يتميز شهر رمضان المعظم من بين شهور السنة، باجتماع العديد من الأمور التي يصعب اجتماعها فيه، فهو شهر الروحانيات والتقرب إلى الله، حيث الصيام والقيام وقراءة القرآن، وهو أيضًا شهر الخير والبركة وصلة الرحم والعطاء والمنح والصدقات، كما أنه شهر الاحتفاء بأصناف معينة من الطعام، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بشهر الصوم، ولا توجد على الموائد إلا في رمضان.
وهو شهر يجتمع فيه الناس على مشاهدة الدراما والمسلسلات عبر القنوات الفضائية المختلفة التي تتنافس من أجل السباق الرمضاني والفوز بنسبة عالية من المشاهدة، كما أنه مناسبة خاصة ينتظرها عشاق الفنون والسماع من العام للعام للاستمتاع بعروض الفن الصوفي والغناء والموال وما تبقى من فنون السيرة ومؤدييها في الأماكن التراثية.
أما محبو الكتب والقراءة، فيعتبرون شهر رمضان، شهر القراءة والإنجاز، حيث يعدون فيه قوائم للقراءة وخطط زمنية، من أجل الاستفادة بساعات النهار والصيام، سواء كانت هذه القوائم تضم أعمالاً أدبية أو تاريخية أو إنسانية أو كتب متبحرة في علوم الأولين والدين والتفسير والسيرة النبوية العطرة.
ولأن أول ما نزل على نبينا الكريم كان “اقرأ”، ولأن القراءة لا تتعارض مع العبادة والتقرب إلى الله، فنحن نرشح لك بعض الكتب التي تساعدك على الاستفادة بأكبر قدر ممكن من الشهر المعظم، حيث تفتح لك آفاقًا قد تكون غائبة عنك، وترشدك نحو أبواب الطاعات، وتعمل على ترقيق قلبك، وتهيئة نفسك من أجل استقبال نفحات الشهر الكريم.
الحكم العطائية
“للسير إلى الله آداب يتحلى بها المريد والشيخ؛ وحتى تصبح القلوب عارفة بالله لا بد من امتلائها بالإيمان، ولا بد أيضًا من صاحب يجتمع له معرفة وحال ومقامات، كما يجب حسن الظن بالله مع تجنب الذنوب صغيرها وكبيرها والتوبة على الزلة والتقصير، مع الحرص على العمل الكثير دون فرح بهذا العمل، وإن فرح بعمله فمن حيث إنه فضل من الله عز وجل، كما يجب التحلي بالرضا والتسليم والحياة في مقام الطاعة، وإن وقع في مقام المعصية يسارع بالفرار منها إلى طاعة الله، كل ذلك يوصلنا إلى رؤية أنوار الجلال، والعيش في معية صاحب الكمال” – الحكم العطائية
مجموعة من الحكم التي كتبها ابن عطاء الله السكندري، أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن عيسي بن عطاء الله السكندري، أحد أركان الطريقة الشاذلية الصوفية التي أسسها الشيخ أبو الحسن الشاذلي.
وهذه الحكم العطائية، من أهم ما كتب العلامة الجليل، وقد حظيت بقبول وانتشار كبير، ولا يزال بعضها يُدرس في بعض كُليات جامعة الأزهر، كما ترجم المُستشرق الإنجليزى آرثر أربري الكثير منها إلى الإنجليزية، وترجم الإسبانى ميجيل بلاسيوس فقرات كثيرة منها مع شرح الرندي عليها.
“ربما فتح لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول، وربما قضى عليك بالذنب فكان سببًا في الوصول”
وقد تبارى العديد من العلماء الأجلاء في شرح هذه الحكم التي يبلغ عددها 264 حكمة، منها على سبيل المثال لا الحصر: “إيقاظ الهمم في شرح الحكم” للشيخ ابن عجيبة، “الحكم العطائية: شرح وتحليل” للدكتور محمد سعيد البوطي في خمس مجلدات، “غيث المواهب العليا في شرح الحكم العطائية” لابن عباد الرندي، “الدرر الجوهرية في شرح الحكم العطائية” لعبد الرؤوف المناوي.
