أعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في بيان انسحابه من العمل السياسي في العراق وإغلاق جميع مكاتبه السياسية وحل تياره وإلغاء ارتباطه بالكتلة التي تمثله في مجلس النواب، مهدداً من يتكلم بخلاف ذلك بـ”المساءلة الشرعية والقانونية”، دون أن يتضح ما إذا كان هذا القرار مؤقتا أو نهائيا.
خبر له تداعياته في العراق
سيد #مقتدى_الصدر_يعتزل_السياسة ويعلن بأن لا كتلة تمثله بعد الآن بالحكومة أو البرلمان. pic.twitter.com/JzFVW659gQ— فاضل الشعلة (@f_shoulah) February 16, 2014
مقتدي الصدر عنده 40عضو فى البرلمان حاليا واطلق عليه من الاعلام انه الرجل الذي يصنع الملوك رغم ده كله قرر اعتزال العمل السياسي !!!!!
— Samira Ibrahim (@SamiraIbrahim4) February 16, 2014
#مقتدى_الصدر_يعتزل_السياسة في الواقع تمنيت ان لا يدخل في السياسة اصلا بأسم تياره تأذى الكثير
— نوُرُالدّينْ (@2004Noor) February 15, 2014
وقال الصدر في البيان الذي نُشر في موقعه الالكتروني “من المنطلق الشرعي وحفاظا على سمعة آل الصدر ومن منطلق انهاء كل المفاسد التي وقعت او التي من المحتمل ان تقع تحت عنوانها وعنوان مكتب السيد الشهيد في داخل العراق وخارجه ومن باب انهاء معاناة الشعب كافة والخروج من افكاك السياسة والسياسيين أعلن اغلاق جميع المكاتب وملحقاتها وعلى كافة الاصعدة الدينية والاجتماعية والسياسية وغيرها.”
وأكد الصدر عدم تدخله بالامور السياسية كافة مؤكداً بان “لا كتلة تمثله بعد الآن ولا اي منصب في داخل الحكومة وخارجها ولا البرلمان ومن يتكلم خلاف ذلك فقد يعرض نفسه للمساءلة الشرعية والقانونية.”
الصدر غادر عالم السياسه بعد ان
نفذ مخطط ايران في العراق الان
العراق موحد شيعه والسنه رحلو
وقتلو ايران من يملك الحريه والحكم
في عراق العرب !— فهد الماضي .f.almadi (@fahadalmadi) February 16, 2014
واستثنى الصدر عددا من المؤسسات الدينية والخيرية من قراره، منها “قناة الأضواء الفضائية، إذاعة القرآن الناطق، إذاعة العهد، صلاة الجمعة في مسجد الكوفة ومدينة الصدر، مؤسسة المنتظر، المدارس الاكاديمية الخيرية التابعة لنا في النجف وبغداد وقم، مدرسة البتول النسوية، مسجد فاطمة الزهراء في النجف وغيرها”.
في غضون ذلك، قال مسؤول في مكتب الصدر في النجف لفرانس برس أن “لا أحد يرغب في مناقشة هذا القرار لأنه قرار مفاجئ”، مضيفا أن جميع مسؤولي تيار مقتدى الصدر “أغلقوا هواتفهم ولا يريدون التعليق أبدا”. وذكر مسؤول آخر في أحد مكاتب الصدر في العاصمة العراقية بغداد للوكالة الفرنسية ذاتها أن “القرار شكل صدمة لنا، ولا نعرف حيثياته، ولا تبعاته، ولا إذا كان مؤقتا أو دائما”.
هل ثمة علاقة بين اعتزال الصدر السياسية وبين توقفه عن أي نشاط منذ اكثر من شهر بعد صريحه القوي ضد سليماني ووصفه له بأنه أقوى رجل في العراق؟
— علاء اللامي alalami (@allamialaa7) February 16, 2014
السؤال بكلمات أخرى: هل تجاوز الصدر الخطوط الإيرانية الحمراء فأجبر على اعتزال السياسية أم كان ذلك بسبب فضيحة التصويت على تقاعد البرلمانيين؟
— علاء اللامي alalami (@allamialaa7) February 16, 2014
وهذه هي المرة الثانية التي يعلن فيها مقتدى الصدر اعتزال الحياة السياسية، فقد أعلن عن قرار مماثل في الرابع من أغسطس من العام الماضي بسبب ما قال انذاك “ما حدث ولا يزال يحدث” من عناصر محسوبة على التيار الصدري حملت السلاح في مواجهات مع عصائب أهل الحق المنشقة عنه بقيادة الشيخ قيس الخزعلي في بغداد برغم علمها أنه قد جمد عمل جيش المهدي التابع له منذ مدة طويلة.
#مقتدى_الصدر_يعتزل_السياسة
مقتدى صار مثل يونس محمود
كل يوم معتزل وراجع— ابو مصطفى (@Asama_Fadel) February 16, 2014
وكان الصدر قد أعلن في كربلاء عام 2007 جمد عمل نشاطات “جيش المهدي” التابع له، بعد اتهامه بـ”إحداث فوضى في كربلاء وقتل ما لا يقل عن 52 شخصا”.
ومع استقالته السابقة سارع إياد علاوي زعيم القائمة العراقية بحث الصدر على ترك عزلته وعدّ اعتزاله العمل السياسي خسارة للجميع، فيما أبدى رئيس الوزراء نوري المالكي تأييده لقرار مقتدى، داعيا إياه إلى إجراء اصلاحات في التيار الصدري.
ومقتدى الصدر هو الابن الرابع للزعيم الشيعي السيد محمد محمد صادق الصدر، الذي أغتيل في شباط (فبراير) 1999 برفقة اثنين من أبنائه هم مصطفى ومؤمل.
ودرس في حوزة النجف الأشرف على يد والده. وانتقل إلى حوزة قم بعد الدخول الأميركي للعراق وما رافقه من تصاعد أعمال المقاومة ووضع اسمه على رأس المطلوبين للاحتلال والحكومة والارهابيين.
وحصل على مرتبة حجة الإسلام والمسلمين.
وأسس سرايا “جيش المهدي”، وهو تنظيم عسكري مسلح، في أواخر عام 2003 لمواجهة الإحتلال الأميركي للعراق.
وأصدر الحاكم الذي عينه الاحتلال على العراق بول بريمر قراراً بإغلاق صحيفة “الحوزة”، التابعة للحوزة الناطقة لمدة 60 يوماً عام 2004، الأمر الذي دعا مناصريه الى التظاهر. وأدى ذلك إلى تصاعد الأحداث الدامية بين أنصار الصدر والقوات الاميركية، وحثّ الصدر أتباعه على ترويع قوات الإحتلال بعد أن قال أن “الاحتجاجات السلمية لم تعد مجدية”.
وكان مقتدى الصدر وجيش المهدي يتمتعان بنفوذ كبير في العراق عقب الغزو والاحتلال الامريكي للبلاد عام 2003، ولكن هذا النفوذ اخذ بالتضاؤل في السنوات الاخيرة.