شغل الإرهاب المحور الرئيسي الأكبر لموضوعات الإعلام والتحليل السياسي والاجتماعي في السنوات الأخيرة، وتحديدًا من بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي تبناها تنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن، وحصلت الموجة الأولى الأكبر لتداول مصطلح الإرهاب وما اصطلح عليه (الحرب على الإرهاب War on Terror) بتصريح رئيس الولايات المتحدة السابق جورج دبليو بوش، وهي حملة عسكرية واقتصادية وسياسية بل وحتى ثقافية، توجه الإعلام ومناهج التعليم والمنابر الدينية للتحذير من الإرهاب ومقاومته.
وحصلت الموجة الثانية البارزة لتداول مصطلح الإرهاب، بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المنبثق عن تنظيم القاعدة في العراق، حيث أعلنه بشكل مستقل في 2013 بقيادة زعيمها أبو بكر البغدادي.
يمكن مقاربة الإرهاب على مستويات متعددة، مثل مقاربته سوسيولوجيًا أو أنثروبولوجيًا أو نفسيًا وسياسيًا، والإرهاب في بنيته ظاهرة معقدة، ولذا فإن اختزال الإرهاب في مقاربة واحدة يعني بالضرورة تقزيمه وقصور تفسيره، لذلك، فالجمع بين المقاربات ورؤية الإرهاب من جوانب متعددة يعني دقة أكبر في رصد الظاهرة وتفكيكها.
ما الإرهاب؟ ومن الإرهابيون؟ وكيف تنشأ الجماعات الإرهابية؟ ولماذا ينضم الناس للجماعات الإرهابية؟ وكيف تكتسب الجماعات الإرهابية جاذبيتها؟
ما الإرهاب؟
يشكل التداول المعلوماتي الفوضوي على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات الإعلامية لظاهرة الإرهاب تشويشًا مفاهيميًا لدى المتابعين، حتى إن تعبير الإرهابي في نظرك قد يكون في نظر شخص آخر ليس إلا مجرد بطل يدافع عن حريته وهويته.
وإذا ما أردنا أن نميز بين الإرهاب وغيره من سلوكيات العنف البشري، فقد يسعفنا توصيف بريان جنكز الخبير بموضوع الإرهاب، إذ يقول:
“ما يميز الإرهاب عن غيره من أشكال العنف، أن الإرهاب يتضمن أفعالًا ترتكب بطريقة دراماتيكية لجذب الانتباه العام، وخلق مناخ من الرعب، يتجاوز الضحايا الذين تعرضوا له، والحقيقة أن هوية الضحايا تكون ثانوية أو غير مهمة للإرهابيين أنفسهم، لأن عنفهم موجه إلى الناس الذين يشاهدون ذلك العنف، والتفريق بين الضحايا الواقعيين والجمهور المستهدف هو المعلم الرئيسي للإرهاب الذي يميزه عن الأشكال الأخرى من النزاع المسلح، فالإرهاب مسرح أو عرض سينمائي”.
في حالة الإرهاب، المستهدف الحقيقي هو الجمهور المشاهد للضحية، فالإرهابيون يحاولون إيصال رسالة إلى قطاع واسع من الأفراد، وبهذا المعنى تكون ضحاياهم شيئًا عارضًا في خدمة قضاياهم.
يختلف الإرهاب عن القتل الجماعي أو الإبادة الجماعية، فالإبادة الجماعية تهدف إلى قتل جماعة بأكملها، بينما يرمي الإرهاب إلى قتل عدد محدود من الناس وبشكل عشوائي وغير مفهوم بطريقة تجعله يبدو فوضويًا وغير متوقع، للتأثير على جمهور واسع وعريض.
في حالة الإرهاب، المستهدف الحقيقي هو الجمهور المشاهد للضحية، فالإرهابيون يحاولون إيصال رسالة إلى قطاع واسع من الأفراد، وبهذا المعنى تكون ضحاياهم شيئًا عارضًا في خدمة قضاياهم.
