“وصية رسول الله أن نعزل كل من أراد بالأمة شرًا، وكل من أراد تفريق صفها بالفتن والتحريض”، كانت تلك تغريدة “وسيم يوسف” إمام وخطيب مسجد الشيخ زايد في مدينة أبو ظبي على حسابه الرسمي على تويتر، كان قد غردها بعد اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بهجوم إلكتروني على قطر و أميرها عقب قطع العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والإمارات والبحرين مع دولة قطر.
#نعم_لردع_تميم_وأعوانه
وصية رسول الله أن نعزل كل من أراد بالأمة شرا .. وكل من أراد تفريق صفها بالفتن و التحريض .. pic.twitter.com/wBFDIv0SRB— د. وسيم يوسف (@waseem_yousef) June 5, 2017
ليست المرة الأولى التي يخرج فيها “وسيم يوسف” مستغلًا مكانته الدينية و صفته كـ “داعية إسلامي” لاستخدام منبره للهجوم على سياسات الدول المُعادية للإمارات، بل استغله من قبل في الهجوم الطاحن على جماعة الإخوان المسلمين، ذلك بعد أن خصصت له الإمارات برنامجًا له ترويجه الإعلامي الخاص به على قناة أبو ظبي.
لطالما كان “وسيم يوسف” شخصية إعلامية مثيرة للجدل، بسبب آراءه المتضاربة، وتسيسه للدين الواضح للعيان بشكل كبير، فتارة يخرج مهاجمًا للسعودية مُتهمًا الفكر الوهابي بالفكر المتطرف علنًا، وتارة أخرى يخرج مهاجمًا لجماعة الإخوان المسلمين، والآن اتخذ منبره سلاحًا للهجوم على قطر وأميرها، مُغردًا على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي داعيًا لـ “ردع تميم و أعوانه” بحسب نص كلامه المنشور.
وقع الجدل الأكبر حول الشخصية الإعلامية “وسيم يوسف” قبل ثلاثة أعوام من الآن، حينما قامت دولة الإمارات بتجنيسه، وتعيّنه إمامًا وخطيبًا لمسجد الشيخ زايد في مدينة أبو ظبي في الإمارات، ولكن قبل الخوض في تفاصيل قصة تجنيسه، من هو “وسيم يوسف” قبل أن تُجنسه الإمارات؟
وقع الجدل الأكبر حول الشخصية الإعلامية “وسيم يوسف” قبل ثلاثة أعوام من الآن، حينما قامت دولة الإمارات بتجنيسه، وتعيّنه إمامًا وخطيبًا لمسجد الشيخ زايد
وسيم يوسف: فتاوى تحت طلب السياسة
وُلد في مدينة إربد شمال الأردن، يبلغ من العمر الآن 34 سنة، درس علوم القراءات وحصل على بكالوريوس الشريعة من جامعة البلقاء التطبيقية في علوم القراءات عام 2004, ومن ثم قام بدراسة الماجستير في تفسير القرآن الكريم نال الدرجة العلمية في عام 2009.
يشير “وسيم يوسف” إلى دراسته على يد كوكبة من العلماء دومًا حينما يتحدث عن نفسه على القنوات الفضائية، حيث يشير إلى دراسته لعلم الفقه والتفسير و العقيدة الإسلامية ، و إلى حفظه الصحيحين و دراسته بعض كتب علم الحديث من أشهر الشيوخ الذين تأثر بهم الشيخ ، مثل الشيخ محمد ناصر الألباني رحمة الله و الشيخ عبد العزيز بن باز.
درس “وسيم يوسف” التفسير في حلقات و دروس يومية في مساجد المملكة الأردنية الهاشمية و كان له عدد من المحاضرات في شرح العقيدة ومحاضرات عن “الوعظ” و “الإرشاد”.
كان له باعًا في تفسير الرؤي والأحلام، حيث يشير إلى نفسه بأن له بحوث في دراسة الأحلام وتأويلها وتفسيرها، واشتهر في الأردن بمحاضراته عن تفسير الأحلام بتفسير الكتاب والسنة، وكانت له محاضرات اجتماعية بخصوص العلاقات الزوجية أسماها “100 طريقة لتكسبين زوجك”.
