ربما لا تمتلك منطقة الشرق الأوسط نسبة كبيرة من شركات التكنولوجيا، والتي على الأغلب تتمركز في بعض البلاد بعينها مثل الأردن والإمارات ولبنان ومصر وتركيا، إلا أن هذا لا يمنع أن تمتلك منطقة الشرق الأوسط نسبة لا بأس بها من النمو الملحوظ في معدل تلك الشركات، لا سيما بعد أن وصل عددها إلى 105 شركات قبل عامين من الآن.
بحسب تقرير “ومضة” عن شركات التكنولوجيا الخاصة بالأمور المالية والبنكية، كان حجم الاستثمار في تمويل شركات كتلك قد وصل إلى 100 مليون دولار خلال العشر سنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك النسبة وصولًا إلى عام 2020.
أحد المبادئ التي تؤمن بها تلك الشركات، هو التحويل الجذري من مجتمع يعتمد على الاقتصاد النقدي إلى مجتمع ذي اقتصاد خالٍ من النقد Cashless
يُتوقع وصول عدد شركات FinTech أو في سياق آخر شركات التحويلات البنكية والتمويل النقدي عن طريق التكنولوجيا إلى 250 شركة بحلول عام 2020 بدلًا من 105 شركة في بداية عام 2016، حيث ذكر التقرير أن مهام تلك الشركات ستتنوّع بين حلول لطرق الدفع الإلكتروني المختلفة، وعمليات إقراض المال الرقمية، وما بين الشركات المختصة بزيادة رأس المال.
أحد المبادئ التي تؤمن بها تلك الشركات، هو التحويل الجذري من مجتمع يعتمد على الاقتصاد النقدي إلى مجتمع ذي اقتصاد خالٍ من النقد Cashless، أي يعتمد بشكل أساسي على التحويلات البنكية والبطاقات الائتمانية.
لا تبدو الفكرة السابقة خيالية على الإطلاق، إذ بدأت بعض البلاد الأوروبية في تطبيقها تدريجيًا بالفعل، مثل بعض الدول الإسكندنافية، وبتطبيق ذلك على واقع الشرق الأوسط، خرج تقرير بخصوص خدمات البنوك الرقمية من مجلس التعاون الخليجي عام 2015 يشير إلى أن 64% من سكان منطقة الخليج على استعداد تام لتحويل تعاونهم مع البنك العادي إلى بنك رقمي.
ربما يكون التحدي الأكبر أمام شركات FinTech زيادة الوعي لدى المجتمعات العربية والشرق أوسطية بشكل عام بشأن الاقتصاد غير النقدي، فعلى الرغم من استعداد 64% من الخليجيين على استعداد لاستخدام بنوك رقمية كما أشار التقرير المذكور سابقًا، فإن نسبة العمليات البنكية التي تتم على الجهاز المحمول في الخليج لا تتعدى 14%، رغم أن 98% من مرتادي البنوك يمتلكون هواتف محمولة حديثة.
ترغب تركيا أن تقود مجال شركات FinTech في الشرق الأوسط بحلول عام 2023، حيث تطمح أن يتحول الاقتصاد التركي إلى اقتصاد غير نقدي
شكلت دول مثل مصر والأردن ولبنان والإمارات النسبة الأكبر بالنسبة لشركات FinTech الناشئة، وعلى الرغم من أن عددها مجتمعة كان 105، فإن النسبة الأكبر والأكثر جودة كانت من نصيب الإمارات، ذلك لاجتذاب الدولة عدد أكبر من المستثمرين، لتمويل شركات خاصة بـ “تحويل المال العالمي” (Now Money)، وشركات أو بنوك “إدارة الثروة”، وهي شركات أو بنوك احترافية تجمع بين الاستشارة التكنولوجية في كل من مجال التمويل والاستثمار.
لم تكن تركيا متأخرة كثيرًا عن ركب الدول السابقة، بل على العكس، تطمح أن تكون في المقدمة، إذ ترغب في أن تقود مجال شركات FinTech في الشرق الأوسط بحلول عام 2023، حيث تطمح أن يتحول الاقتصاد التركي إلى اقتصاد غير نقدي، تتم فيه أغلب العمليات التجارية من خلال البطاقات الائتمانية أو العملات الإلكترونية أو البرمجيات والشركات الرقمية، لتحقيق هدف أن تكون مدينة إسطنبول مركزًا ماليًا عالميًا.