هل هناك “شخصية إرهابية“؟
ثمة ميل طبيعي إلى الاعتقاد بأن من يرتكبون عملًا إرهابيًا كتدمير مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، أو تفجير قطار مدريد في الحادي عشر من آذار/مارس 2004 أو مترو أنفاق لندن في السابع من تموز/يوليو 2005، لا بد أن يكونوا مجانين أو مشوشين، أو ليسوا أسوياءً نفسيًا كبقية الناس، خاصة وكما يتم إظهارهم في الإعلام وهم يقومون بالتلويح بعلامات الانتصار والابتسام.
إذا كان الإرهابيون أشخاصًا أسوياءً عقلانيين يدركون تمامًا ما يقومون به، فما الذي يدفع شخصًا سويًا للانضمام للجماعات الإرهابية أو القيام بفعل إرهابي؟
أدت هيمنة مقاربات التحليل النفسي عن الإرهاب إلى تضليل خطير للباحثين عن نفسية الإرهابيين، لأنها كانت تركز على أن الإرهابي شخص سايكوباثي، والإرهاب سلوك شاذ، لا يقوم به شخص سوي، لكن هذا التصور سرعان ما تهاوى لأنه واجه قصورًا تفسيريًا على المستوى النظري ومستوى الشواهد على أرض الواقع.
قد يبدو هذا مستهجنًا للكثير إلا أن هناك شبه إجماع لدى الباحثين في موضوع الإرهاب، أن الإرهابيين أفراد أسوياء وليسوا نفسيًا سايكوباثيين، وبحسب الباحث أندرو سيلك: “كل ما يستطيع علماء النفس قوله بثقة بعد ثلاثين سنة من البحث في الإرهاب، أن أبرز خصائص الإرهابيين أنهم أسوياء”.
إذا كان الأمر كذلك، وإذا كان الإرهابيون أشخاصًا أسوياءً عقلانيين يدركون تمامًا ما يقومون به، فما الذي يدفع شخصًا سويًا للانضمام للجماعات الإرهابية أو القيام بفعل إرهابي؟
النظريات المفسرة للإرهاب والتطرف
يمكن تقسيم النظريات التي تفسر الإرهاب إلى صنفين: نظريات تفسر الإرهاب على مستوى فردي individual-level theories ونظريات تفسر الإرهاب على مستوى السياق والظروف المحيطة contextual-level theories.
أولًا: النظريات النزوعية
ويقصد بالنظريات النزوعية تلك التي تنظر للإرهاب باعتباره نتاج لاعتقادات وتصورات يحملها أفراد معينون أو نتاج للشخصيات الخاصة بهؤلاء الأفراد وطريقة تفكيرهم ونفسيتهم، ومن هذه النظريات:
نظرية الإحباط – العدوان
وهي نظرية بسيطة وذات شعبية في الأوساط العلمية، جرى تطويرها على يد جون دولارد وزملائه في كتابهم “الإحباط والعدوان” وتذهب النظرية إلى القول بأن العدوان يحدث عندما تتعرض أهداف الفرد إلى الإحباط أو الإعاقة.
تستند نظرية الإحباط – العدوان على فكرة الإحلال أو الإبدال، وهي من آليات الدفاع النفسي المعروفة عند فرويد، تخيل أنك فقدت وظيفتك للتو، وانتابك غضب وشعور حانق، ثم عدت إلى البيت، ورفست كلب العائلة، في الحالة السابقة، العدوان الذي تعرضت له تم إحلاله على ذلك الحيوان العاثر، رغم أنه لم يفعل شيئًا يستحق تلك المعاملة.
وبالمثل، ترى هذه النظرية أن الإرهاب عدوان يتم إحلاله على موضوع آخر (غير موضوعه الأصلي)، فالشخصيات المضطربة للإرهابيين نابعة من إحباطات شخصية في حياتهم الخاصة، تقودهم إلى القيام بأفعال عنف متطرفة ضد الآخرين، ومن تطبيقاته عند الإرهابي، أن يلجأ الأفراد إلى خيارات العنف المتطرف عندما لا يتيح النظام السياسي للدولة مخرجًا “سويًا” آخر للنشاط السياسي.