من الأردن إلى الإمارات
في عام 2014، قام المواطنون الإماراتيون بالتعبير عن سخطهم من تجنيس دولتهم لداعية إسلامي أردني، بعد استقدامه إلى الإمارات، وتعيينه إمامًا وخطيبًا لمسجد الشيخ زايد، حيث اتهمه العديد من الشيوخ في ذلك الوقت كونه داعية ذو وجهين، بل وداعية للفتنة والنفاق.
في عام 2014، قام المواطنون الإماراتيون بالتعبير عن سخطهم من تجنيس دولتهم لداعية إسلامي أردني، بعد استقدامه إلى الإمارات، وتعيينه إمامًا وخطيبًا لمسجد الشيخ زايد
حيث تم تسريب صور لجواز سفره عقب تجنسيه إلى مواقع التواصل الاجتماعي، شن عليها البعض حملات مهاجمة له، إثر كونه نال الجنسية بسبب قُربه من السلطة الإماراتية، ولم ينالها عن استحقاقه لها، واتهمه بعض من النشطاء والشيوخ الآخرين بأنه نال مراده بالتقرب من الإمارات لنيل الجنسية بعد أن أعلن حملته في “تسييس الدين”.
تمنى ، فخطط ، فشتم الإخوان و قطر ، فحصل على الجنسية
( من جد وجد ، ومن زرع حصد )#الإمارت_تجنس_وسيم_يوسف pic.twitter.com/TeGKdCEsoD
— حمد الشامسي (@ALshamsi789) November 17, 2014
#الإمارت_تجنس_وسيم_يوسف
نظير مساهمته في الحملة الإعلامية ضد الاسلام في الإمارات والعالم.
pic.twitter.com/qUR692XMSJ"— م / فهد الحربي (@Fahad_al_Harbi1) November 17, 2014
في عام 2015، شن عليه الأمير السعودي “خالد آل سعود” حملة معادية له واتهمه بكونه “تاجرًا للدين” ولا يستحق أن يكون على أي منبر خليجي، ذلك بعد اتهام “وسيم يوسف” لدعاة سعوديين بأنهم أصحاب فكر متطرف إرهابي، حيث حذر الأمير السعودي منه ومن أمثاله من “شيوخ الحزبية والفتنة” ولهم مخططاتهم الدنيئة التي يسعون خلفها متخذين الدين ستارًا.
في عام 2015، شن عليه الأمير السعودي “خالد آل سعود” حملة معادية له واتهمه بكونه “تاجرًا للدين” ولا يستحق أن يكون على أي منبر خليجي
استمرت اتهامات الأمير سجالًا على مواقع التواصل الاجتماعي كان أهمها تغريداته على تويتر، وكان الرد من “وسيم يوسف” ساخرًا حينها، قبل أن ينتهي به المطاف إلى حظر حساب الأمير على تويتر، مستمرًا في هجومه على الشيوخ والدعاة السعوديين مثل “العريفي” و “سلمان العودة” و “حمود العمرى” واصفًا ياهم بدعاة الفتنة وصانعي تنظيم داعش.
حصول “وسيم يوسف” على الجنسية الإماراتية، يعني وفقًا لقانون جامعة الدول العربية، تخليه عن جنسيته الأردنية، حيث ينص القانون على منع أي شخص من حمل أكثر من جنسية عربية، إضافة إلى المادة 11 من قانون الجنسية وجوازات السفر، الذي ينص على عدم منح التجنس لأي شخص إلا إذا تخلي عن جنسيته الأصلية.
ولكن حصول الداعية الشاب على الجنسية الإماراتية أثار حفيظة بعض المتابعين، حيث دشن ناشطون على موقع “تويتر” هاشتاج “#الإمارات_تجنس_وسيم_يوسف”، تساءلوا فيه عن كيفية حصوله على جنسيته الجديدة وكيف أصبح إمامًا وخطيبًا لمسجد وضريح الشيخ زايد.