أهم شركات FinTech في الشرق الأوسط
باي موب في مصر
إيمانًا منهم بأن الاقتصاد النقدي يكلف المجتمع الكثير من الخسارات نتيجة للرشوة والسرقة وتكلفة النقل والطباعة، تحاول الشركة بناء مفهوم جديد لدى الشعب المصري ليثق في العمليات التجارية الرقمية
هي إحدى الشركات التي تهدف إلى تسهيل عملية نقل واستقبال الأموال غير النقدية دون جهد وبأكثر سرعة، ولهذا نجدهم قد عرّفوا أنفسهم بـ”حركة للدفع” وليس “خدمة للدفع”، في إشارة إلى الهدف الأساسي من تحويل خدمات العمليات التجارية إلى تبادل أموال غير نقدية Cashless.
تقدم الشركة حلولاً لتسهيل عمليات الدفع، بهدف تحويل الأموال النقدية إلى أموال إلكترونية، عن طريق تقديم خدمات للعملاء تساعدهم على تحويل الأموال، ليس فقط من خلال خدمات للدفع بل في شكل “مُتعهد للدفع” (Payment Provider).
ستجد شعار الشركة على موقعهم الرسمي يقول بأنهم يستقبلون الأموال بالطريقة التي يُفضل العميل الدفع بها، سواء كانت من خلال بطاقة ائتمانية، أو حتى عن طريق “المحفظة النقالة” (Mobile Wallet) وهي التي تحفظ بطاقاتك الائتمانية بمختلف أنواعها على جهازك المحمول في صورة رقمية، كما تستقبل الشركة الأموال نقدًا إذا كانت تلك الطريقة المُفضلة لدى العميل للدفع.
إيمانًا منهم بأن الاقتصاد النقدي يكلف المجتمع الكثير من الخسارات نتيجة للرشوة والتزويير والسرقة وتكلفة النقل والطباعة، تحاول الشركة بناء مفهوم جديد لدى الشعب المصري ليثق في العمليات التجارية الرقمية، والتي تجده الشركة تحديًا بالنسبة إليها، إذ يجد أغلب الشعب المصري صعوبة في وضع معلومات بطاقته الاتمانية على الشبكة العنكبوتية، ويُفضل أن تتم عملياته التجارية بشكل نقدي.
مدفوعاتكم في الأردن
(الصورة من موقع مدفوعاتكم)
تعمل شركة “مدفوعاتكم” على تعزيز خدمات البنوك الرقمية، بداية من خدمات البنوك على الهاتف المحمول وماكينات الصرف الآلي، إلى خدمة الاستجابة الصوتية التفاعلية بين البنك والعميل
تسعى شركة “مدفوعاتكم” في الأردن لتسهيل عمليات الدفع المختلفة في مكان واحد من خلال قنوات البنوك الرقمية أو الأونلاين، فإذا قمت بزيارة الموقع الرسمي لشركة “مدفوعاتكم” ستجد أن أهدافهم تتلخص كالآتي، كونهم بوابة للفواتير الإلكترونية من أجل طريقة أسرع وأسهل للدفع، ومن أجل تخفيض التكلفة الزمنية وتقليل المجهود، لكي لا يحتاج المرء للانتظار طويلًا في الطوابير، في حين يمكنه الآن الدفع من خلال ضغطة زر واحدة.
تعمل شركة “مدفوعاتكم” على تعزيز خدمات البنوك الرقمية، بداية من خدمات البنوك على الهاتف المحمول وماكينات الصرف الآلي، إلى خدمة الاستجابة الصوتية التفاعلية بين البنك والعميل، أما بالنسبة لدافعي الفواتير، فتعمل الشركة على مساعدتهم في توفير وقتهم ومجهودهم وتجنب الانتظار في الصفوف من خلال كفاءة الخدمة النقدية الإلكترونية.
نالت “مدفوعاتكم” التي تم تأسيسها عام 2011 جائزة “أفضل مُستخدم للتكنولوجيا في الشرق الأوسط” من “ومضة” في الإمارات العربية المتحدة في عام 2012، كما نالت في نفس العام جائزة الملكة رانيا القومية لريادة الأعمال في الأردن.
