فن الكذب عند الساسة.. 10 خطوات

إن لم تكن من ممارسي السياسة الآن فربما تصبح ذات يوم من ممارسيها أو ربما تجد نفسك متحدثا رسميا باسم حزب أو جمعية أو مؤسسة مدنية أو تجارية، وعندها ستحتاج أحيانا إلى استخدام هذه الأساليب بهذا التسلسل للدفاع عن حزبك أو جمعيتك أو شركتك.. وحتى إن لم تكن من هؤلاء فأنت في حاجة إلى معرفة هذه الأساليب حتى لا تنطلي عليك.
التكذيب:
بيل كلينتون قال أن “لا علاقة بينه وبين مونيكا لوينسكي” وفيما بعد تبين العكس، وبشار الأسد قال في البداية أنه لم يستخدم أبدا الأسلحة الكيمياوية وفيما بعد عقد صفقة للتخلص منها بعد أن حصلت الأمم المتحدة دلائلا قاطعة ضده، وكذلك نفى رئيس وكالة الأمن القومي الأمريكية بشكل قطعي تورط الوكالة في التنصت على الأمريكيين وهو ما ثبت عكسه بعد حين.
إلقاء المسؤولية على الآخرين:
إذا لم يتمكن السياسيُّ من إنكار فعلته فإنه ينتقل بطريقة آلية إلى إلقاء اللوم على آخرين، تمام كما فعل بشار الأسد عندما قال بأن معارضي النظام هم من استخدموا الأسلحة الكيمياوية، أو كما فعل جورج بوش الابن عندما قال بأن صغار الضباط هم المسؤولون عن التعذيب في ابو غريب وبأن إدارته بريئة من تلك الأفعال.
لقد أخطأوا ولكنهم لم يتعمدوا ذلك:
بعد أن يلقي السياسي بالمسؤولية على شخص آخر، يبدأون بتبرير ذلك الخطأ، كالقول: “نعم لقد أخطأوا ولكنهم لم يتعمدوا فعل ذلك”، أو الحديث عن عدم وجود نتائج سلبية لذلك الخطأ أو تلك الممارسات، وأحيان يتم تبريرها عبر القول بأنها كانت تمثل الجانب السلبي من إنجاز كبير. بهذه الطريقة تبرر الولايات المتحدة الأمريكية استخدامها للطائرات دون طيار فتقول بأن إيجابياتها أكثر من سلبياتها.
لم يكن هناك خيار آخر:
وعندما يعجز الساسة على الدفاع على الخطأ أو على تبريره فإنهم يمرون إلى القول بأن من ارتكبه كان مجبرا على ارتكابه، وكذلك برر الأمريكيون استخدامهم للقنابل الذرية في اليابان عبر القول بأن استخدامها كان الحل الوحيد وأن أي حل آخر كان سيكلف الأمريكيين واليابانيين خسائر أكبر بكثير من الخسائر التي سببها استخدام القنابل الذرية.
الغاية تستحق هذه التكلفة:
وانسجاما مع الخطوة السابقة، ينتقل الساسة إلى الدفاع عن أخطائهم عبر القول بأن الغاية التي حققوها كانت تستحق تضحية بحجم ذلك الخطأ، وكذلك برر الأمركيون الحصار الذي فرضوه على العراق والذي أدى إلى مقتل حوالي نصف مليون إنسان عراقي بينما كانت الإدارة الأمريكية تردد جملتها الشهيرة: “they were worth it”.
الجميع يفعل هذا:
وتتطور طريقة دفاع الساسة عن خطئهم من إنكار وقوعه إلى الاعتراف به عبر القول: “الجميع يفعل هذا، لسنا وحدنا من وقعنا في هذا الخطأ” ثم يقولون: “أعداؤنا يفعلون هذا أكثر منا”، وهكذا استخدمت إدارة جورج بوش تنظيم القاعدة للقول بأن القاعدة استخدمت التعذيب والتنكيل بالأمريكان كسياسة عامة وأما أمريكا فقد وقع بعض جنودها في هذا الخطأ مرات قليلة.
ربما كان خطأ:
في هذه المرحلة يبدأ السياسي بالاعتراف بأن ما حدث كان خطأ، مرفقا ذلك الاعتراف بالأخطاء التي كان من الممكن أن تحدث في حال عدم وقوع هذا الخطأ، فعند الحديث عن استخدام الطائرات دون طيار يعترف المدافعون عنها بأنها تتسبب في وقوع ضحايا من المدنيين ثم يشيرون إلى أن الهجامات الجوية التقليدية توقع عددا أكبر من الضحايا بين المدنيين بسبب عدم تمتعها بالدقة التي تتمتع بها الطائرات دون طيار.
لدينا وضع استثنائي:
وللتمادي في تبرير بعض الممارسات تضع بعض الحكومات نفسها في إطار خاص وصفة خاصة لتتمكن من تجاوز قانون ما، وهو ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكية لتتهرب من الإمضاء على عدد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمحكمة الدولية أو بالمحافظة على المناخ بحجة أنها تقوم بدور هام في الحفاظ على الأمن الدولي وأن انضمامها إلى هذه الاتفاقيات سيخل بدورها هذا.
الندم والاعتذار:
إذا بلغ الأمر حدا لا يمكن تبريره عبر كل ما سبق من أساليب، يقوم الساسة بلعب ورقة “الندم والاعتذار”، وهو فعله أوباما مرارا عبر القول بأنه يتألم لأرواح الأبرياء الذين يقتلون بأيدي جنوده في الكثير من الدول حول العالم، مستخدما اعتذاره هذا كوسيلة لاسكات منتقديه ولإشعارهم بأنه يشاطرهم نفس الإحساس.. ولكنه في نفس الوقت يواصل نفس الممارسة.
الدفاع على طريقة رامسفيلد:
عندما تفشل كل الأساليب السابقة فإن الطريق الوحيد للدفاع عن الخطأ هو طريق وزير الدفاع الأمريكي السابق، دونالد رامسفيلد، الذي كان لا يتورع في القول بأن ما حدث كان خطأ، دون أن يتكلف أعباء تبريره أو الاعتذار عنه. وحسب رامسفيلد السياسة ليست علما صحيحا وبالتالي فإن الأخطاء واردة وتقبلها إجباري.
المصدر: فورين بوليسي