ترجمة وتحرير نون بوست
تقرير جون غامبريل / الأسوشييتد بريس
دبي، الإمارات العربية المتحدة – قبل ستة أيام فقط من تنصيب ترامب بوصفه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية أغلقت منظمة ترامب عدداً من الشركات التابعة لها والتي كانت قد أسستها للبحث عن فرص استثمارية في قطر، وذلك بحسب ما ورد في أوراق الإعلان عن الدخل المالي جرى التقدم بها نيابة عن ترامب نفسه.
وكان ترامب قد حول الإدارة في منظمته إلى ولديه قبل دخوله البيت الأبيض متعهداً بأن أعماله التي تحمل اسمه لن تسعى لإبرام مزيد من الصفقات في الخارج طالماً كان يشغل منصب الرئيس.
ولكن ترامب في الأيام الأخيرة وجه الاتهام مراراً وتكراراً إلى دولة قطر بأنها تمول المتطرفين، وجاء ذلك في سياق الجهود التي تبذلها عدة دول عربية بزعامة المملكة العربية السعودية لعزل شبه الجزيرة هذه تماماً.
في تصريح لوكالة الأسوشيتيد بريس يوم السبت، قال ألان غارتين نائب الرئيس التنفيذي والمسؤول الأول عن الشؤون القانونية في منظمة ترامب إن إغلاق تلك الشركات كان “منسجماً مع التعهد الذي قطعناه على أنفسنا فيما يتعلق بإبرام صفقات أجنبية جديدة.” وأضاف: “لم تعد لنا حاجة إلى هذه الكيانات.”
يذكر أن الكيانات القطرية التي ورد ذكرها تأتي ضمن ٥٤٠ شركة مختلفة تابعة لمنظمة ترامب تشملها القائمة المدونة في الطلب
كرجل أعمال، سعى ترامب منذ وقت طويل إلى دخول قطر، تلك الدولة الصغيرة ذات الثراء الواسع بسبب ما تملكه من غاز، والتي سوف تستضيف دورة كأس العالم لكرة القدم لعام ٢٠٢٢، والتي يستقر فيها الآن ما يقرب من عشرة آلاف جندي أمريكي يعملون في قاعدة عسكرية كبرى تابعة للولايات المتحدة الأمريكية. وكان ترامب قد سافر إلى العاصمة القطرية الدوحة في إبريل / نيسان من عام ٢٠٠٨ بحثاً عن فرص استثمارية هناك.
وفي مارس / آذار من عام ٢٠١٥ غرد قائلاً إن منظمة ترامب تخطط لإقامة فندق في الدوحة إلى جانب فنادق أخرى في المملكة العربية السعودية وفي أبو ظبي ودبي داخل الإمارات العربية المتحدة.
كما أشاد ترامب بقطر أثناء حملته الانتخابية، وامتدح بالذات مطار الدوحة الدولي الجديد.
قال ترامب خلال أول مناظرة له مع هيلاري كلينتون: “تهبط في مطار لاغوارديا، وتهبط في مطار كينيدي، وتهبط في مطار لوس أنجيليس، وتهبط في مطار نيوارك، وتأتي إلى هنا من دبي وقطر وتشاهد تلك المطارات المذهلة، ويتبين لك أننا أصبحنا واحدة من دول العالم الثالث.”
إلا أن ترامب أخفق في إبرام أي صفقات تجارية مع قطر. أما في دبي فقد فتح أبناء ترامب في شهر فبراير / شباط نادياً للجولف يحمل علامة ترامب، وتنوي شركة تطوير العقارات داماك افتتاح ناد آخر على الرغم من التوجس داخل الولايات المتحدة إزاء نشاطات منظمة ترامب الدولية. وكان ترامب قد أخبر الصحفيين في وقت سابق بأن داماك عرضت على منظمة ترامب صفقات بقيمة ٢ مليار دولار بعد انتخابه، وهو الأمر الذي أكدته داماك أيضاً.
