ترجمة وتحرير نون بوست
ألفت نادية الدوكالي، وهي مهاجرة منحدرة من أصول مغربية تقطن بمدينة فرانكفورت، إمساكية رمضان لمسلمي ألمانيا. وبغية إيصال فكرتها للجالية المسلمة في ألمانيا، عملت هذه المرأة على ترويج إمساكيتها لدى أكبر شركات الحلويات والمغازات الكبرى في البلاد.
خلال طفولتها، كانت نادية الدوكالي تتصفح اليومية قبل قدوم عيد الميلاد على الرغم من أن عائلتها لا تحتفل بعيد ميلاد المسيح، وفي ذلك دليل احترامها لمختلف الأديان. والجدير بالذكر أن هذه المرأة البالغة من العمر 45 سنة ألفت هذه الإمساكية التي أطلقت عليها تسمية “إفطار لندر” أسوة بالتقاليد الإسلامية، إذ أن هذه الإمساكية ستساعد مسلمي ألمانيا على قضاء شهر رمضان المعظم، الذي سيحل خلال الأيام المقبلة. وقد أعطت هذه الإمساكية لأولئك الذين لا يملكون فكرة واضحة عن رمضان، لمحة عن تعاليم هذه الفريضة التي تتمثل أساسا في الامتناع عن الشرب والأكل من شروق الشمس إلى مغربها طيلة شهر كامل. وفي ختام الشهر، يحتفلون بعيد الفطر الذي يشبه تماما ليلة عيد الميلاد عند المسيحيين.
وفي هذا السياق، أفادت الدوكالي أن “الإمساكية تعكس ملامح التعايش الثقافي الناجح بين مختلف الأطياف الدينية”. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرأة هاجرت رفقة عائلتها إلى ألمانيا وتنحدر من أصول مغربية، وقد اتخذت عائلتها من مدينة فرانكفورت الواقعة في ولاية هيسن مقرا لهم. ونظرا لالتحاق الفتاة بروضة أطفال كاثوليكية خلال طفولتها، صرحت الدوكالي بأنها “كانت ترغب في التعرف على النبي يسوع نظرا لأننا نحن المسلمين نؤمن به أيضا”.
والجدير بالذكر، أن الدوكالي، التي تعمل في الوقت الراهن كمؤلفة كتب أطفال، تفكر منذ سنوات في تأليف هذه الإمساكية. وفي نيسان/ أبريل سنة 2016، أصدرت نادية الدوكالي أول نسخة لهذه الإمساكية بالتعاون مع أحد المصممين. ووفقا لما صرحت به الدوكالي، في إشارة إلى سبب تأخر إصدار هذه الإمساكية، فقد “كان من الصعب في الماضي ترويج المنتجات الخاصة بالمسلمين”.
في واقع الأمر، نجحت الدوكالي في توزيع منتوجها لدى المغازات الكبرى بمقاطعة هيسن. كما أنها تمكنت من بيع بعض النسخ على شبكة الإنترنت. فضلا عن ذلك، أبدت الفنادق التي تستقبل المسلمين وأثرياء الخليج اهتمامها بهذه الإمساكية.
علاوة على ذلك، أبرمت الدوكالي اتفاقا مع شركة الحلويات “برا ندت”، حيث تعمل هذه الشركة انطلاقا من 8 أيار/ مايو الحالي على عرض الإمساكية بالمغازات التابعة لها المنتشرة في كل أنحاء ألمانيا، علما وأن “ثمن الإمساكية يبلغ 18 يورو”.
وعلى ضوء الشعبية التي يحظى بها منتجها، أعربت الدوكالي عن سعادتها برواج منتوجها بشكل كبير قائلة “أخيرا، أصبحت أتعامل مع حرفاء مسلمين”. وتجدر الإشارة إلى أن كل حريف مسلم يجد داخل كل باب من الإمساكية قطع تمر محشوة بالشوكولاتة، وذلك إحياء للسنة النبوية التي تحث على تناول التمر عند الإفطار.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي هذه الإمساكية على عدة مفاجآت، حيث يوجد في كل باب عبارات مكتوبة باللغة العربية على غرار الرحمة والصبر والأدب، مع العلم أن الدوكالي قامت بشرحها في صفحتها بموقع الفايسبوك.
وفي هذا السياق، أوردت المؤلفة أن “هذه الكلمات تحفز المسلمين على التمعن في مقاصد الدين الإسلامي”. على سبيل المثال، توجد في الباب 13 من الإمساكية عبارة الدين مرفوقة بآية قرآنية “لكم دينكم ولي دين”. وفي تعليقها على هذه الآية، أوردت الدوكالي أنها تعني أنه يجب علينا أن نعيش وفقا لما نريد ونترك غيرنا في حال سبيله.
تحتوي الإمساكية على مزيج من الشواهد المقتبسة من القرآن والكتاب المقدس وموسيقى البوب وكتابات شعوب الغيتو اليهودية
تحتوي هذه الإمساكية على مزيج من الشواهد المقتبسة من الكتاب المقدس والقرآن، فضلا عن موسيقى البوب وكتابات شعوب الغيتو اليهودية. وتبعا للدوكالي، فإن أطفالها سيخوضون تجربة الصيام معها خلال شهر رمضان المقبل وهو ما يجعلها متحمسة لذلك، وفي هذا الصدد، قالت إنها “تحب الإفطار رفقة العائلة خلال شهر رمضان”.
ومن جهة أخرى، أعربت هذه المؤلفة عن رغبتها في أن تصبح “إفطار لندر” تقليدا لدى المسلمين يرافقهم في كل رمضان. وفي هذا الشأن، أفادت أن “إمساكيتها لا تهدف إلى تقديم التمر المحشو بالشوكولاتة للمسلمين فحسب، بل تطمح أيضا إلى تحقيق التعايش السلمي بين مختلف الأديان“.
المصدر: زود دويتشي تسايتونغ