“متى فتح لك باب الفهْم في المْنع، عاد المْنعُ عين العطاء”
وهذه الحكم معينٌ عذب، يغترف منه كل من ينشد بلوغ مراتب الطمأنينة القلبية والراحة النفسية والسعادة الحقيقية، على اختلاف مذاهبهم، كما أنه كتاب روحاني صوفي عميق، شديد السمو، لم يتناول في محتواه إلا مشاهد وإشراقات ونفحات من علاقة عبد بربه جل وعلا.
وهذا الكتاب بأقسامه الثلاث، نافع ومفيد لمن يأمل في تنقية قلبه ولمن يرغب في نفحة روحانية وشحنة إيمانية في أيام طغت فيها المادة على كل ما عداها.
وكتاب “الحكم العطائية” متوفر في نسخ ورقية، أو يُمكن تحميله إلكترونيًا عبر محركات البحث المختلفة.
ألف اختراع واختراع – التراث الإسلامي في عالمنا
غلاف النسخة العربية من الموسوعة الشاملة
“هذا الكتاب الرائع مفعم بأفكار الحضارة الإسلامية بدءًا بالجزري وساعته العظيمة، والكندي وابن الهيثم ونظرياتهما الثورية البصرية، وتجاربهما وكُتبهما، مرورًا بعلماء الفلك الذين جابوا العالم مهتمين بالنجوم، وصناع الخرائط الذين رسموا شمال في أسفلها، كل صفحة في فيه منجم للمعلومات الشائقة، حيث تجد وصفًا لتجارب عملية مع رسوم توضيحية بأسلوب جميل، ليتني حصلت على هذا الكتاب قبل خمسين سنة”. – آدم هارت ديفيس/ كاتب ومقدم برامج تليفزيونية علمية في قناة الـBBC
وتضم هذه الموسوعة الصادرة في نسختين عربية وإنجليزية “1001 Inventions – The Enduring Legacy of Muslim Civilization” والتي أعدها البروفسير سليم الحسني ونشرتها مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة، وصفًا لكل الاكتشافات التي حققها رجال ونساء من مختلف العقائد والأديان، يعملون في ظل الحضارة الإسلامية، بين القرن السابع والقرن السابع عشر، وما تركوه من أثر ضخم في عالم اليوم، حيث إن هذه الفترة التي أعطت الإنسانية أول رحلة جوية، وحققت منجزات هندسية ضخمة، وطورت العمل الآلي، ووضعت أساس الرياضيات الحديثة، والكيمياء والفيزياء.
كما يتناول هذا الكتاب أهم هذه الاختراعات العلمية من طب وصيدلة ومعمار وفلك ورياضيات وغيرها، وكل الاختراعات التي أبدعها العلماء العرب والمسلمون فى العصور المختلفة، كما يستعرض كيف كان يعيش المسلمون فى عصرهم الذهبى، وكيف كانوا يصممون مدنهم ويطورون آليات الزراعة عندهم، وكيف كانت أحوال الأسواق والتعاملات المالية وكذلك المنشآت التعليمية من جامعات ومدارس، إضافة إلى الفنون من عمارة وموسيقى، إنه كتاب يعطي صورة بانورامية عن عصر تجاهلته العصور التى تلته.
غلاف الطبعة الإنجليزية من موسوعة “ألف اختراع واختراع – التراث الإسلامي في عالمنا”
وفي يناير 2010، تم إنشاء مبادرة تعليمية عالمية تحمل اسم “ألف اختراع واختراع”، تهدف إلى التعريف بالمنجزات العلمية والثقافية التي حققتها الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى، حيث قدمت هذه المبادرة معرضًا عالميًا متجولاً، انطلق في متحف العلوم في لندن.
وقد تم إنجاز هذا المعرض بالمشاركة مع مؤسسة “عبد اللطيف جميل” أحد برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، واستطاع المعرض أن يجتذب أكثر من عشرة آلاف زائر في الأسبوع إلى مركزه في أشهر متحف علمي في أوروبا، ليقدم إلى مجموعات متباينة من المشاهدين حقيقة أساسية، وهي أن التراث الإسلامي يتبوأ مركزًا عاليًا في موروث البشرية العلمي والثقافي.
وكانت مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة هي التي أنشأت المعرض، بدعم مادي من الحكومة البريطانية، وقد تعاونت المؤسسة مع عدد من أشهر الأساتذة الجامعيين في العالم لإنتاج معروضات تعليمية مثيرة ومعارض ديناميكية تفاعلية لجمهور عالمي.
