“اسمح لي بفهم هذا، أنت تعتقد أن موكلك، أحد أغنى وأقوى الرجال في العالم، هو حارس سري يقضي لياليه في ضرب المجرمين حتى اللُب.. وخطتك هي ابتزاز هذا الشخص؟”.. هكذا قال لوشيوس فوكس، الخادم المُطيع لبروس وين في فيلم فارس الظلام، للمحامي الذي كان يعمل في شركات وين عندما حاول الأخير ابتزاز لوشيوس بمعرفته معلوماتٍ هامة عن علاقة بروس وين بباتمان، طالبًا عشر ملايين دولار ثمنًا لصمته.
تُعد هذه المقولة هي الشرح الأمثل لما يحدُث مع إيلون ماسك – أغنى أغنياء العالم، وأقواهم من حيث التأثير، مالك أحد أهم وأكبر منصات التواصل الاجتماعي، جنبًا إلى جنب مع شركات Tesla و SpaceX و Starlink و xAI وغيرها، و”فتى أمريكا المُدلل -سابقًا” – عندما ظنت بعض الشركات أنها تستطيع أن تكتم فاه بوقف إعلاناتها على المنصة.
قصةٌ طويلة تبدأ في 15 نوفمبر/تشرين الثاني، يتخللها الكثير من الأحداث المُترابطة والبعيدة التي قد نكتشف فيما بينها أنها تُشير إلى شيءٍ واحد، قد نتفق أو نختلف عليه في النهاية.
“كان هتلر مُحقًا”
كانت هذه الكلمة التي بدأ بها مقطع فيديو نُشر يوم الخامس عشر من نوفمبر، يحُض المُشاهدين على عدم الاختباء وراء الشاشات، وقول الكلمات الخاطئة، مثل: “كان هتلر مُحقًا”.
علق حينها حساب يُدعى @breakingbaht قائلًا -ما ملخصه- إن اليهود يحملون الكراهية ضد البيض، وأنهم يزعمون رغبتهم في توقف الناس عن استخدامها ضدهم.
Okay.
Jewish communties have been pushing the exact kind of dialectical hatred against whites that they claim to want people to stop using against them.
I’m deeply disinterested in giving the tiniest shit now about western Jewish populations coming to the disturbing…
— The Artist Formerly Known as Eric (@breakingbaht) November 15, 2023
كُل شيء قبل هذه التغريدة -التي لم يُلق لها بالًا مثلها كآلاف التغريدات- كان هادئًا على المنصة، حتى ظهر إيلون ماسك.
كان تعليق ماسك على هذه التغريدة كما لو أنه أطلق الرصاص على كامل الجيش اليهودي، حيث أيد رأي @breakingbaht قائلًا: “لقد قُلت الحقيقة الفعلية.”
وِفقًا لزاهد أمان الله، أحد الأعضاء البارزين في معهد الحوار الاستراتيجي في لندن، فإن اللغة التي استخدمها @breakingbaht في تغريدته هي ذاتها اللغة التي استخدمت لتبرير الأفعال الوحشية التي حدثت عام 2018، والتي عُرفِت بأعنف هجوم مُعادٍ للسامية في تاريخ الولايات المُتحدة. عندما خرج مُسلح بشكلٍ مُفاجئ ليقتُل أحد عشرة يهوديًا أثناء تأديتهم للصلاة في كنيس شجرة الحياة في بيتسبرغ بالولايات المُتحدة.
كان لهذه الجريمة صدى كبيرًا في الولايات المُتحدة، ولسوء حظ إيلون ماسك، كان تعليقه على تغريدةٍ كمن أوقد نارًا للحرب، وذلك لأن اللغة المُستخدمة فيها تُشير إلى نظرية المؤامرة العنصرية “المُعادية للسامية” المعروفة باسم “الإبادة الجماعية للبيض”، والتي تُشير ببساطة إلى خُطة الشعب اليهودي المنهجية للقضاء على العرق الأبيض.
تسببت هذه التغريدة في انقلاب البيت الأبيض عليه، مُتمثلًا في آندرو بيتس، الذي قال إن ماسك -بهذا التأييد- يُردد كذبة بشعة.
*White House Response to @elonmusk from @AndrewJBates46: https://t.co/ADhYuzZMHJ pic.twitter.com/H6xPuwB8ND
— Herbie Ziskend (@HerbieZiskend46) November 17, 2023
لهذا السبب، وهذا السبب تحديدًا، انقلب العالم رأسًا على عقب، مُتهمًا إيلون بمُعاداة السامية، ذلك بالرغم من أنه نفى هذا الاتهام، مُؤكدًا أن هذا الحديث ليس مُوجهًا لليهود كافة، بل لمجموعاتٍ يهودية مُعينة كمنظمة ADL.
كما أن ليندا ياكارينو، الرئيس التنفيذي لمنصة X قد أدلت بتصريحٍ قالت فيه إن وجهات نظر تويتر ضد العنصرية ومُعاداة السامية، هي وجهات نظر واضحة وصريحة. ولكن؛ لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لـ Media Matters for America.