نظرية النرجسية – العدوان
يرجع مصطلح النرجسية لأسطورة نارسيسوس اليونانية، ذلك الشاب الوسيم الذي وقع في حب صورته، وبحسب ريتشارد بيرلشتاين في كتابه “عقل الإرهابي السياسي” فالنرجسية في حالتها المتطرفة قد تكون مفسرة لشخصية الإرهابي.
قد تسبب الهزيمة للشخصية النرجسية ردات فعل غاضبة ورغبة في تدمير مصدر الجرح النرجسي (أي العالم الخارجي، وكل من ساهم في التقليل من شأنه) وقد يصل الأمر لأن يتبنى هوية سلبية
الإرهابي وفقًا لهذه النظرية يكون على اقتناع تام بأهميته في هذا العالم، وأنه يجب أن يقدر ويحترم، إلا أن العالم – ولسوء الحظ – لا يشاطره هذا الاقتناع، الأمر الذي يؤدي به إلى الغضب النرجسي ومن ثم إلى العدوان.
وقد تسبب الهزيمة للشخصية النرجسية ردات فعل غاضبة ورغبة في تدمير مصدر الجرح النرجسي (أي العالم الخارجي، وكل من ساهم في التقليل من شأنه) وقد يصل الأمر لأن يتبنى هوية سلبية negative identity theory ويتحول إلى الإرهاب، وتنطوي الهوية السلبية على رفض انتقامي للدور الذي تعتبره عائلة الفرد أو مجتمعه دورًا مقبولًا أو مهمًا.
نظريات التحليل النفسي – الفرويدية
بحسب فرويد فإن البشر كثيرًا ما يضمرون دوافع لا يكونون واعيين بها بأنفسهم، فهي دوافع “لاشعورية” وهذه الدوافع كثيرًا ما تنطوي على رغبات مكبوتة، لأن تلك الرغبات غير مقبولة مجتمعيًا.
ويمكن أن نتناول عقدة أوديب كواحدة من هذه الرغبات المكبوتة، التي تظهر في مرحلة من مراحل النمو النفسي – الجنسي، خلال الطفولة، حيث يأخذ الطفل في النظر إلى الأب ورموزه كخصم ومنافس له على حب الأم، وعندما لا يتم حل هذا الصراع بنجاح فإنه قد يؤدي إلى مشكلات مختلفة في حياة الفرد.
يوظف كونراد كيلين ما سبق، في تحليله لشخصيات بعض الإرهابيين، إذ يرى أن الكراهية الشعورية أو اللاشعورية للأب، قادت هؤلاء الإرهابيين للتمرد على السلطة (باعتبارها رمز أبوي) إلى أن يصل الأمر بهذا التمرد إلى العنف، وبالتالي فالصراع الشخصي الداخلي، يتم تحويله بطريقة لاشعورية إلى الخارج والحياة العامة.
ثانيًا: النظريات الموقفية
تعنى النظريات الموقفية بتفسير الإرهاب باعتباره ناتجًا عن الظروف الخارجية المحيطة التي تؤثر على قرارات الأفراد، فهي تشير إلى أن هناك قوى محيطية قد ترغمنا على سلوك يتعارض مع ما نحمله من قيم، وتكتسب النظريات الموقفية أهميتها من أن هناك دليل من المقابلات مع العديد من الإرهابيين الذين صرحوا أن الأبواب قد سدت في وجههم وأنهم شعروا أنه ليس لديهم خيارًا آخر سوى القيام بالأعمال الإرهابية، ففي الأنظمة السياسية القامعة، بوجه خاص، قد يكون الإرهاب حقيقةً هو المسار الوحيد المتاح لأولئك الذين يسعون إلى التغيير.
