“إبداعات نسوية مغاربية لأجل أطفال سوريا”، كتاب من 224 صفحة شارك في كتابته طيلة 7 أشهر 54 أديبة من تونس والجزائر والمغرب، اجتمعن على كتابة قصص المعاناة الإنسانية النابعة من المأساة السورية المستمرة، للوقوف بجانب أطفال سوريا الذين يدفعون ثمنًا باهظًا في حرب لا دخل لهم فيها.
رفض للحرب ولكل مظاهر العنف
موسوعة أدبية تمثل سابقة من نوعها، حيث جاءت بطعم نون النسوة ليؤكّدن أن للأدب دورًا في التصدي للعنف ونشر قيم السلام بين شعوب العالم، وشاركت في هذا العمل بقصائد 42 شاعرة، فيما نشرت 12 أديبة قصصًا قصيرة، أما على مستوى الدول فشاركت من الجزائر 39 سيدة، ومن تونس 10، فيما مثلت المغرب 5 شاعرات وأديبات.
غلاف الكتاب من تصميم طفل مغربي
تم إنجاز هذا العمل، الذي يعبر عن موقف الكاتبات المغاربيات من الحرب السورية ورفضهن لها ولكل مظاهر العنف، تحت إشراف وتنسيق الشاعرة الجزائرية سامية بنت أحمد، ويزين غلافها لوحة للطفل المغربي محمد ريان إبراهيم المنحدر من مدينة فاس، والذي لا يتجاوز عمره 7 سنوات، حيث رسم صورة معبرة للطفل السوري عمران فاختارتها اللجنة الأكاديمية للمشروع كغلاف لهذه الموسوعة.
مؤازرة أطفال سوريا
يهدف هذا الكتاب إلى إبداء المبدعات المغاربيات تعاطفهن مع أطفال سوريا الذين يعانون الويلات جراء القصف والتهجير، وبعث دعوات ورسائل لنبذ العنف والحرب، بالإضافة إلى تقديم مساعدة مادية متواضعة لأطفال سوريا من خلال عائدات بيع الكتاب في كل من المغرب والجزائر وتونس ومختلف الدول العربية، حيث قررت المشاركات في موسوعة “إبداعات نسوية مغاربية لأجل أطفال سوريا”، أن تكون عائدات هذا العمل لصالح الأطفال المشردين والفقراء والأميين والمصابين في سوريا.
تواصل المعاناة للعام السادس
الحرب المتواصلة في سوريا والتي تقترب من دخول عامها السابع، ما زالت تلقي بظلال ثقيلة على الأطفال هناك رغم ابتعاد أغلبهم عن ساحات المعاركة، ويعاني أطفال سوريا من الصدمة بعد أن تحملوا أسوأ أعمال قصف تضرب بلادهم، واعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في تقرير لها نشر في مارس الماضي، أن أطفال سوريا واجهوا معاناة غير مسبوقة مع تصاعد أعمال العنف في العام 2016 مما جعل هذه السنة هي الأسوأ على الإطلاق منذ اندلاع الحرب.
ويقدر عدد الأطفال الذين يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها بسبب الحصار والحرب بنحو 2.8 مليون طفل سوري، بينهم 280 ألفًا في مناطق محاصرة، وفي حالة انقطاع شبه كامل عن تلقي المساعدات الإنسانية.
أطفال سوريا يدفعون ثمن الحرب
وخلال سنة 2016 قتل 652 طفلًا سوريًا على الأقل بارتفاع نسبته 20% مقارنة بالعام الذي سبقه، 225 طفلًا منهم قتلوا إما داخل المدارس أو قربها، كما تم تجنيد 850 طفلًا ليقاتلوا على الخطوط الأمامية مباشرة، حسب تقرير الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ضحايا القتال والقصف يموت الكثير من الأطفال بصمت غالبًا نتيجة الأمراض التي كان من الممكن تجنبها بسهولة بحسب اليونيسف.