“سُحقًا لهم، فليوقفوا الإعلانات”
لم يكُ دفاع إيلون ماسك عن نفسه كافيًا من وجهة نظر مُنظمة Media Matters for America، ولنُشِر إليها تاليًا بـ MMfA.
مُنظمة MMfA هي مُنظمة بحثية أمريكية غير هادفة للربح، وهي تصف نفسها بأنها “مُراقب للمعلومات المُضللة”، و“بالطبع، نعرف جميعًا ماهية هذه المعلومات بالنسبة لهم.”
وكنبذة بسيطة أُخرى، تُعد Media Matters for America هي الذراع الإعلامي لمنظمة ADL، والتي سأُخبرك عنها لاحقًا.
أطلقت MMfA تقريرًا، يُمكن أن نُشبهه بتقارير مُطلقي الصفير (Whistleblowers)، يقول ببساطة إن عددًا من إعلانات مجموعة من الشركات، تظهر وسط المُحتوى المُؤيد للنازية (المُعادي للسامية) على منصة X، المملوكة لإيلون ماسك. لتُقرر العديد من الشركات في الثامن عشر من الشهر ذاته إيقاف الإعلانات على منصة X.
من بين الشركات التي أوقفت إعلاناتها هي شركات IBM و Lionsgate Entertainment و Paramount Global وشركة جلعاد للعلوم.
قررت كذلك شركة Disney إيقاف إعلاناتها على المنصة للحُجة ذاتها، بينما المُضحك في أمر ديزني هو تاريخها الطويل في مُعاداة السامية، بمفهومها الجديد من خلال العديد من الحلقات التي قدمت فيها الشخصية الكرتونية “بطوط” كرجل نازي يُمثِّل شخصية هتلر في الفيلم القصير Der Fuehrer’s .Face
بجانب الاتحاد الأوروبي الذي أمر كافة الشركات التابعة له بإيقاف إعلاناتها على المنصة، ولكن، بتُهمةٍ أُخرى للمنصة نفسها، وهي نشر الأخبار المُضللة فيما يخُص الحرب بين دولة الاحتلال وقطاع غزة.
وإذا كُنت تتسائل عن علاقة الاتحاد الأوروبي بهذا الأمر، كونه علاقة بين شركات مُعلنة ومنصة محتوى تُعرض عليها الإعلانات، فأنت لا تعرف ماهو قانون الخدمات الرقمية (DSA)، القانون الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي ليُلزم المنصات بالشفافية والمسؤولية بشأن الإشراف وطريقة تنظيم المُحتوى. بالطبع نعرف أن السر وراء إطلاق هذا القانون، هو المُحتوى “المُعادي للسامية”.
ولكن، ما هو -بخلاف تغريدة إيلون ماسك- المحتوى المُعادي للسامية على منصة تويتر؟
تحرر العصفور
the bird is freed
— Elon Musk (@elonmusk) October 28, 2022
كان هذا ما أعلنه إيلون ماسك يوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022، بعدما أتمم صفقة الاستحواذ على منصة X (تويتر سابقًا)، إذ كان من ضمن أهم أهدافه من عملية الاستحواذ هذه هو توفير منصة تضمن حُرية التعبير دون قيود مثلها مثل بقية المنصات، حسب تصريحاته.
بالفعل، كان هذا ما حدث، حيث كانت تويتر المنصة المفتوحة الأكثر احتوائًا للمُحتوى الداعم للقضية الفلسطينية، وذلك مع وجود تقييدات كبيرة فرضها كُلًا من فيس بوك وتيك توك، فمنصة فيس بوك -كما نعلم- هي منصة يُمكن اعتبارها تابعة للحكومة الأمريكية، فقط تقوم بتنفيذ الأوامر وفرض القيود، أما تيك توك، فقد خضع لخطاب رئيس الحقوق الرقمية في الاتحاد الأوروبي Thierry Breton عندما أرسل إلى كُلٍ من ميتا وتيك توك ويوتيوب وإكس يطلب منهم الانتباه للمُحتوى المُعادي للسامية، وعدم السماح له بالانتشار.
امتثل كُلًا من تيك توك وفيس بوك وكذلك يوتيوب لهذه التعليمات، أما X على الجانب الآخر، فقد رد بالنيابة عنها إيلون ماسك، مُؤكدًا أن منصة X هي منصة مفتوحة المصدر تلتزم بالشفافية.
Our policy is that everything is open source and transparent, an approach that I know the EU supports.
Please list the violations you allude to on 𝕏, so that that the public can see them.
Merci beaucoup.
— Elon Musk (@elonmusk) October 10, 2023
رد Breton حينها على إيلون ماسك مُعطيًا إياه مُهلة لمدة 24 ساعة ليُثبت امتثاله للوائح والقوانين الأوروبية، مُهددًا إياه بتوقيع العقوبات في حالة عدم الامتثال.
Following the terrorist attacks by Hamas against 🇮🇱, we have indications of X/Twitter being used to disseminate illegal content &، disinformation in the EU.