ترامب في الأيام الأخيرة وجه الاتهام مراراً وتكراراً إلى دولة قطر بأنها تمول المتطرفين، وجاء ذلك في سياق الجهود التي تبذلها عدة دول عربية بزعامة المملكة العربية السعودية لعزل شبه الجزيرة هذه تماماً.
يكشف ترامب في الأوراق التي تقدم بها يوم الجمعة إلى مكتب أخلاقيات الحكومة عن قائمة بأربعة كيانات منفصلة ذات علاقة بقطر تم حلها في السادس والعشرين من يناير / كانون الثاني، علماً بأن ترامب تم تنصيبه في العشرين من يناير / كانون الثاني. والشركات الأربع هي: دي تي ماركس قطر إل إل سي، دي تي ماركس قطر ميمبر كورب، تي إتش سي قطر هوتيل مانيجر إل إل سي، تي إتش سي قطر هوتيل مانيجر ميمبر كورب.
في الأسابيع التي انقضت منذ زيارة ترامب إلى المملكة العربية السعودية في شهر مايو / أيار – وكانت تلك أول زيارة خارجية له منذ أن نصب رئيساً، شهدت دول الخليج العربية السنية حالة متصاعدة من الفوضى.
وصلت الفوضى أوجها حينما تزعمت المملكة العربية السعودية حملة لعزل دولة قطر بعد أن قامت هي وعدد من الدول العربية الأخرى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة بسبب مزاعم بأنها تدعم الإسلاميين والمتطرفين وكذلك بسبب ارتباطاتها بإيران، علماً بأن إيران طالما نفت تمويل المتطرفين، مع أن الدبلوماسيين الغربيين يزعمون بأن التراخي في الرقابة يسمح لمثل هذا التمويل بالاستمرار. يذكر في هذا الصدد أن قطر تشترك مع إيران في حقل غاز ضخم في الخليج، الأمر الذي يتطلب منهما التواصل بشكل مستمر.
في الوقت الذي دعت فيه إدارة ترامب إلى الوحدة الخليجية وأشارت إلى دعم قطر من خلال استضافة الجنود الأمريكيين، إلا أن ترامب نفسه اتهم الدوحة بتمويل الإرهاب “على أعلى المستويات”.
في مارس / آذار من عام ٢٠١٥ غرد قائلاً إن منظمة ترامب تخطط لإقامة فندق في الدوحة إلى جانب فنادق أخرى في المملكة العربية السعودية وفي أبو ظبي ودبي داخل الإمارات العربية المتحدة.
فيما يخص دخله من مشاريعه في دبي، ذكر ترامب في الأوراق التي تقدم بها مؤخراً أنه تلقى فقط “رسوم إدارة” قيمتها 12,984 دولاراً من ملعب الجولف. وهذا انخفاض هائل من دخل كان يتراوح ما بين مليون وخمسة ملايين دولار عن مشاريع كان قد أعلن عنها في تقرير قدمه في مايو / أيام من عام ٢٠١٦ إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية في الولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، يشير تقرير الجمعة إلى أن رسوم تراخيص ترامب ومكاسبه تتفاوت أثناء تنفيذ المشاريع وتتضمن الحصول على دفعات مقدماً.
يذكر أن الكيانات القطرية التي ورد ذكرها تأتي ضمن ٥٤٠ شركة مختلفة تابعة لمنظمة ترامب تشملها القائمة المدونة في الطلب. وثمة إشارة إلى عدد من المؤسسات التي أقيمت على أمل تنفيذ مشاريع في المملكة العربية السعودية ولكنها حلت في شهر نوفمبر / تشرين الثاني كما ورد في تقرير سابق لوكالة الأسوشييتد بريس.
ومن الشركات التي تم حلها في السادس والعشرين من يناير / كانون الثاني تي سي ماركس بيونوس آيريس. فقد كانت منظمة ترامب ترغب في إنشاء برج آخر باسم ترامب في العاصمة الأرجنتينية، ولكنها قالت في يناير / كانون الثاني إنها لن تمضي قدماً في المحادثات “الاستكشافية” بشأن المشاريع هناك وكذلك في مدينة بيون الهندية.
المصدر: واشنطن بوست