في أجواء المساء الهادئة غرب مدينة غزة وبحضور عشرات الشبان والشابات بدأ عرض أفلام الفيديو آرت ضمن مهرجان بقعة ضوء من غزة .
يقول المشرف الفني للمهرجان محمد حرب لنون بوست أن فكرته تبادرت بعد الحرب الأخيرة على غزة من خلال طرح بعض القضايا العالقة في أذهان الفنانين عبر تفريغها في بوتقة فنية بالصوت والصورة كنوع من التفريغ النفسي عبر إنتاج ” الفيديو آرت ” في محاكة للفنون البصرية الحديثة .
” في المعرض يمكنك أن تعيش فترة من الوقت لتدرك كيف أن نقص الكهرباء يتحكم بحياة الناس ” هذا ما قاله أنطوني برونو مدير المركز الفرنسي بغزة وأضاف أيضا ” يسعدنا أن نقدم هذا الضوء من غزة للشباب والفنانين والمواهب في السنوات القادمة – مصدر آخر من الطاقة لغزة “.
قرابة عشرون فناناً تشكيلياً بارزاً ومبتدئاً شاركوا في المهرجان من خلال أفلام فيديو آرت أشرف عليها فنيا ً الفنان التشكيلي المعروف محمد حرب والمخرج السينمائي خليل المزين بمتابعة مؤسسة حيفا للإعلام والفنون والمعهد الثقافي الفرنسي بغزة .
وفي رده على سؤال نون بوست حول أهمية توقيت المعرض أجاب عضو اللجنة الاستشارية محمد الحواجري أنهم كفنانين من غزة يعيشون ظروفاً صعبة وأن الواقع يقول أن الأمور تزداد سوءا ً يوما ً بعد يوم وأن مثل هذه المعارض تعد رسالة قوية للعالم ليست من السياسيين ولا من النخب وإنما من الفنانين الفلسطينيين الذين يعدون جزءاً مهما من تكوينات الحياة الثقافية الفلسطينية على مدار التاريخ .
ويتابع الحواجري قوله بأن العدد الكبير من المشاركين لديهم تجارب حقيقة كإنعكاس لحالة العتمة التي تعيشها فئات المجتمع الغزي كافة ،فالفنان والطالب والمريض وغيرهم جميعاً يتشاركون حجم المعاناة الناجمة عن انقطاع الكهرباء .
وعلى هامش افتتاح المعرض قامت فرقة موسيقية بعزف ألحان تجمع لسماعها عدد من الشبان ، فتكاد هذه الأنشطة لا تكرر في الشهر الواحد أكثر من مرة ما يعني أن التفاعل الملحوظ والعدد الكبير من الحضور يعبر عمليا ًعن حاجة ماسة لهؤلاء الشباب لاستمرار هذه الفعاليات في أماكن مختلفة من القطاع وعلى فترات متقاربة .
تقول نور المصري مخرجة فيلم ” لا حياة لا موت ” أن فيلمها ذو الدقيقين وتسعة وأربعون ثانية ً تقول واصفة الواقع في غزة ” مأواك .. هواؤك .. كهرباؤك .. هم همك الأوحد .. تأقلمنا مع نقصانهم بمرور الوقت .. فأنت بأكثر بقاع الأرض سخطاً وصخباً وصماً “
ويشاركها الرأي زميلها الفنان التشكيلي رائد عيسي صاحب فيلم ” ضوء الجنة ” فمن وجهة نظره يلجأ الأطفال في غزة إلي الألعاب المضيئة والمشعة كنوع من الترفيه عن تعويض انقطاع الكهرباء فيقضي معظم الأهالي والأطفال وقتهم خارج البيت بعيدا ً عن بيوتهم التي تغرق في الظلام .
وتعد ظاهرة صناعة أفلام الفيديو آرت حديثة بالنسبة للفلسطينيين حيث يجد فيها المخرجون تحرراً من قيود السينما والقنوات الفضائية والتكاليف المرتفعة ويمكن أيضا ً للفنان الفيديو آرت تحرير الفيديو وتصويره مرة أخري إن لزم الأمر.
الفنانون الذين يختصون بالفيديو آرت غالباً ما يحاولون تغيير طريقة المعالجة للموضوعات أكثر من مرة من أجل الوصول إلي الطريقة الأمثل للتعبير عن القضية المطروحة للنقاش .