Urgent letter to @elonmusk on #DSA obligations ⤵️ pic.twitter.com/avMm1LHq54
— Thierry Breton (@ThierryBreton) October 10, 2023
لتظهر حينها ليندا ياكارينو مرة أُخرى، الرئيس التنفيذي الجديد الذي قام إيلون بتعيينه بعد استحواذه على تويتر بأشهرٍ قليلة، والتي جائت خصيصًا لتُساعده في استعادة أرباحه من الإعلانات، كونها أفضل رئيس مبيعات في NBC لعشرِ سنوات، وتقول:
“كل يوم يتم تذكيرنا بمسؤوليتنا العالمية كي نحمي المحادثات العامة. من ناحيتنا، أعدنا توزيع الموارد كي تُركِّز الفرق الداخلية على مدار الساعة على المحتوى.”
Everyday we’re reminded of our global responsibility to protect the public conversation by ensuring everyone has access to real-time information and safeguarding the platform for all our users. In response to the recent terrorist attack on Israel by Hamas, we’ve redistributed… https://t.co/VR2rsK0J9K
— Linda Yaccarino (@lindayaX) October 12, 2023
ولكن، لحظة، ما هو هذا المُحتوى المُعادي للسامية الذي يتحدث عنه الجميع؟
قصة أولاد العم
سفينةٌ استغرق بناؤها 50 عامًا، وقيل أكثر، في عصرٍ ما قبل التاريخ، كان على متنها 82 شخصًا فقط، من بينهم نوح الأب، ومن آمن معه من أولاده، سام، وحام، ويافث، كانوا هم من أُختيروا ليُعمِّروا الأرض، شرقًا وغربًا، فيما سُمي بـ “العهد الثاني للبشر”.
سكن حام الأرض الأفريقية، وانحدر من نسله الحبشة والنوبة وغيرهم. وسكن يافث شمال غرب الأرض، ليكون هو أب الأجناس الأوروبية وشرق آسيا. وأخيرًا، أوسطهم، سام بن نوح.
سكن سام اليمن، وأسس مدينة أسماها “سام الأول”، وهي مدينة صنعاء حاليًا، وانحدر من نسله العرب والكرد وفارس والروم، والعبرانيون. تفرع من نسل سام حضاراتٌ عِدة، من بينهم بني “اسرائيل” (نسل نبي الله يعقوب)، ولكن، لسببٍ ما، يحتكر بنو “إسرائيل” سام بن نوح لأنفسهم، ولهذا، ظهر ما يُعرف بالسامية. لم يقف الأمر عند هذا، ولأننا كما اعتدنا في القصص المُصورة والأفلام الأمريكية، لا يُوجد بطل بدون شرير في الجهة الأُخرى، كان لابد من ابتكار مُصطلح جديد، يُساعد على خلق بطلٍ يُؤيده العالم.
كانت كراهية اليهود موجودة منذ قرون في مُختلف أنحاء العالم، وقد اتخذت أسماءً مُختلفة كـ “رُهاب اليهود – Judeophobia” أو “كراهية اليهود – Jew-hatred”، وذلك حتى عام 1879، عندما ظهر مُصطلح أكثر قوة، سُرعان ما تم الاعتراف به من قِبل اليهود وغير اليهود.
استُخدم مُصطلح “معاداة السامية” لأول مرة من قِبل الصحفي الألماني فيلهلم مار في كتابه “اليهود والثورة”. صاغ مار المصطلح من الكلمات اليونانية “سام” و”فوبيا”، والتي تعنيان “سلالة” و”كراهية”.
كان مار كاتبًا قوميًا ألمانيًا، وكان يرى أن اليهود يشكلون تهديدًا للمجتمع الألماني. وقد استخدم مصطلح “معاداة السامية” للإشارة إلى كراهية اليهود كشعب وثقافتهم. وذلك، برغم أن العرب أنفسهم يُشاركون اليهود النسل ذاته، حتى عندما سعى النازيون للحصول على حُلفاء عرب أثناء الحرب العالمية الثانية، تنصلوا من استخدام المُصطلح، ليُطمئنوا العرب أنهم جاؤوا لمُعاداة نسل اليهود من سام، وليس الساميين كافة.
تزايد انتشار استخدام مُصطلح “مُعاداة السامية” مع مرور الوقت، وذلك حتى تبنت الجمعية العامة للأمم المُتحدة في عام 1948 القرار رقم 181، بتعريف وتحديد مُعاداة السامية بأنها:
“كل شكل من أشكال التمييز أو الاضطهاد أو العداوة أو الكراهية ضد اليهود بسبب دينهم أو أصلهم العرقي”.
بعد حرب 1967، بدأ الساسة الإسرائيليون في استخدام تعبير “معاداة السامية” كوسيلة لمنع أي انتقاد لحكومتهم أو سياساتها في فلسطين. تدريجيًا، تحول هذا المصطلح إلى أداة سياسية، فقد فقد معناه الأصلي الإيجابي. فإذا انتقد سياسي في دولة ما توسيع “إسرائيل” لمستوطناتها في الأراضي المحتلة، تتهمه “إسرائيل” وحلفاؤها بمعاداة السامية. وإذا أبدى شخصٌ ما تعاطفًا مع آلاف الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم “إسرائيل” في غزة والضفة الغربية المحتلة، فقد اتهمته الدوائر الإسرائيلية ومن يحالفها بمعاداة السامية. وإذا دعا شخص إلى تمكين الفلسطينيين من حقهم في إنشاء دولتهم وفقا لقرارات الأمم المتحدة، فقد تعرض لهجوم شرس باعتباره “معادٍ للسامية”.
