التقى اليوم الثلاثاء المسؤول التايواني المكلف بالعلاقات مع الصين يانغ يو-شي نظيره جانغ زيجون رئيس المكتب الصيني للشؤون التايوانية، وذلك في إطار زيارة تاريخية يؤديها المسؤول التايواني إلى الصين الشعبية هي الأولى منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.
وتأتي هذه الزيارة التي ستستمر لأربعة أيام لتعزيز الجهود المبذولة لتخفيف حدة التوتر بين ضفتي مضيق فورموزا، ولإيجاد حل بديل للحلين المطروحين منذ عقود والمتمثلين في تمتع جزيرة تايوان بالحكم الذاتي أو ضمها إلى سلطة بكين.
ويعود الخلاف إلى أيام الحرب الأهلية في الصين، حيث لجأ في سنة 1949 مليونا صيني موالون للزعيم القومي شيانغ كاي-شيك بعد هزيمته أمام رجال ماو تسي تونغ إلى جزيرة تايوان، لتنقسم الصين إلى صينين، جمهورية الصين وهي تايوان، وجمهورية الصين الشعبية وعاصمتها بيكين.
وظلت تايوان (جمهورية الصين) تحتل مقعد الصين في الأمم المتحدة حتى عام 1971 حين اتخذت الأمم المتحدة قراراها باعتبار جمهورية الصين الشعبية هي الممثل الشرعي الوحيد للكيان السابق عند عام 1949 برغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.
وفي سنة 2010 وقع تقارب بين الصينين عبر توقيع اتفاق للتعاون الاقتصادي. ورغم عدم اعتراف بكين رسميا بحكومة تايوان فإن المحللين يرون أن هذه المحادثات تشكل تنازلا غير مسبوق من الجانب الصيني الذي ما فتئ يصر على أن تايوان جزء من أراضيها واستعادتها أمر ضروري ولو بالقوة.
ورغم أن أمريكا لا تعترف رسميا بتايوان كبلد مستقل، فهي ملتزمة بالدفاع عن تايبه (عاصمة تايوان) وهو ما تسبب في خلق سباق عسكري بين بكين وواشنطن طيلة العقود الماضية.
ولم يكشف جدول الأعمال الرسمي لهذه الزيارة، ولكن المفاوض التايواني، وانغ يو تشي، قال لروسيا اليوم أنه يأمل في مناقشة إنشاء مكاتب تمثيلية دائمة على أراضي كل منهما، وأنه سيدفع إلى مزيد من التمثيل لتايوان في المنظمات الدولية.