والكتاب متاح للتحميل الإلكتروني عبر محركات البحث المختلفة أو القراءة المباشرة.
الجوع
“كانت بلية أبيكم آدم أكلة، وهي بليتكم إلى يوم القيامة”. – الحسن البصري
وهذا الكتاب يشتمل على أحاديث في صفة طعام الرسول وتبسطه في طعامه، وأخبارًا عن الصحابة والأنبياء والصالحين والتابعين وضح فيها تبسطهم في طعامهم وصبرهم على الجوع، ودور الجوع في تهذيب النفس والارتقاء بالروح، حيث يمكن للإنسان من خلال مطالعة هذه الأحاديث القيمة أن يتلمس بعض الحكمة من الصيام فتتهذب نفسه وترقى روحه.
والكتاب من تأليف الحافظ أبو بكر، عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس البغدادي الأموي القرشي المتوفي في بغداد عام 281 هجرية، صاحب التصانيف المشهورة المفيدة، كان مؤدب أولاد الخلفاء، وكان من الوعاظ العارفين بأساليب الكلام وما يلائم طبائع الناس، إن شاء أضحك جليسه، وإن شاء أبكاه.
وفي مقدمة هذا الكتاب، عدّد المحقق عدة فوائد للجوع، اختصرها من كتاب “إحياء علوم الدين لأبي حامد الغزالي”، أهمها: صفاء القلب والنفس، كسر الخيلاء والتعالي والبطر بتعويدها الانكسار والذل والخضوع، ثم تعويد النفس على الإحساس بأهل البلاء وكسر شهوات المعاصي، ترويض النفس الأمارة بالسوء، بالإضافة إلى مدافعة النوم، والحث على المداومة على العبادة والحفاظ على الصحة وتقليل النفقة وتعويد النفس على الإيثار والعطاء.
“أول بدعة بعد رسول الله الشبع، فإن القوم لما شبعت بطونهم جنحت نفوسهم إلى الدنيا” أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
ويبدأ الكتاب التصنيف بالأحاديث النبوية، ثم بمواقف للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم أم المؤمنين عائشة فغيرها من الصحابة ثم التابعين، فيجمع خلالها مجموعة كبيرة من الأقوال والفوائد والمواقف في الجوع ودوره في ترويض النفس البشرية والارتقاء بالروح وإخضاعها، ويأتي الكتاب في 265 صفحة.
شهر رمضان
هذا الكتاب شحذ للهمم ودفعة للأرواح في مستهل الشهر الكريم، حيث يأخذنا في سياحة روحية رائقة عبر فضائل هذا الشهر المعظم، تناول فيه شيخ الأزهر الراحل الدكتور عبد الحليم محمود، سلوك الصالحين في رمضان، وشروط و واجبات الصيام، وسننه ومباحاته، وأذكاره وأدعيته، وشروط التوبة الخالصة، وفضل رمضان على غيره من الشهور والأيام.
كما تناول موضوع ليلة القدر بنظرة دينية تاريخية محكمة، في 116 صفحة من القطع الصغير صادرة عن دار المعارف، حيث أدار الشيخ الجليل فصول كتابه عن أجواء التوبة، وشهر رمضان وليلة القدر، وشهر رمضان والصيام، ثم الصيام: شروط وواجبات، والصيام: سنن ومباحات، ثم سلوك الصالحين في رمضان، وأخيرًا الذكر والدعاء في رمضان، وختام “في مرضاة الله”.
كيمياء الصلاة
“بعض الناس، تكون حياتهم كلها رحلة ضوء، يضيئون لمن حولهم، أحيانًا بفكرة، أحيانًا بجملة عابرة، أحيانًا برغيف خبز، وأحيانًا بكتاب”
سلسلة كتب للداعية العراقي أحمد خيري العمري، مكون من 5 أجزاء تبحر بنا في ملكوت الصلاة ويتبين لنا منها أن لعبادة التفكّر نصيب كبير من حياة أحمد خيري العمري، فهو لم يترك فعلاً ولا قولاً في الصلاة إلا وفصلّه تفصيلاً، عبر الاستعانة بآياتٍ قرآنية تحمل كلمات ومعاني موافقة لها.