في الواقع، هناك آلاف الحالات خلال العقود الماضية، استُخدم فيها تعبير “معاداة السامية” لفرض قيود هائلة على أي مساءلة أو معارضة للسياسات الإسرائيلية. هذه سابقة لم يشهدها العالم من قبل.
الـ “ADL”
تنقسم جهود مُكافحة “معاداة السامية” في الولايات المُتحدة بين فريقين، أولهما هو مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وهو وكالة حكومية تابعة لوزارة العدل الأمريكية، ومنظمة الدفاع عن السمعة (ADL)، وهي منظمة يهودية غير حكومية مقرها في الولايات المتحدة، وتهدف إلى “وقف التشهير بالشعب اليهودي، وضمان العدالة والمعاملة العادلة للجميع”.
تأسست منظمة ADL في عام 2013، وكانت في البداية مُلتزمة بأهدافها بشكلٍ أقرب للمنطقية والالتزام، إلا أنه مع مرور الوقت، خرجت المنظمة من سياق ضمان العدالة والمُعادلة العادلة للجميع دون تمييز، حيث أصبح لها تاريخ من الترهيب العنيف للعرب والمسلمين وغيرهم من المناصرين لحقوق الإنسان الفلسطينية، بجانب دعمها لسياسات “اسرائيل” الإستيطانية والعنصرية.
وهذه النُقطة هي ما تجعل تقارير الـ FBI و ADL أبعد ما يكون عن بعضهما البعض، وفي بعض الأحيان، يصل التقرير السنوي لحوادث مُعاداة السامية وِفقًا لـ ADL لأضعاف الـ FBI، فالأولى تلتزم بالأحداث الواقعية الواضحة، أما الأخيرة فقد أضحت تصنف النقد الشرعي لـ”إسرائيل” أو دعم أعدائها -من وجهة نظرها- على أنه معاداة للسامية، وهي جريمة بالطبع يُعاقب من يرتكبها.
باختصار، تستخدم منظمة ADL سلطتها الأخلاقية لمهاجمة الأقليات والمناضلين من أجل العدالة، بينما تدافع عن القمع والاستعمار. ومن أهم أذرُع هذه المنظمة الإعلامية، مركز Media Matters for America غير الربحي.
ما الذي حدث؟
لم تكُ هذه الفقرة الطويلة سوى شرٌ لابد منه، وذلك، كي انتقل بك من الماضي البعيد، إلى الحاضر القريب، أهلًا بك عزيزي القارئ في عام 2023، وتحديدًا، في سبتمبر/أيلول.
انتشر في سبتمبر الماضي وسمًا يهدُف إلى حظر منظمة ADL تحت اسم #BanTheADL، ومن بين الكثير من التعليقات التي كُتِبت، كتب إيلون ماسك تغريدة يؤيد فيها الوسم، قائلًا إن منظمة المحافظة على السمعة قد قامت بالفعل بالكثير من العمل الجيد في العقود السابقة، لكنها تحمست بشكلٍ مُفرط في السنوات الأخيرة، واختطفها فيروس العقل اليقظ.
Agreed on all.
We’re changing polls to allow votes only by verified users. That’s critical to avoid polls getting bot-spammed on controversial issues.
The ADL has done a lot of good work in prior decades, but has been overzealous in recent years &، hijacked by woke mind virus.
— Elon Musk (@elonmusk) September 2, 2023
أغضبت هذه التغريدة منظمة ADL بشكلٍ كبير، ولكن في المقابل، لم يكتفِ إيلون بما قاله، وأكد أنه واضح جدًا، وأنه مُؤيد لحرية التعبير، ولكنه ضد مُعاداة السامية بكُل أشكالها.
To be super clear, I’m pro free speech, but against anti-Semitism of any kind
— Elon Musk (@elonmusk) September 4, 2023
وأخيرًا، أطلق إيلون الرصاصة الأخيرة، والتي كانت عبارة عن اتهام لمنظمة ADL بمُحاولتهم للقضاء على منصة X مُنذ استحواذه عليه باتهامهم له والمنصة بمُعاداة السامية.
Since the acquisition, The @ADL has been trying to kill this platform by falsely accusing it &، me of being anti-Semitic
— Elon Musk (@elonmusk) September 4, 2023
لم يكتفِ ماسك بذلك، بل أكد أنهم نجحوا في ذلك بالفعل، حيث انخفضت إيرادات تويتر من الإعلانات -وِفقًا لإيلون نفسه- بنسبة 60%، مُعلقًا أن السبب في ذلك هو منظمة ADL -وِفقًا للمُعلنين أنفسهم.
Our US advertising revenue is still down 60%, primarily due to pressure on advertisers by @ADL (that’s what advertisers tell us), so they almost succeeded in killing X/Twitter!
