خرجت شركة “آبل” من جديد بإعلانها خططها بخصوص منتجاتها الجديدة في مؤتمرها الأخير المقام في “سان خوسيه” بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة، لتُبهر عشاق الشركة بما ستطرحه من جديد الأفكار والتقنيات المصاحبة لجديد منتجاتها، مُتحدية بذلك شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وأمازون.
روجّت شركة جوجل مؤخرًا لجهاز “جوجل هوم” وهو عبارة عن سماعات ذكية، وبداية من شركة جوجل لمنافسة شركات التكنولوجيا العملاقة في هذا المجال، منافسة بذلك سماعات أمازون Echo، وهي السماعات التي أضافت عليها جوجل خاصية الاستفسار صوتيًا تمامًا كما هو الحال مع استخدام مساعد جوجل الصوتي Google Assistant، بالإضافة إلى إمكانية طلب تنفيذ بعض الأوامر صوتيًا من خلال السماعات.
أصبح المجال الصوتي الذكي ساحة للتنافس بين شركات التكنولوجيا الكبرى، فمن خلاله يمكن للمستخدم التحكم في تطبيقات أخرى، بل وسماعات أخرى في منزله، فيمكنه طلب تشغيل موسيقى معينة من تطبيق بعينه، بل ويخصص أن تعمل على السماعة التي تجاور غرفة نومه بينما يشغل نوعًا آخر للموسيقى في السماعة التي تجاور غرفة مكتبه.
أصبح المجال الصوتي الذكي ساحة للتنافس بين شركات التكنولوجيا الكبرى، فمن خلاله يمكن للمستخدم التحكم في تطبيقات أخرى، بل وسماعات أخرى في منزله
لن يقتصر المجال الصوتي الذكي على ذلك، فمن خلال استخدامه بحساباتك التي تحتوي على معلوماتك الشخصية، يمكنه أن يتعرف على جدول مواعيد المستخدم وحالة الطقس في ذلك اليوم، ويرويها على المستخدم في الصباح، إذ يمكن للمستخدم إجراء حوار قصير بينه وبين السماعة يستطيع من خلالها طلب بعض الأوامر.
كانت السماعات الذكية إحدى ما قدمته شركة “آبل” في مؤتمرها التطويري الأخير، حيث طرحت إلى السوق سمّاعتها الذكية التي يبلغ طولها أقل من 20 سم ومزوّدة بمساعد رقمي مدمج من آبل، والذي يتوقع أن يكون المنافس القادم لجهازي هوم من جوجل وإيكو من أمازون.
ملخص مؤتمر آبل التطويري
سماعات هوم بود
ستكون سماعات آبل الذكية أو “HomePod” المنافس الأكبر لشركات التكنولوجيا في المجال الصوتي الذكي، لأنها لن تقتصر على تطبيقات الموسيقى أو تنفيذ الأوامر الخاصة بتشغيلها في سماعات مختلفة، بل سيكون لها القدرة على أن تُتيح للمستخدم التحكم في أجهزة المنزل المختلفة كأجهزة الإنارة، أو تُمكنه من الدردشة مع نظام “سيري” الخاص بنظام آي أو إس (IOS).
ستكون سماعات آبل الذكية أو “HomePod” المنافس الأكبر لشركات التكنولوجيا في المجال الصوتي الذكي، فسيكون لها القدرة على أن تُتيح للمستخدم التحكم في أجهزة المنزل المختلفة
لا تعرض شركة آبل إلا كل ما هو ذو مستوى عالٍ من الجودة، إلا أنها لن تعرضها بثمن تنافسي تنافس به أسعار جوجل هوم أو سماعات أمازون إيكو، فمن المتوقع أن تطرح شركة آبل “هوم بود” في شهر ديسمبر/كانون الأول المُقبل بسعر يبلغ 349 دولارًا أمريكيًا.
تلى الإعلان عن سماعات “هوم بود” إعلانات أخرى عن جديد شركة آبل لهذا العام، كان من ضمنها آي باد جديد، وهو تحقيق حلم شركة آبل في إثبات أن الآيباد من الممكن أن يُغني في استخداماته عن الحاسوب النقال، حيث قدمت الشركة في المؤتمر الأخير نسخة جديدة من جهاز آي باد برو بمقاس نحو 12.9 بوصة ونسخة أخرى بمقاس 10.5 بوصة، يحتوي كلاهما على شاشات أكثر سطوعًا وأسرع في معالجاتها، لكن ما يُميزهما هو نظام التشغيل الجديد iOS 11 والذي يعد النسخة القادمة من أنظمة تشغيل آبل الذي سيُطلق في الخريف القادم.
