تتخوف الإمارات العربية المتحدة من مشروع بديل لها في اليمن، يتبنى التنمية في المناطق المحررة، بعد أن أحالتها إلى جحيم لا يطاق، ونذر حرب بعيدة عن الانقلابيين (الحوثي وصالح). حرب يطبخ لها على نار هادئة لتندلع بين القوى، التي شاركت تحت عباءة الشرعية، إذ عاد بعضها متنكراً لقيادة عبدربه منصور هادي ولعمليات التحالف العربي، مبقياً الجميل فقط لـ”أبو ظبي” التي سوت له الملعب تماماً، للعب على أوتار حساسة جداً من قبيل فك الارتباط، أو محاربة عدو أبناء زايد اللدود، الإخوان المسلمين، وفرعهم في اليمن (التجمع اليمني للإصلاح).
جاءت الحملة الشرسة التي تتعرض لها الدوحة، ذات القوة الناعمة، والتي تنحاز للشعوب وللقضايا فقط بعيداً عن الأشخاص، لتحييد قطر، أو هكذا كانت الشروط، بأن لا تدخل قواتها في عمليات برية وترك الأمر للإمارات كما يقول سياسيون
فهناك من يكشر عن أنيابه في الجنوب، وفي الشمال أيضاً في محافظات ما زالت تحارب الانقلابيين، كتعز، وأذرع الإمارات التي يسميها سكان محليون بـ”الشيطانية” بدأت في التحرك، معلنة عن نفسها، مستعرضة لعضلات أبو ظبي التي بدأت تفردها، في الداخل اليمني أو في الخارج، لمن يمكنهم مساعدة اليمنيين والنهوض بهم من كبوتهم لا يريدون من ذلك جزاء أو شكوراً كدولة قطر التي تعد رقماً صعباً في التحالف العربي، أرادت بعض القوى بخسه، فأبى إلا التواجد، فكان الحضور لأول احتياجات العاصمة عدن، وهو التيار الكهربائي، فبدأت بالاشتغال على قوة قدرها 60 ميجاوات، علها تخفف من حر المحافظة الساحلية التي يعيش أهلها في درجة حرارة فوق 40 درجة مأوية.
في إطار ذلك جاءت الحملة الشرسة التي تتعرض لها الدوحة، ذات القوة الناعمة، والتي تنحاز للشعوب وللقضايا فقط بعيداً عن الأشخاص، يشهد لها ذلك تدخلاتها السابقة في العام 2011م ثورة الربيع العربي، أو قبل ذلك في حروب صعدة الست، هذا بخصوص اليمن، لتحييد قطر، أو هكذا كانت الشروط، بأن لا تدخل قواتها في عمليات برية وترك الأمر للإمارات كما يقول سياسيون، استدركت ذلك السعودية مؤخراً فبدأت بإرسال قوات أخرى أغلبها سودانية إلى محافظات وجبهات كانت حكراً للقوات الإماراتية، والتشكيلات التي قامت ببنائها ووفق أهدافها، كمطار عدن، وجبهة الساحل الغربي، وأخيراً في حضرموت، التي وصل إلى مينائها المكلا، أكثر من 5000 آلاف جندي مطلع الأسبوع الحالي.
على مدار أكثر من 4 أيام ومواقع إخبارية إماراتية، وخليجية، ويمنية مدعومة بسخاء من أجهزة مختلفة في أبو ظبي تشن حملة شرسة، نالت من دولة قطر ورموزها، ومؤسساتها المختلفة، عكست جنون حكام الإمارات ومدى تخبطهم
جنون الإمارات
يقول صحفيون متابعون أن أكثر من 4 أيام ومواقع إخبارية إماراتية، وخليجية، ويمنية مدعومة بسخاء من أجهزة مختلفة في أبو ظبي تشن حملة شرسة، نالت من دولة قطر ورموزها، ومؤسساتها المختلفة، عكست جنون حكام الإمارات، ومدى تخبطهم، يشهد على ذلك أيضاً تغريدات مسؤولين وناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.. لقد أصابتهم الدوحة ومشروعها المتناغم مع أحلام الشعوب بالتغيير والحرية بجنون.