— Elon Musk (@elonmusk) September 4, 2023
أخيرًا، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، عندما مد إيلون ماسك يد العون إلى غزة، في حربها التي نُزِع منها الوازع الانساني مع “إسرائيل”.
في أكتوبر الماضي، وتحديدًا في السابع والعشرين منه، انقطعت الاتصالات في غزة، وذلك بسبب إطلاق العدوان النار على أبراج الاتصالات، كي يمنعوا العالم من مُشاهدة المجازر التي يتم ارتكابها في القطاع.
انطلقت حينها مُطالبات لإيلون ماسك بإطلاق أقمار ستارلينك في غزة، تمامًا كما حدث في أوكرانيا أثناء حربها مع روسيا في فبراير/شباط 2022، من أجل توفير الإنترنت لمواطنيها، وليطمئن كُل منهم على الآخر، أو على أقل تقدير، كي لا يُزوّر التاريخ بأيدي الإعلام الصهيوني، لتظل السردية الإسرائيلية هي الوحيدة المُتاحة.
علّق إيلون ماسك حينها على تغريدة أحد المُطالبين الذي يُدعى @DrLoupis بعدم وضوح من يملك سلطة الوصلات الأرضية في غزة، مُؤكدًا عدم وصول أي طلب رسمي لتوصيل أي محطات لغزة.
حينها استمر @DrLoupis في طلبه، وبرر ذلك بعدم إمكانية من في غزة تقديم الطلب بسبب انفصالهم عن العالم.
ليرد إيلون: ،
“لم تحاول أي محطة من غزة التواصل مع مجموعتنا. ستدعم SpaceX روابط الاتصال مع منظمات المساعدة المعترف بها دوليًا”.
لم يرُق هذا الحديث لـ”إسرائيل” وحكوماتها، على عكس العالم العربي الذي رأى في إيلون ماسك بطلًا قوميًا، برغم أنه أمريكي الجنسية. وعلق وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كارهي حينها بأن “إسرائيل” ستستخدم كُل السُبل المُتاحة لمُحاربة هذه المُبادرة، وذلك بحجة أن حماس ستستخدم هذه الاتصالات في ارتكاب الأعمال الإرهابية، كما أعلن عن قطع العلاقات مع Starlink حتى إشعار آخر.
من أجل كُل هذا، بدأت منظمة ADL والذراع الإعلامي الخاص بها MMfA في تصويب الأسلحة تجاه إيلون ماسك، وهو ما حدث في الثامن عشر من نوفمبر، والذي تسبب في إعلان شركة Apple وقف إعلاناتها على منصة X، مُتهمةً إياها بدعم ونشر المحتوى المُعادي للسامية.
ألا تُحب آبل حُرية التعبير؟
بين آبل وإيلون ماسك قصةٌ طويلة، بدأت منذ أن استحوذ على منصة تويتر (X حاليًا) في أكتوبر 2022. عندما أطلق ماسك خدمة Twitter Blue، وهي خدمة اشتراك توفر للمستخدمين ميزات إضافية، مثل القدرة على إنشاء ملفات تعريف مُميزة ونشر تغريدات أطول بالإضافة للحصول على العلامة الزرقاء المُميزة فقط بثمانية دولارات.
اعتبرت آبل أن خدمة Twitter Blue تسمح للمستخدمين بنشر محتوى غير آمن أو مضلل مع وجود علامة تُثبت مصداقيتهم، لذلك قررت إيقاف جميع إعلاناتها على تويتر.
شركة آبل -وِفقًا لبلومبيرج- من أكبر المُعلنين على منصة X (تويتر سابقًا)، بإعلاناتٍ تتخطى قيمتها الـ 100 مليون دولار في عام 2022، وهذا هو سبب استخدام آبل لسلاح الإعلانات كُلما أرادت أن تتحكم في المُحتوى الذي يتم مُشاركته عبر منصة X.
لم يكُ هذا قرار شركة Apple وحدها، إنما كان قرار الوكالة الإعلانية المسؤولة عن إعلانات آبل وماكدونالدز ومرسيدس بنز وغيرهم من الشركات. أتحدث هنا عن Omnicom Media Group، أحد أكبر شركات الإعلانات في العالم.
من هي Omnicom Media Group هذه؟ هي شركة يتفرع منها شركة TBWA/Tel Aviv المُتخصصة في الدعايا والإعلان، وهي الوكالة الأكثر فعالية في “إسرائيل” في عام 2019، والحائزة على الجائزة الكُبرى في مهرجان كان ليونز للإبداع عن عملها “كُلنا بشر” لمركز تاوب -الإسرائيلي- لدراسات السياسة الاجتماعية في عام 2020، كما أنها في قائمة أفضل 10 شركات إعلانية في “إسرائيل” في عام 2021.
بهذا، تكون قد فهمت العلاقة بين آبل، و”إسرائيل”.
