قال جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية أمس إن الحرب في سوريا خلقت “كارثة تنذر بشر مستطير” وإنه مقتنع بأن الوثائق التي تتحدث عن وقوع تعذيب وقتل في الصراع الدائر هناك صحيحة.
و في إشارة إلى الصور المروعة التي بثتها وسائل الإعلام والتي تظهر معتقلين سوريين قتلى من الجوع والتعذيب، سأل السناتور جون ماكين كلابر في جلسة لمجلس الشيوخ هل يعتبر تلك الوثائق إن دليلا محتملا على فظائع ترتكبها حكومة بشار الأسد.
ورد كلابر قائلا إنه يراها كذلك ويعتقد أنها صحيحة.
وقال كلابر “إنها رهيبة. وإذا نظرت إلى الكارثة الإنسانية ووجود 2.5 مليون لاجيء و6.5 مليون أو 7 ملايين من المهجرين في الداخل ومقتل ما يربو على 134 ألف شخص ترى أنها كارثة تنذر بشر مستطير.”
وقال كلابر للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ “أعتقد أنها كذلك. ولا أرى سببا يدعو للشك في ذلك. ومن الصعب القول بأن شيئا على هذا القدر الهائل من الضخامة يمكن اختلاقه.”
وكانت وكالة الأناضول للأنباء قد نشرت صورا سُربت من منشق عن الشرطة العسكرية التابعة للنظام السوري، كان مكلفا بتصوير المعتقلين المعارضين الذين قُتلوا تحت التعذيب أو تُركوا ليموتوا جوعا في أقبية المعتقلات السورية.
وتثبت الصور التي حصل نون بوست على نسخة منها مقتل مئات المعتقلين السوريين نتيجة تعذيب وحشي أو التجويع حتى الموت أو القتل خنقا أو بآلات أخرى.
وتوجد رموز مكتوبة على وجوه القتلى وأجسادهم تشير إلى تنفيذ الجنود السوريين لأوامر عسكرية، وترك رموز على جثث القتلى لإثبات تعذيب وقتل الضحايا لمسؤوليهم. حيث تم التأكد من عدم وجود أي تلاعب في الصور في مختبر بريطاني. وتظهر الصور، التي تضمنها التقرير، جثث القتلى وقد تعرضوا لعمليات تجويع متعمدة، كما تبدو عليها أثار تعرضهم للضرب بقسوة، وأثار الخنق، وأنواع أخرى من التعذيب والقتل.
وقال كلابر إن توقعاته لمفاوضات السلام السورية في جنيف “ضعيفة” ووصف احتمالات التوصل إلى حل سياسي دائم للحرب الأهلية الدائرة رحاها منذ ثلاثة أعوام بأنها “مشحونة بالمشكلات.”
واضاف قوله إنه يتوقع “نوعا من مأزق يطول أمده” لا تملك فيه حكومة الأسد القوة الكافية للاحتفاظ بسيطرتها على الأرض التي تحوزها وتحصل المعارضة على مساندة خارجية كافية لمواصلة القتال.
وقال كلابر ان تقديرات عدد قوات المعارضة السورية الآن تتراوح من 75 ألف مقاتل إلى 115 ألف مقاتل وأنهم ينتظمون في أكثر من 150 جماعة “تتباين تباينا واسعا في اتجاهاتها السياسية.”
وأضاف قوله “إننا نعتبر ما يتراوح بين 20 ألفا منهم وربما ما يصل إلى 26 ألفا متطرفين. وهم مؤثرون تأثيرا لا يتناسب مع أعدادهم لأنهم من بين أكثر المقاتلين فعالية في ميدان المعارك.”
وقال كلابر إنه بين 7500 مقاتل أجنبي ينحدرون من 50 بلدا يوجد بعض مقاتلي تنظيم القاعدة الذين شاركوا في الحرب في افغانستان وباكستان ويتطلعون إلى الهجوم على اوروبا وكذلك الولايات المتحدة.
وتطلق وسائل الاعلام الاميركية على كلابر صفة “عراب الاستخبارات الانسانية” وذلك لتفضيله الاستخبارات التي تقوم على جملة من الوسائل تراوح من الدبلوماسية الى التجسس عبر الاقمار الصناعية وحتى اعتراض الاتصالات.
ومؤخرا شن كلابر هجوما على وسائل الإعلام بسبب “التسريبات غير المسئولة” عن برامج مراقبة الاتصالات التى تقوم بها الإدارة الأمريكية، على حد وصفه.
ويشغل كلابر منذ 2007 منصب مساعد وزير الدفاع المنصب الذي عينته فيه ادارة الرئيس السابق جورج بوش وثبته فيه مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، قبل أن يعينه أوباما في منصب مدير المخابرات الوطنية في منتصف 2010