جاء الجزء الأول من هذه السلسلة بعنوان “المهمة غير المستحيلة”، ليتناول بعدًا نهضويًّا للصلاة في بناء المجتمع والحضارة، حيث يناقشنا في فكرة طالما جالت في خفايا نفوسنا: لماذا نصلي؟ ويبحر بنا إبحارًا عميقًا لاستخراج الدوافع الكامنة وراء أدائنا للصلاة، تلك الدوافع التي تأصّلت فينا حتى حولت صلاتنا إلى مجرد عادة، ثم يمضي الكاتب مبينًا نتائج الصلاة خارج أوقاتها الخمسة.
ثم يتحدث عن الطبيعة البشرية وحاجة البشر منذ بدء الخليقة إلى شعائر وطقوس يلتزمون بها، ودور الصلاة في النماء الإنساني وارتباط إقامة الصلاة بالنهوض أو النهضة، وكيف أن الصلاة فرضت من أجل أن تغيرنا لنعيد كتابة التاريخ، ونعيد صياغة العالم بعد أن نعيد صياغة أنفسنا، وكيف تكون الصلاة ذلك الجسر بين الفكر والسلوك، وكيف يكون النموذج الأعلى للخشوع عندما تمدنا الصلاة بالطاقة لنرتقي بالواقع ونغير العالم.
أما الجزء الثاني فجاء بعنوان “ملكوت الواقع” ويسلط الضوء على محفزات النهوض إلى الصلاة باعتبارها التحام بالكون والحياة، يبحث في المنظومة العظيمة التي تسبق الصلاة كيف تكون محفزات للنهضة وسبيلاً إليها، هذه المنظومة مكونة من:
– الأذان بكل عباراته كيف يكون نداء للحياة “حيّ على الصلاة” وكيف ترتبط الصلاة بالفلاح ليكون الأذان ذلك الزناد الذي يقدح شرارة النهضة.
– الوضوء: من الماء تتدفق الحياة، ولا بد من حكمة لكون الوضوء قبل الصلاة لا بعدها، والوضوء يتعلق بأعضاء مخصوصة لكل منها حكاية ورمز.
– القبلة: حيث اتجاه الحضارة البديلة، بيت الله الحرام، وكيف جسّد بناء الكعبة التكامل بين أبي الأنبياء إبراهيم وسيد الخلق محمد عليهما الصلاة والسلام؟ ولماذا تحولت القبلة إليها؟
– النية: ذلك الركن الذي لا يرى بالعين المجردة كيف تكون روح العبادة، وكيف تشبه النية النواة لتكون نواة الإثمار، ولتكون صلاتنا إقامة للفرض وليس إسقاطًا له.
– التكبير (الله أكبر): إشارة الانطلاق.
– الاستفتاح: اشتقاق من الفتح فالصلاة فتح، والدعاء الأول إنما هو نقطة الشروع في طلب الفتح، وكل كلمة من كلماته لها مدلول بعيد يعلمنا ما هي صفات من يحمل مسؤولية الفتح.
أما الجزء الثالث “عالم جديد ممكن” فيتحدث عن سورة الفاتحة باعتبارها نافذة المؤمن إلى عالم جديد، حيث يستنتج منها الكاتب فتحًا جديدًا في المعاني والأفكار متوقفًا عند كل آية، بل كل كلمة، فالبسملة هي تلك العبارة التي قالها نوح عندما حرك دفة سفينته معلنًا ولادة عالم جديد، فبها كان المجرى وبها كان المرسى، جملة نعلن بها مشروعنا في الحياة ووظيفتنا في الأرض وهوية من وظّفنا، فنقرر أن نعمل باسمه على الدوام.
يبين الكاتب متى يكون الحمد دواءً مسكنًا للألم، ومتى يكون مهاجمًا لمصدر الألم وما جوهر الحمد، أما عندما يعرفنا الله تعالى بنفسه فهذا يضعنا أمام صفاته تعالى
ثم يأتي الحمد فيبين الكاتب متى يكون الحمد دواءً مسكنًا للألم، ومتى يكون مهاجمًا لمصدر الألم وما جوهر الحمد، أما عندما يعرفنا الله تعالى بنفسه فهذا يضعنا أمام صفاته تعالى فهو رب العالمين، وهو الرحمن الرحيم، وهو مالك يوم الدين، وفي كل منها معان يستنبطها الكاتب على نحو جديد مختلف من شأنها أن تزيد وعينا بذواتنا وحياتنا وصولاً إلى صلة أعمق بمولانا وخالقنا.