ليس هذا كُل شيء، مُنذ أن استحوذ إيلون على منصة X، ظل يُنادي بحرية التعبير، حتى أنه في المرة الأولى التي أوقفت فيها آبل إعلاناتها على المنصة، علّق مُتسائلًا:
“ألا تُحب آبل حُرية التعبير؟”
يعلم إيلون ماسك جيدًا أن حُرية التعبير والإعلانات لا يلتقيان.
“لا يُمكنك أن تدّعي الحيادية في المُراجعات في موقع مراجعات هواتف، بينما يرعى عملك علامة تجارية كُبرى”.
وكان هذا هو سبب لجوء إيلون ماسك إلى توفير خدمة Twitter Blue، ليُوفِّر لمنصة X مصدر ربح يعتمد على الإشتراكات كمنصات نتفليكس على سبيل المِثال.
هل تتذكر Twitter Blue الذي حدثتك عنه مُنذ قليل؟ كي تشترك في هذه الخدمة، عليك دفع 8 دولارات عبر متجر التطبيقات الخاص بك سواءً كان Google Play أو App Store وِفقًا لنظام التشغيل.
تأخُذ آبل نسبة 30% من كُل عملية شراء من داخل المتجر، وهي نسبة لم تُرضِ إيلون ماسك أبدًا.
كان أمام إيلون ماسك خيارًا بإضافة زر يأخذك إلى موقع ويب لدفع الدولارات الثمانية بعيدًا عن متجر آبل، ولكن كان هذا سيُكلفه مليار ونصف مُستخدم، وهو عدد مُستخدمي منصة X ممن يمتلكون هواتف iPhone، والذين سيفقدون قدرة الوصول إلى المنصة عبر التطبيق، إذا ما قامت شركة آبل بإزالته من على المتجر، في حالة إضافة هذا الزر. بالتالي، في منصةٍ خاوية من المُستخدمين، كيف يُمكن المُناداة بحرية التعبير؟
ولكن، لماذا تُصِر آبل على مُعاداة إيلون ماسك ومنصته بهذا الشكل؟ ألا تُحب آبل حُرية التعبير فعلًا؟
دعني أنتقل بك إلى كوبرتينيو، كاليفورنيا، وتحديدًا، في آبل بارك. ذلك المكان الذي يحتضن كافة مؤتمرات آبل، والتي تمتلأ دائمًا بأعلام دعم مُختلف الميول الجنسية، أو في قولٍ آخر، مُجتمع LGPTQ+.
وِفقًا لباحثين من جامعة مونتكلير، زادت نسبة الإهانات ضد جماعات LGPTQ+ على منصة X منذ استحواذ إيلون ماسك عليها بنسبة 58%.
من ناحية أُخرى، آبل، مثلها مثل الشركات الكُبرى، تُؤدي دورًا في المجتمع من خلال التبرعات، ما قد يُفاجئك أن 97.5 بالمائة من تبرعات شركة آبل، تذهب للحزب الديمقراطي، الحزب الذي تتعارض مصالحه كُلها مع حرية التعبير، والذي أعاد إيلون ماسك عدوه الأول إلى المنصة فور استحواذه عليها -دونالد ترامب-.
كُل هذا كان كافيًا لنُطلِق على آبل لقب “مُعادية حُرية التعبير” بجدارة.
ولهذا كان رد إيلون ماسك على المُعلنين المُقاطعين في لقائه الأخير خلال مؤتمر DealBook الذي أقامته صحيفة نيويورك تايمز مُنذ يومين هو
“هل تبتزونني بالإعلانات؟ هل تبتزونني بالمال؟ إذهبوا للجحيم.”
Bu gönderiyi Instagram’da gör
بعد نشر Media Matters for America تقريرها الذي قالت فيه إن منصة X تعرض إعلانات الشركات بين المُحتوى المُعادي للسامية، وأعلنت مُقاطعة العديد من الشركات للمنصة، لم يُعلِّق ماسك حينها على مُقاطعة الشركات لمنصته، ولكنه علّق قائلًا إن هذا التقرير يحتوي على لقطات مُزيفة، وأنه قد تم إنشاء حسابات ذات اهتمامات مُعينة خصيصًا من أجل هذه المهمة، لتظهر لهم إعلانات آبل و IBM وغيرهم من الشركات بين المُحتوى المُعادي للسامية، وفي الناحية الأُخرى، أكد على أن إعلان واحد فقط من الإعلانات التسعة التي شاركتها MMfA هو فقط الذي يظهر بين المُحتوى المُعادي للسامية -وِفقًا لسياسات تويتر لمُراقبة المُحتوى-، وأكد على اتخاذ المنصة الإجراءات مع هذا المحتوى.
إذًا، فإن إيلون ماسك ليس مُعاديًا للسامية، هو لم يُؤيد الاتهامات ويقول إن هذا المُحتوى مُعادي للسامية وأنا أقبل به، فقد قال إنه غير مُعادٍ، وهو ما يعني في سياقٍ آخر، أنه إذا كان مُعاديًا كالإعلان الوحيد الذي أشار إليه، كان ليحذف هذا المُحتوى.
بدايةً، دعنا نتفق على أن حرية التعبير في أعيُن إيلون ماسك هي حرية تعبير غير مُكتملة، مما يعني أنها حرية بقيود وِفقًا للعديد من المعايير، ولهذا، فقد اتفق إيلون مع Media Matters في وجود إعلان بالفعل وسط المُحتوى المُعادي للسامية.