تحالف غير معلن
عبدالرقيب الهدياني صحفي ومحلل سياسي عبر عن الحملة بأنها تبدو، وكأنها تحالفاً غير معلن بين قيادة الإمارات والدولة العميقة في السعودية، حيث تم حجب موقع الجزيرة نت في السعودية وأبو ظبي في التوقيت نفسه، قبل أن يعاد بثه في السعودية مساء الأربعاء اليوم، وهذا التحالف كما يرى الهدياني بأنه جاء إثر التقارب التي شهدته الفترة الماضية بين القيادة السعودية وقطر وتقديم الأخيرة داخل التحالف العربي على حساب الإمارات بعد دعمها للمجلس الانقلابي في عدن، إذ نشطت قناة الجزيرة في إفشال بقية مخطط الانقلاب على الشرعية اليمنية.
تورط
يرى الهدياني، الذي يشغل نائباً لرئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الرسمية بأن دولة الإمارات متورطة في قيادة حملة التحريض والشيطنة ضد دولة قطر، ابتداءً بمهاجمة قناة الجزيرة فحجب موقعها على الانترنت، داخل الإمارات وانتهاء باختراق موقع وكالة الأنباء القطرية ونشر تصريح ملفق لأمير قطر يهاجم الرئيس الأمريكي و يمتدح إيران، الحملة تقودها فضائيات خليجية هي نفسها من دعمت محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا العام الماضي.
غضب ولي عهد أبو ظبي
ويكشف الهدياني بأن لقاء ترامب بالأمير تميم أمير قطر على هامش القمة الإسلامية الأمريكية، التي عقدت في الرياض هو شاهد عن توجه سعودي لتقديم قطر، التي كانت إحدى ثلاث دول إلتقى زعماؤها بالرئيس الإمريكي بشكل منفصل إلى جانب مصر ومملكة البحرين وتم استبعاد الإمارات، الأمر الذي استدعى غضب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد واستبق القمة بزيارة خاطفة إلى واشنطن للقاء ترامب وعرض عليه صفقة شراء أسلحة أمريكية وهو ما رفضه ترامب.
إن الدور الذي تلعبه الإمارات مرسوم لها، ويأتي في إطار الثورات المضادة، وعلى النقيض من ذلك قطر، إذ قدمت جهوداً كبيرة، واستطاعت بمواقفها المنحازة للشعوب أن تعزلها أي الثورات المضادة وتحركات أبو ظبي المشبوهة
هجمة استباقية لدور قطري في اليمن
أما عن الدور القطري في اليمن هو ما زاد من الغضب الإماراتي، فالممارسات غير المفهومة من خلال شراكتها في تحالف دعم الشرعية اليمنية وكشف أدائها خلال العامين الماضيين أعاق الحكومة الشرعية وبرز في العاصمة المؤقتة عدن بشكل فج وكان آخر ذلك دعم ورعاية المجلس الانتقالي، الذي يعد طعنة غادرة في ظهر الشرعية والتحالف ذاته، هذه مجتمعة كما يقول الصحفي الهدياني بأنها ربما طرحت على قيادة الشرعية وقيادة التحالف حتمية إنهاء خدمات الإمارات في اليمن، وكانت قطر هي المرشح البديل، فقامت بهجمة استباقية لتشويه وضرب قطر عبر هذه الاختراقات الالكترونية.
قطر أربكت الإمارات
الصحفي فهد سلطان لا يبتعد كثيراً ويرى بأن جنون الإمارات وشطينة قطر بهذا المستوى والجرأة ما هو إلا توجهاً لعزل الدوحة مستقبلاً، ومحاولة إبعادها عن أي تغيير، قطر حسب سلطان أربكت مشاريع الخراب في الشرق الأوسط، وبالتحديد في اليمن وسوريا وليبيا.
فالدور الذي تلعبه الإمارات مرسوم لها، ويأتي في إطار الثورات المضادة، وعلى النقيض من ذلك قطر كما يقول فهد سلطان، إذ قدمت جهوداً كبيرة، واستطاعت بمواقفها المنحازة للشعوب أن تعزلها أي الثورات المضادة وتحركات أبو ظبي المشبوهة، بل وكشفت زيفها، وأنها تخدم أجندة، تتجاوز المشروع العربي، فاختراق الإعلام القطري بهذا الشكل لن يكون الأخير، ولكنه لن يأتي بنتيجة، لأن مثل هذه المشاريع مصيرها الفشل.