أما اقتصار عبادتنا له “إياك نعبد” فهذا يفتح أمامنا معاني العبودية المختلفة لنتيقن أننا عندما لا نعبد سواه فإنما ذلك يحقق لنا الحرية الوحيدة الممكنة، وعندما نقصر استعانتنا عليه “وإياك نستعين” فإن ذلك يجسد حقيقة موقعنا وموقع الأشياء منا في هذه الحياة، ثم ماذا وراء طلبنا الهداية؟ وهل للهداية شروط؟ وهل لها موانع وما دائرة الهداية؟ ثم ما حكاية “الذين أنعمت عليهم” وهل انتهت حكايتهم أم لا؟ وما الذي جرى مع المغضوب عليهم؟ وما حقيقة الضلال؟ وقفات مضيئة تبين لنا كيف أن الفاتحة تضع أمام عيوننا عدسة مكبرة نرى من خلالها العالم كي ندخله ونقتحمه ونعيد بناءه.
أما الجزء الرابع “فيزياء المعاني” فيبحر بنا في المعاني الكامنة في حركات الصلاة من قيام وركوع وسجود، ففي القيام نضع اليمين على الشمال فما المعاني التي نفهمها من هذا؟. أما الركوع فهو خفض الرأس لكنه عمل يختص به الإنسان فقط يجعل عقله مسخرًا في خدمة المشروع الذي كلفه به الله. ثم يتوقف مع سجود الصلاة إنه سجود الإرادة، ولكن ما العلاقة بين أول سجود أمر به الله تعالى الملائكة عندما خلق آدم وبين سجودنا في الصلاة؟ وكيف تكون القمة في الأرض؟ وكيف يجعلنا السجود أقرب إلى حقيقتنا، أقرب إلى رحم الأرض وكأننا سنخلق من جديد كما لو أن السجود سيعيد تشكيلنا من جديد.
وأخيرًا الجزء الخامس “سدرة المنتهى” والذي يتحدث عن جلسة التشهد والمعاني الكامنة فيها، يبين لنا الكاتب أنه مع القعود الأخير في الصلاة تتجدد الطاقة مرة أخرى لمواصلة الرحلة، تلك الطاقة المنبعثة من المفاهيم، وعبر الكلمات التي ليست ككل الكلمات إنها “التحيات”، و لماذا كانت في نهاية الصلاة وليس في أولها؟ وما المعاني التي تتضمنها الثلاثية المتلازمة: السلام – الرحمة – البركات؟ وهل هناك صورة غير صالحة لعباد الله الصالحين؟
الفصل الأخير من الكتاب يتوقف الكاتب مع المفهوم المضيء للآل مبينًا كيف أنه مفهوم حركي ديناميكي، وكيف أنه يمنحنا منصةً للانطلاق لتحقيق ما خُلقنا لأجله، موضحًا كيف أن الاتباع يحقق لنا الانتماء إلى آل محمد
ثم يأتي بنا إلى الصلاة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مشيرًا إلى ورود الأمر بالصلاة عليه إنما كان في سورة الأحزاب، مستنتجًا أبعادًا عميقة في العلاقة القائمة بين ما ورد في هذه السورة من أحكام وتشريعات تتعلق بعلاقتنا برسول الله وبين مناسبة هذه السورة التي نزلت في خضم أحداث سورة الأحزاب، فآيات الأحكام في هذه السورة جاءت لتضع النقاط على الحروف وكأنها تحفر الخنادق وتوضح حدود العلاقات بين الأفراد في الوقت الذي كان فيه الصحابة يحفرون الخندق على أرض الواقع لإنقاذ دولة الإسلام.
وفي الفصل الأخير من الكتاب يتوقف الكاتب مع المفهوم المضيء للآل مبينًا كيف أنه مفهوم حركي ديناميكي، وكيف أنه يمنحنا منصةً للانطلاق لتحقيق ما خُلقنا لأجله، موضحًا كيف أن الاتباع يحقق لنا الانتماء إلى آل محمد.