ولكن، يبقى السؤال.. إذا كان إيلون ماسك غير مُعادٍ للسامية فعلًا، فلماذا ظهرت هذه الإعلانات وسط هذا المحتوى؟
كلمة السر: Ella Irwin
بعدما استحوذ إيلون ماسك على منصة تويتر، استغنى عن 80% من موظفي المنصة، وذلك بغرض تقليل النفقات واستعادة المبلغ الضخم الذي دفعه للاستحواذ عليها، مُبررًا ذلك بوجود الكثير من الموظفين عديمي الفائدة، ممن يُمكن استبدالهم بالكثير من الأدوات، من بينها، الذكاء الاصطناعي.
من بين هؤلاء الموظفين الذين تم فصلهم، فريق الثقة والأمان “Trust &، Safety”، ومعهم قائد الفريق Ella Irwin، ولمن لا يعلم، فإن هذا الفريق هو المسؤول عن مراقبة المُحتوى غير الأخلاقي والعدواني، واستبدل هذا الفريق بأنظمة مُراقبة مُدعمة بالذكاء الاصطناعي، والـ Community Notes، ابتكار إيلون ماسك الذي -في رأيي- سيجعل من تويتر أكبر منصة إخبارية في العالم، والذي يسمح للمُستخدمين بالتعليق على التغريدات في حالة وجود معلوماتٍ خاطئة، وإضافة الأدلة للمعلومات الدقيقة.
ولكن يبدو أن الذكاء الاصطناعي لم يُسعِف إيلون ماسك هذه المرة، وبطبيعة الحال، لا يُمكن الاعتماد على المُستخدمين في مراقبة أنفسهم، خاصةً، مع وجود أكثر من 6000 تغريدة يتم نشرها كُل ثانية، وِفقًا لتقرير مُؤسسة David Sayce.
ولذلك، وِفقًا لمعايير ADL التي أصبحت أكثر توسعًا، نسبة 72% من التغريدات المُعادية للسامية على منصة X، لا يتم اتخاذ أي إجراءات معها.
هذا الأمر طبيعي، خاصةً بعد استغناء إيلون عن الفريق المسؤول عن اتخاذ هذه الإجراءات.
إيلون في عين “شعب الله المختار”
عندما أوقفت الشركات إعلاناتها، قال إيلون ماسك إن ما قاله في تغريدة مُعاداة العرق الأبيض ليس معاديًا للسامية، ولكن أوروبا و”إسرائيل” والمنظمات التي تدعم الكيان يرونه معادياً للسامية.
مع هذا، هل يُمكن أن نتجاهل أن إيلون ماسك ليس في الأساس معادياً للسامية؟ حتى الإسرائيليين أنفسهم قد أكدوا أن إيلون ماسك ليس مُعادياً، بل إنهم يُحاولون ضمه إلى صفوفهم وحتى وصفه بالصهيوني في كُل مرة تسنح لهم الفرصة.
تفتخر صحيفة إسرائلية بأصول إيلون ماسك التي تعود إلى جنوب أفريقيا، الدولة التي تحتوي على أكبر عدد من اليهود في القارة السمراء.
وتفتخر أخرى بكلمات إيلون التي قال فيها إنه قد زار “إسرائيل” مرتين برفقة والده عندما كان بعمر الثلاثة عشر.
وآخر يرى أن زيارة إيلون إلى “إسرائيل” عام 2018 كانت بغرض إطلاق سيارات تسلا من الأراضي المحتلة بالتعاون مع شركة تُدعى Cortica.
أما المُفاجأة فكانت نفي إيلون ماسك لهذه الادعاءات، حيث قال إنه كان يزور مناطق تاريخية في “إسرائيل” والأردن برفقة أطفاله، وأنه لا يعلم شركة باسم Cortica.
لتظهر أُخرى في عام 2021، لتُؤكد على صهيونية إيلون ماسك، بدعمه لشركة BionicHIVE الإسرائيلية عندما أعاد مُشاركة مقطع فيديو للشركة تستعرض فيها روبوتاتها.
ذلك، برغم أن إيلون ماسك يُغرِّد مُنذ سنوات بمعدل يُقارب الثلاثة عشر تغريدات في اليوم الواحد وِفقًا لـ Stats with Sasa، ومن المؤكد أن هذا المُعدل قد ارتفع كثيرًا عما كان عليه في وقت الدراسة في عام 2022.
في عام 2022، خرجت صحيفة لتحتفل بتعاون إيلون ماسك مع “إسرائيل” في إطلاق صاروخ ISI الإسرائيلي من قاعدة EROS-C3 المملوكة لشركة SpaceX التي يمتلكها إيلون. في حين أن إيلون ماسك لم يُعلن في وقتٍ سابق أن SpaceX شركة غير هادفة للربح، فهذا هو عملها الأساسي، إطلاق الصواريخ وجلب الأرباح.
