كيو جاردينز تضم أكبر وأكثر المجموعات النباتية في العالم وتأسست في لندن عام 1840، وتعد من أهم الحدائق في دراسة علم النباتات بما أنها تملك أكثر من 30.000 نوع من النباتات و7 ملايين عينة لأنواع مختلفة من الأعشاب، وتملك أيضًا مكتبة تحتوي على أكثر من 750.000 مجلد ورسوم توضيحية للنباتات، بجانب ذلك تعد كيو من مناطق جذب السياح في لندن وأحد مواقع التراث العالمي.
تصدر كيو جاردينز تقارير سنوية عن حالة النباتات في العالم ومدى سلامتها وتطلب من المجتمع العلمي العالمي أن يحافظ على سلامة هذه الكائنات الحية المهمة.
آخر ما أصدرته كيو من تقارير كشفت أن العلماء اكتشفوا ما يقارب 2000 نوع من النباتات الجديدة والتي سيكون لها ثقل في المجالات الاقتصادية الغذائية والطبية للأدوية.
ينبغي أن يفهم المجتمع العلمي والمؤسسات الحكومية والتجارية أن التعاون معًا لسد هذه الفجوة المعرفية عن النباتات سيكون أول العوامل المساعدة في الحفاظ على حياة النباتات وتنوعها
في التقرير السنوي الأول الذي أصدرته كيو عن حالة النباتات في العالم والذي ضم أكثر من 80 عالمًا واستغرق سنة لإنتاجه لتقييم حالة النباتات على وجه الأرض والتهديدات التي تواجهها حاليًا، إضافة إلى السياسات والقوانين الجارية والتي تعمل على حماية هذه الكائنات الحية من أي خطر خارجي ومدى فعاليتها.
قالت البروفيسورة كاثي ويليس، المدير العام في كيو جاردينز: “هذا أول تقرير يعمل على تقييم حالة النباتات بشكل عام في العالم، ولطالما كان لدينا تقارير دورية تدرس الحالة العامة للسلاحف البحرية والطيور والغابات وحتى المضادات الحيوية، إلا أنه كان هناك فجوة معرفية حرجة عن علم النباتات وحالتهم في العالم، لذلك أجد أن هذا التقرير رائع ويعطي النباتات الأهمية التي تستحقها في حياتنا، فهي جزء من الغذاء والأدوية والملابس ومواد البناء والوقود الحيوي”.
أضافت ويليس: “لكن للاستفادة من هذا التقرير، ينبغي أن يفهم المجتمع العلمي والمؤسسات الحكومية والتجارية أن التعاون معًا لسد هذه الفجوة المعرفية عن النباتات سيكون أول العوامل المساعدة في الحفاظ على حياة النباتات وتنوعها”.
تم دراسة وتشخيص حالة النباتات في جميع أنحاء العالم اعتبارًا من عام 2016، وتم تقسيم هذا البحث إلى 3 أقسام شاملة وصف لحالة النباتات في العالم، والتهديدات التي تعتبر خطرًا على حياتها، وأخيرًا السياسات الفعالة للحد من أي أذى.
التسمية والعدد
القسم الأول من التقرير ركز على تنوع النباتات الموجودة على الأرض، مشيرًا إلى أنه تم اكتشاف 2000 نوع جديد من النباتات التي تم العثور عليها في أثناء العمل الميداني، وقدمت عينات من هذه النباتات في بيوت زجاجية لاكتشاف أنواع جديدة منها آكلة الحشرات وأنواع أخرى مشابهة للبطاطا الحلوة، يؤكد هذا القسم من التقرير أن هذه المجموعة من النباتات تحمل خيارات مميزة ومثيرة لمستقبل الصحة والطعام في العالم.
يقول ستيف باشمان، مسؤول الإنتاج الاستراتيجي لتقرير كيو جاردينز: “لا يزال هناك أجزاءً كبيرةً في العالم لم يتم زيارتها أو التعرف على حالة النباتات في تلك المناطق وتحديد هذه الأراضي يعد أمرًا حاسمًا بالنسبة للعلماء والاكتشافات العلمية الجديدة”.
