يقول أحد الخبراء الاقتصاديين ، أنه في الوقت الذي يتجه العالم للركود الاقتصادي أكثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي تعلو فيه الأصوات بأننا وصلنا إلى نهاية الابتكار وتوقف النمو .. ثم يضيف: لا تصدقهم! “
من الطبيعي التشاؤم خلال فترات الركود الاقتصادي، وليس في هذا الوقت فحسب .. بل ساد الركود قبل أكثر 70 عاماً من الآن في حالة أسوأ .. الا ذلك كله لم يمنع من عودة الاقتصادي للنقاط التي كانت عليه بل يرتفع أكثر.
إحدى الدراسات أظهرت أنه في ثلاثينيات من القرن الماضي كان قد شهد العالم أكثر العقود ابتكاراً في التاريخ الأمريكي وسجل طفرة غير مسبوقة في مستويات المعيشة والانتاجية .. الأمر الذي جاء بعد 30 عاماً من الكساد.
وبقليل من النظر إلى دورة الأعمال في الأعوام الماضية .. فاننا نستنتج أن أعمالاً كثيرة لم تكن موجودة تم استحادثها، وأعمالاً أخرى اختفت أو في طريقها إلى الاختفاء، في الوقت الذي نسنتج كذلك أن كثيراً من الأعمال سيتم استحداثها في الثلاثين سنة القادمة مع التطور التكنولوجي والمزيد من الابتكار في الأعمال.
ويقول خبراء أننا الآن في المراحل المبكرة من استدعاء “ثانية العمر” مرة أخرى، حيث كانت المرة الأولى في 1700 والأعوام التي تلتها في ما سمي بالثورة الصناعية.
وهل من العدل القول بأننا نمر الآن في مرحلة تحول كاملة في مجال الوظائف؟
نعم، خصوصاً أننا نرى الاختراقات التي يشهدها عالم الانسان من الروبوتات التي بات معظمها يتفوق على الانسان في كثير من الأعمال ويحل مكانه، حتى قيادة السيارات التي أصدرت مثلاً جوجل ومرسيدس تقود نفسها بنفسها، فضلاً على الأعمال الصناعية والتكنولوجية الدقيقة التي لم يعد للانسان يد فيها.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما الذي يحصل الآن ليجعلنا في عصر التحول ؟
الأمر الذي يتلخص في 3 نقاط، الأولى هي التطور بسرعة كبيرة .. ففي الوقت الذي استغرق مضاعفة كفاءة المحرك البخاري 70 عاماً، قامت سوني بتطوير النسخة الرابعة من جهاز “play staion” بمضاعفة القوة الحسابية وتقليل الوقت اللازم لذلك إلى 100 ألف ضعف زمني أقل، عن نظريه من النسخة الثالثة.
الأمر الثاني هو الكم الهائل من المعلومات المتاحة، فلم يعد العلم حصرياً على المعلومات التي يخزتلها البعض محاولين التميز بها عن الآخرين .. الأمر الآن أصبح أكثر عمقاً في الوقت الذي تستطيع الوصول فيه إلى المعلومة التي تريد في الوقت الذي تريد .. لتتطور المهمة من حفظ المعلومة إلى تطويرها والتميز في عرضها واستخدامها.
الأمر الثالث هي الطبيعة الاندماجية للابتكار، فـ “الفكرة المبتكرة 1” من السهولة بمكان للدمج مع “الفكرة المبتكرة 2” والخروج بعمل مبتكر كامل من هاتين الفكرتين أو العديد من الأفكار الأخرى المبتكرة – خاصة في الابتكارات الرقمية والتكنولوجية- الأمر الذي نشاهده كثيراً مع التطور الهائل في صناعة الهواتف الذكية مثلاً، ليصبح في يدك كاميرا وهاتف وجهاز تسلية و GPS وغير ذلك.
وشكل الوظائف الآن، معرّض تماماً للتغيير في الأعوام المقبلة القادمة، عملية زراعة أحد أجزاء “اللابتوب” في الجسم الرئيسي باتت مهمة الروبوت الآلي الذي يؤديها بسرعة واتقان وفاعلية بدلاً من الانسان، لتتطور وظيفة الانسان إلى تطوير هذا الروبوت إلى ما هو أبعد من ذلك، واختراع وظائف أخرى قائمة على الحاجة الأساسية وتسهيل العيش في هذا العالم.