أثار غضب مواطنين إماراتيين ربطوا منحه الجنسية بقضية “المواطنين السبعة”، الذين سحبت جنسياتهم في عام 2012، بعد تقديمهم وثيقة مطالبة بالإصلاح لقيادة الدولة، وهو ما أكد للمواطنين أن مسألة وجود جنسيتهم الإماراتية من عدمها هو أمر يرجع لجهاز الأمن الإماراتي.
ولكن حصول الداعية الشاب على الجنسية الإماراتية أثار حفيظة بعض المتابعين، حيث دشن ناشطون على موقع “تويتر” هاشتاج “#الإمارات_تجنس_وسيم_يوسف”، تساءلوا فيه عن كيفية حصوله على جنسيته الجديدة
“وسيم يوسف” يعود من جديد ليهاجم قطر
الداعية الذي يصمت في وقت تعرض وطنه لمؤامرة بحجة الحياد ! هذا داعية شر و يرى الوطن كالوثن ! إذا لم تتكلم الآن فمتى تتكلم#قطع_العلاقات_مع_قطر
— د. وسيم يوسف (@waseem_yousef) June 5, 2017
لا يعد الأمر مفاجأة حين يأتي “وسيم يوسف” مستغلًا مكانته كداعية ديني ويقوم بمهاجمة طرف بعينه، إذ قام الداعية بالهجوم على قطر وأميرها على منصاته المختلفة
لا يعد الأمر مفاجأة حين يأتي “وسيم يوسف” مستغلًا مكانته كداعية ديني ويقوم بمهاجمة طرف بعينه، إذ قام الداعية بالهجوم على قطر وأميرها على منصاته المختلفة، مُغردًا على حسابه الرسمي على تويتر تحت هاشتاج #نعم_لردع_تميم_وأعوانه، روّج فيه للأخبار المُفبركة عن “تصريحات تميم” المُلفقة عنه، وقام بدعم قطع العلاقات مؤكدًا أنهم يحترمون الشعب القطري، ولكن لابد لهم من فعل ذلك ردعًا لسياسات قطر.
“وسيم يوسف” يتهم قطر في هذا المقطع بالتحريض على اندلاع الفتنة في دول الخليج ودعمها للجماعات “الإرهابية، واصفًا تسريبات السفير الإماراتي بالشيء المُشرف، ليُنهي حديثه واصفًا قطر بأنها بؤرة سرطانية، وبؤرة إرهابية، دعمت الحوثيين و احتضنت “الإرهابيين” أمثال الإخوان المسلمين، ودعمت تنظيم الدولة الإسلامية.
#نعم_لردع_تميم_وأعوانه بث سمومه في الوطن العربي ودمر البلاد والعباد و حرض على #الخليج هو من معه ..
لن تنسى #ليبيا و لا #مصر و لا #تونس مافعل— د. وسيم يوسف (@waseem_yousef) June 5, 2017
قام الداعية بتشبيه أمير قطر بكثير من الولاة والشخصيات التاريخية التي تم عزلها إثر تحريضها على الفتن، مُتهمًا الأمير بأنه يحرض على المساس بالأمن القومي، ويشعل الفتن، بل واتهمه بأنه السبب في حال مصر و ليبيا، مُتجاهلًا تمامًا موضوع تسريبات السفير الإماراتي، والتي كشفت عكس اتهاماته تلك.
لا يملك “وسيم يوسف” قاعدة جماهيرية ضخمة، إذ انقسمت تلك بين شريحة تدعمه وتؤيده في تسييسه للدين ودعمه لسياسة الإمارات والترويج لها في خُطبه ودعواته، والبعض الآخر يراه منافقًا وذي وجهين، و تاجرًا للدين وداعيًا للفتنة التي يتزعّم محاربتها، ولكن يظل “وسيم يوسف” رجلًا للإمارات مترأسًا إحدى قواها الناعمة بشكل واضح للعيان.