العثمانية واتفاقية سايكس بيكو.
كما استفادت أيضًا من الثورة الصناعية، بل ازدادت ثراءً ونفوذًا من خلالها، بعدما ازدادت قوة وسيطرة بالفعل بعد حركة الاستكشافات الجغرافية، لتغزو القارة الأمريكية بعد اكتشافها، وقارتي آسيا وإفريقيا كذلك.
نشأت البرجوازية العربية في وضع اقتصادي ساده التغلغل الاستعماري، وبالتالي يمكننا القول بأنها نشأت بفضل الاستعمار
أما البرجوازية العربية، فقد نشأت في وضع اقتصادي ساده التغلغل الاستعماري، وبالتالي يمكننا القول بأنها نشأت بفضل الاستعمار، فلم تنشأ نتيجة تحولات مجتمعية في المجتمع العربي كما حدث في نظيره الفرنسي، وهو ما أفسح المجال للقوى الخارجية متمثلة في الثقافة الاستعمارية أن يكون لها حجر الأساس في البرجوازية العربية.
كانت العملية معكوسة في حالة البرجوازية العربية، فاستغلت الطبقة البرجوازية الجديدة، والتي ظهرت أيضًا أيام الدولة العثمانية قبل رحيلها، طبقة العمال والفلاحين والكادحين في المشرق العربي، وتعرضوا لنهب أراضيهم الزراعية التي كانت تعد منحًا لكبار قادة الدولة وموظفيها وحتى شيوخها.
كانت النتيجة هجر كثير من الفلاحين لأراضيهم الزراعية، وهو ما يذكره التاريخ من هجرة الآلاف من القرى في ريف حلب على سبيل المثال وتحولها مما يقرب 4000 قرية في عهد الدولة العثمانية إلى بضعة مئات في عهد الاستعمار الغربي.
لم تكن هناك علاقة قوية بين الريف والمدينة، ولم يكن هناك رأس مال عربي حر يساعد على رفع مستوى دخل الفرد، فزحف المال غربي إلي الأقطار العربية
انخفض مستوى دخل الفرد، ذلك لأن البرجوازيين العرب لم يطمحوا إلى ثورة صناعية عربية، وأبقوا الصناعات الحرفية اليدوية كصناعة قومية يفخرون بها، ولأنه لم تكن هناك علاقة قوية بين الريف والمدينة، ولم يكن هناك رأس مال عربي حر يساعد على رفع مستوى دخل الفرد واكتفائه الذاتي في القوة الشرائية، زحف المال الغربي إلى أقطار الوطن العربي، فارضًا نمط الإنتاج الرأسمالي، ومعه مبادئ البرجوازية الغربية.
لم تستطع الطبقة البرجوازية النهوض بالمجتمع العربي كما فعلت نظيرتها في فرنسا، وكان ذلك لأسباب عدة وهي عدم وجود طبقة من العمال والفلاحين ذات أهداف واضحة وصريحة ومتحدة كما حدث في المجتمع الفرنسي، عدم وجود النسيج المجتمعي الواحد، وأهمها علاقة البرجوازيين بالسلطة واستمدادهم لنفوذهم منها، حتى باتت كلمة سلطة تعني برجوازية في حقب الشرق العربي المختلفة.
أثر البرجوازية الغربية على المجتمع العربي
لم يكن هناك مجال لحرية اختيار الهوية الفكرية، ولا لحرية تكوين الهوية المحلية أو القومية بين شريحة كبيرة من المجتمع العربي، والذي بات لا يجد له مرجعًا حقيقًا سوى المرجعية الغربية، أو لا يجد له كيانًا ينتمي إليه، خصوصًا بعد محاربة كل كيان يهدف للاستقلالية الفكرية (على اختلاف هويته وأيدولوجيته)، وبذلك لم يكن هناك بديلًا حقيقيًا وقويًا للبرجوازية الغربية على أرض الواقع.