إعلان “آي باد” الجديد
يمكن للمستخدم حمل الجهاز في حقيبة اليد العادية بدلًا من حقيبة الحاسوب، كما أن شركة آبل تعده بتطبيق جديد على الجهاز، وهو تطبيق جديد يُدعى فايلز “File”، على غرار “دروب بوكس”، والذي سيمكّن المستخدمين من الوصول إلى جميع ملفاته في مكان واحد، ليستطيع المستخدم أيضًا سحب وإفلات أي ملف من نافذة لأخرى، كما لو كان أمام حاسوب بالفعل، ويُمكنه تقسيم الشاشة لتصنيف التطبيقات كما يريد.
ماك أو إس
أزاحت آبل الستار عن الإصدار الجديد من نظام ماك أو إس macOS والذي سيحمل اسم High Sierra، وهو يأتي خلفًا للإصدار السابق المعروف باسم Sierra، حيث ذكرت الشركة أن macOS 10.13 الجديد سيعتمد على نظام آبل للملفات Apple File System الذي ظهر للمرّة الأولى في iOS 10.3، وهو نظام يُقدّم سرعة قراءة وكتابة للملفّات عالية جدًا.
أعلنت الشركة كذلك دعم لتراميز HEVC في تشغيل الفيديو، وهذا بدوره سيُقدّم أداءً أفضل بنسبة 30% مقارنة بالإصدارات السابقة، وهو خبر جيّد للمُتخصّصين في مجال تحرير وإخراج الفيديو على حواسب الشركة.
ربما يعد هذا الإعلان أكثر الإعلانات مفاجأة لمؤتمر آبل التطويري، وهو إعلان آبل عن الجيل الثاني من واجهات ميتال Metal لمعالجة الرسوميات، وهو جيل يُقدّم أداءً عاليًا جدًا مع دعم للواقع الافتراضي VR للمرّة الأولى، حيث يمكن الآن تعديل الفيديو الخاص بالمواقع الافتراضية على نظام ماك أو إس دون مشاكل.
إعلان آبل عن الجيل الثاني من واجهات ميتال Metal لمعالجة الرسوميات، وهو جيل يُقدّم أداء عاليًا جدًا، مع دعم للواقع الافتراضي VR للمرّة الأولى
كانت لتقنية الواقع المعزز تأثيرًا على تحديث تطبيق الصور كذلك، إذ يُمكن للتطبيق الآن التعرّف على الوجوه ومزامنتها على جميع أجهزة المستخدم الأخرى، مع مجموعة من الأدوات الاحترافية للتعديل على الصور.
آيماك برو جديد من آبل
هو جهاز للمستخدمين المحترفين في الأعمال الإبداعية، وصفته الشركة بأقوى جهاز آيماك تم طرحه بالأسواق، ومتميز جدًا في أدائه ومعالجته للرسوميات ومجهز لمحتوى الواقع الافتراضي وتحرير الرسوميات ثلاثية الأبعاد، ومن المقرر أن يتم شحنه في ديسمبر القادم بسعر 4999 دولارًا.
يُمكن للمستخدم تزويد الجهاز بذاكرة عشوائية تصل إلى 128 جيجا بايت وذاكرة تخزينية نحو 4 تيرا بايت، كما أن الجهاز يمتلك نظام تبريد قوي ليعمل الجهاز بسرعة لتقديم أداء ذي جودة عالية.
ماك بوك وماك بوك برو جديدان
أعلنت شركة آبل عن أسرع معالجات كابي ليك التي تتراوح قدرتها ما بين 1.3 و3.6 جيجا هرتز وسرعة تصل إلى 50% في استجابة الذواكر التخزينية الموجودة بالجهاز وضعف الذاكرة العشوائية مع سمك شاشة يصل إلى 13.1 ملم، والذي يعد من أنحف وأخف أجهزة ماك بوك حتى الآن.
ساعات آبل الجديدة
كما هو الحال في السماعات الذكية التي تُحدثك وتُحدثها، أعلنت شركة آبل عن تحديث في الساعات الأكثر مبيعًا في العالم حتى الآن، حيث أكّد جيف ويليامز، كبير موظفي التشغيل في شركة آبل، أن الإصدار الجديد من ساعة آبل أصبح صحيًا وذكيًا أكثر مما مضى، فتقدم لك المعلومات التي تحتاجها في الوقت المناسب مع اقتراح للموسيقى المفضلة، كما تقدم معلومات حيوية ولحظية عن الأنشطة والإنذارات والتنفس والتقويم والخرائط ، فضلًا عن الأخبار الجديدة من تطبيق آبل الجديد للأخبار.
في شهر ديسمبر القادم ستتحول أغلب تلك الأفكار الإبداعية إلى حقيقة على أرض الواقع، لتعود شركة آبل من جديد إلى مضمار السباق التنافسي، محافظة على مكانتها على عرش شركات التكنولوجيا من حيث الجودة والإبداع.