ذومال في لبنان
استطاعت ذوومال تمويل المشاريع الإبداعية منذ تأسيسها عام 2012 وحتى الآن بمبلغ قُدر بـ 1.6 مليون دولار، حيث استطاعت تلك المشاريع الممولة توفير 600 فرصة عمل
هي إحدى شركات التمويل المشترك (Co Funding) في لبنان، وهي المكان الأمثل لكل من لديه فكرة مبتكرة لمشروع جديد، حيث تدعم ذوومال (Zoomal) المشاريع الإبداعية في العالم العربي، إذا قمت بزيارة الموقع الرسمي لذوومال، ستجد الكثير من الأفكار الإبداعية التي لا يُسلط الضوء عليها كثيرًا في العالم العربي، وإن أردت التأكد من صحة ما تقوم به الشركة، يمكنك زيارة قصص المشاريع الناجحة التي ساعدتها ذوومال في التمويل حتى تحولت من فكرة إبداعية إلى مشروع ناجح.
استطاعت ذوومال تمويل المشاريع الإبداعية منذ تأسيسها عام 2012 وحتى الآن بمبلغ قُدر بـ1.6 مليون دولار، حيث استطاعت تلك المشاريع الممولة توفير 600 فرصة عمل، مما جعلهم يخططون في المستقبل القريب أن تتمدد حصتهم السوقية (Market Share) في تركيا وشمال إفريقيا.
استطاع المدير التنفيذي لذوومال، وهو المدير الشاب “عبد الله عبسي”، أن يؤسس 6 شركات وهو ما زال في الخامسة والعشرين من عمره، كانت من بينها شركة ذوومال للتمويل المشترك للمشروعات الإبداعية، ذلك بعد أن بدأ يُبحر في عالم الشركات الناشئة Start ups في منطقة الشرق الأوسط منذ كان في السابعة عشر من عمره.
بابارا في إسطنبول
يساعدك موقع Papara الرسمي أن تقوم بالتسوق الرقمي من خلال خدمة مجانية يقدمها لك الموقع، لا تضطرك إلى منحه كل معلوماتك الشخصية بما فيها معلومات بطاقتك الائتمانية، فهو منصة فورية لن تضطرك للانتظار لساعات ولا لأيام
تم تأسيس شركة Papara بإسطنبول في تركيا عام 2015، تعد من أحدث شركات التحويل والدفع الإلكتروني في المنطقة، تهدف إلى تعزيز خدمات التسوق الرقمي وتسهيل عمليات الدفع الإلكتروني وتحويل الأموال بسهولة ويسر بالنسبة للعملاء.
تُسهل الشركة عملية تحويل الأموال بشكل كبير، فيكفيك معرفة عنوان البريد الإلكتروني للشخص أو رقم هاتفه النقال لتستطيع تحويل الأموال إليه، ذلك بتكلفة تقل عن نصف الدولار لكل عملية تجارية يقوم بها العميل من خلال شركة Papara.
يساعدك موقع Papara الرسمي أن تقوم بالتسوق الرقمي من خلال خدمة مجانية يقدمها لك الموقع، لا تضطرك إلى منحه كل معلوماتك الشخصية بما فيها معلومات بطاقتك الائتمانية، فهي منصة فورية لن تضطرك للانتظار لساعات ولا لأيام كما هو الحال في بعض الخدمات المشابهة، كما أن أكثر ما يميزها حماية المستخدم، فأحد أهداف شركة Papara تقليل التزوير والاحتيال وخصوصًا على الفضاء الإلكتروني.
شهد قطاع التكنولوجيا المالية حركة لافتة، فقد سجّلت الاستثمارات فيه على الصعيد العالمي ارتفاعًا منذ العام 2012، في حين يتوقع أن تنخفض قليلاً في العام 2017، ولكن على الرغم من المستقبل المشرق الذي تتمتع به شركات التكنولوجيا الناشئة في الشرق الأوسط، ما زالت تواجه تحدي السياسات المتغيّرة وقلة المستثمرين وتجاهل رواد الأعمال لها، بالإضافة إلى عدم وعي الشعب الكامل بطريقة عملها وقلة ثقته بها.