يقدم بورغو Tore Bjorgo قائمة ببعض العوامل الموقفية التي يعتبرها الأسباب العميقة للإرهاب، ونختار أهمها:
-فشل الدولة أو ضعفها
-الافتقار إلى الديمقراطية
-غياب العدالة وعدم المساواة
-ظهور قادة كاريزماتيين مؤدلجين
-الفقر والبطالة أو التمييز العنصري
-الحكومات الفاسدة أو غير الشرعية
-ظهور جماعات متطرفة دينية أو علمانية
-وجود قوى خارجية داعمة لحكومات غير شرعية
-التعرض لقمع الاحتلال الأجنبي أو القوى الكولونيالية
نقد النظريات السابقة
تواجه النظريات التفسيرية السابقة عدد من الإشكالات والمساءلات، التي تجعلها غير مفسرة بشكل دائم لجميع الإرهابيين وغير منطبقة بشكل دقيق على ظاهرة الإرهاب، ويمكن إجمالها بالآتي:
-من غير الدقيق تفسير الجماعات على مستوى الأفراد دائمًا، فالجماعات ليست مجرد تجمع أفراد، ففي كثير من الأحيان تعمل ديناميات الجماعة على التأثير في سلوك الفرد وتوجيه قرارته على نحو يجعلها مختلفة تمامًا لما يمكن أن يتخذه وهو على انفراد.
-يعتبر رد الظواهر الاجتماعية والسياسية المعقدة إلى معادلات سيكولوجية، من الاختزالات المضللة ويصطلح على هذا fundamental attribution error.
-ليس هناك دليل على أن الشخصية الإرهابية، شخصية واحدة، أو أن للشخصية الإرهابية نمط واحد وأوحد.
النرجسية حالة شائعة في المجتمع، لكن لا يصبح جميع النرجسيون عندما يشعرون بالإحباط إرهابيين بالضرورة، كما أن العديد من الإرهابيين المنتمين للجماعات الإرهابية أشخاص ناجحون على المستوى المهني، وذوي تحصيل علمي عالٍ كالمهندسين والكيميائيين والأطباء
-ليست الشخصية الإرهابية بالضرورة شخصية غير عادية أو مريضة أو سايكوباثية، وهي في الحقيقة يصعب تمييزها في المجتمع عن أفراد المجتمع العاديين. العديد من المقابلات مع الإرهابيين على أرض الواقع تشير إلى أن العديد من الإرهابيين يجدون صعوبة في القتل، وأن ضحاياهم يقعون عرضًا في تحقيق أهدافهم.
-العديد من التفسيرات تصلح للعديد من الإرهابيين بعد انضمامهم لكنها لا تصلح للتنبؤ بهم قبل أن ينضموا، ومثال ذلك أن النرجسية حالة شائعة في المجتمع، لكن لا يصبح جميع النرجسيون عندما يشعرون بالإحباط إرهابيين بالضرورة، كما أن العديد من الإرهابيين المنتمين للجماعات الإرهابية أشخاص ناجحون على المستوى المهني، وذوي تحصيل علمي عالٍ كالمهندسين والكيميائيين والأطباء.
ثالثًا: نموذج “العملية“ لهورغان
يتجه هورغان في نموذجه التفسيري للإرهاب والذي يطلق عليه “نموذج العملية” Process Model إلى التوفيق بين الخصائص الشخصية والظروف المحيطة، ويؤكد أنه من الأدق أن نحاول فهم المواقف التي تجعل أفرادًا معينين عرضة للاستجابة أكثر من غيرهم للانضمام إلى جماعات إرهابية.
يرى هورغان أن التحول إلى الإرهاب عملية متدرجة في العادة، تتضمن سلسلة من الخطوات الصغيرة، وأن هناك عوامل أساسية قد تكون حاسمة
وفق هورغان، لكي يحدث الإرهاب، لا بد للظروف المحيطة والعوامل الموقفية أن تتفاعل مع نزعات معينة موجودة لدى الفرد، ويرى هورغان أن التحول إلى الإرهاب عملية متدرجة في العادة، تتضمن سلسلة من الخطوات الصغيرة، وأن هناك عوامل أساسية قد تكون حاسمة، وهي:
-حساسية الفرد للمردود الإيجابي الذي يتأتى من انضمام الفرد للجماعة (مثل المكافآت أو المكانة الاجتماعية والصيت الحسن).
-الترابط الإيديولوجي مع أفراد من عقلية مماثلة وتصورات وأفكار مشتركة أو احترام رموز الحركة.
