كيف اكتسبت حركة المقاطعة وفرض العقوبات ضد “إسرائيل” زخمًا في أمريكا؟

ترجمة وتحرير نون بوست
اكتسبت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد “إسرائيل” زخما كبيرا في الولايات المتحدة، على الرغم من أن هذه البلاد تعد من أكثر دول العالم دعما لـ”إسرائيل”. وفي الواقع، تهدف الحملة الدولية لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد “إسرائيل”، إلى ممارسة ضغوطات اقتصادية، وأكاديمية، وثقافية، وسياسية، على “إسرائيل”. كما تسعى هذه الحركة إلى إجبارها على إنهاء الاحتلال وسياسة الاستيطان، والعمل بمبدأ المساواة بين اليهود والعرب في “إسرائيل”، وتكريس حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.
والجدير بالذكر أنه تم إطلاق العنان لهذه المقاطعة، التي انتشرت سنة 2005 في عدة دول من بينها الولايات المتحدة، بغية الاحتجاج والتنديد بما تعانيه الأراضي المحتلة من أوضاع مأساوية. وتعد هذه المقاطعة شبيهة إلى حد ما بسنوات مكافحة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. في المقابل، تستميت “إسرائيل” وحلفائها في محاربة هذه الظاهرة التي تمس من سمعتها على الصعيد الدولي.
تهدف الحملة الدولية لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد “إسرائيل”، إلى ممارسة ضغوطات اقتصادية، وأكاديمية، وثقافية، وسياسية، على “إسرائيل”
في الإطار نفسه، تمكن الناشطون، من جامعة كاليفورنيا (إرفاين) وكلية مدينة نيويورك،والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية من تعكير صفو أجواء عدة اجتماعات نظمها أشخاص موالون لـ”إسرائيل”. وفي عدّة مناسبات، تحدى هؤلاء الطلبة أشخاصا، محسوبين على جنود احتياط الجيش الإسرائيلي، جاؤوا لمناقشة الموقف الإسرائيلي من الصراع مع الفلسطينيين داخل حرم الجامعة.
خلال هذا النقاش، صرخ الطلبة منددين بجرائم “إسرائيل” في حق الشعب الفلسطيني مرددين شعارات من قبيل؛ “إسرائيل”، “إسرائيل”، نحن نتهمك بارتكاب مجازر”. كما رفعوا شعارات أخرى من بينها: “”إسرائيل”، “إسرائيل”، ما الذي قلته؟ كم شخصا قتلت اليوم؟”. كما نجح ممثلون عن الحركة الطلابية من أجل فلسطين، وجمعية “صوت يهودي للسلام” في قطع الاجتماع الذي كان يهدف بالأساس إلى محاربة حملة المقاطعة العالمية ضد “إسرائيل”.
وتجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الذي ألغي، والذي نظمه أشخاص محسوبون على جنود احتياط الجيش ال”إسرائيل”ي، كان من المقرر أن يجرى في إطار “مشروع جدعون”. وللتوضيح أكثر، فإن هذا المشروع يهدف إلى تشجيع جنود سابقين في الجيش ال”إسرائيل”ي على التطوع من أجل الوقوف في وجه الحركة العالمية لمقاطعة “إسرائيل” من خلال تنظيم لقاءات في جامعات أمريكية، وكندية، وأوروبية. ويشرف على هذه اللقاءات جنود احتياط “إسرائيل”يون من منظمة “الجندي الوحيد”.
في السياق نفسه، تجمهر حوالي 50 طالبا للوقوف في وجه جنود احتياط الجيش ال”إسرائيل”ي قبيْل دخولهم الحرم الجامعي، معبرين عن رفضهم للسياسة التي تعتمدها “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ومن سوء حظ ال”إسرائيل”يين أن اجتماعهم تزامن مع إطلاق أسبوع “مناهضة الفصل العنصري في “إسرائيل””.
مؤتمر ملغى في نيويورك
اندلعت عدة مظاهرات أخرى في كلية مدينة نيويورك، حيث عمد بعض الطلبة إلى تشويش اجتماع نُظّم داخل أروقة الكلية كان سيُلقي فيه القنصل الإسرائيلي العام في نيويورك محاضرة. وفي الإطار نفسه، شهت جامعة “ييل”، نهاية شهر نيسان/ أبريل، تنظيم حفل تسليم جائزة غاندي للسلام لفائدة عمر البرغوثي، مؤسس حملة مقاطعة “إسرائيل”. وقد قدمت رئيسة منظمة الصوت اليهودي من أجل السلام، ريبيكا فيكمرسون، بنفسها هذه الجائزة إلى البرغوثي.
سنت حوالي 20 ولاية أمريكية قوانين تستهدف أساسا الشركات والجمعيات المنظمة لحملة المقاطعة
عموما، اندلعت هذه المظاهرات في خضم مناخ سياسي لا يشجع على إطلاق حملات للدفاع عن القضية الفلسطينية، خاصة منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للأمريكيين. وفي هذا السياق، وقّع حاكم ولاية تكساس مرسوما لمكافحة حملة مقاطعة “إسرائيل”. كما حظرت هذه الولاية على مؤسساتها التعامل مع الجمعيات الموالية لحملة المقاطعة، واعتبرت أن أي سياسة معادية ل”إسرائيل” هي بمثابة عداء مباشر للولاية.
في الوقت نفسه، سنت حوالي 20 ولاية أمريكية قوانين تستهدف أساسا الشركات والجمعيات المنظمة لحملة المقاطعة. مع العلم أن حرية التعبير في الولايات المتحدة تعرقل عملية اتخاذ أي إجراء قانوني ضد أنصار هذه الحملة. في المقابل، تدخل القضاء الفرنسي وأصدر أحكاما ضد حملة المقاطعة، حيث أحيلت فيما بعد على المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان من أجل البتّ فيها.
المصدر: جيوبوليس