لطالما أثارت شبكة قنوات “إم بي سي” السعودية، الرأي العام العربي بسبب عدد من البرامج المعروضة على شاشاتها إضافة لطريقة تغطيتها لبعض الأحداث السياسية التي تمر بها المنطقة.
فخلال شهر رمضان الحالي، بثت القناة المملوكة لرجل الأعمال السعودي الوليد بن إبراهيم، مسلسلاً دراميًا حمل عنوان “غرابيب سود”، يرصد نمط الحياة في مدينة الرقة السورية تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية، وأثار المسلسل الذي تكلف إنتاجه عشرة ملايين دولار، سخط الإعلاميين والناشطين والنقاد العرب، بسبب السيناريو الضعيف وإعادة ترويجه لكذبة جهاد النكاح وتشويه النساء السنيات وخاصة منهم الخليجيات.
ونشر ناشطون أسماء القائمين على هذا المسلسل المسيء للمرأة السنية، متهمين إياهم بأنهم شيعة هدفهم تشويه الثورة السورية والنساء السنيات وخاصة منهم السعوديات، بهدف تبرئة النظام السوري وحلفائه من كل التهم الموجهة إليهم.
في شهر أبريل الماضي، أعادت قناة “إم بي سي 4” ترويج حملة “كوني حرة” خصيصًا لتستهدف المرأة السعودية داعية إياها إلى التحرر من كل القيود الدينية والعرفية المفروضة عليها
ويرى مراقبون أن شبكة “إم بي سي” تهدف إلى الإساءة لكل ما له علاقة بالإسلاميين خلال تغطيتها الإعلامية لعدد من الأحداث التي تمر بها المنطقة، ففي شهر أبريل الماضي، أعادت قناة “إم بي سي 4” ترويج حملة “كوني حرة” خصيصًا لتستهدف المرأة السعودية داعية إياها إلى التحرر من كل القيود الدينية والعرفية المفروضة عليها، وهو ما دعا الأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز آل سعود أصغر أبناء الملك فهد، إلى مطالبة “إم بي سي” بسحب هذه الدعوة.
وقال الفهد في تغريدات على حسابه الرسمي بـ”تويتر”: “بسم الله إني أبرأ إلى الله من إم بي سي وخاصة دعوة المرأة بكوني حرة، هذا ضلال مبين، فالله سبحانه أعلم بها وبنا”.
وأضاف “إنني أنذر القائم على ذلك كان من كان، إن لم يسحب فورًا هذه الدعوة، والاعتذار، فإني أقسم بالله سأدمره، فهذا فساد في الدين لا نرضى به”، وتابع الأمير السعودي قائلاً: “كل شيء ولا هذا الافتراء، وهذا الفساد في الدين لا نرضى به، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين، سنرى إنشاء الله ما يكون”.
وبعد ساعات من تهديد الأمير عبد العزيز بن فهد لمالك قنوات “إم بي سي”، الوليد الإبراهيم، بـ”تدميره” إن لم يتراجع عن الحملة، حذفت حسابات القناة الرسمية في “تويتر” العديد من الصور التي أثارت غضب المغردين.
ولم تكتف القناة بحذف بعض الصور، بل أصدرت بيانًا رسميًا، اتهمت فيه أحد موظفيها بتجاوز صلاحياته، وإخراج الحملة عن سياقها، بكتابته عبارات ونشر صور دون الرجوع إلى الإدارة، وقالت القناة إن حملتها تدعم حقوق المرأة العربية “النبيلة والمحقة”، متهمة البعض باجتزاء أهداف الحملة، وفبركة بعض ما نشرته القناة.
ووفق ما تناقله ناشطون سعوديون، فإن الأمير عبد العزيز بن فهد آل سعود يمتلك حصة في مجموعة الـmbc التي تعود ملكيتها إلى رجل الأعمال السعودي الوليد بن إبراهيم، في حين كشف المغرد السعودي الشهير “مجتهد” عن أن “الشركة السعودية للأبحاث والتسويق المملوكة عمليًا لمحمد بن سلمان استحوذت على MBC وقناة العربية التي تتمتع بامتيازات خرافية ودعم مباشر من الديوان”، مشيرًا إلى أن مسؤولية ابن سلمان عنها كانت مسؤولية حكم وأضيفت لها الآن مسؤولية شخصية بصفته المالك لها.
بثت “إم بي سي” تقريرًا اتهمت فيه عددًا من الدعاة السعوديين البارزين بالإرهاب وتحريض الشباب على الذهاب لمواطن الفتن، زاعمة أن الآلاف من الشباب المسالم قتلوا بسبب محمد العريفي وصالح الفوزان ومحسن العواجي وناصر العمر ويوسف الأحمد وسعد البريك، مضيفة أنهم “دعاة على أبواب شق صف الأمة”
وبحسب ما نشره “مجتهد” فإن الديوان الملكي السعودي، يشرف مباشرة على إدارة القناة وقيادة حملاتها ضد الإسلاميين على غرار برنامج “دعاة على أبواب شق صف الأمة”، الذي بثته القناة في الأول من شهر أبريل 2016.
وبثت “إم بي سي” تقريرًا اتهمت فيه عددًا من الدعاة السعوديين البارزين بالإرهاب وتحريض الشباب على الذهاب لمواطن الفتن، زاعمة أن الآلاف من الشباب المسالم قتلوا بسبب محمد العريفي وصالح الفوزان ومحسن العواجي وناصر العمر ويوسف الأحمد وسعد البريك، مضيفة أنهم “دعاة على أبواب شق صف الأمة، بعضهم يدعو للفتنة، وآخر يدعو للفوضى باسم الجهاد”.
وعلى إثر ذلك، دشن رواد موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” في تلك الفترة، هاشتاجات تصدرت الترند على غرار #مقاضاة_MBC_ضرورة، استنكروا من خلالها الحملة غير البريئة على العلماء السعوديين، داعين القناة إلى إيقاف تهجمها على علماء المملكة ورموزها.
بدوره زعم “مجتهد” أن برنامج MBC “دعاة على أبواب شق صف الأمة” كان فكرة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وإشراف وتنفيذ سعود القحطاني في الديوان وعادل الطريفي وزير الإعلام، ولم يكن ذاتيًا من MBC، مشيرًا إلى أن هدف البرنامج التهيئة لضرب مشايخ الصحوة بتبرير اعتقالهم أو تجميد نشاطهم أو إجبارهم على مغادرة البلد وتصفية الساحة للجامية والمشايخ الرسميين.
ويؤكد مراقبون أن الحصانة التي تتمتع بها مجموعة “إم بي سي” وقناة “العربية” تعود أساسًا للدعم السياسي من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد وحاكم دبي محمد بن راشد، للقائمين عليها، خاصة وأنها أصبحت ذراعا إعلامية إماراتية، ويتضح ذلك جليًا من خلال متابعة تطابق تغطيتها الإعلامية لعدد من الملفات التي تمر بها المنطقة، مع الموقف الرسمي لأبو ظبي.