في تغريدته على تويتر يوم الأربعاء 31 من مايو في الساعة EDT12:06، نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نصًا غير مكتمل لتغريدة تحوي كلمة فيها خطأ مطبعي ألا وهي كلمة “Covfefe”، التغريدة غير المكتملة حصدت الآلاف من اللايكات وكذلك إعادة التغريد، ليكمل ترامب حفلة التفاعل هذه لاحقًا مغردًا وسائلاً: “من باستطاعته معرفة المعنى الحقيقي لـ covfefe؟ استمتعوا”.
ردود فعل على وسائل التواصل الاجتماعي
لاقت هذه التغريدات تفاعلاً كبيرًا من الإعلام والمتابعين، من تغريدات ساخرة وصور ساخرة كالـmemes وفيديوهات، ووصل هاشتاغ #covfefe لأوجه على تويتر، حيث غردت أكثر من 150 ألف تغريدة عن الموضوع، لتكون تغريدة ترامب الأكثر شعبية له خلال هذا الشهر.
في رسالة للواشنطن بوست، عبر المحرر الكبير من قاموس ميريام ويبستر بيتر سوكولوسكي، أن هذا الخطأ المطبعي جعل مستخدمين كثر يتوجهون للقاموس بحثًا عن المعنى وراء هذا الكلمة، لكن دون أن يجدوا تفسيرًا لمعناها، غرد حساب قاموس ميريام – ويبستر على تويتر ساخرًا: “أتندم على فحص حساب تويتر، سأعود للسرير لأنام”.
Wakes up.
Checks Twitter.
.
.
.
Uh…
.
.
.
? Lookups fo…
.
.
.
Regrets checking Twitter.
Goes back to bed.
— Merriam-Webster (@MerriamWebster) May 31, 2017
هذه ليست حالة لغوية عابرة
مؤخرًا أضاف دونالد ترامب لسجله توبيخات جماعية قدمها لقادة حلف الناتو، قبلها منذ بدء حملته الانتخابية، كلمات هنا وهناك فيها إهانة للأقليات والمجموعات المستضعفة وإهانات للنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، هذا ما اعتدنا عليه حتى الآن في خطابات وكتابات دونالد ترامب.
في حديث مع زميل لي، وهو مواطن أمريكي ومدرس في مدرسة ابتدائية، يقول إدوارد: “كوفيفي! أي لغة هذه! يشعرني ترامب أن ثروته اللغوية بمستوى طالب في الصف الخامس، ليس بسبب الأخطاء الإملائية المتكررة في كتاباته فحسب، إنما أيضًا نطقه لكلمات عديدة، نصغي لدونالد ترامب فنجد تضاربًا بالأقوال، وقاموس مصطلحات خاص به على رأسه “great” أي “عظيم”، كلما أقرأ أو أستمع لرئيس بلادي أشعر أن أمامي طفلاً غاضبًا أمسك تويتر للتو ليغرد غضبًا، وهذا تصرف غبي بدرجات”.
المحتوى الكوميدي المنتج عن دونالد ترامب، بالإضافة للنكات التي يلقيها بنفسه، محتوى مضحك وسهل الفهم، فبالتالي هذا الأمر يسهل من تقليده، تقوم برامج كوميدية عديدة بتقليد دونالد ترامب، وتحويل تعليقاته وخطاباته إلى نكات ومادة دسمة للضحك، إلا أن خبراء لسانيات يحذرون من الانزلاق نحو استخدام قاموس مصطلحاته، حتى لا تكون جزءًا من الممارسة اللغوية اليومية للمتحدثين باللغة الإنجليزية، كيف ولماذا تؤثر الثروة اللغوية لدونالد ترامب على اللغة الإنجليزية؟
لغة دونالد ترامب هي لغة رجل أعمال، فيها كثير من الإيجاز واستخدام لكلمات متضادة وكلشيهات ليقول من خلالها للأمريكيين وبصورة تسويقية: “ستكون أمريكا عظيمة معي”، بالإضافة لاستخداماته هذه، فإنه يعزز تواصله مع الأمريكيين من خلال خطاب الضحية، فيخبرهم بأن الولايات المتحدة دولة وشعبًا ضحية سياسات السياسيين الديموقراطيين، وكذلك دول العالم المختلفة أجمع والتي تستغل ضرائبهم لتزدهر بينما تضمحل قوة أمريكا.
تقول متخصصة القواميس في قاموس أوكسفور كاثرن مارتن: “الفترة الرئاسية لدونالد ترامب مثيرة للاهتمام، فحتى الآن أضيفت لكلماتنا اليومية كلمات عديدة لم نكن نستعملها بشكل كبير”، هذا الأمر بحسب مارتن يتكرر من فترة رئاسية لأخرى، فمثلاً: “evil empire” من فترة الرئيس ريغان والتي وصف بها الاتحاد السوفييتي عام 1983، وكذلك “muckrake” من فترة الرئيس روزفليت والتي استخدمها مجازًا ضد الصحافة التي ركزت على كشف الفساد الحكومي والاقتصادي، الأمر الذي اعتبرته الصحافة فخرًا لها.
بينما يستخدم ترامب مصطلحات مثل “bigly” أو “winning” وتضادات مختلفة مثل قوي مقابل ضعيف، أو رابح مقابل خاسر، كذلك استخدم دونالد ترامب كلمة “braggadocious” خلال المناظرة بينه وبين هيلاري كلينتون، في سياق ادعائه أنه لا يتفاخر بإنجازاته في الأعمال، وهذه الكلمة قل استخدامها منذ القرن التاسع عشر، بحسب قاموس ميريام ويبستر.
إن التواصل المباشر بين دونالد ترامب ومتابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي، يكسر حاجز التعديل على كتاباته وخطاباته، واستخدامنا اليومي للمصطلحات التي روجت إعلاميًا بناءً على قاموس دونالد ترامب، سيكون يومًا مرسخًا في اللاوعي لدينا عندما نتحدث اللغة الإنجليزية، دون أن نفكر فيه حتى، فاللغة تتأثر بثقافتنا اليومية.