النباتات المفيدة
يوثق التقرير معلومات تكشف عن استخدامات للنباتات المكتشفة والموجودة منذ القدم، ويشير أن هناك ما لا يقل عن 31.000 نوع من النباتات التي يمكن الاستفادة منها طبيًا وذلك عن طريق استخدامها في الأدوية والمواد الغذائية، يضيف أن 17.810 من النباتات لها فائدة مهمة في مجال الطب.
بجانب ذلك، يدعو التقرير إلى تركيز الجهود على النباتات البرية خاصةً وذلك لما تملكه من معجزات مذهلة للأمن الغذائي العالمي، لكن الأمر المثير لقلق العلماء أن هذا النوع من النباتات يتعرض لتهديد كبير بسبب تغير المناخ والتربة وهناك حاجة ملحة للحفاظ على هذه المجموعات النباتية لاعتماد العالم عليها.
تغير المناخ
يكشف التقرير في هذا الجزء عن التفاهم العالمي لتأثير التغييرات المناخية على المحاصيل النباتية، ويوضح أنه على الرغم من الوعي الكبير الموجود فهناك بحوث نادرة تعد بهذا الخصوص، مع أن الآثار واضحة على المجتمعات النباتية وأنواعها المختلفة.
الخبر السار الذي كشف عنه كيو جاردينز أن من بين النباتات المكتشفة حديثًا يمكن تطوير أنواع منها لمقاومة ومواكبة تغيير المناخ والحفاظ على حياتها.
قادت البروفيسورة ويليس الفريق الذي ألف الفصل المتعلق بتغير المناخ وهي تكشف أن النباتات ذات الأوراق السميكة واللحاء، الأكثر كفاءة على استخدام المياه وذلك بسبب جذورها العميقة.
أضافت ويليس أن هذا ساعد على إقرار قوانين تجبر المزارعين على ترك المزروعات التي لها جذور طويلة والعمل على زراعتها في المناطق الجافة بالمقابل.
نباتات تعالج أمراض الإنسان
في التقرير السنوي الثاني لكيو كشفت عن معلومات تحمل أخبارًا سارة وقيمة لجميع جوانب حياتنا، في هذا التقرير الذي ضم 128 عالمًا من 12 بلدًا، بحث العلماء عن السبب في أن بعض الكائنات أكثر عرضة من غيرها للتهديدات العالمية مثل تغير المناخ أو الأمراض والآفات.
السبب الرئيسي الذي ساهم في تضخم مشكلة الآفات هو العولمة التي زادت من حجم التجارة في النباتات وأن هذه التجارة تعتبر خطرة على حياة النباتات
ويقدم هذا التقرير بيانات لم يسبق لها مثيل في عرض نماذج عن أنواع الخطر الذي يؤثر على النباتات في المناطق المختلفة، ضمن مرحلة البحث والدراسة أفصح فريق العلماء أن من بين 1.730 اكتشافات نباتية مثيرة عثر عليها العام الماضي، هناك 5 أنواع جديدة لديها القدرة على تطوير نفسها والنمو في المناخ الجاف وذلك من خلال توفير دفاعات ضد الفيروسات التي تهاجم النباتات بشكل مستمر وهي من نوع مانيهوت في البرازيل.
إضافة إلى هذا الاكتشاف، أوضح خبراء علم النباتات أن الدراسات كشفت عن أسرار لتسعة أنواع جديدة من نباتات التسلق من جنس موكونا والمهمة في عالم الطب ولك استخدامها في علاج مرض باركنسون.
في النهاية، ناقش التقرير القضايا الكبيرة التي تخص الصحة النباتية على الصعيد العالمي، وحسب التقرير فإن 540 مليار دولار التكلفة التقريبية للزراعة العالمية في السنة في حال لم يتم السيطرة على انتشار الآفات المسببة للأمراض.
ويذكر التقرير أن السبب الرئيسي الذي ساهم في تضخم مشكلة الآفات العولمة التي زادت من حجم التجارة في النباتات وهذه التجارة تعتبر خطرة على حياة النباتات ولذلك يجب توفير تدابير أكثر صرامة تخص الأمن البيولوجي، لأن هذا الخطر يصل للنباتات ويصلنا من بعد.