عرفت نسبة الهجمات الإرهابية في القارة الإفريقية ارتفاعًا كبيرًا في العشر سنوات الأخيرة تجاوز الـ1000%، إلا أن هذه النسبة تختلف من دولة إلى أخرى، على غرار دولة “موريتانيا” التي لم تتعرض لهجمات إرهابية.
نيجيريا في الصدارة
في الفترة الممتدة بين 2006 و2015، تجاوزت عدد الهجمات الإرهابية في دول القارة الإفريقية 12020 هجومًا حسب تقرير نشر مؤخرًا من قبل مؤسسة مو إبراهيم السنغالية بعنوان “إفريقيا في مرحلة حاسمة” (إفريقيا عند نقطة اللاعودة).
تمكنت دولتا المغرب وموريتانيا من النأي بأنفسهما عن الهجمات الإرهابية التي استهدفت أكثر من دولة
وتصدرت نيجيريا قائمة الدول الإفريقية الأكثر عرضة للهجمات الإرهابية، حيث عرفت هذه الدولة، حسب التقرير، أكثر الهجمات الإرهابية دموية، وأودت بحياة 17930 شخصًا، تليها الصومال 6278 قتيلاً، وجمهورية الكونغو الديمقراطية 2577 حالة وفاة، فيما تمكنت دولتا المغرب وموريتانيا من النأي بأنفسهما عن الهجمات الإرهابية التي استهدفت أكثر من دولة في السنوات الأخيرة على غرار تونس والجزائر ومالي والصومال.
المواطنون العاديون هم الضحايا الرئيسيون
حسب هذا التقرير، فإن المواطنين العاديين هم الضحايا الرئيسيون للهجمات الإرهابية بنسبة 35.8%، يليهم عناصر الجيش بنسبة 19.9%، ثم قوات الشرطة بنسبة 10%، فالمسؤولين المحليين بنسبة 8.1%، وكبار رجال الأعمال بنسبة 5.3%، والمسؤولين الأجانب بنسبة 3.3%، وأخيرًا الزعماء الدينيين بنسبة 3%.
ومن أسباب انتشار الجماعات الجهادية في إفريقيا وجود الأرضية الملائمة للتوسع والانتشار والاختباء والمباغتة عسكريًا، والثروات الباطنية اقتصاديًا، والطبيعة السكانية والحاضنة الشعبية في بعض الدول لأسباب تاريخية.
المتفجرات والقنابل أبرز الأسلحة المستعملة
نُفذت أكثر الهجمات الإرهابية التي شهدتها القارة الإفريقية في هذه السنوات العشرة بالمتفجرات أو القنابل حيث بلغت نسبتها 41.9%، فيما بلغت الهجمات الإرهابية التي استعملت فيها أسلحة نارية 40.6 %، ومثّل نقص الفرص الاقتصادية والبطالة وغياب الديمقراطية، وفقًا للدراسة، أبرز العوامل التي أدت إلى ارتفاع الهجمات الإرهابية في القارة السمراء، حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل في القارة سنة 2015، ما يقرب من 30 مليون شاب.
أبرز الجماعات الإرهابية
تتوزع العديد من الجماعات الإرهابية في أكثر من دولة في القارة، من بين هذه الجماعات، تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يقول مراقبون إن جذوره تعود إلى تسعينيات القرن الماضي عندما التحق أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب عبد المالك درودكال المكنى بـ”أبي مصعب عبد الودود” بالجبال.
في مارس 2015 أعلنت المجموعة النيجيرية مبايعتها لـ”الدولة الإسلامية”، وأطلقت على نفسها “ولاية غرب إفريقيا”
وتنظيم الدولة الإسلامية الذي ينتشر في عديد من الدول وأسس له عديد من التنظيمات الموالية، فيما أعلنت تنظيمات أخرى – كانت موجودة – الولاء له من بينها “ولاية سيناء” وهي مجموعة مسلحة نشطت منذ 2011 في شبه جزيرة سيناء تحت اسم “أنصار بيت المقدس”، لتعلن أواخر 2014، ولاءها للتنظيم ومبايعتها له، ونجد كذلك حركة الشباب المجاهدين، وهي جماعة صومالية مسلحة تشكلت في 2006 في أعقاب الغزو الإثيوبي على الصومال، وتتبع فكريًا لتنظيم القاعدة، وفي أكتوبر 2015 أعلن عبد القادر منعم أحد قادة الحركة، ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأيضًا، جماعة أهل السنة للتوحيد والجهاد “بوكو حرام“، التي تأسست عام 2002، تنشط منذ سنوات في ولاية “بورنو” شمال شرقي نيجيريا، توسعت لتدرك هجماتها منطقة أقصى الشمال الكاميرونية المحاذية لمعقلها، وبلدان حوض بحيرة تشاد عمومًا في تشاد وفي منطقة ديفا جنوب شرقي النيجر، حيث تشن هجماتها بشكل شبه منتظم، وترتكز عملياتها بالأساس على التفجيرات الانتحارية أو الهجمات التي بلغ مداها، في الصيف الماضي، العاصمة التشادية نجامينا، وفي مارس 2015، أعلنت المجموعة النيجيرية مبايعتها لـ”الدولة الإسلامية”، وأطلقت على نفسها “ولاية غرب إفريقيا”.
غانا، نموذج ناجح للتوقي من خطر الإرهاب
أمام تزايد هذه الهجمات الإرهابية في القارة الإفريقية، ارتفع الخوف العام من التنظيمات المسلحة الإرهابية خاصة وإن هناك هجرة كثيفة من قبل هذه التنظيمات إلى غرب إفريقيا، مع وجود توجه للتجنيد بشكل عام. ويعتبر الانترنت أحد أبرز أدوات التجنيد وغسيل الأدمغة، وتعمل الدول الإفريقية على التصدي له من خلال وضع عديد الخطط لذلك.
تأمل هذه المنظمات في توسيع نطاق وصولها إلى بلدان غرب أفريقيا المجاورة
وتعتبر غانا إحدى الدول الرائدة في هذا المجال فقد تمكنت من الحد من مخاطر الإرهاب عبر عدة مستويات، دولية وإقليمية ومحلية، بالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني. وتمكنت إحدى المنظمات المدنية الناشطة في مجال التوقي من الإرهاب في انقاذ 20 شابا حاول “تنظيم الدولة الإسلامية” تجنيده لفائدته.
وتأمل هذه المنظمات في توسيع نطاق وصولها إلى بلدان غرب أفريقيا المجاورة، ولا سيما نيجيريا حيث لا يزال ناشطي بوكو حرام نشطين. وفي الوقت نفسه، لا تزال مكافحة انتشار الإرهاب والتطرف في أفريقيا مستمرة