لم يكن هناك مجال لحرية اختيار الهوية الفكرية، ولا لحرية تكوين الهوية المحلية أو القومية بين شريحة كبيرة من المجتمع العربي
بات من الطبيعي جدًا وجود أجيال كاملة في الشرق العربي لا تتحدث العربية، بل تجدها سببًا يدعو للفخر بوصولهم لمستوى من الثقافة لم يصل إليه عامة أبناء الشعب، ظهر ذلك في ثقافة المدارس والمعاهد الغربية التي تحمل كل منها اسم وعلم دولة أجنبية على أرض عربية، وكما وصف كتاب “صورة من بارس” في القرن الثامن عشر هيمنة “ثورة العقل” على المدارس في تلك الأوقات، كان الوضع معكوسًا في العالم العربي، لتكون الهيمنة من نصيب الثقافة الاستعمارية حتى بعد رحيل الاستعمار كليًا عن الأرض.
لم يكن من أبناء هذه البرجوازية رجال صناعة، ولم تكن متجهة أساسًا نحو الإنتاج والإنجاز والعمل، وإنما متجهة نحو الوساطة، كانت تراهن على تحقيق مكاسبها من خلال العودة إلى الدولة الاستعمارية القديمة
كان الفلاحون والكادحون وقود المقاومة الحقيقي، وظهرت في المراحل الأخيرة من الاستعمار المباشر فئة “مثقفة” (عملت تاريخيًا على تحويل الاستعمار المباشر إلى استعمار غير مباشر)، استفزت في مواضع كثيرة الشعور القومي، وأوهمت الناس بتبنيه حقيقة، على الرغم من تطورها الواضح كوزموبوليتيًا (لم تكن هذه البرجوازية الفقيرة والكسولة تحمل مشروعاً نهضويًا إنتاجيًا وقوميًا).
البرجوازية العربية والاستعمار الجديد
لم يكن من أبناء هذه البرجوازية رجال صناعة، ولم تكن متجهة أساسًا نحو الإنتاج والإنجاز والعمل، وإنما متجهة نحو الوساطة، فكانت تراهن على تحقيق مكاسبها من خلال العودة إلى الدولة الاستعمارية القديمة، وتطمح أن تحل مكانها فقط أو بالأحرى أن تساعدها في تطوير شكل استعمارها من خلال لعب دور الوكيل.
بنت تلك البرجوازية البنايات الضخمة والمنتجعات المرفهة، وطوّرت السياحة على أنها صناعة محلية، لتحل الشركات الأجنبية الكبرى محل المنافس الأقوى للشركات العربية الناشئة، وكان التعليم الغربي هو الأفضل والأقوى والأغلى.
كان البديل في النموذج الإسلامي، فعند وصول الإسلاميين إلى السلطة في كل من مصر وتونس كان الأمل في حل إسلامي بديل عن الأنظمة السابقة، في محاولة لاستقلالية الفكر وخلق كيانٍ موازٍ لما أحدثه الاستعمار الغربي في البلاد، فكانت التوقعات تأمل في نموذج سياسي واقتصادي وتعليمي بديل، بدأت بوادر الأخير في ظهور المدارس الإسلامية على سبيل المثال.
كان البديل في النموذج الإسلامي، فعند وصول الإسلاميين إلى السلطة في كل من مصر وتونس كان الأمل في حل إسلامي بديل عن الأنظمة السابقة
إلا أنهم في الواقع لعبوا الدور ذاته، وهو ما يصفه بعض المؤرخين بـ(البرجوازية المفلسة)، فهم لم يقدموا معطىً جديدًا على أي من الصعد، فعلى الصعيد الاقتصادي استمروا بالنهج ذاته للأنظمة السابقة، وعلى الصعيد السياسي حافظوا على التحالفات السياسية ذاتها، وحتى اجتماعيًا لم يكن بالإمكان تعميم نموذج اجتماعي إسلامي (بالمعنى النصي للكلمة)، نظرًا لرفض هذا النموذج (الذي تخطاه الواقع عمليًا) حتى من عدد كبير من أنصارهم.
هل نسينا طبقة العمال والفلاحين والكادحين؟ ربما هم آخر من تبقى من المقاومين للاستعمار، على الرغم من عدم ظهور ذلك على السطح كثيرًا، إلا أننا نراه جليًا في المهاجرين واللاجئين العرب بعد التحولات الجذرية التي طرأت على الوطن العربي مؤخرًا، ليكون شغلهم الشاغل كيفية المحافظة على اللغة العربية والدين الإسلامي في حياة أولادهم لكي لا يتم إجبارهم على التخلي عن أصولهم من أجل الاندماج في المجتمعات الأخرى.