مرت العلاقات السعودية القطرية بعدة منعطفات كبيرة وخطيرة كان أخرها ما جرى عام 2014 عندما قامت السعودية متبوعة بالإمارات والبحرين بسحب سفرائها من الدوحة بسبب رفض الدوحة السير وفقاً لما ترسمه السعودية لتوابعها من دول مجلس التعاون الخليجي.
ولكن الازمة هذه المرة مختلفة وتعتبر تصعيداً خطيراً جداً، فقد قامت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بفرض حصار على قطر حيث قاموا بغلق مجالاتهم الجوية والبحرية والبرية في وجهها بالاضافة الى سحب سفرائهم وطرد سفراء قطر، هذا يعني انهم قطعوا علاقاتهم معها بشكل كامل، حتى أن السعودية منعت القطريين من دخول اراضيها بدعوى الحفاظ على أمنها القومي!
ردت إيران على قرار السعودية وبقية الدول المقاطع “إن عهد التحالفات والشقيق الأكبر قد انتهى وأن الهيمنة السياسية واللعب على الورقة القبلية والأمنية والاحتلال والعدوان لن تفضي سوى الى زعزعة الاستقرار” وفي كلامه هذا اشارة إلى أن ايران تقف الى جانب قطر فيما يجري
ومن المتوقع بل المؤكد أن تستغل إيران ما يجري لصالحها، فالمعروف عنها أنها غالباً ما تقوم بإستغلال الأزمات الإقليمية وتوظيفها بما يخدم مصالحها، خصوصاً إذا ما كانت هذه الازمات تمنحها افضلية في مواجهتها مع السعودية، وقبل ان نتكلم عن احتمالات استغلال إيران لهذه الأزمة لابد من التعريج على ذكر احتمال سعي قطر في طلب الدعم الإيراني.
الدبلوماسية القطرية النشيطة والذكية لم تحرق أياً من اوراقها في المنطقة، فعلاوةً على وجود قاعد العُديد الأميركية على اراضيها فقد سمحت بوقتٍ سابق لإسرائيل أن تفتح مكتباً دبلومسياً لها على الاراضي القطرية، ومن ثم قامت بدعم حماس ضد اسرائيل، ومن ثم عملت على دعم الثورات العربية التي كانت ستفضي الى تسنم جماعة الأخوان للحكم في الدول العربية، وقامت بدعم جماعات اللادولة في داخل الدول العربية، الأمر الذي جعل كفة هذه الدولة الصغيرة ان ترجح على حساب كفة دول اقليمية كبرى كالسعودية، كما أن قطر تشارك إيران في أكبر حقل غاز بحري في العالم وهو “حقل غاز الشمال” إذاً فهي تتمتع بعلاقات إقتصادية وعلاقات تبادل مصالح مع إيران، فقدرة الدبلوماسية القطرية على جمع النقائض هائلة، ودائماً ما كانت تمنحها الأفضلية في المنطقة.
ستقوم إيران بدعم الموقف القطري رغبةً منها بأن يطول امد الخلاف داخل الجبهة الخليجية ما سيمكنها من التوسع بشكلٍ أكبر داخل المنطقة
وفي رد إيران على قرار السعودية وبقية الدول المقاطعة قال حميد أبو طالب مساعد الشؤون السياسية بمكتب روحاني “إن عهد التحالفات والشقيق الأكبر قد انتهى وأن الهيمنة السياسية واللعب على الورقة القبلية والأمنية والاحتلال والعدوان لن تفضي سوى الى زعزعة الاستقرار” وفي كلامه هذا اشارة إلى أن ايران تقف الى جانب قطر فيما يجري.
وأضاف ابو طالب “أن تصدع التحالف وانهياره هو أولى نتائج رقصة السيف في الرياض”. وتركيزاً على قوله “تصدع التحالف” فالمقصود بالتحالف هو التحالف العربي الذي تديره السعودية في اليمن، وهذا ما تسعى اليه إيران حقيقةً، فهي تسعى الى تقويض اي شيء من شأنه أن يمنح السعودية هامشاً للحركة إقليمياً.
لذلك ستقوم إيران بدعم الموقف القطري رغبةً منها بأن يطول امد الخلاف داخل الجبهة الخليجية ما سيمكنها من التوسع بشكلٍ أكبر داخل المنطقة، بالإضافة إلى انها ستكون قريبة من صنع القرار الخليجي وستضع قدماً لها داخل المجلس.