-الضغوط المجتمعية وعدم الرضا عن الحياة وانعدام فرص تحسن الواقع.
-تأثير شبكة العلاقات أو الأشخاص المهمين في حياة الفرد كالزوجة أو الأصدقاء في التحفيز على الانضمام.
-الاعتقادات التي يحملها الفرد وتصوراتهم وتنشئته الاجتماعية.
الإرهاب الانتحاري
يوصف الإرهاب الانتحاري، بحسب تعريف آمي بيدازر بأنه أشكال متنوعة من الأفعال العنيفة التي يرتكبها أشخاص يعرفون حق المعرفة أن احتمال عودتهم بعد القيام بها، قريب من الصفر، ويعرف أساف مغادام الإرهاب الانتحاري تعريفًا إجرائيًا إذ يصفه: إن نجاح الهجوم في هذا النوع من الإرهاب، يعتمد على موت المهاجم.
يفند روبرت بيب Robert Pape القول بوجود علاقة بين الإرهاب الانتحاري والتطرف الإسلامي، أنشأ بيب قاعدة بيانات للهجمات الانتحارية التي وقعت من 1980 إلى 2003 وبلغ عددها 315 هجمة انتحارية، واستخلص الآتي:
“تشير البيانات إلى أن العلاقة بين الإرهاب الانتحاري والأصولية الإسلامية، أو أي مذهب ديني، علاقة محدودة، والحقيقة أن قادة الهجمات الانتحارية أغلبهم من نمور التاميل السيرلانكية، وهم جماعة ماركسية ينتمي أعضاؤها إلى عائلات هندوسية، ولكنهم معادون للدين بشدة، وتشترك هجماتهم الانتحارية بأنها ذات هدف علماني استراتيجي، وهو دفع الدول الديمقراطية إلى سحب قوتها العسكرية، من مناطق يعتبرها الإرهابيون وطنهم”.
الهجمات الانتحارية تمثل قنابل ذكية، وغير مكلفة نسبيًا
يشكل الإرهاب الانتحاري تحديًا قويًا لمنظور الإنسان الاقتصادي العقلاني، إذ ما الفائدة المرجوة من أن يفني الإنسان نفسه في عملية قد لا يتعدى ضررها أحيانًا سوى بضعة أشخاص؟ يفيد بعض الباحثين إلى أن هناك أسباب معقولة للجوء لهذا الأسلوب، وهي أن الهجمات الانتحارية تمثل قنابل ذكية، وغير مكلفة نسبيًا، ولكن هذه التفسيرات تصلح لتفسير القرار العقلاني على مستوى المنظمة الإرهابية، لا لتفسير قرار الفرد الذي يقوم بالعمل الإرهابي.
ويحاول البعض الخروج من هذه المعضلة، بالقول بأن الأفراد ينتظرون مردودًا أخرويًا يؤمنون به مثل الفردوس والمكافآت السماوية والحور العين، لكن رغم ذلك، فإن تحليل البيانات الذي أجراه بيب يشير إلى أن معظم الإرهابيين الانتحاريين لم يكونوا يؤمنون بأي أبعاد أخروية أو بحياة بعد الموت، كما أن دافع الشهادة لدى الإسلاميين يجب أن يكون نقيًا لكي تقبل شهادة الفرد، وليس لأي سمعة أو مكافآت وإلا سيكون فعله انتحار وسيعاقب باللعنة الأبدية.
خاتمة
المقاربة النفسية للإرهاب، مقاربة واحدة من عدة مقاربات وهي لوحدها غير كافية لفهم الإرهاب أو تفسيره بشكل كامل، أستعين في هذا المقال عن التفسير السيكولوجي للإرهاب بكتاب دايفيد باتريك هوتون، علم النفس السياسي، وتقدم لنا كتب سكوت أتران وإريك هوفر وأوليفييه روا مقاربات سوسيولوجية وأنثروبولوجية للإرهاب وكذا مقاربات الصراع الهوياتي وصعود الأصوليات، وهي مقاربات مهمة لا يفهم الإرهاب إلا بها مجتمعة.