كما أن إيلون ماسك ليس بعراقي أو من سلطنة عُمان على سبيل المِثال، إنما هو جنوب أفريقي كندي أمريكي، فالقضية الفلسطينية لا تعني له شيئًا من الأساس، وكل ما يحدث هو أمور عادية كزيارة أماكن أثرية أو إطلاق الصواريخ من قاعدته أو مُشاركته لمقطع فيديو يُعجبه!
يؤكد هذا أن الإسرائيليين يحبون إيلون ماسك ويريدون استمالته، فما الذي تسبب في كُل ما حدث؟
المنصة المعادية للسامية رقم 1 في العالم
في عام 2022، وقبل أن يُتِم إيلون ماسك صفقة الاستحواذ على تويتر، نشر تغريدة شبّه فيها رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بهتلر، أهم مُعاديِ السامية في التاريخ، وكتب عليها أن الفارق بين الاثنين، هو أن هتلر كان يمتلك ميزانية.
استفز هذا الأمر كثيرًا المنظمات المُوالية لليهود، كمنظمة ADL، واتُهِم إيلون لأول مرة حينها بمُعاداة السامية، حذف إيلون التغريدة بعدها بقليل.
تسبب هذا بجانب تقارير ADL ومثيلاتها في تخوُّف اليهود من استحواذ إيلون ماسك على تويتر من البداية، حتى أنه قد صدرت بعض التقارير التي تقول إن عملية الاستحواذ هذه ستكون خطيرة على “إسرائيل” والسامية.
كما كان يتوقع اليهود، ومن بينهم Greenblatt رئيس ADL أن يزداد المُحتوى المُعادي للسامية على المنصة بسبب إيلون ماسك.
السر في ذلك هو أن منصة تويتر -بنظر اليهود- تدعم نشر خطاب الكراهية والتضليل والتحريض. وهذا ما أكد عليه Greenblatt أيضًا في حديثه الذي دافع فيه عن إيلون ماسك، ولكنه أكمل حديثه مُؤكدًا أن المُشكلة الحقيقية تكمن في مُستخدمي المنصة، والذين يمنحهم إيلون ماسك امتيازات أكثر من أي منصة أُخرى.
أما المُفاجأة، فهي دراسة أُجريت مؤخرًا على أكثر من 1300 أمريكي من مُستخدمي X ممن لا يقل عمرهم عن 30 عامًا، أثبتت بما لا يدعو مجالًا للشك، أن X هو المنصة الأقل مُعاداةً للسامية، مُقارنةً بتيك توك وإنستغرام!
القشة التي قصمت ظهر البعير
إذن، هل إيلون صهيوني مؤيد لإسرائيل؟ أم مناصر لفلسطين؟ الإجابة المختصرة لكلا السؤالين هي لا.
في يوم الاثنين الموافق لـ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تلقّى ماسك دعوة من رئيس الدولة المحتلة “إسرائيل”. قبلَ إيلون هذه الدعوة، وتواجد بالفعل مع الرئيس إسحاق هرتسوغ والتقى بأقارب المحتجزين والأسرى، كما زار مستوطنة كفار عزة رفقة نتنياهو، وأشاد بـ”مقاومة” المستوطنين للهجوم، وقال إنه “يحترم بشدة” شجاعة سكان مستوطنة كفار عزة.
وقد أعرب هرتسوغ عن أمله في أن تساهم زيارة ماسك في التوصُّل إلى حل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد قال إن ماسك يمكن أن يكون “عاملًا إيجابيًّا” في هذا الصدد.
وختم إيلون يومه الإسرائيلي بحوار مباشر على منصة X مع نتنياهو، تناقش فيه كلاهما فيما يحدث في قطاع غزة، وكان ما أبداه إيلون هو طأطأة الرأس لكل ما يقوله نتنياهو، في لقاء استمرَّ لأكثر من 20 دقيقة، لم يتحدث خلالها إيلون أكثر من 7 دقائق.
بعد هذين الحدثَين، رفض الملياردير الأمريكي دعوة القيادي في حماس، أسامة حمدان، لزيارة قطاع غزة والاطّلاع على ظروفها، وبرر رفضه بخطورة الوضع في غزة، رغم ذهابه إلى المستوطنات مرتديًا بزة مدرّعة لحمايته من الرصاص.
كانت هذه الأحداث الثلاثة بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، تلك اللحظة التي ظهر فيها كأمريكي أبيض اعتيادي، وأن كل ما يدّعيه من رفضه للأوضاع وحديثه الذي تسبّب في اتهامه بمعاداة السامية، كان أشبه بمحاولة لجلب المزيد من المستخدمين إلى منصته.
في النهاية، إيلون ماسك هو رجل أعمال يبحث عن مصالحه وسمعته، فعندما قرر أن حرية التعبير والإعلانات لا يجتمعان أطلق Twitter Blue، وعندما رأى المنصة تنهار أمام عينَيه بسبب رفض المعلنين عرض إعلاناتهم على منصة تجدُ بها 1000 حساب موثَّق للرئيس الأمريكي جو بايدن على سبيل المثال، قرر أن يستعين بليندا ياكارينو، أفضل من يعيد له إيراداته من الإعلانات..